لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

زيد ميشو                   zaidmisho@gmail.com

إلعب وأطرد الكبر عنك

زيد ميشو

Zaidmisho@gmail.com

لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا ؛ إننا نكبر لأننا توقفنا عن اللعب

 عندما أرسل لي الأستاذ باسم حنا بطرس كلمات برناردشو هذه إحتفظت بها ،  فقد  قرأتها  في  ثانية  لكني  قضيت  ساعات  من  الزمن  في  التفكير  بها .

فكم من مرة عرفنا فيها أشخاصاً فقدوا حيوتهم بسبب تركهم لوظيفتهم ، أو ابتلوا بالكآبة لطموح لم يتحقق ، ومن النظرة الأولى لهم نعرف بأن هناك سراً وراء حزنهم ....

 وأنا أيضاً كان لي هناك زمن فاصل بانت آثاره السلبية على هيئتي واكتشفت فيما بعد السبب بعدما غرقت بالتفكير بهذه الحكمة البرناردشوية ..

كنت حينها في الثانية والثلاثين من عمري  عندما حاولت أن أعمل نادلاً في إحدى الكافتريات في لبنان بعد أن فتحت على مصراعيها أبواب الحاجة المرة ، إلا أنني لم أكن الشخص المؤهل لهذا العمل كوني كبير في العمر ! ، هذا ماوصلني من الوسيط الذي يعرف صاحب المحل .

ولم تمضِ سوى أيام على هذا الإتهام الشنيع حتى فاجأتي فتاة جميلة لايزيد عمرها عن الخامسة والعشرين عندما خاطبتي احتراماً بكلمة ( عمّو ) ، ومنذ ذلك الحين وانا أسمعها وأحاول ان أمنعها حتى مع أبناء أخي وهم يعاندون وهكذا الحال أيضاً مع إبنتيّ حيث اطلب منهم بأن تنادياني بإسمي . 

لم يكن هناك سبب مقتع بالنسبة لي لأبدو كبيراً إلى هذا الحد ، شكلي نفسه أراه كل يوماً ولم ألحظ أي تغيير سوى الشيب الذي غزا مساحة من رأسي ،  أسلوبي نفسه هو الآخر لم يتغير ، شيئ واحد كان مختلفاً كلياً وهو عفويتي في اللعب وأحياناً الإمتناع عنه لعدم وجود شريك ...

 في العراق كنت ألعب لأتسلى وأمرح وأضحك ونستفز بعضنا البعض ، ونقوي الصداقة ، وكانت أكثر الألعاب فيها حركة تحتاج  بذل طاقة ، كنا نتبارى بعنف حتى في الطاولة والدومينو ، والشتائم التي نتبادلها في كل لعبة لم تكن سهلة هي الأخرى ، بل تخرج بصوت مفتعل يهزّ الجسم هزاً بأكمله وكأنه مساج ...

 كانت أياماً حلوة لأننا تعلمنا أن نستخرج من المرارة حلاوتها المتبقية أو نحليها بأي طريقة كانت .

بعد خروجي من العراق رغم أنفي ولجوئي إلى الأردن لمدة ثلاث سنوات كنت ألعب لأقتل التفكير فقط فقد كانت الأردن للعراقي عبارة سكة حديد على الطريق ، لانعرف أين تتجه قطاراتها ، والمحظوظ منّا الذي  يستغل أحياناً انخفاض سرعتها محاولاً ان يباغت الجميع بقفزة بهلوانية  للتسلل بها ، وقد تؤدي قفزته إلى سقوطه وتكسير عظامه أو قد تنهي حياته ، وهنا أقصد من لم يبقَ بدّ أمامه سوى خيار الهروب البري أو البحري عبر الحدود أوصلت البعض إلى حتفهم وآخرون إلى سجنهم وترحيلهم . وهناك من يسميها الحفرة الكبيرة ولايعرف إن كان سيخرج منها ، وآخرين يطلقون عليها المقبرة ، بعد أن شعروا بأنهم دفنوا فيها أحياء .

 وماذا نفعل في مناطق جبلية ينتحر فيها البغال من الصعود والنزول غير ورق اللعب والليدو ؟  ألعاب جامدة خصوصاً عندما لايكون هناك خيارات أخرى لتصبح مملة ، والمرة الوحيدة التي لعبت فيها كرة الطائرة خلع كتفي الأيمن ! وكلما  زاد  السأم  كلما  طالت  الساعات  التي  نغرق  فيها  بنفس  اللعبة ! ونقول لبعضنا ، متى ستكون الجولة الأخيرة في الأردن ؟ كما كنّا نتمنى سابقاً عندما كنّا جنوداً في العراق ونغني بقلب مجروح  " يمتى الفرج ياربي " ؟

وأخيراً فرجت معي أنا وعائلتي بعد أن كان لنا أمل صغير لمستقبل مجهول  ومحطة أخرى ، ننتظر فيها القافلة لمدة ستة سنوات ، لكن هذه المرة كان لنا شعور غريب في الوحدة ، فما قبلها كنّا نعرف الكثير من الأقرباء وأصدقاء الطفولة كونها الدولة الوحيدة من الدول المجاورة تستقبل العراقيين . والمثل يقول الغربة للغني وطن والوطن للفقير غربة ، ولسان حالي يسأل .... وماذا يقال عن الفقير في الغربة ؟

وقف اللعب ، وانتهى  الطموح ، ووقف الزمن ولم ألحظ غير عجزي ، فتوقفت عن اللعب وكانت النتيجة ....... عمّو .. قبل الأوان ومن شابات وشباب الفرق بيني وبينهم بضع سنوات . هم عاشوا مراحل عمرهم بمسمياتها كما يجب ، ولم يكفّوا عن اللعب ، بينما أنا ولغاية الآن لاأعرف إن كنت قد عشت مرحلة الشباب أم لا ...

وصلت إلى كندا .... لكن بعد فوات الأوان ، حيث  اللعب  والعمل  لا  يلتقيان ...

أتمنى على الجميع أن لايكفوا عن اللعب كي لايصابوا بمرض " عمّو " مبكراً ...

 

 

بطاقة تحيَّة

 

كنيسة حيَّة، تلك التي تصدح بين جنباتها التسابيح

 

وتعلُو بها أصوات التراتيل ويغمرها الحب الإلهي المتجسِّد بالكلمة واللحن

 

حيث كلام الله يُنشد على مسامع المؤمنين

 

يستقبلوها بآذان صاغية وقلوب عطشى وشَغَفٍ للإرتواء من نبع الحب

 

لتسمو بها نفوسهم مدركةً بأن كل الكنوز تفنى إلا مايأتي من العلاء من موهبة لا تُستَغَل للَّذات الإنسانية بل

 

لمجد إسمه تعالى فلايبقى مكانٌ للحزن ولا مأوى للألم

 

بل الفرح ، كل الفرح

 

 

هكذا كانت كنيستنا ، كنيسة العائلة المقدسة في وندزور عشية يوم الإثنين 29-12-2008

 

بعد أن إتَّحدت بالسماء التي ارسلت المرنِّم نزار فارس ليُحيي أمسية تراتيل يعلن من خلالها

 

عظمة الخالق الذي يمنح مواهبه مجاناً .

 

وقد كان له نصيب الصوت الرخيم الذي كرسه لمجد الله  بنعمة الإيمان مسخِّراً موهبته هذه ليقول:

 

" كم أنا أحبك يارب " .

 

وقد إشترك في الترتيل صوت جميل قادم من مونتريال يحمله بكل رهفة المرنمة بولا حتي؛

 

وكذلك من كنيستنا المرتل لارسن؛  أدامهم الله علينا

 

 

فشكراً للأب الراعي

 

على رعايتك لأمسية روحية مثل هذه ،

 

وشكراً لكل من سعى لنجاح هذا النشاط المقدس .

 

ومن خلالكم نشكر الله على نِعَمه التي يغدقها على أبنائه .

 

متمنِِّين المزيد من هذه الأمسيات .

 

وكل عام وكنيستنا بحب

 

الأب داؤد بفرو

 

 

..............................................

إسقف شهيد ليس بجديد

زيد ميشو

Zaidmisho@gmail.com

 

التاريخ يعيد نفسه ، والشر يكبر والخير يقل ، والقليل هو الباقي. أما الشر فسيزول لامحال .

 

مسيحيُّون يُضطَهدون وكهنة يُخطَفون وأساقفة يستشهدون ، فهذا ليس بجديد ، فالشرُّ قديم قِدَم الخليقة ، أما

 

الخير فقبلها: فالخير أوجد الإنسان والإنسان أوجد الشر! الإنسان فاني لذا فإن الشر فاني والخير كان منذ

 

الأزل وسيبقى إلى الأبد . الخير صُنع الكنيسة والكنيسة باقية لكنَّها معرَّضة منذ بداياتها لمشاكسات الأشرار

 

 

إن كنيستنا لم تُستقبَل عند إنتشارها على سجاد أحمر ، ولم يفِد لها المؤمنون لأجل إغراءات ماديَّة ، ولم

 

يذكر التاريخ عن وجود شخص واحد إستمسَحَ خوفاً من بطش أحدهم . فما كان من لونٍ أحمر هو دماء

 

الشهداء التي روَت وطهَّرت الأرض المراقة بها ، وهذه الدماء كانت البذار الأولى للكنيسة . وهناك الكثير

 

الكثير من الذين إنتموا لها تركوا كلَّ شيء بعد أن كانوا أغنياء ، ووزَّعوا أملاكهم على الفقراء وخلعوا عنهم

 

كل جاه ليُصبحوا جندَ المسيح الذين لا حِراب لهم ولا سيف بل متسلحون بالإيمان والحُب؛ هذا الحُب جعلهم

 

جنوداً من نوع آخر مختلف ، جندٌ لايحملون أي أداة جارحة ولا سجون لها ، بل لا قانون يتملكها سوى

 

وصيَّة المسيح

 

" أحبّوا بعضَكم بعضاً بهذا يعرف الناس إنكم تلاميذي "،

 

وجيش الحب هذا لايستمع لأوامر هذا أو ذاك ، بل يتبع خطى شخص مات وقام وبه خلاصهم ، وعندما

 

رأت البشرية هذا النوع من الجند توسلت للإنضمام إلى عائلة الكنيسة دون خوف أو تمليق ، توسلت ليكونوا

 

جنداً أيضاً ليزرعوا الحب والسلام والخير والفرح .

 

وكما في فجر الكنيسة كذلك في مسيرتها التي ستُكمل الألف الثاني بعد سنين قليلة وخصوصاً في ما يُذكَر

 

عن تاريخها في الشرق. هذا الشرق الذي لم ترَ فيه سلاماً إلا فيما ندر أو يكاد لايُذكر ، وقبل أن تُكمِل ألفها

 

الثاني نراها في إضطهادٍ مهول تقشعرُّ له الأبدان وليس في دولة واحدة فقط بل الشرق أجمع من محيطه إلى

 

خليجه، وكذلك في بلاد فارس وإفغانستان والباكستان . فبعد أن هجر من بقيَ من المسيحيين من دول

 

المغرب والخليج ، تُشَن في مصر والسودان حملات إضطهاد مكثَّفة على مسيحييهم ، وكذلك الحال في لبنان

 

التي أحيكت المؤامرات ضده وجريمة هذه الدولة الجميلة  تتمثَّل بوجود مسيحيين  صنعوا لبنان ولم تصنعهم

 

 ومسيحيّو العراق حدِّث ولا حرج ، إذ إن الإضطهاد الذي يَمارَس ضدّهم ليس محليّاً فقط بل عربي وعالمي

 

، عراقيون ينفذون وعرب يدعمون والعالم ينظر ويسمع وجلّ مايفعله يتأسف . وكنيستنا تواجه مصيرها

 

بنفسها وهي غير قادرة بقوتها لكن رجاءها بمصدر قوتها "المسيح المخلِّص" .

 

وكما هو معلوم فإن لكن إضطهاد أبطالاً أشداء ، وأسماء شهدائنا في كنيسة المشرق قائمتها طويلة خُتمت

 

إلى الآن، والمستقبل ينذر بالمزيد بإسقف الموصل الحدباء فرج رحو والذي كانت أخر كلماته المسموعة في

 

الإتصال الهاتفي هو

 

" لاتبعثوا للخاطفين الفدية حتى وإن ذهبت شهيداً "

 

وهذا ماحصل ، إذ إستشهد الإسقف الذي لم يقبل على نفسه أن يكون ثمن حريَّته أموال يُشترى فيها سلاح

 

لقتل إخوته العراقيين أو لدعم المليشيات الإرهابية . ولم يفضِّل حياته على حياة من أستشهد من قبله من

 

المؤمنين الذين رافقوه .

 

وبسبب هذا الموقف المسيحي الشريف الذي خدم فيه العراق أولاً قبل المسيحيين كان

 

نهاية حياته على الأرض ليبدأ بلحظتها حياة أبدية في حاضرة الله ومصاف قديسيه الأبرار ، حيث الحب

 

والحب فقط .

 

فجلّ مانقوله عن حياة الأبدية هذه هو وعد السيد المسيح لمؤمنيه

 

"مالم تسمع به أذن ولم تراه عين هكذا أعدَّ الله لمحبِّيه " ،

 

لهذا لايمكن لأي مسيحي أن يعطي أي برهان عن كيفية الحياة في الخلود الأبدي سوى وعد المخلص هذا ،

 

وأيضاً ما موجود في متى الفصل 22

 

" 29  فاجاب يسوع وقال لهم تضلّون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله . 30 لانهم في القيامة لا

 

يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء . 31 واما من جهة قيامة الاموات أفما قرأتم

 

ما قيل لكم من قِبَل الله القائل 32 أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب .ليس الله إله أموات بل إله

 

إحياء "

 

وكما هي الحال في السماء إختار الأسقف الشهيد أن تكون حياته على الأرض فقرر التبتُّل بعد أن عرف

 

إختيار الرب له مكرِّساً نفسه لخدمة البشرية وقد تكللت خدمته هذه بإكليل المجد الخاص بالأبرار .

 

فهنيئاً لك إكليل الشهادة ، وإن كان لنا رجاء فنحن لانطلب من الله أن يمنحك الحياة الأبدية كونك قد حصلتَ

 

عليها لحظة لفظ أنفاسك البريئة  ، وإنما نطلب من الله أنْ يجعلك شفيعاً لكنيستك ورعيتك  مُصلياً في أبديته

 

من أجل العراق والشرق كيما ينشر في هذه البلدان روح التسامح والحب بدل الحقد والكراهية . وكلِّي ثقة

 

من إنك أول شيء فعلته في بداية حياتك الأبدية هو مسامحة الذين إغتصبوا حقك في الحياة التي ودَّعتها

 

منتصراً .

 

في رحاب القداس .. الإنحناء والسجود

 

إن كلمة قداس المشتقة من السريانية تعني تقديس النفس ، أو بتعبير أشمل تقديس النفس والجسد ، والقداس

 

هو لقاء المؤمنين مع المسيح القائم والحي مع كنيسته ، وتقديس النفس يكون نتيجة  الإقرار بالخطايا

 

والإعتراف بها  ( ولاأشير هنا بالإعتراف أمام الكاهن فهذا موضوع آخر له أهميته )  ، وهذه الخطايا

 

تعتبر كالشوائب العالقة في ما هو جميل بالأساس تشوهه وتعطيه صورة تختلف عن الجوهر ، لذا فإن

 

حضورالقداس يولِّد أو من المفروض أن يولِّد شعور للمؤمن بتنقية نفسه من هذه الشوائب إستعداداً لتناول

 

القربان ( جسد المسيح ودمه ) والذي به نتقدس . وبما إن المؤمنين واعين بالأساس لأهمية الكنيسة وواثقين

 

بوجود الله في القربان ، لذا فهم يتهيبون لأجل لقائهم به ، فنراهم ينحنون عند دخولهم لصحن الكنيسة

 

ويسجدون عند الصلوات وتنتاب حالة من القهر عندما يسردوا خطاياهم فيما بينهم وبين الرب . وهذه

 

الممارسات التقوية ، أي الإنحناء والسجود تساعد المصلي علي التفاعل في صلاته . خصوصاً وإن السجود

 

أو الإنحناء تدل على تواضع النفس أمام من هو الأعظم . فما دور الإنحناء والسجود في القداس ؟ ومتى

 

تكون في غير محلها ؟

 

الإنسان بحسب الفكر اللاهوتي جسد وروح ونفس ، ثالوث مندمج لكل منهم وظيفته .

 

والسجود هو إشراك الجسد في الصلاة  ، فالإنسان يلتقي الله  بكل كيانه ، ليس بالروح فقط بل الإنسان

 

بكليته . ويعتبر السجود حالة من حالات الشعور بالذنب أو الشعور بالنقص أمام الكمال والإعتراف بعظمة

 

المسجود له مقارنة بالفكرة التي تقول بالمنزلة الوضيعة للساجد أمام العظيم المطلق . وبكل الأحوال فالسجود

 

نوع من أنواع إذلال النفس الخاطئة والجسد الذي يحمل هذه النفس . لكن هل يعتبر السجود للمؤمن عادة أم

 

إحساس حقيقي ؟ كون إن سجود المسيحي هو بالجسد والروح ، أي لحاجة روحية تجعله ينتقل من حالة

 

الخطيئة إلى فرح وإفتخار عند الوقوف كونه سحق الخطيئة بقوة الذي سجد له .

 

يقول القديس باسيليوس " كل مرة نسجد فيها على الأرض نشير كيف أحدرتنا الخطيئة إلى الأرض وحينما

 

نقوم منتصبين نعترف بنعمة الله ورحمته التي رفعتنا من الأرض وجعلت لنا نصيباً من  السماء " .

 

وبوصف آخر " السجود في الصلاة دلالة على موت النفس عن العالم وإدراكها سر الحياة الجسدية وهنا

 

يجب أن نسبح الله على هذه النعمة أنه لم يتركنا في عمق الخطية بل أقامنا منها " . فمن هذا الشرح للقديس

 

باسيليوس نستخلص بأن هناك خطيئة ( سقطة ) وهناك سجود ( إذلال للنفس لغرض تنقيتها ) والنتيجة قيامة

 

( إنتصاب الجسد ورأس مرفوع ) وهذا بالتأكيد ليس تكبّر . وفي القداس يوجد وقت مهم جداً تنتفي الحاجة

 

للسجود من بعدها ، وبرأيي بأن السجود فيها ناتج من قلة وعي في روحانية القداس وعدم إدراك غايته . إذ

 

يجوز لنا الخشوع من خلال الإنحناء والسجود قبل القداس وطيلة الصلوات حتى نصل إلى قمته وذلك عندما

 

نتناول جسد الرب ودمه الكريمين . إذ سنتحول نحن أيضاً إلى قديسين مع المسيح  ، وهذا مايلاحظ من

 

خلال آخر كلمات الكاهن قبل إقتبال القربان المقدس ( تليق الأقداس بالقديسين ) ليعلن المؤمنين من بعدها

 

عظمة الثالوث . والقديس المسيحي هو الذي يكون مسيح ثاني على الأرض كونه ممتلء منه ويفيض من

 

محبته ، وأعماله هي أعمال المسيح نفسه كونها من تعاليمه . لذا فهل يعقل أن نسجد بعد أن نكون مسيحاً

 

آخراً ؟ ولمن نسجد إن كنا قد نقينا أنفسنا من الخطيئة وتقدسنا بجسد المسيح والمسيح يحيا فينا ؟ فما أن

 

نكون المسيح حال مناولتنا يبطل أي سجود وأنحناء حتى لبيت القربان نفسه ، إذ قد تعود الكثيرين أن

 

يسجدوا أمام المذبح بعد المناولة وقبل العودة لمقاعدهم ، فلمن يسجدوا ورب المجد فيهم ؟

 

>>>>>>><><><><><><<<<<<<

 

 

دعوة لتأسيس رابطة مسيحية عراقية في وندزور .. كندا

 

بالنظر للحاجة الملحة على تشكيل مؤسسة أو رابطة مسيحية عراقية مدنية في مدينة وندزور الكندية ، وذلك

 

مراعاة لتزايد أعداد المهاجرين لهذه المدينة الصغيرة من أبناء شعبنا ، حيث يربوا عددهم عن الألف عائلة 

 

وإلحاقاً بالمادة التي نشرت " وندزور بحاجة إلى مؤسسة مسيحية إجتماعية "

 

وبعد اتصال هاتفي أجراه كل من السادة :

 

صفاء حراق – يوسف الشماس – هرمز يونان – نزار مراد

 

وسيم توما – فارس تامي --  عبد الأحد مرقس

 

مؤكدين رغبتهم الصادقة والغيورة لتشكيل هذه الرابطة والتي يجب أن تكون نواة  لتأسيس نادي إجتماعي

 

يملكه الجميع ، يلتقي فيه أعضاء الجسد الواحد كتجمع ثقافي وترفيهي جامع وموحد . لذا نجدد أمنيتنا هذه

 

ونسأل كل من له / لها ، هذه الرغبة النبيلة أن يسارع / تسارع

 

لإعلان هذه الرغبة ليتسنى تحديد موعد لقاء أول بالقريب العاجل .

 

ملاحظة :- إن كان ومن باب غيرتي ومحبتي لشعبنا أن أدعوا وأحث لتأسيس هذه الرابطة ، أؤكد للجميع

 

من إنه ليس لي أي هدف آخر غير أن يكون لنا بيت عائلي كبير يجمعنا ويحوينا .

 

للإتصال

 

زيد ميشو   519-819-8113

 

أو عبر البريد الألكتروني

 

 zaidmisho@gmail.com

 

>>>>>>><><><><><><<<<<<<

 

 

تقييم عمل الله

 

إعذروني إخوتي على فكرة مجنون ، لم يكتفِ بتفكيره بل دوَّنه ونشره ، إن راق لكم تفكيره فقولوا

 

حكمة صغيره في أفواه مجنون ، وإن لم يرق فلا تكفروني بل قولوا مجنون لا لوم عليه .

 

الله خلق الانسان ورآه حسناً والطبيعة رآها حسنة وكل شيء حسن ، ويقال أيضاً بأن ألله أبدع في خلقه .

 

وبنو البشر يكررون هذه العبارات حتى في غنائهم وطربهم ومواويلهم . ولو سُئل المؤمن مارأيك بعمل الله

 

لأجاب على الفور بأنه عظيم ورائع ، لكن إن سألْنا غير المؤمن فهل سيكون له نفس الجواب ؟ ولماذا يكون

 

جواب المؤمن إيجابياً بالإجمال ؟ وهل يحق لنا أن نقيّم عمل الله ؟ .

 

فلو سُئِلنا عن الطبيعة هل هي عظيمة ورائعة على الدوام ؟ اليست الطبيعة ناقصة وغير كاملة  ؟ فلماذا

 

نعطيها 100% ؟

 

أبدع الله بخلق الإنسان ، نعم صحيح ، إلا إن الإنسان خليقة ناقصة وليست كاملة ! .

 

الملائكة ، أجمل التعابير تقال عنهم ، كيف شكلهم ؟ وما عملهم ؟ هل هم كاملون  100%  ؟ إن كانوا

 

موجودين فهم ليسوا متكاملين ودليلنا في القصة التي أتبنَّى الرأي من إنها رمزية على إعتبار إن الشيطان

 

كان ملاكاً وتمرَّد .

 

الكواكب السابحة في الفضاء الخارجي تعج بالمخاطر والدمار ، كواكب تضرب بعضها ، نيازك تدمِّر كل

 

ماتسقط عليه .

 

الحيوانات ولا أبشع منها ، القوي يأكل الضعيف .

 

والأرض مليئة عبر التاريخ بالزلازل والفياضانات والبراكين وهي سبب الشرور الطبيعية .

 

ولو عُدنا إلى الإنسان فحدِّث ولا حرج ، فلن أضيف شيئاً إن تكلمتُ عن سلبياته .

 

فمن يتجرَّأ ويعطي درجة لعمل الله أقل من 100% ؟ وهل يحق لي أنا ؟ أكيد سأفعل وأقول بأن كل ماأراه

 

فهو غير كامل ، لابل في أحيان كثيرة سلبي ، لكني في إثنين فقط أنحنى إجلالاً وأحتراماً، وأخجل ان

 

أعطيهما 100%؛  أبقى قلقاُ إن لا أكون قد أعطيتهما حقهما :-

 

محبة الله  وحرية الإنسان ، محبة الله التي لايمكن وصفها بكلمات ولايمكن سبر غورها. وحرية الإنسان -

 

هذه النعمة المجانية التي ميَّزَته عن سائر الخليقة . أحبَّ  بكل كيانه وأعطى الحرية للإنسان حتى في منحى

 

الإيمان وعدمه . وللأسف الشديد ، فإن الإنسان تمسَّك بكل شيء وأهمل هاتين النعمتين لابل شوَّهَهما .

 

وإلشيئان الوحيدان اللذان بمقدور الإنسان أن يحققهما بحياته جذرياً هما أن يحيا بحب وحرية مطلقة لكنه

 

لايفعل ، بل نراه يحاول أن يفعل كلَّ شيء ضدهما ! عجباً ! ، مع كل ذلك ندَّعي بأننا نعرف الله ولانعرف

 

كيف نعيش بحب وحرية . فأيَّة معرفة هذه ؟

 

>>>>>>>>>>>>>>>>>>

 

في رحاب القداس .. ضرورة المناولة

zaidmisho@gmail.com

 

يعتبر القداس ( الذبيحة الإلهية ) أحدى أهم الركائز التي تأسست عليها كنيسة المسيح . وكان أول ماقام به

 

الرسل في إجتماعاتهم هو تأوين حدث بشارة المسيح وموته وقيامته من خلال لقائهم حول مائدة الرب

 

لتقديس الخبز وكسره والمناولة منه وذلك حسب وصية المسيح نفسه لتلاميذه أثناء العشاء الفصحي ( كلما

 

صنعتم ذلك تعيدون ذكري ) .

 

ومنذ قيامة المسيح وحتى مجيئه الثاني والكنيسة ملتزمة بممارسة هذه الرتبة الطقسية والتي لولاها لما كانت

 

الكنيسة كنيسة . والجدير بالذكر وبسبب إختلاف فرق الوقت بين دول العالم ، يوجد في كل لحظة نعيشها

 

من يحيي هذه الذكرى العظيمة في بقعة من بقاع الأرض وهذا وإن قلت عنه شيئاً فهو الدليل على وجود

 

الحب والرجاء في الحياة مهما بلغت نسبة الشر فيها .

 

والقداس أو سر الإفخارستية أي ( الشكر ) ، هو أحد الأسرار السبعة التي تقدِّس وتكمِّل  حياة المؤمن وفي

 

نفس الوقت تسمَّى مع سرَّي المعموذية والتثبيت ( زيت الميرون ) بأسرار التنشئة المسيحية ، أي على

 

المسيحي أن يتقبَّلها في مسيرته الإيمانية . فالمعموذية هي الدخول إلى العائلة المسيحية من خلال الولادة

 

الروحية ، والتثبيت أو الميرون هو الوسم الذي يجعل المسيحي شاهداً للمسيح، وعليه وجب العيش بمقتضى

 

تعاليمه والتي من أهمها التبشير؛ وقد يُفهَم من التبشير هو كثرة الكلام كما أعتدنا ذلك من بعض الأخوة

 

المتجدِّدين . إنما حقيقة التبشير هو بالحب والحب هو الذي يتكلم . أما سر الإفخارستية هو سر الحضور

 

الإلهي الدائم والنمو الروحي . فعندما شبَّه المسيح نفسه بالخبز لم يكن تشبيها مجازياً بل قصد أن يكون

 

تغذية المؤمن منه . فكما إن الإنسان لايستطيع العيش دون طعام ( والخبز يحتل المركز الرئيسي للطعام )

 

كذلك لايمكن للمسيحي أن ينمو في مسيحيته دون التناول من جسد المسيح ودمه .

 

لذا فإن الإشتراك بالقداس وتناول القربان المقدس والذي يتقدس بحضور الجميع مع ضرورة وجود الكاهن

 

الذي يمثل المسيح من على المذبح ، فإن هذا الإشتراك والمناولة هي ليست وصية فحسب بل شرط أساسي

 

لامساومة به ولا تهاون كي يتم نمو المؤمن والذي به ينمو وتقوى كنيستنا كون أن وحدة الكنيسة لاتتم دون

 

الخبز المقدس ، الخبز الواحد ( جسد المسيح ) والذي يقسم إلى أجزاء يتناوله المؤمنون ليكونوا هم واحد فيه

 

، وبتوضيح أكثر ( خبزة واحدة – مقسمة – تعود واحدة مع المؤمنين الذين تناولوها ) .

 

ومن الخطأ الشائع أن يرتبط هذا السر بسر آخر مثل التوبة والإعتراف ، إذ نجد الكثير من الذين لايتقدموا

 

لنيل القربان بجحة أنَّ لهم خطايا . فبالرغم من أن تأنيب الضمير هذا له أهميته إلا إنه يزيد الطين بلَة كما

 

يقال . إذ سيبقى الإنسان بخطيئته ويزيد عليها إستهانة بقوة القربان المقدس وحضور المسيح فيه من خلالها

 

عندما لاتكون لديه الثقة بأن المسيح قادر أن يمنحه المغفرة مهما بلغ خطؤه ، وحضور المسيح فيه يسهِّل من

 

عملية إعترافه للكاهن الذي بدوره وبالسلطة الإلهية الممنوحة له يمنحه الحلّة (المغفرة). وعليه فإن حضور

 

الذبيحة الإلهية يشترط المناولة وإلا كان حضور القداس لا أهمية فعليَّة له سوى إجتماع فيه صلوات وتراتيل

 

وموعظة ممكن سماعها عبر وسائل الإعلام. وبذكر وسائل الإعلام فهناك خطأ شائع آخر وهذه المرة بسبب

 

التكنلوجيا ، فهناك من يقول بأنه سمع قداساً أو شاهد في التلفزيون قداساً فلا حاجه له للذهاب إلى الكنيسة ،

 

أو آخر يقول أنا أصوم وأصلي وأقرأ الإنجيل فلماذا اذهب للكنيسة . وهنا قد تناسينا أو نسينا دورنا في

 

إستمرار الكنيسة ، فلو فعل أسلافنا ذات الشيء لما عمرت كنائس ، أو بالحري لما كان اليوم وجود

 

للمسيحيين .

 

فقوتنا بإشتراكنا في القداس والمناولة من جسد الرب ليكون لنا غذاء روحي والذي بدوره يحمِّلنا مسؤولية

 

 إعطاء المسيح للعالم من خلال التصرف كأبناء الله . إذ أن دور القداس لايتحدَّد بنيل المغفرة التي حصلنا

 

عليها في المناولة بل أن نعلن كما بولس "لست أنا الحي بل المسيح يحيا فيا " . أي  أن من أصبح في قلوبنا

 

لايحتكر بل علبنا أن نظهره ونبشّر به للعالم أجمع . فهي مسؤولية كبيرة أن نأخذا المسيح ونعطيه لكن

 

 لاتخلو من الفرح الحقيقي والذي لايشعر به من يكون مسيحياً في الهوية .

 

 

>>>>>>>>>>>>>>>>>>

 

وندزور بحاجة إلى مؤسسة مسيحية إجتماعية

 

أمنية تملكني ولا أملكها ، أن يكون لنا في مدينة وندزور الكندية ، جهة مدنية تمثِّل أطياف المسيحيين

 

العراقيين لتكون صوتهم وواجهتم في كندا والعالم . تحتضنهم وتُعينهم وتؤَمِّن لهم نادياً إجتماعيَّاً يرعى تراثهم

 

وإرثهم وتقاليدهم وعاداتهم . جمعية أو هيئة تهتم بثقافتهم وتجمُّعاتهم ، تساندهم وتدعمهم ، يؤازروها

 

وتآزرهم .

 

في كل عام ترعى مدينة وندزور مهرجاناً يهتم بثقافات الشعوب ، ويشارك فيها الكثير من الجاليات .

 

والجالية الكلدانية قد شاركت بدورها مراراً برعاية كاملة من قبل  كنيسة العائلة المقدسة للكلدان .

 

في هذه السنة 2008 لن تكون للكلدان مشاركة لرفض الكنيسة رعايتها ، وهذا هو عين الصواب وإن كانت

 

المشاركات السابقة لها وزنها وحضورها ومايميِّزها . لكن ، وبالرغم من أن البعض قد تذمَّر من عدم

 

رعاية الكنيسة لمثل هذا المهرجان ، إلا أنني أرى بأن هذا المهرجان وإن كان في بعض من تحضيراته

 

يخص التراث الكلداني إلا أن غالبية فقراته عبارة عن رقص وهز أرداف وصخب بعيد كل البعد عن الهدف

 

الذي لأجله كانت الكنيسة . لذا فإن  مهرجاناً من هذا النوع يُقام في ساحة الكنيسة لايُجديها نفعاً بل يعطيها

 

صبغة مدنية بحتة ، ناهيك عن الإنتقادات الكثيرة ، بينما واجب الكنيسة هو للبناء الروحي والثقافي .

 

لذا لا أجد نفسي إلا شاكراً وممتناً لكل من عارض فكرة رعاية كنيستنا الحبيبة لهذا النوع من النشاط . وهذا

 

لايعني بأن الكلدان والمسيحيين العراقيين كافة يجب أن لايكترثوا ، بل على العكس ، فنحن بأمس الحاجة

 

لمثل هذه التجمعات والتي تدوم ثلاثة أيام متواصلة من الفرح الإجتماعي والجماهيري والتي يسجل حضور

 

زوَّار من الجاليات الأخرى القادمة من شرقنا العزيز وجاليات أخرى مختلفة من دول العالم . فكيف لنا أن

 

تكون لنا مشاركة ولكن ليس على حساب الغاية المثلى والتي من أجلها تأسست الكنيسة ؟

 

نحن كمسيحيين عراقيين في وندزور تجاوز عددنا عن الألف عائلة ( معلوماتي غير وافية بخصوص العدد

 

لكنه أكثر من ألف بكثير  ) . نتمنى على من يجد في نفسه  روح الخدمة والرغبة بأن يكون للمسيحيين

 

العراقيين جمعية يمارسوا فيها نشاطهم الفكري والرياضي والإجتماعي أن يبادر وبإلحاح إلى السعي لتأسيس

 

مركز إجتماعي أو جمعية غير خاضعة لأي فئة حزبية أو مرجع غير الخضوع والولاء التام لهدف أسمى

 

من كل الغايات الشخصية ( مسيحي العراق ) والعراقيين بشكل عام . وهذه المؤسسة يجب أن تكون خدمية

 

 100% غير نفعية ، ولدى مسؤوليها من النضوج ما يكفي كي لايبحثوا عن المجد الذاتي ولا التصفيق بل

 

يدركوا بأن لا فرق بينهم وبين أي عضو فيها كي تعمّر هذه المؤسسة بالخير . فالكل يعرف بأن لا خير في

 

مجموعة فيها مسؤولون يبحثوا عن مجدهم ويسخِّروا كل شيء لأنانيتهم . وكل مَن فيها يجب أن يفصل

 

بوعي تام بما هو من مسؤولية الكنيسة وما هو من مسؤوليتهم كشعب له حضارته وثقافته وتقاليده وهويته

 

القومية ، فلا يجوز أن نقحم ما هو أرضي بحت بما هو روحي بحت .

 

يمكن هناك من سيعارض الفكرة لسبب أو آخر ، ويمكن هناك من سيتهمني بما لا يمت لي بصلة ، وهناك

 

من سوف يعمل المستحيل ليُفشل هذا الإقتراح أو وأده بالسرعة الممكنة ، لكن  العمل الجاد سيكون هو

 

الحصن المنيع لكل العقبات .

 

فهل سيكون هناك من سيبدأ بوضع اللبنة الأولى لهذا المشروع غيرةً منه على أبناء حضارته وملَّته كي

 

لايتشتتوا أكثر ؟

 

بريدي الألكتروني موجود في أعلى الموضوع وهاتفي الشخصي لا يصعب الحصول عليه لمن يقطن مدينة

 

وندزور . وأعدكم بأنني لا أنوي الحصول على أي منصب في ما أصبُو إليه سوى أن أفرح بوجود مكان

 

أشعر به وكأني في بيئتي ليس غريباً كما أنا اليوم في أي تجمِّع للعراقيين .   

 

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<

 

الكنيسة ليست ملكاً للكاهن

 

Zaidmisho@gmail.com

 

عندما يكون الحديث عن الذهاب للكنيسة فإن غالبية المؤمنين يسمون الكنيسة بإسم كاهنها . فما أن تسأل

 

أحدهم في أي كنيسة صليت ؟ لأجاب في الحال " ( كنيسة أبونا فلان ) ، وكأن الكنيسة قد سجلت طابوا

 

بإسمه . ومازال الكثير من المؤمنين يجهلون الإسم الحقيقي لكنائس بغداد . وعدم المعرفة هذه تم شحنها مع

 

الوافدين إلى المهجر دون أمل بالتصحيح إذا لم يتم توعية المؤمنين من مخاطر عدم المعرفة هذه ، خصوصاً

 

بعد أن سمعت بنفسي ولم يخبرني أحد من أشخاص تقليديين وروتينيين في الكنيسة قولهم " لايحق لأحد أن

 

يتدخل في أمور الكنيسة فالكنيسة ملك الكاهن " ، ويكملوا بكل عفوية سلبية " كل الخِدَم الكنسية دورها تنفيذ

 

مايقول الكاهن ولايحق لهم أي قرار " . بالحقيقة لاأريد في هذه السطور معالجة هذا النوع من الجهل

 

بالإيمان ليقيني بعدم جدوى الحديث مع أشخاص بهذه العقلية وإنما أريد أن أجيب على سؤال سأله أحد

 

الأشخاص " لماذا نسمي الكنائس بإسم الكهنة " ؟ وكان أول جوابي له والنابع من غيرتي على كنيسة

 

المسيح " عذراً أخي الكريم ، لاتقل نسمي فأنا لست منكم " . إنما الجواب الأساسي فهو مختلف ، فالكنيسة

 

الشرقية بشكل عام والكلدانية بشكل خاص لاتعمل على  نقل الكهنة من كنيسة إلى آخرى إلا فيما ندر ، وما

 

ندر هو موت كاهن ليحل محله كاهن آخر أو حصوله على رتبة مطران أو من يرتب أموره ليسافر خارج

 

القطر ويتعين في أرض تدر لبناً وعسلاً . وخلاف ذلك نرى من إن الطفل عندما يولد ويكبر ويشيخ ويموت

 

فإنه سيتلقى أسرارالكنيسة من نفس كاهن رعيته والذي  لم يتعرف على غيره ( مبالغة تشرح الفكرة ) .

 

طبعاً خلاف ذلك موجود في الكنيسة اللاتينية إذ ينتقل الكاهن من رعية إلى أخرى كل أربعة سنوات ممكن

 

تجديدها لمرة واحدة . فما محاسن ذلك وما هي مساوى بقاء الكاهن في رعية واحدة لمدة طويلة أو إلى الأبد ؟

لكل كاهن إسلوبه وطبيعته وفكره وطريقة معاملته للمؤمنين ، لكل كاهن صوته وإمكانياته في الطقس

 

والمعلومات الدينية ، الوعظة تختلف ، القابلية الذهنية تختلف ، لايوجد تشابه بين كاهن وكاهن سوى

 

بالإيمان المشترك . وبما إن الحياة خبرات ، فالأفضل ان يتلقى المؤمنين خبرات لكهنة مختلفين ، وكذلك

 

للكهنة أيضاً إذ هناك البعض من تَنفِذ معلوماتهم وبهذا سيكون لهم الفرصة بإعادتها لرعية أخرى ، وإن

 

كانت هذه المحدودية سلبية إلا إنها أفضل من تكرارها لنفس أبناء الرعية . وللكاهن والمؤمنين خلافات في

 

بعض الأحيان وإن كانوا عائلة واحدة ، ونادراً مانرى كاهناً يتنازل ويصالح أبناء رعيته متى ماحل خلاف

 

بينهم وحتى وإن كان على غير حق ، فماذا سيكون مصير المؤمنين المختلفين ؟

 

هي واحدة من خمسة ، يترك الكنيسة ، يلتحق بكنيسة أخرى ( ليس بالضرورة من طائفته ) يقبل بالأمر

 

الواقع على مضض ، يصبح وجوده في الكنيسة شكلي ( للقداس فقط ) ، يعود خاشعاً وذلك بسبب حاجته

 

الروحية وغير الروحية ، كالمناسبات مثلاً " معموذية – زواج – جناز " أو قد تكون الحاجة لأوراق من

 

الكنيسة وهي بيد الكاهن وأمرته .

 

والخلاف في بعض الرعايا على أوّجهٌ ، ولو كانت المشكلة في عائلة أو إثنين مع الكاهن  لحلّت إنما

 

خلافات عوائل تصل بالعشرات مع كاهن رعيتهم والأمثلة كثيرة وذكرها يسبب الإحراج .

 

لذا أتمنى على الآباء الكهنة الأفاضل ان يبادروا بطلب نقلهم من رعيتهم إلى رعية  أخرى كل أربعة سنوات

 

وغير قابلة للتجدد رحمةً بشعبنا المؤمن  خصوصاً في كنائس المهجر مستثنياً في الوقت الحالي كهنة العراق

 

للوضع القلق الذي تمر في كنيستنا في العراق . أليس هذا الحل يحدد من خطورة تسمية الكنيسة بإسم الكاهن

 

؟ ويغير المفهوم الساذج لدى البعض من إن الكنيسة ملك الكاهن ؟ والشيء بالشيء يذكر ، إذ نرى العلماني

 

المترف مادياً والذي تعتمد عليه الكنيسة في نفقاتها ، نراه سيد مطلق خصوصاً إذا إنتفع منه أحدهم ،

 

وبتغيير الكاهن قد تكون للرعية فرصة بالمساواة . وللطرفة إذكر حالة مزرية حدثت معي  أثناء عملي في

 

كنيسة بلبنان وقد تعرضت كغيرها إلى الدمار في فترة الحرب الطائفية ، وقد ساهمت والدة أحد النواب (

 

أصبح وزيراً فيما بعد ) بإعادة بناء الكنيسة وترميمها . وعندما كانت تأتي إلى الكنيسة أحياناً يتسابق عليها

 

الجميع لأرضائها في كل ماتطلب بإستثناء عبدكم الفقير كاتب هذه السطور مما أزعجها هذا الشيء ،

 

وعندما كان لها طلب ما ويجب عليً أن أزودها به بحسب مقتضيات عملي أراها تصرخ في وجهي وتقول

 

( نفذ بسرعة أنا التي عملت الكنيسة ) . حتى إنني قلت للكاهن ضاحكاً ( ليس أمامها ) " ياأبونا ، 2000

 

سنة والمؤمنين في وهم ، إذ إعتقدوا بأن المسيح هو من عمل الكنيسة ، وتبين لي قبل دقائق من إنها مدام

 

.... من عملت الكنيسة ".

ف

ياحبذا لو علم الجميع بأن الكنيسة هي نحن جميعاً ، هي ليست الكهنة ولا الشمامسة ولا الأغنياء . هي كل

 

واحد منا ، وعلينا جميعاً أن نبنيها بحبنا وإيماننا ولانتردد بالإدلاء برأينا وعدم قبولنا للخطأ ومن أيً كان ،

 

فهل سنفعل ذلك يوماً متحدين ؟ أو أضعف الإيمان  يسمحوا لمن يستطيع ودون وضع العصي في الدواليب ؟

 

 

في معرض التعليق (ولا أقول الرد) على سؤال وردني من الكاتب زيد ميشو (كندا) عن ظاهرة تسمية الكنائس باسم رعاتها (كهنتها) عند مجتمع المسيحيين في العراق، ضمَّنه الكاتب المذكور  في مقالة لنشرها على مواقع الإنترنيت (عنكاوا – بوجه الخصوص)، وافّيتُه بهذه المتابعة.

باسم – حزيران 2008.

تقاليد من مجتمعنا المسيحي في العراق

تسمية الكنائس في العراق بإسم كاهنها؟

الموضوع ليس مَن هو كاهن الكنيسة (أوالرعيَّة). وإنما تكمن في ذهنية الشخص المشحونة بتقاليد مجتمع يعيش إضطرابات الحياة في البلاد التي جاء منها (العراق) التي لم يجد في بلاده – حسب رأيه أو تجاربه – إستقراراً أو أماناً. لذلك يلجأ إلى (أبونا فلان – راعي كنيسة منطقته) وهذا الـ (أبونا) هو إبن نفس الظرف والمكان والتقاليد، بل في الواجهة المباشرة منها.

 فباستثناء الكنائس الكبيرة (أم الأحزان – للمثال) لم نكن (وأنا إبنها) ندعوها بإسم كاهنها: لأنها مطرانية مركزية ذات عدد من الكهنة .

الوعي عند الناس نما تدريجياً مع إستحداث كنائس المناطق؛ في منطقتنا البلديات نقول (كنيسة البلديات، أو بإسم شفيعها: مار بثيون). أو يقال (كنيسة الكلدان في المنطقة الفلانية).

 

أما تعلُّقُنا بشخص الكاهن فنابع لإعتبارات مجتمعية أكثر منها إدارية.

بيتنا في الكرادة الشرقية يقع في الركن المقابل لكنيسة مار يوسف (خربندة): لا أذكر أننا قلنا يوماً إنها كنيسة قس فلان، بل صار إسمها علَماً لا يحتاج إلى تعريف باسم كهنتها.

 

بل يتعدّى الأمر عن شخص الكاهن، فنقول عن كنيسة السريان الكاثوليك في رخيتة بالكرادة (كنيسة الطاق: نسبةً إلى هيكل الصليب العالي في واجهة الكنيسة).

 

الذي وددتُ الوصول له: إنها من حق الناس التعلُّق بـ (شخص) الكاهن الذي يجدون فيه أباً وراعياً وشيخاً يليق بالإحترام. يقوم بكامل الخدمات للناس من العماد حتى الوفاة. ففي حال نقل الكاهن (حتى من قبل سلطة الكنيسة العليا) نرى مؤمني تلك الكنيسة يتوسَّلون بأية وسيلة للحيلولة دون ذلك: لأنه – الكاهن – صار أخاً عند مجموع الرعية.

 

أما من الجانب الإداري الصرف: نعلم أنَّ إنتشار الكنائس في مدينة مثل بغداد (وبخاصة للطوائف الكبرى السريان والكلدان) يحتاج إلى جمهرة من الكهنة لخدمتها؛ من أين نأتي بالكاهن؟  لذلك، وهذه شهادة، كان المطران عمانوئيل دلَّي (غبطة أبينا البطريرك فيما بعد) يساهم بجديَّة هو وغيره من رتب الكهنة في تقديم الخدمة متنقلاً بين الكنائس، ليس من قبيل مناسبة خاصة (قداس أو زفاف أو دفنة) بل ليساعد ويخفِّف عن كاهل الكاهن الواحد (غير المتوافر له مساعد) في تقديم الخدمة.

 

ختاماً: أسأل القارئ الكريم، هل تعرف إسم كنيسة اللاتين في السنك؟ لا نزال نسميها بـ (كنيسة باتري بير – وهي على القول كنيسة لاتينية).

هنا أدرج عدد كنائس العراق (منقولة من التقويم البطريركي لسنة 2006) إعداد المطران جاك إسحق:

 

 

# أديرة الأبرشية البطريركية: 8 ديراً.

# الأديرة الأخرى: 21 ديراً.

# المؤسسات البطريركية: 9.

كل هذه المؤسسات (كنائس، أديرة) تحتاج إلى كهنة لخدمتها؛ من أين نأتي بالكهنة؟

 

# كنائس الأبرشية البطريركية (بغداد):

29 كنيسة.

# كنائس السريان الكاثوليك: 3 كنائس.

# الكنائس الأخرى: 13 كنيسة.

 

 

فضلاً عن ذلك، فإنَّ المستشفيات والسجون تحتاج إلى كهنة – قد لا نعرف ذلك؟ للمثال وليس للحصر، يذهب كاهن مرة واحدة في الشهر إلى السجن المركزي (أبو غريب) لخدمة السجناء المسيحيين فيها، وآخر يذهب إلى الشماعيَّة لنفس الغرض.

وفي حالة تنفيذ حكم إعدام بمدان مسيحي، يُطلَب كاهن (على الأكثر من الكلدان بإعتبارها الطائفة الكبرى) لخدمة هذا المدان من إعتراف وتناول وإستعداد للإنتقال إلى الحياة الأبدية، حتى آخر لحظة صعوده سلم المشنقة؟

قد لا نعرف كم من الكهنة يجري إستدعاؤهم إلى الدوائر الأمنية للتحقيق في قضية ما؛ مثلاً: عقد زواج رسمي من كل جوانبه، وإذا يُكتشَف فيما بعد أن والد أحد الطرفين قد تحوَّل إلى دين آخر. لذلك وُضعَت الضوابط الشديدة في مسألة الزواج وغيرها.

أجل، ستبقى أنظارنا شاخصة نحو أبينا الكاهن، بكل رتَبه: إنه أب الجميع في حاضرة الكنيسة التي يخدمها.

 

باسم (أوكلند في 6 حزيران 2008)