لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

تأملات للحبيبة والحب والنرجس

عبدالله نوري الياس

 

(1)

عند الفجر

حين يلعلع الناقوس

بكرته الثقيلة

ومخروطه الجميل

يرن من أحشائه صوت الملكوت

يدخل أسرة النائمين

تستيقظ حبيبتي من فراشها

تفرك عينيها الورديتين

يتقطر الحب من بؤبؤهما

العسل وشذرات النرجس

تعطر البيت بمفاتنها

وقلبها الريفي الرائع

يحلم بالعشب والخضرة

تمنح لعصافير الارض

تصاريح الحرية

باقة محبة وسلام

تجذب الشمس الى راحتيها

ومن شعرها المائل الطويل

يتنفس الصباح

ويبسط اجنحته على الماء

حبيبتي أعرفها .......

مثل فرط الرمان وحبات العنب

أعرفها مثل دمي وقصائدي

في الصباح ... عند الفجر

حين تفوح رائحة الحندقوق

ويتباهى السركلة بسيقانه

تنهض حبيبتي من فراشها .......

تغسل يديها بنور الشمس

ووجها النوراني بالذهب

وعطر الميسلون

تذهب الى الكنيسة

مع خيوط الفجر

تسمع الرب بخشوع

وخلفها تمشي طواويس وأرانب

حبيبتي محصنة بالملائكة والاسود

تعشقها العصافير والورود

وحدها تعرف الطريق

إلى سر الخلود

(2)

وبياض الملكوت وطعم الياقوت

حبيبتي حين أقبّلها

تصير الأنوثة أحلى

والرجولة أبهى

أحس بسماء رهيبة

وحشد من النجوم تدغدغني

تحملني الى ملكوت النور

وكفاها تلتمع كالبلور

حبيبتي مجبولة بالقرابين

وهي لا تحمل غير الذهول

وانا لا املك

إلاّ أناملها ... وخبز التنور

حين تضج الأشياء بي

أو تحيطني الأشباح الميؤوسة

لا شيء ينقذني

الا صوتها الحنون

وكلامها الناعم القديم

وعشقها الفاتن العتيق

في الصباح ... عند الفجر

حين يغرد العندليب

تحتشد القبورات

عند الباب

وياخذ النور طريقه الى الاعماق

تمر امامي الاف الحشود

المراة ... الحروف ... الجيوش

ولكن لا شيء يبهجني

الا عينيها

وصبرها الخجول

حبيبتي وهبها الله

وسام الحب والجنون

وصمت الحقول ....