لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

كنيسة بهنام وسارة

 تكريس وافتتاح كنيسة مار بهنام وسارة الجديدة

 

مع نسمات مسائنا الحالم ابتدات مراسيم احتفال تكريس وافتتاح كنيسة مار بهنام وسارة، فكانت الجموع قد احتشدت (ابناء بغديدا ومن المناطق العديدة الاخرى) عند الكنيسة، لتُغنِي بايمانها عظمة هذا الحدث التاريخ..

اليوم كانت بغديدا على موعد مع فرح غامر لم تذقه منذ (60) سنة، منذ تكريس كنيسة الطاهرة الكبرى (1948م) ـ معجرة التضامن والطيب الباغديدي.

كنيسة جديدة تشمخ على تراب بغديدا اسميت على اسم الشهيدين مار بهنام وسارة، اللذان نبذا العروش والتيجان وقبلا بتاج الاستشهاد حباً برب الحياة يسوع المسيح…على اسم الشهداء سميت الكنيسة لتذكرنا ان "دماء الشهداء بذار الحياة".

اليوم احتفلت ابرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك بتكريس كنيسة مار بهنام وسارة الجديدة في بغديدا، احتفالا جماهيريا مهيبا وفق منهاج روحي وثقافي وشعبي حافل، ووسط فرح غامر للمؤمنين، تراس سيادة راعي الابرشية المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الجزيل الاحترام، الاحتفال بمشاركة الاساقفة: سعادة السفير البابوي في العراق المطران فرنسيس شوليكات، المطران مار افرام جوزيف يونان (راعي ابرشية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في الولايات المتحدة وكندا). المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون (راعي ابرشية الموصل وتوابعها للسريان الارثدوكس)، المطران توما توما (راعي كنيسة المشرقية القديمة) المطران مار ربان القس (راعي ابرشية العمادية للكلدان) والاباء الكهنة في ابرشيتنا والابرشيات الاخرى، الاخوات الراهبات من رهبنات عديدة الاخوة الرهبان والطلبة الاكليريكين، وبحضور ممثل الاستاذ رابي سركيس اغا جان عراب مشروع بناء كنيسة مار بهنام وسارة، السيد كوركيس اغا جان، والاستاذ عبدالله النوفلي رئيس ديوان اوقاف المسيحيين والديانات الاخرى. والسادة مسؤولي الدولة في محافظة نينوى وقضاء الحمدانية ومسؤولي الاحزاب والمنظمات في قضاء الحمدانية، وجمع غفير من المؤمنين من مناطق عديدة وابناء بغديدا.

بدأ الاحتفال باقامة رتبة تكريس الكنيسة، حيث دخل الموكب الكنيسة مع انغام ترنيمة سريانية "توبو شلوم"، بعدها انسابت الصلوات والقراءات الكتابية والروحية الخاصة بالمناسبة، وتم دهن مذبح الكنيسة من قبل سيادة راعي الابرشية والسادة الاساقفة، وفرش المذبح بالاغطية وسط تصفيق حار وزغاريد لم تنقطع. تخلل الرتبة تراتيل انشدها جوق الشمامسة وجوق اصدقاء يسوع. وفي ختام الرتبة اطلق سيادة راعي الابرشية كلمة قيّمة، اكد فيها على اهمية الحدث وشكر فيها كل من وهب وكل من عمل في الكنيسة وهنأ الابرشية وبلدة بغديدا. (نص الكلمة مع الاخبار)

ثم انتظم الموكب ليخرج الى فناء الكنيسة الغربي لقص كعكة المناسبة على انغام معزفات كشافة السريان وسط التصفيق والزغاريد.

بعدها توجه الجميع الى ساحة الاحتفال المهيئة للمناسبة، وامام حشد كبير انسابت فقرات الاحتفال، بدأتها كشافة السريان بمعزوفات عديدة، ثم اطلق جوق اصدقاء يسوع ترنيمة "طين حجر"، ثم اطلق الاب لويس قصاب "كلمة المناسبة" ليلهب الحاضرين حماسا مستذكرا اهازيج اجدادا وامطر الشكر لكل من ساهم باقامة هذا الصرح التاريخي العظيم.(نص الكلمة مع الاخبار)

ثم اطلقت الاغاني بالمناسبة: بنيناك يابيعة، انشدها الفنان ستيفن جليل/ عقبتها لوحة "بيعتنا يابيعتنا/ اداء الفنان انس الكاتب وجوق اصدقاء يسوع وفرقة السريان للفنون الشعبية.

ثم تم تقديم هدية تذكارية للاستاذ رابي سركيس اغا جان والذي بسخائه شمخ هذا الصرح فوق تراب بلدتنا، بلدة الكنائس والاديرة.

ثم تم قراءة الرسائل المهنئة بالمناسبة ومنها رسالة الكردينال ساندري، قرأها الاب شربيل عيسو، ورسالة الكردينال البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي، قرأها الاب انور زومايا، بعدها القى سيادة السفير البابوي في العراق المطران فرنسيس شوليكات كلمته، قرا ترجمتها الاب نهاد القس موسى، وكان قد وردت رسائل عديدة للمناسبة.

ثم تم توزيع المداليات التذكارية لكل من كان له جهدا في اقامة كنيسة مار بهنام وسارة. ثم تقاسم المدعوون وليمة المناسبة في قاعة الامراء الجديدة القريبة من موقع كنيسة مار بهنام وسارة. ثم قدمت كشافة السريان فعالية كنائس البلدة ليستمر بعدها كرنفال فرح تضمن اغاني باغديدية انشدها جوق اصدقاء يسوع مع الفنانين: انس الكاتب وعمار خضر وسلام بابا، ونفذ لوحات الرقص فرقة السريان للفنون الشعبية، التوزيع الموسيقي والعزف: انمار بربر و سعد موسيس..

وضاع اريج الفرح في ارجاء بغديدا المحتفلة بهذا الحدث التاريخي.

مبروك لابرشيتنا..لبلدتنا…لكنيسة العراق…للكنيسة في كل العالم…مبروك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

منهاج حفل التكريس والأفتتاح

 

- تجمع الأكليروس في الصالون (قاعة مار متى)

- دخول الموكب : توبو شلوم

- الرتبة الطقسية(تراتيل جوق اصدقاء يسوع):

* الرب راعيّ  / * ابتهجت نفسي

- كلمة سيادة راعي الأبرشية المطران

باسيليوس جرجس القس موسى

* ترتيلة رنموا وغنوا (لدى الخروج)

- الخروج وقص كعكة المناسبة

- الكشاف وعزف مارش نحو الساحة

- كلمة عريف الحفل.هتافات.اطلاق الحمام

* ترتيلة طين وحجر (جوق اصدقاء يسوع)

- كلمة المناسبة: الأب لويس قصاب

- أهزوجة: بنيناك يا بيعة + بيعتنا يا بيعتنا

(ستيفن جليل بالأشتراك مع جوق الأصدقاء

وفرقة السريان للفنون الشعبية)

- تقديم هدية الأستاذ رابي سركيس اغاجان

- رسالة الكردينال ساندري: الأب شربل عيسو

* ترتيلة "يوبيلاتي" (جوق اصدقاء يسوع)

- فعاليات كشاف السريان

- رسالة الكردينال البطريرك عمانوئيل دلي:

الأب أنور زومايا

·       ترتيلة "بنيلن ئيتا" (جوق اصدقاء يسوع)

- توزيع المداليات التذكارية(3 وجبات. تتخلل كل

وجبة لوحات فولكلورية مع أغاني خديدية)

- الساعة 8 : عشاء

 

تكريس وافتتاح

كنيسة مار بهنام وسارة

بخديدا / قره قوش

 

1 آب 2008

  

كنيسة  مار بهنام  وسارة في سطور

* مساحة الأرض الكلية   3000 م2 / مساحة صحن

الكنيسة 35 م x 17 م

*  وضع حجرها الأساس سيادة راعي الأبرشية مار

باسيليوس جرجس القس موسى في 8 آب 2005

* تم صب الأسس في 17 أيلول 2005

* تم صب السقف الرئيسي في 1 شباط  2007

* تنفيذ الجدران كلها مع الأسقف بطريقة الصب

الكونكريتي المسلح

* تبرع بكامل تكاليف البناء الأستاذ رابي سركيس اغاجان غمره الرب ببركته

* تعتبر الكنيسة تحفة فنية قام بتصميمها المهندس الخديدي عامر عزو شموعي. نفذها

المهندس الموصلي زهير هادي بطو

·       يضم مجمّع الكنيسة مركزا راعويا يحتوي قاعة باسم مار متى، ومكتبا لكاهن الرعية،

ومسكنا لحارس الكنيسة، ومكتبة

*   يضم موقع الحجر الأساس:

1. نسخا من الصحف والمجلات الصادرة في بخديدا / قره قوش

2. نسخة من رتبة وضع الحجر الأساس

3. قطعا نقدية من فئات النقد العراقي المتداول

4. وثيقة بأسماء المساهمين في المشروع

  

تاسع كنيسة في بخديدا

تعتبر كنيسة مار بهنام وسارة تاسع كنيسة في بخديدا / قره قوش، والأولى في الألفية الثالثة. فقد كرست آخر كنيسة في البلدة، وهي كنيسة الطاهرة الكبرى، في 14/11/1948 قبل ستين عاما. وهي تحمل في واجهتها الأمامية رمزا منحوتا كالذخيـرة

من كل كنيسة من كنائس البلدة المباركة:

 

كنيسة الطاهرة القديمة ( القرن 12)

كنيسة الطاهرة الكبرى  (1948)

كنيسة مار يوحنا  (1902)

كنيسة مار يعقوب  ( 1912)

كنيسة مارزينا  ( 1280)

كنيسة مارت شموني  ( القرن 8)

كنيسة سركيس وباكوس(القرن11

كنيسة مار كوركيس(القرن 12)

 

 * واجهة الكنيسة عبارة عن شراع عملاق ترصعه رموز من شقيقاتها كنائس البلدة الأخرى، تحيط بجدارية بارزة برونزية اللون تمثل اقتبال مار بهنام واخته سارة ورفاقه العماد على يد مار متى الشيخ، نفذت على نمط آشوري مطعّم بالوحي المسيحي والفن المعماري الخديدي. أما جسم الكنيسة الخارجي فهو على شكل خيمة واسعة، خيمة العهد، وبسنامات متعددة.

* الأعمال الفنية والتغطية الجمالية واللوحات النحتية والزيتية ومجموعة درب الصليب ومجموعة الأسرار وجرن المعمودية والمذبح والخطوط الزخرفية هي من أفكار راعي الأبرشية، شارك في تنفيذها ثمانية فنانين من لبنان والموصل وبخديدا.

* جدارية الواجهة الرئيسة ( عماد مار بهنام): للفنان ثابت ميخائيل بتق.

* رسوم مجموعة الأسرار: للفنان ماهر حربي مع رتوشات في رسوم الجدارية

* أيقونتا السيد المسـيح والسيدة العذراء: للفنان اللبنـــــاني الأب عبدو بدوي

* التنفيذ النحتي لكافة الزخارف الداخلية والخارجية والتخاريم ولوحات رموز الكنائس ومجموعة الأسرار والكتابــــات

والمذبح وجـــرن العماد وجدارية شرفة الجوقة هي بأزميـل النحــات سعد الله مارزينا القس موسى

* الخطوط السريانية : للخطاط بشار الباخديدي

* مجموعة درب الصليب: للنحات دريد القس اسحق

 

اللجنة التنفيذية

 

-      الأشراف العام : سيادة راعي الأبرشية

-      الأشراف المباشر: الأب لويس قصاب

-      مدير المشروع : المهندس زهير هادي بطو

-      المهندس المقيم : زياد عيسى كتي

-      المهندس المقيم : عصام ألياس القس الياس

-      الأشراف على العقود: بشار جرجيس حبش

-      المحاسب: ربيع ألطون ياكو

-      لجنة المشتريات: بابا بهنام سكريا

-      لجنة المشتريات: صبري رفو عطالله

-      لجنة المشتريات: اسحق يوسف قاشا

-      مراقب عمل: حنا عبد الرحمن الخياط

-      مراقب عمل: خالد عبو عبا

-      مراقب عمل: مؤيد حبيب زكو

-      حارس: خضر كريم حنا الكاتب

-      حارس: سولاقا كرومي القس توما

++++++++++++++++++++++

 

·       السبت 2 آب 2008 الساعة 6 عصرا :

مسرحية "كيباني بيخاي"(الحجارة الحية)

في دار مار بولس ( دعوة عامة )

·       الأحد 3 آب 2008: الساعة 7 صباحا:

- قداس راعي الأبرشية الأحتفالي الأول في كنيسة مار بهنام وسارة: - والساعة 30ر5 عصرا: قداس المطران جوزيف يونان ورسامـة الشمـاسِ ثائر عبا كاهنا في كنيسة مار بهنام وسارة .

 

>>>>>>><<<<<<<

 

كلمة سيادة راعي الابرشية  المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى

في مناسبة افتتاح كنيسة مار بهنام وسارة

في قره قوش/ بخديدا

الجمعة 1 آب 2008

-  سيادة السفير البابوي في العراق المونسنيور فرنسيس شوليكات                     

-  الأخ العزيز الأستاذ رابي سركيس اغاجان وزير مالية اقليم كردستان             

-  اخوتي السادة المطارنة الأجلاء                   

-  السيد محافظ نينوى الأستاذ دريد كشمولة ونائبه الأستاذ خسرو كوران               

-  السيد قائمقام قضاء الحمدانية الأستاذ نيسان رزوقي                    

-   أعزائي كهنة الأبرشية الموصلية والأبرشيات الشقيقة ولفيف الراهبات والرهبان            والشمامسة  

-   أيها الأصدقاء والضيوف الكرام             

-   أيها الشعب الخديدي العزيز            

 

المحبة والسلام معكم

قبل ثلاث سنوات إلا أسبوع تماما، وفي ثقة الفلاح الذي يلقي البذرة في الأرض الطيبة بحركة باتساع الذراع الممتدة حتى الأفق، وبالرجاء والأمل والأيمان، وضعنا الحجر الأساس لكنيسة تاسعة في بخديدا/ قره قوش على اسم الشهيدين مار بهنام واخته سارة. تلك البواكير شربت من عمق أرض الجدود، وبهمة الأحفاد نمت الحبة وأورقت ثم سنبلت، وها نحن اليوم وإياكم في عرس الحصاد..

حصاد لا ينتهي.. بل يبتدىء اليوم.. حيث نسمع الرب ينادينا:

 

" أنظروا الى الحقول.. اسألوا رب الحصاد أن يرسل فعلى إلى حصاده" (لو10:2)؛ وعرس لا يكتمل إلا إذا أقبل إليه جميع المدعوين: "ليأت الى بيتي الفقراء والكسحان والعميان والعرجان.. بل أخرج الى الطرق والسياجات وألحّ عليهم فيمتلىء بيتي ويشتركوا جميعا في عشائي" (لو14: 21-24).

العرس اليوم هو عرس الرب، وعشاؤه ملكوت للجميع.. ومكان العرس هو بيته هذا الذي تكرّس وتقدّس اليوم لاسمه ولعبادته ولالتقاء الإخوة، والمدعوون هم أنتم وأنا وهذا الشعب الخائر الحائر وهو يطلب الرحمة والأمان والسلام والحياة.

لا تخافوا.. امتلئوا من الرجاء.. الرب معكم وحاضر بينكم.. وإذا اضطربت سفينتكم ردحا، فهو هنا، غير بعيد، يسكت البحر في هيجانه وينقذكم. آمنوا فقط.. بأنه قادر أن يأمر البحر والأمواج فتطيعه. هذه السفينة قد اعتادت على تلاطم الرياح.. ولطالما عرّكتها الزوابع، ولكن قوى الجحيم والشر لن تقوى عليها.. والتلاميذ، إذا تعبوا الليل كله، فعلى كلمته سيبقون يلقون الشبكة جيلا بعد جيل!

هذه هي خصوبة الأيمان الذي يتعرض للمحنة فيخرج أقوى وأكثر عطاء. قد سمعتم أنه قيل، والقائل مؤرخ مسيحي من القرن الرابع، ترتليانس، أن دم الشهداء بذار الحياة.. أليس هذا ما يعلمنا إياه الفتى بهنام واخته سارة ورفاقه الذين آثروا أمانة الأستشهاد في هذا التربة بالذات على النكران والجحود، فنالوا الحياة الدائمة.. حياة الروح والخلود! على اسمهم بنيت هذه الكنيسة ليبقوا لنا قدوة في ظروف حياتية جديدة. ولكن نداء الأيمان والأمانة يبقى هو هو، اليوم كما البارحة. والإرث الذي تسلمناه من آبائنا نسلمه لأبنائنا بإباء وفرح والتزام. أنظروا إلى جدارية المدخل: بهنام يلقي سيفه أرضا ويتقدم مع أخته ورفاقه راجلين الى ينبوع الحياة فيقتبلون العماد من يد الشيخ متى الناسك.. من هنا تبدأ القصة. بين العماد والصليب.. ومنه الى القيامة والمجد طريق لا بدّ أن تقطع..

هذه اللوحة هي قصة حياتنا..قصة حياة المسيحيين في بلادنا.. قصة حياة بخديدا.. بخديدا التي أحبها وأوغل في حبها هذا الرجل المؤمن فأهداها هذا الصرح الأيماني الشامخ، من حجره الأساس وحتى حجر الغلق. صرح جاء آية في الفن والإبداع والإنجاز خليق بشموخ المحسن الواهب من هبات الله لأخوته. فهنيئا لك بما برّت به يداك، يا أخانا العزيز رابي سركيس أغاجان، وشكرا من الأعماق باسم كنيسة العراق، واسم أبرشية الموصل، وباسم بخديدا وكهنتها وشعبها وشمامستها ورهبانها على هذه الجوهرة التي رصّعت بها هامة بخديدا. لك حصة تدوم  من الصلوات التي ستصعد من هذا المكان المقدس، ولك رنّة من كل دقّة لهذه النواقيس.

ومن الهيكل الحجري، هذا الذي نحتفل اليوم بتدشينه، أنتقل الى الهيكل الحي الحقيقي لحضور الرب، أي أنتم يا شعب الله.. الذي وحده يحمل رسالة الشهادة والبشرى وقيم الإنجيل ومعنى الكنيسة الى العالم وفي العالم.. في العراق بلاد الرافدين.. خميرة وملحا ونورا. لولاكم لبقي الهيكل بيت حجارة ليس إلا. فانتم هيكل الله الحقيقي. أنتم الكنيسة الحية الرسولة الجامعة المتجذّرة في عمق تاريخنا وأرضنا هنا.

أيها الخديديون إن لكم مسؤولية كبرى تجاه أبنائكم والجيل الصاعد.. بل تجاه إخوانكم من البلدات الشقيقة، وندائي إليكم اليوم، ابلغ وأكثر إلحاحا من أي يوم مضى: كونوا صفّا واحدا متراصّا، وحّدوا كلمتكم.. وحّدوا نياتكم.. نسّقوا مواقفكم.. تداولوا فيما بينكم في أهدافكم بأسلوب الحوار والسماع والأستماع وتكامل الرأي، ليس لتسجيل نقاط لحساب هذا أو ذاك، أو ببروز زعامات متفردة هنا وهناك، بل لبناء بلدتكم وخصوصيتها وتطلعاتها ووحدتها. كونوا حالة واحدة مع أنفسكم ومع كنيستكم التي هي انتم. وكونوا في انسجام تام مع بيئتكم الطبيعية والأجتماعية والجغرافية والتاريخية.. في احترام وتآخ مع جيرانكم، وإخوتكم. أنتم ترس لهم وهم حصن لكم. بل أنتم شهود المسيح إليهم. وكما قلت لكم يا أبناء وبنات بخديدا يوم وضع حجر الأساس، أكرر القول نفسه اليوم أيضا: "لا تهابوا إذا ما طحنتكم الأيام وظروف الحياة والمعاناة، حتى أصبحتم القمح الذي يغذي.. لملموا خطاياكم واختلافاتكم وخصوصياتكم وحتى أوجه ضعفكم، اجمعوا في أكفّكم وزناتكم ومواهبكم وكفاءاتكم وطموحاتكم وأحلامكم وحماسكم.. لملموها واجمعوها مجبولة بإيمانكم فنقدمها سوية هذا المساء على مذبح الرب في يوم تدشينه ليباركها وينقيها. لنجدد العهد لأيماننا وكنيستنا وشعبنا. ومع سليمان في يوم تدشين هيكله نرفع صلاتنا: " لتكن عيناك يا رب ليلا ونهارا على هذا الهيكل، على الموضع الذي يكون اسمك فيه. استجب الى تضرع شعبك الذين يصلون شاخصين الى هذا الموضع، واستمع إلينا، وإذا استمعت فاغفر" ( 1 ملوك 8:28- 30).

وأختم بشكر خالص ممزوج بطعم الفرح والأمتنان لجميع الذين ساهموا بقليل أو كثير، في الظل أو في الضياء، في انجاز هذا الهيكل الإيماني من عمال ومشرفين ومهندسين وفنانين ونحاتين وخطاطين ونجارين وحدادين وكهربائيين وعمال المجاري وقنوات المياه وصفّافين وصبّاغين وصاهري معادن ومنظمي حدائق وحراس وجمهور الجنود المجهولين العاملين بالصمت.

واسمحوا لي أن أقول كلمة شكر متميزة للمهندس المبدع زهير هادي بطّو المهندس المشرف والمنفذ لمشروع بناء كنيسة مار بهنام وسارة الذي وضع كل طاقاته وكفاءته وإيمانه في انجاز هذه الكنيسة بدرجة عالية من الإتقان والجدارة والذوق. ومعه أوجّه شكري الخاص أيضا الى أعضاء اللجنة التنفيذية للبناء، مرشدا ومهندسين ومراقبي عمل ولجنة مشتريات لدأبهم ومتابعتهم وعطائهم بلا حدود. كما أبعث بشكري عبر القارات الى ولدنا المهندس عامر عزو شموعي الذي وضع تصاميم كنيسة مار بهنام وسارة. وأختم بصلاة رحمة عن روح المهندس القدير فريد مطلوب الذي وضع خرائط التسليح التفصيلية للأسس والأعمدة والجسور والسقوف والقبة. ومن المتبرعين لا أنسى رفع الشكر لرئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى الأستاذ عبد الله النوفلي لتبرع الديوان بثريات الكريستال في فضاء الكنيسة. كما أوجه شكري للسيد قائمقام الحمدانية ومدير بلديتها لما بذلوه لتنفيذ المشروع ولدائرة الكهرباء فيها ولكافة المساهمين في إعداد الساحات وأعمال التبليط والتسوية. وأعتذر لمن لم يذكر اسمه وله دور. جازى الله الجميع خيرا وبركة.

ولنعبّر عن فرحنا وامتناننا الغامر لكل هؤلاء المحسنين والعاملين والمساهمين بصفقة أكفّ هادرة وبالزغاريد.

وشكرا   

 

>>>>>>><<<<<<<

 كلمة الأب لويس في تكريس كنيسة مار بهنام وسارة

.."هتفت الكنيسة قائلة: إننّي مشيّدة على صخرة بيت شمعون بطرس رئيس التلاميذ فلن ينالني جزع البتة".

 ترنّحي ترنّحي.. جلجلي جلجي يا أجراس كنائس بخديدا. قره قوش من أبراجك الشامخة ومتاهات قِبابها السامقة وأنتِ تطاولين الفضاء.. في صدري يتجاوب صداها.. إصدحي يا تراتيل الأجواق ومداريش الشمامسة.. جلجل يا نفير مارش أبواق الكشاف ودبكات فرقة السريان للفنون الشعبية فنحنُ اليوم في عيد..

فاللوحة اكتملت يا أبناء بخديدا.. ففي أفق هذه الساحة يسرح نظري وقلبي وفكري فأرى بريق عيونٍ لامعة.. قامات شامخة كلّها "متساوية".. الشوق كان يدغدغ أرواحنا.. كُنّا بحاجة إلى إطلاق العواطف المتكدّسة في نفوسنا وكياننا لمناسبة تكريس وافتتاح كنيسة الشهيدين مار بهنام وسارة.

يا أبناء بخديدا نحنُ على موعد مع فرحة شعب كُبرى.. زحفتم إلى هذه الساحة الفسيحة طوابير في مهرجان عزّ نظيره.. مهرجان وأكبر يُشعل دماءَنا فرحاً.. مهرجان للتاريخ والذكرى.. حضور تتسامى فيه القامات الشامخة وتتساوى في صنوف الدم بين دماء لا حصر لصنوفها.

بشرى سارة لأبناء بخديدا: "لقد حصلتْ موافقة الأستاذ الفاضل رابي سركيس آغاجان على تشييد كنيسة بأسم الشهيدين مار بهنام وسارة".. هكذا كانت المفاجأة عندما اتصل بي هاتفياً مدير مكتبه الأستاذ يوسف عزيز وأبلغني هذا النبأ السار قبل ثلاث سنوات.. فالأستاذ الفاضل هو صاحب المفاجآت.

سجّل إذاً يا تاريخ ودوّن يا قلم بمداد من ذهب: كنيسة بخديدا تخطف البطولة.. بطولة بناء الإنسان قبل بناء الحجر.. ولا تستطيب العيش إلاّ في مناخات البطولة، فهي نادراً ما تبوح بسرّ بطولات أساقفتها وكهنتها الستين المنتشرين في كافة أقطار المعمور.. بَنوها في الاغتراب عانقوا الكرة الأرضية وهم يتابعون نبضها.. يحترقون لرؤياها.. يرتعشون لكلّ رعشة تصيبها.. وتلمع عيونهم في الأقاصي (أميركا وكندا واستراليا وأوربا) لكل دبكة تٌُعقد فيها.. أيها المغترب كن خوديدياً حيثما حملتك أرض..

سجّل يا تاريخ ودوّن يا قلم بمداد من ذهب.. اليوم سنعطي كنائسنا التسع أسمائها فنحن رسمنا خارطتها السكانية وستبقى الأحياء في بخديدا وشوارعُها وأزقّتها مسجّلة بأسماء كنائسها وقلوب أبنائها ولن تُسرق من قلوبنا ولا تُستبدل بأسماء أصنام سادت ثمّ بادت.. ففي أيّة غربة ذهبتُ أحاول أن أضع صور كنائسها في صدري.. فصياغة علاقتنا بأرض بخديدا ليس مجرّد جغرافيا.. فقد وضعنا بخديدا وبصمناها بدمنا على الخريطة.. وضعناها في حدقات عيوننا وشغاف قلوبنا..

سموحولي دئاَمرنا: بخديدا، ألاها صُباثح بماي دِدهوا رسمهن خريطتح.. كمخطّطلا بريشتّح زورتا بمساحتّح، لاكن ربثا وعظيمة بمآثر ديدح (وبتراث ديدح).. أخ تخرتى ددوشا طئمح.. كمراسملا دلكنيا بمكنيانا شمشا (بهرا) عنَّح.. لكفتّح ديمنى ألاها نقيرى شمَّح.. ولكفتّح دجبّى خبيرى ريزى دتاريخَح.. ولبيبي دئينح مهيرى صورتَح.. شامة دعز ودشهامة بصملى لبكوينَح.

فكنيسة بخديدا هي التي كتبت (صنعت) تاريخ هذه البلدة المسيحي.. فهنيئاً لكِ محلة دئيتا.. هنيئاً لكِ محلّة دمارحانا.. هنيئاً لكِ محلة دمر يعقوب.. هنيئاً لكِ محلة دمرزينا.. هنيئاً لكِ محلة دبشموني.. هنيئاً لكِ محلة د سركيس وباكوس.. هنيئاً لكِ محلة دمار كوركيس.. هنيئاً لكِ محلة مار بهنام وسارة.. هنيئاً للطريق المؤدي إلى ناقورتايا وكنيسة القيامة ومار قرياقوس.

حضورَنا الكرام: الكبرياء تليق بالفرسان.. الكبرياء تليق بأساقفتها وكهنتها الستين ورهبانها وراهباتها المئة.. فسجّل يا تاريخ بمداد من ذهب بأن كنيسة بخديدا هي البطل.. شيّدنا الطاهرة الكبرى وعمّرناها في زمن كان أهلنا يعصرون الليالي عصراً.. ويذوبون سهراً من أجل قوتهم.. بنيناها في زمن كان الخوف يسكن فينا.. كان القهر والسحق لا يفارقنا وكان وكان.. وكلّ شيء كان وكنّا نعاني ممّا كان نلمّ الجراح المؤلمة بصبر أسطوري.. بصمت القدّيسين.. نام الخوديدي في القيظ والزمهرير.. ما ضَعُفت نفسه وما نضب نفيسه.."بنيناكِ يا بيعة"..

كنيسة الشهيدين مار بهنام وسارة عمّرناها في زمنٍ: خطر الضوء الأحمر يجتاح وكلّ مفردات الحياة! وقُلتها يوم وضع حجر أساسها في عصر 8 آب 2005 ومن هذه الباحة بالذات: "الإنسان الصنم غير المتحرك الذي لا يعمل لا يغلط.. بيدره لا يثمرغلة وحصاده لا يُنتج حبّة.. والشجرة المثمرة تُرجم بالأحجار أو تُضرم في جذعها النار".. كنيسة مار بهنام وسارة عمّرناها في زمنٍ الحزن بادٍ والكآبة تضغط على قلوب شبابنا طلبة الكليات والمعاهد بقوّة والأحوال النفسية متدهورة والروح منهكة.

يا أبناء بخديدا: قصدتم اليوم كنيسة الشهيدين مار بهنام وسارة حاملين قلوبكم.. وماذا تشبه هذه بخديدا؟ إنّها قلم كبير يخطّ لها سيرة من المآثر تألقت مع أفرام ويعقوب.. والسريان خاصّة أعطوا للشرق وللبشرية انساقاً من نبض الكلمة التي نطقت بها بلاد الرافدين بكلّ عنفوانها وكبريائها. وإرثها التاريخي.. منها تحمل شهادة في علوم الحكمة الشجاعة ومعنى الحياة.. في أحضانها يغادرني الخوف لأنها دار اطمئناني.. إنها هويتي السريانية التي لا تتبدّل ولا تُستبدل.. حصل ما حصل لها ولم تهتزّ جدران كنيستها.. مثالها، قامتها شموخ أبراج كنائسها العملاقة تطاول السماء وقوفاً وتجذّراً!..

لستُ هنا أفتح أبواب الذاكرة والتاريخ.. فهذه البقعة اختارت الطريق الصعب والوعر وشقّته شقّاً أعوام من الموت البطيء: مرضاً وجوعاً وتركيعاً ودعاوى ومحاكم لمدّة ثمانين عاماً.. ولحدّ اليوم بخديدى – قره قوش مظلومة عانت وتعاني الحرمان رغم إخلاصها.. دُمّرت وسُلِبت وأحرقت وذُبحت واستشهد من استشهد من أبنائها غيلة، وإلى اليوم ما زال فم تاريخها مختنقاً بالدم وحتى الدموع في هذه البقعة تحكي قصّة صراع إنسانها الذي يحتمل ويحتمل. بيد أنّ بخديدا ثوبها السرياني لن يُمزَّق.. ولن تهتزّ أو تتلوّى إلى الأسفل قاماتها ولن تترنّح رجلاها.. مع أبطالها النواطير قلبها وأطفالها في أمان.

مهما حصل وسيحصل: مدينة الفداء (بخديدا) هي إسمُنا نحن.. هي أشياؤنا وبيوتنا وأسرارنا.. جغرافيتها ليست مخطّطة على رمال صَحارى بل تشبه خرائط قلوبنا.. هي أمّي وأبي.. هي مهدي ولحدي.. هي بيتي الدافئ ..هي شمسي.. قمري.. انتمائي وكبريائي

هي خولة تألقت.. هي خنساء شمخت.. هي رأس، وطني الأصغر والأغلى.. بخديدا تحتاج اليوم إلى استحضار أرواح عُشّاقها ومحبيّها . حملت على ظهرها شيئاً من تاريخ كنائِسها .. بخديدا هي أنا وأنتم وكلّنا .. هي الآباء الكهنة الخوديديين في العراق بطرس وفرنسيس وبهنام ويوسف وشربل وسالم واندراوس وأنور ونور ونهاد وسامر وبشّار وعمّار وبيوس ووسيم وثائر ومخلص ومنصور وأفرام وسولاقا. فهنيئاً لكَ راعي الأبرشية مار باسيليوس جرجس القس موسى بكهنتك الخَمسين.. هنيئاً لك راعي الأبرشية مار غريغوريوس صليبا شمعون بكهنتك الخوديديون اسحق ويعقوب وحنا.. هنيئاً للمثلث الرحمة المطران عمانوئيل بني في مثواه.. هنيئاً للمثلث الرحمة المطران جرجس دلاّل "بطل لا يولد مرّتين".. نأمل أن يحاول سيادة المطران جرجس نقل رفاته من ضريحه في دير الشرفة بلبنان إلى بخديدا الحبيبة إلى قلبه.

يا أبناء بخديدا الأعزاء.. بخديدا، "وإن جارت عليّ عزيزة".. في سهلها وتعرّجاتها.. في ممّراتها وطرقاتها وأزقّتها الضيّقة وحتى في مطبّات شوارعها.. في مزارع الحنطة ووجوه الصبيان والصبايا ربيعاً.. في ألوان شارع الحب المزركشة.. في زحام شارع الحزام ونسائمه الباردة!.. في ليالي أعياد الميلاد ورأس السنة والفصح القيامة.. في أيام ربيع مار قرياقوس وناقورتايا وبشموني ومواكب السعانين وأجواق الكنائس ومداريش الشمامسة وموسيقى ونفير أبواق مارش كشّاف السريان وفعاليات فرقة السريان الشعبية وفرقة السريان للسينما والمسرح وفرقة مسرح قره قوش واحتفالات دار مار بولس ومهرجانات التعليم المسيحي ونوادي الرياضة.. في نهارات تشابك الأيدي المخملية الناعمة بالأيدي الخشنة في دبكات ليالي الأعراس الحاشدة الصاخبة: جنة الأحلام وجار القمر والحياة وغيرها.. في أصداء أغاني "الطلاليات" المحببّة الرائعة، وأصوات الطبل والزرنة الخلاّبة وإذاعة صوت السلام تجلجل في أعماقنا تراتيلها.. واليوم، لن نترك ساعة الفرح تذهب سدىً.. فقد حارب الخوديديون ثمانين عاماً وما زالوا يرقصون ويدبكون على أهزوجة ونغم "هاذي الجرية ما ننطيها، سبع سنين نحارب بيها، ئيشوع ومريم ساكن بيها".. وأدركت بخديدا بأنّها ليست رهاناً أو بضاعة للمزايدات.

بخديدا, أقلّب سفر الماضي عنكِ فلا أجد فيه غير إشراقات مجدكِ الزاهر! وعلى ضوء الفوانيس المثبتة على جدران البيوت القديمة ولجت أزقّتك التاريخية الضيّقة سمعتُ أهزوجة هزّتني هزّاً.. أهزوجة الأربعينيات والخمسينيات ولحدّ اليوم تهزّ الدنيا وصباحاتنا الجميلة وصحوات الفجر وسحرَ الغروب فأسمع صوت الصغار والكبار يصدح في عمق الأمان والسلام.. أهزوجة شعبية.. معدنها أصيل.. تتصف بالبساطة.. لكنها أكبر من كلّ كلام.. وأوسع من كلّ شعر ولغة.. يتعبني الشعر حين أكتبه عنها.. وينهكني النثر حين أسطرّه عنها، فنُصّر ونقول للدنيا أنّ كنيسة بخديدا هي هُنا "بنيناكِ يا بيعة.."

أيها الأحباء: في الزمن الصعب يظهر الرجال الحقيقيون.. وعندما تستعر النار ويشتدّ لهيبها يلمع المعدن الأصيل.. لن تمحى من ذاكرتنا ذاك الإنسان والرجل الرجل الذي ربط نفسه بالتاريخ هو الأستاذ الفاضل رابي سركيس آغاجان وزير مالية أقليم كردستان.. مواقف حيّة.. صور إنسانية سطّرها لا يمحها الزمن.. إنّه حضارة اليد الممدودة في زمنٍ انتحرت فيه الحضارة.. فعمل البناء هذا في هذا الزمن الصعب ينطلق من محبّته لأخوته المسيحيين الخارجة عن نطاق المعادلات والأرقام والألقاب.. قريبه هو المحتاج والمهمّش والعوائل المهجّرة الهاربين من جحيم الخطف والقتل والترويع، فهو الحضن الدافئ والملاذ الأمين الحصين لهم وهو المتنفّس لمن اختنق أو طحنته الأيام وظروف الحياة..

هكذا يتألّق الرجال العظام ومنّ ترعرعوا في صَخَب الحياة ونسجتهُم أخلاق الفرسان.. وتاريخ لا يسجّله إلاّ من كان من طينة الكبار.. سجّل إذاً يا تاريخ ودوّن يا قلم بمداد من ذهب، المبادئ وحدها لا تصنع التاريخ والأسطورة ، لكنّها تصنع الرجال الذين يصنعون ويصوغون التاريخ الأسطورة ويفرضون بصماتهم عليه بفكرهم أو فلسفتهم أو عبقريتهم وعطائهم..

هو حيّ من يعيش في قلوب الآخرين.. هذا المسيحي المؤمن بمبادئ المسيحية وبقوة الروح لا يطلب منّا إلاّ الصلاة من أجله وما أجمل الأيمان والمحبّة في عيون العطاء.. باركه الرب لأنّه أعاد إلى كنيستنا وهجها وألقها وحيويتها في عراقنا الحبيب وصنع من الدموع أزهاراً.. شكرنا له واعتزازنا به وصلاتنا من أجله فهو من شاد هذا الصرح الرائع كنيسة الشهيدين مار بهنام وسارة وكنائسنا الأخرى جدّدها.. وقريباً جداً نقوم أيضاً بتكريس وافتتاح كنيسة القيامة في مقبرة القيامة.. وإننا على ثقة بأنّ قطرات الخير التي تتساقط من يده الكريمة على هذه البلدة العزيزة ستكون برداً وسلاماً لأنها حميمة وصادقة تفيض بالخير من الوجدان.. المهمّة ابتدأت قبل أربعة أعوام لكنّها لم تنته وسوف تستمرّ لتخرج نبعاً زُلالاً.. سلسبيلاً رقراقاً.

بشعور من المحبّة الحارة أحييّ بمنتهى الودّ السادة الأساقفة الأجلاّء والآباء الكهنة والأخوات الراهبات والضيوف الكرام والسيد قائمقام قضاء الحمدانية ومدير شرطة الحمدانية ومسؤولي الأحزاب وكافة الإداريين الذين شاركونا في فرحة هذا مهرجان تكريس وافتتاح كنيسة الشهيدين مار بهنام وسارة.

تحية وألف تحية لكل الطاقات والجهود المبذولة من قبل لجان الخدمة.. شكراً للموسيقى تعزفها أنامل جوق أصدقاء يسوع.. شكراً لحناجر ملائكية تنشد.. ترتّل للإيمان.. للإنسان.. للأرض.. لنخيل العراق.. وشكراً.

 

>>>>>>><<<<<<<

 

سيادة الحبر الجليل مار باسيليوس جرجس القس موسى الكلي الاحترام

 الاباء الكهنة الافاضل, احبائي اهالي بغديدا ام الكنائس الطيبين

مرة اخرى تثلجون صدورنا بالمناسبات الطيبة والاخبار السارة التي عودتمونا عليها, هنيئا لكم ولنا بهذا الصرح المقدس الجميل الذي ما هو الا اشارة لبذرة الايمان التي قد استقرت في هذه الارض الطيبة والتي ماتت ونمت فاينعت ولونت الارض بارق تراتيل الحب والايمان. رجاء ما انقطع يوما ولا نضب كان ولا يزال يروي الارض بهمة الابناء الابرار 

تهنئة ازفها من القلب لكم ايها الراعي الجليل والاباء الكرام والاهل الاحباء متمنيا لكم السلامة والامان في ظل الحب الذي تنشرونه في كل الارض

الاب ميسر بهنام المخلصي .. روما

 

>>>>>>><<<<<<<

 

بمناسبة افتتاح كنيسة مار بهنام وأخته سارة

من جرجس الى جرجس بنيناك يابيعيتنا

 

أيا بخديدا إفتخري بجرجس دلال باني بيعتك

وجرجس القس موسى مجددك

دلال كنت شهما في أعمالك

واينما حللت تركتك بصماتك

ببساطتك المعهودة  أحبتك رعيتك

جرجس القس موسى خليفتك

رجل الملمات تلميذك

باني الفكر  ومجدد صروحك

بيعة الطاهرة بنيت

وعلى يد دلال تكرست

بهنام وسارة منها ولدت

وعلى يد القس موسى تزخرفت

بصرحها السامق تلأ لأت

وبزغاريد الخوديديين  تنشعت

فمرحى لكنيسة العراق

 

القس صفاء حبش – مشيكن

9 اب  2008

 

>>>>>>><<<<<<<

 

" ما هذا إلاّ بيت الله ! هذا باب السماء "

تكوين 28 :17

 

سيادة الحبر الجليل مار باسيليوس جرجس القس موسى الكليّ الاحترام

 الأباء الكهنة الأحباء والاخوة الأعزاء الشمامسة وعموم الأهل الأحبة في بغديدي صانكم المولى

 

دعوني اتسامى معكم وأسمو إليكم عبر حلم يعقوب الذي احببت أن أقتبس من نصه الآية الكريمة أعلاه من سفر التكوين .. ويبدو حلم يعقوب لذيذاً وهل ألذّ من من جني حضارة بلاد الرافدين؟ سلّم يؤدي إلى السماء كناية عن زقوراتنا ذات الطوابق المؤدية نحو العلى! دعونا نباهي الحضارات باحلامنا ونفرح بعراقيتنا ! فترتقي المعاني بهذا الحلم الجميل لتتبلور ماهيتها وينكشف عنها المعنى الرائع الذي تكلم عنه آباء الكنيسة حين وجدوا فيه صورة العناية التي نثرها الله على الأرض بواسطة الملائكة الساهرين , ثم في هذا الحلم تنبثق صورة سابقة لتجسد الكلمة .. حيث يكون يسوع مسكن الله العليّ . اهلي الأحباء :وإذ يعقوب يسمّي المكان الذي رأى حلمه فيه " بيت إيل" فإني أرى بيت إيل هذا على خارطة الايمان في كل مدينة أو قصبة او بقعة يبنى فيها مذبح لإقامة القدّاس الإلهي . وما كنيسة مار بهنام وسارة التي تحتفلون بها اليوم إلاّ المكان الذي حلم يعقوب فيه وإسم المدينة اليوم هو بغديدي ولمّا كان شفيعا كنيستنا اليوم بهنام وسارة . هذان الأميران قصتهما أنما حلم من أحلام الأدب السرياني الطافح بغنى الحكمة واللاهوت . إذاً لنا هنا حلم جميل آخر : الشاب بهنام ورفاقه الاربعون يسابقون الريح في رحلة صيد كناية عن حياة الشباب والتي هي إلاّ حركة صوب كل ارتقاء عجيب وجميل . إي رغبات العمر الزواهر حتى يصير اللقاء مع الله بعد الإنطلاق ومواصلة الجهود للبلوغ إلى السعادة . وهنا ما أجمل الصورة  " صورة المسيح الصياد"  في طبرية يسوع يصيد السمك وفي سهول الرافدين يصيد الغزلان .. دعوني أسرح في تلك السهول والمرابع حيث يسوع قنص الامير بهنام من خلال رغبات الصبوة , فانبهر بهنام بطهر المسيح وقدرته الفائقة .. حين رآه بعين الإيمان .. وبه تطهرت سارة أخته ! .. بهنام , سارة , والأربعون استشهدوا .. هذه المرة نجد بيت إيل في الخضر والبساطلية ! حيث دير بهنام يحكي لأجيال تعاقبت وأخرى لم تأت بعد ويعلن أن من يحب المسيح بلا فساد لا يموت ويبقى " الخضر" لا ييبس! أمي العزيزة بغديدي: كم أحب أن ألثم حبات التراب فيكِ . ويحلو لي أن أقول إخوتي واخواتي عندك : أن إحلموا إحلموا إحلموا ! إحلموا حتى لو تقددت الأرض وتشققت . إحلموا حتى لو حبسوا الهواء عنكم وليس فقط الماء والكهرباء إحلموا حتى لو فسدت الأرض وتكلكل الظلم وزمجر الجهل وتألب الفساد والعنجهية والطغيان عليكم .. احلموا فالله يكشف أسراره للحالمين !فمن لا يحلم لا يعرف أن يدير شؤون شعبه ويعطي البُر لإخوته في سنين الجوع . ومن لا يحلم لا يرى في الزقورة إلاّ إحاثة وهالرمز للبلوغ إلى الله ! ومن لا يحلم لا يستحق أن يأخذ يسوع وأمه مريم ( أهل بيته )وينأى بهما عن مواقع الخطر ! حبيبتي بغديدي أحب أن أهمس بمسمعك أن إحلمي إحلمي إحلمي ! وقولي للشباب أن يحلموا وأن يستلهموا كلما مروا بجوار هذه الكنيسة  الجديدة  وخاصة في العصاري ( وكم أحن إلى تلك العصاري وإلى احبتي شباب بغديدي سواءً كانوا في المجموعة السعيدة أو "خورواثادخثنا" قولي للشباب كلهم لا تهابوا أن تنطلقوا صوب القمم والذرى مثل بهنام وسارة .. لا تهابوا الليل البهيم لا تخافوا من التعب إنتم إن آمنتم بالمسيح فإنكم لمنتصرون و إن أمنتم بكنيستكم فلا خطر على وجودكم .. كنيستنا هي الحبل السري الذي يربطنا برحم الله ومراحمه ..إن آمنا بالمسيح فلسوف تتطهر أختنا سارة . وسارة اليوم هي المسيحية وسوف تتطهر من فرقتها وأوجاع إنقساماتها ...وسارة اليوم هي المسلمون الذين سوف يشفون من توجساتهم التي لبستهم من يوم امهم هاجر .. وسارة هي العراق الذي لابدّ له هو الآخر أن يتطهر من أرجاس السياسة ودوائرها وأحزابها ويتحرر الإنسان العراقي من التشوهات الخطير. اهلي , أحبتي نشواثي خليي وبسيمي ناشي دبغديدي برختا هويا إيتا دمار بهنام وخاثيح سارة قديشتا

 

....  بكل حب وإخلاص

الخوراسقف يوسف حبش

 

>>>>>>><<<<<<<

 

أضيئو في العالم

 

واعملو كل شيء من غير تذمر ولا خصام . حتى تكونوا انقياء لا لوم عليكم  وأبناء الله بلا عيب في جيل ضال  فاسدٍ . تضيئون  فيه كالكواكب في الكون

 

فيلبي  الاصحاح 2 الاية 14 .15

 

الى أجدادنا الاوائل بناة بخديدا الحبيبة

الى ابائنا الكرام ومعلمينا في  بخديدا عين الكنيسة السريانية اليمنى

الى امهاتنا ومعلماتنا في بخديدا زينة فخر السريان

الى اباء الكنيسة والراهبات في بخديدا الرحم الروحي للدعوات الكهنوتية

الى كل ابناء بخديدا والاصدقاء والمحبين والمساهمين في بنائها واعادة مجدها في جهات الارض الاربعة

  

مبروك والف مبروك هذا الانجاز العظيم والمتميز في بناء كنيسة مار بهنام الشهيد واخته سارة لتكون بيتا للمؤمنين  ينطلق منه دعاء الى السموات  ليحفظ بخديدا وشعبها الطيب وكافة الاحبة والخيرين في البلدات المجاورة و ربوع بلدنا العزيز من شماله حتى جنوبه هذه الكنيسة التي تتوسط دير الشيخ مار متى  ودير ماربهنام الشهيد واخته سارة

 

أضيئو في العالم يابناة بخديدا ففي كل بقعة من العالم زرعتم حقلا مثمرا وفي كل مدينة تركتم اثرا طيبا  سيروا في طريق الايمان والابداع والتميز والتحلي بالصفات الحميدة  اينما كنتم ياأبناء بخديدا والف شكر وشكر الى كل المساهمين في بناء هذا البيت المقدس

 

هنيئا لكم ايها السريان فخر الكنيسة منذ بدء الزمان

 

بشار بهنام باكوز حنونا

سكرتير مجلس الخورنة في كنيسة مارتوما الرسول في ولاية مشيكن .. امريكا

الاول من اب 2008

 

>>>>>>><<<<<<<

 

دعوة تكريس وافتتاح كنيسة مار بهنام وسارة

 

ايها الاحباء ... ابناء ابرشيتنا اينما كنتم داخل بلدنا العراق او في أي بلد من بلدان المهجر..

بفرح غامر وحب عميق ندعوكم للمشاركة وايانا احتفال ابرشيتكم بتكريس وافتتاح كنيسة الشهيدين مار بهنام وسارة.

انه لفرح عظيم ان تنعم بلدتنا بغديدا باقامة كنيسة جديدة على اديمها المبارك، لتبقى بحق بلدة الكنائس والاديرة..

انه يوم الفرح ... يوم الصلاة ... يوم الترنيم ... يوم تجديد العهد بان نكون حجارة حية .. يوم الاصرار على ان نحتفل بالمحبة ابدا...

شكرنا البالغ لكم جميعا وانتم تتضامنون معنا في هذا الاحتفال البهي...

وشكرنا للرب دائما