لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

ماجد عزيزة

الميلاد .. بين العنف والتسامح

 

 

يحتفل العالم هذه الأيام بذكرى ميلاد السيد المسيح - رئيس السلام في ذات الوقت الذي فرض فيه العنف والإرهاب نفسيهما بقوة في حياة الناس وأوجدا لنفسهما مكانا بارزا في قاموس حياتنا اليومية ، واحتلا مساحات شاسعة في كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية . لقد أصبح العنف في عصرنا الحاضر مشكلة المشاكل واتخذ لنفسه أشكالا متعددة وصورا مختلفة فبعد أن كان قاصرا على أماكن معينة ومحددة في العالم أصبح يلعب فوق كل بقعة من كرتنا الأرضية ، حتى أنه طال الدول الكبرى التي كانت تظن أنها تستطيع أن تؤمن وتحمي نفسها وأصبحت صناعة الحروب هي الصناعة الأولي الرائجة في العالم . دماء كثيرة تسفك هنا وهناك ، دول تحارب أخرى ، وبشر يقتلون بشرا ، والأقوياء يريدون السيطرة على الضعفاء والأغنياء يديرون وجوههم عن الفقراء ، وبات من يمتلك ( مخلبا أو ظفرا ) يريد وضعه في ظهر أخيه الإنسان .. وغادرت حمامة السلام البيضاء عالمنا من زمان . فما السبيل ؟

انه يكمن في التسامح والغفران لا في التشفي والانتقام وهذا ما جاء من أجله وعلمه وعمله السيد المسيح فلقد ولد في عصر كله حروب ومنازعات ولكن يوم ميلاده أنشدت السماء أنشودة السلام وفي كل حياته رفض السيد المسيح استخدام أسلوب العنف بكل أشكاله .

إن طريق المسيح هو طريق السلام الذي يجذب قلوب البشر وعقولهم بالحب ، فهو ( أي المسيح) حين جاء لهذا العالم ، فإنه لم يأت على ظهر دبابة ، ولم يشكل جيشا ، بل لم يحمل أي سلاح إلا سلاح الحب والمغفرة . وبهذا السلاح انتشرت المسيحية وما زالت تنتشر ، لهذا فإن ما قاله نابليون هو الصدق عينه :( إن الإسكندر الأكبر وأنا أقمنا الإمبراطوريات بقدرة وعبقرية وأسسناها علي القوة والسلاح أما المسيح فقد أقام إمبراطوريته وأسسها علي الحب ) .

لقد صنع يسوع المسيح بمجيئه وتعليمه ، صنع السلام الكبير ، في مصانع لم يسبقه إليها أحد ولم يليه فيها أحد ايضا ، فقد عاش ومات على الصليب بسلام وحب وهدوء ، وعاش حياة ملؤها تنفيذ تعاليمه التي يتلوها على تلاميذه ، ولم يسلك طريق العنف رغم الأذى الذي عاشه من قبل معاصريه . وقد عاش غاندي هذه التجربة ( تجربة اللاعنف) متأثرا بالسيد المسيح وما علمه للبشر ، فنجح هو الآخر في الحصول على حب شعبه الهندي الذي تبعه واتبع تعالمه .

لكن هذه التعاليم ، الحب والتسامح والغفران ، باتت غريبة على بعض الجماعات والمجموعات ، في العالم اليوم حيث تعشعش في رؤوسها مفاهيم القوة واستعمال العنف والقتل والذبح وإراقة الدماء ، وهي تحصد الكراهية من قبل البشر أجمعين ، وستؤول إلى الهلاك والفناء ان عاجلا أو آجلا . ولكم يحتاج عالم اليوم للتبرؤ من ممارسة العنف ونبذ الضغينة والإبتعاد عن التعصب ، ونشر ثقافة الحب والتسامح والغفران ، وهذا هو دورنا نحن أبناء كنيسة المسيح .

**

آخر صلاة لعام 2007 /

اللهم .. أرنا في كل ما حولنا كم هي عظيمة وكثيرة إنعاماتك علينا .. وأنر درب ( الحاسدين) .
اللهم ..أعطنا أن ندرك كم تحب وتعطف على خليقتك التي بدونك ما كان لها حياة .. واقطع درب ( المنافقين) .
اللهم .. أعطنا أن نحب كل خليقتك ونقدم لهم كل حب وإحسان متعلمين منك يا مصدر كل حب .. ( آمين) .