لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

رنا القس بطرس

أين انت

 

أين انت يا عطري؟؟؟

أين انت يا ظلي ؟؟؟

أين انت يا قمرا اضاء ظلماتي ؟؟؟

أين انت يا بلسما شافيا لجراحتي ؟؟؟

كنت معي بالامس نورا مضيئا ...

وبت ابحث عنك واتعثر بخطواتي ...

اناديك في كل لحظات حياتي ...

بفرحي ... بحزني ... بدمعي ... باختلاجاتي ... فتخترق أهاتي ...

أين ذلك الصوت الذي اجتاح الفؤاد وكان كالغزواتي ؟؟؟

محيت تاريخ حياتي واسميتني اسما ً جديدا ً...

وولدت معك مرة اخرى وتغير تاريخ حياتي...

ناديتني أميرتي- أسرتي روحي – وحددتي همساتي ...

نبضاتي ... أنت شمسي ... انت فجري المضيء...

انت تاريخا صنعه قلبي... انت حاضري الذي تمنيته ...

امسي وتاريخي طوال حياتي ...

صوت نبضاتك اخترق كل الحواجز واحتل الفؤاد ...

لا تتركيني فريسة الحزن والحسرات ...

على تلك الاميرة التي صنعت ذلك العشق المجنون ...

وكسرت طوق الفؤاد...

طيفك يجوب الدنيا بحثا عني في كل الاتجاهات...

أين ذلك العشق المجنون؟؟؟

هل تلاشى بين ثنايا الصفحات؟؟؟

أم اصبح تذكارا ً يتلالألئ امام مخيلتي عند الممات؟؟؟

 

صرخات الاستغاثة

 

 صرخات الالم والذعر لازالت تنطلق من داخلك الحنون الدافئ يا سيدة السلام يا سيدتي يا سيدة النجاة، كنت هناك في ذلك اليوم كنت معكم يا ابناء شعبي الابرياء كنت اصلي، كنت اسمع كلام الرب كنت اسمع صوت الرب كنت اسمع اصوات شعبي الذي بات يصلي ويتضرع دائما لك ومنك يا سيدة  النجاة، كنت اطلب معهم طلباتي ناديتك كثيرا ً ولازلت اناديك يا حنونة يا ام الرحمة اسمعيني خلصي شعبي. خاصمني النوم وذبلت عيناي من شدة الالم من الذعر عند مشاهدة تلك الصور المروعة عندما شاهدت ابناء شعبي ودمائهم تسيل عندما شاهدت امي ابي اخوتي اخواتي واطفالي ينزفون الى متى يارب، متى سيتوقف نزيف شعبي المجروح، متى ستتوقف صرخات الاستغاثة، اننا نغرق في بحر الدم يوما بعد يوم ومسلسل القتل والارهاب والذعر والتهجير مستمر، مهجرين مشردين غرباء مظلومين منهكين في الوطن والمهجر، ذليليين ونحن نعاني ونتعذب ونحن نطالب ابسط حقوقنا كبشر، اين حقوقنا يا عراق ؟ هل لنا ان نعيش بسلام ؟ هل لنا ان نتلو صلواتنا بسلام؟ هل لنا ان نلبي نداء الرب بسلام ؟ باتت حياتنا مجموعة من الاسئلة لا اعرف لحد من يستطيع ان يرد عليها لا اعرف لحد الان من يسمعنا؟ من يعي حقيقة مايحدث، من المقصود؟ هل هم المتضرعين الى الرب في دور العبادة منذ نهاية الحرب، منذ ان بدأ قتل وتهديد وخطف وتهجير شعبي؟ ام طلاب بخديدا وهم ذاهبين الى جامعاتهم لطلب العلم في بلدهم للنهوض بعراق الحضارة والعلم مرة  اخرى تحديا ً لكل الظروف من المقصود؟ هل هم المصلين الذين كانوا يتضرعون لكي يا امي الحنونة يا سيدة النجاة ام هم العوائل الذين تعرضت بيوتهم للتفجير في الموصل والدورة؟ ام المقصود العوائل التي تركت كل غالي وثمين وضحت بكل شيء للوصول الى مرفأ الامان وعادوا ثانية ً هل شعار "العراق امن " استوفى معناه؟ قلبي ينزف عليك يا عراقي ينزف على بلاد الرافدين  يا عراق الحضارة والعلم ، انهم يقتلون جذورك ويدفنون تاريخك العريق عندما يقتلون ابناء شعبي الابرياء ينزف على عراق جمع كل الاديان والقوميات والطوائف على عراق كان يعيش بسلام، انظر الينا يارب تضرعي لنا يا سيدة النجاة ولن نتوقف عن الصلاة والتضرع اليك يارب وسيظل العراق فينا الى الابد ونحن فيه.

 

وتستمر المجازر ضد شعبي

 

معاناة كان لها بداية وليس لها ملامح نهايه على الاطلاق حيث تزداد معاناة هذا المکون العراقی الاصیل يوما بعد يوم. لقد عانى الشعب (الكلداني السرياني الاشوري) الويلات عبر مسيرته المعاصرة من قتل وذبح وتهجير وحرمان. بدأنا بسيفو والان لازال مسلسل الذعر والارهاب هذا يلاحق المسيحين اينما كانوا وحيثما وجدوا, لا استقرار لا حياة طبيعية لا مستقبل لابناء هذا الشعب الصامد على ارضه. وصار الارهاب  شبح يلاحق مسيحي العراق ففي بلادهم  يطاردهم فلول الارهاب والقتل ويذبح على هويته ومخططات الاخرين وتاهو في بلدان الهجرة ومحطاتها, محاربين على كافه الاصعدة. عادت المعاناة والويلات التي لم يكاد ينساها هذا الشعب المظلوم. تلك المجزرة التي استهدفت الشيوخ والاطفال والنساء وانتهكت الأعراض وتجاهلت كل المبادئ والقيم الانسانية السامية والتي بدات بأجداد ابائنا والعوائل التي شردت وهجرت وقتلت وذبحت في الرابع والعشرين من نيسان عام  1915 واثناء الحرب العالمية الاولى حيث بدات مذابح الابادة الجماعية و عانى الشعب المسيحي الظلم والاضطهاد ثلاث مرات، مرة حينما تم تجاهل ارواح ودماء ابنائه التي سفكت اثناء المذابح والمرة الثانيه بتجاهل حقوق هذا الشعب عند كل استذكار لهذه المجزرة، والان المرة الثالثة في العراق حيث بدأ الارهاب بالابرياء الذين يذهبون الى دور العباده (الكنائس) للمارسة طقوسهم الدينية ويواجهون التفجيرات التي حصدت الالاف الارواح البريئة حيث بات ذنبهم الوحيد هو الالتزام بطوقسهم وشعائرهم الدينية دون الاساءة الى اي جهة او انسان والصمود والتمسك بارضهم. لماذا يواجه مسيحوا العراق تيار العنف الدامي الذي الذي بات طوفاناً عنيفا ينهي كل شيء جميل ينهي اي خطوة للتقدم يحصد ارواح بريئة تقوم بتادية واجباتها وتسعى لتقدم هذا البلد. الان يعاني الشعب الكلداني السرياني الاشوري للمرة الثالثة هذا التجاهل المريب, حينما بدأ الارهاب بقتل الكهنة وتعذيبهم، لمختلف الطوائف المسيحية بدون تمييز وبشكل يثير الرعب والهلع في نفوس ابناء هذا الشعب لدفعهم الى ترك كل شيء والتوجه للمهجر ولا تزال المعاناه مستمرة بقتل العقول المفكرة وتهجير الكثير من العوائل في مختلف محافظات العراق حيث بدأ الارهاب ضد مسيحي العراق في مدينه الموصل ومر بكل المحافظات ولازال مستمراً حيث استهدف ارواح طلاب بغديدا الابرياء حين قاموا بهذا التفجير الدامي الذي خطف من بغديدا اثنان من شبيبة بغديدا وطلابها الذين ناضلوا وتحدوا كل الظروف الصعبه وصولا الى هدفهم سعيا ً الى العلم والى تطوير بلدهم والنهوض به للاعلى القمم. كان ساندي زهرة ورديف المحروك ضحايا هذا الطوفان الذي لازال مستمرا ً.

 تحيه حب واجلال وإكبار لشهداء شعبنا ولشهداء الحريه والفداء في كل مكان والخزي والعار للقتله المجرمين ايا ً كانت انتمائاتهم.   

 

"أين انت"

 

إهداء الى امي

 

غاليتي رفيقة دربي... ايتها الحنونة يا أزكى العطور

 

عجزقلمي عن وصفك و ارتجفت يداي حين تذكرت ذلك الصوت الحنون يناديني يخترق آهاتي

 

... اوجاعي ...

 

اثقالي ... ويقول عودي الى حضني الدافئ حيث ساد السكون ...

 

امي ... امي ... امي يانور العيون ... كانت يداك تحمل عني الالامي حيث غرقت في بحر الشجون...

 

متى القاك وكيف سيكون لقياك ... روحي تناديك... قلبي يبحث عنك عن ذلك الحب المجنون... ضميني بين

 

 ذراعيك ابعديني عن ذلك العالم المسكون ... عيدك عيد الكون بأسره ... سوف اهديك اجمل الزهور واعمق

 

المشاعر وازكى العطور ... اين انت ... اين انت ... يا امي يا نور العيون...

.................................................................

الهجرة ومعاناة المرأة

بعد دخول العراق في ثلاث حروب طاحنة ومرور اعوام طويل للحصار على شعبه كانت الهجرة هي الحل للكثير من العوائل العراقية وكان عدد اللاجئين العراقيين يتزايد بعد خاصة انتهاء الحرب الاخيرة بعدة اشهر بسبب انعدام الامن بصورة عامة وتعرض العديد من الناس الى عمليات القتل والاختطاف والى مختلف انواع الانتهاكات من قبل المجموعات ارهابية والمجرمين القتلة. وهنا بدأ يظهر دور المنظمات الدولية الانسانية التي عملت دوما على مساعدة اللاجئين في مختلف انحاء العالم مثل مساعدة ودعم اللاجئين العراقيين في الاردن وتركيا وسوريا. الذي تضمن الدعم المادي والصحي. ولكن هناك مشاكل يعاني منها معظم النساء اللاجئات العراقيات في هذه الدول مثل وكما هو معروف التقاليد الاسرية والروابط الاجتماعية تحتم على المرأة وخاصة في المجتمعات الشرقية الخطو بخطوات مدروسة ومحسوبة في معالجتها ومواجهتها لظروف الحياة القاسية في بلاد الهجرة خاصة صار الان من الصعب بمكان ايجاد السبل للهجرة وايجاد مكان الاستقرار خاصة تلك العوائل التي تعاني الامرين في تشتتها وانقسامها بين بلاد الهجرة وامالها معلقة بين الرفض والقبول. وتقدمت العديد من هولاء النسوة اللجوء الى المؤسسات الانسانية العراقية والدولية  لايجاد حلول لهم حيث يعيشون واولادهم حياة غير مستقرة بعيدة عن الزوج او الاب والاهل والاقارب في بلدان شرقية لها عاداتها وتقاليدها حيث يصعب عليهن العيش بسبب عداتنا الشرقية وحاجات الاسرة التي تتكامل بوجود رب الاسرة. ولكن  لاحياة لمن تنادي ونتساءل كم يجب الانتظار لهذا المجهول  كم يجب على الاطفال ان يتعذبوا لفراق والديهم خاصة ان الفجوة بدأت تكبر بتقادم الزمن بين العائلة المقسمة والمشتتة بسبب المسافة الطويلة التي فرضتها الظروف على ابناء هذا الشعب المشتت حيث لا احدا يعرف متى ستظهر هذه النتائج وان من المحتمل ان يدوم هذا لسنوات فكم ستبقى هؤلاء النساء تعاني هذه الويلات والغربة وشعور الاولاد بالضياع. نأمل من هذه المنظات الانسانية ان تجد لهم حلولا ناجحة ومناسبة كي تستطيع العوائل الاستقرار خاصة تلك التي فقدت كل شيء تملكه في اوطانها والبعد عن اهلهم واقربائهم ومستقبل اولادهم والمعاناة مستمرة بسبب صعوبات الحياة المادية والمعنوية.

الاطفال ونتائج الحروب

كنت قد تحدثت في اول موضوع نشر لي عن الهجرة ومعاناة المرأة واود ان اطرح كل الجوانب السلبية التي كانت ومازالت مستمرة منذ نهاية الحرب والهجرة وتشتت العائلة الواحدة الى اجزاء. حيث ان هناك اجيال كاملة مهددة بالضياع اجيال ما بعد الحرب الاطفال الذين ولدوا ليعيشوا في عالم مخيف مليء بالعنف والخوف وارهبة من كل شي حتى من اصوات الاخرين، الاطفال الذين شاهدوا مشاهد الدمار والانفجارات والقتل امام اعينهم في الشارع وعلى مرأى الجميع، الاطفال الذين فقدوا طفولتهم وبرائتهم وعفويتهم، الاطفال الذين شاهدوا الخطف والاطفال الذين اصابهم الهلع عن مداهمة منازلهم من قبل جماعات ارهابية. ان معظم هؤلاء الاطفال عانى مرارة مشاهدة مشاهد ممكن ان تحطمهم طوال حياتهم كأختطاف ابائهم امام اعينهم او قتلهم. وتتوالى الاحداث بهؤولاء الاطفال ليعانوا مرارة الغربة والحرمان من بيوتهم العابهم واشيائهم الغالية واصدقاء الطفولة ليعيشوا مرارة الغربة التي لا يقوى الكبار على تحملها لان المأساة مازالت مستمرة بعد ان تجزأت معظم العوائل الام والاولاد في بلد والاب في بلد اخر طالبين الامن والاستقرار واذا بهم يصبحوا فاقدين السيطرة على هؤلاء الاطفال الذين اصبحوا مليئين بالعقد النفسية جراء فراق احد الابوين والعيش ضمن عائلة متكاملة من كل الجوانب فاقدين ابسط حقوقهم كأطفال حيث اصبحت هذه الحالات جزأ من حياتنا اليومية وامام اعيوننا طوال الوقت وابسط الاسئلة التي تطرح على السنتهم هي مثل (متى سيكون لنا بيت ومتى سيكون لي غرفتي الخاصة) وغيرها من الاسئلة التي تشعر الاب او الام انهم عاجزين عن تلبية ابسط مستلزمات الطفل في اهم فترة من حياته الفترة التي تتكون فيها شخصية الاطفال. اصبح معظم هؤولاء الاطفال مليئين بالعنف والقسوة والحقد وليس السبب فقط الظروف وانما الاجواء التي يعيشوها داخل منازلهم والكلام الذي يقال امامهم، حتى محلات العاب الاطفال اصبحت مليئة بالعاب العنف كالاسلحة والخناجر والسيوف واصبح الاطفال يميلون الى هذه العاب اكثر من غيرها وهذا الحديث ليس حصرا ً على الاطفال المهجرين وانما على الاطفال الذين لا زالوا في العراق يعنانون من ويلات الانفجارات وكل انواع العنف والارهاب، يضطرون لترك مقاعد دراستهم فجأة خوفا من الانفجارات والمداهمات والاختطاف، كل شيء انهار بالنسبة الى هؤلاء الاطفال ومستقبلهم مهدد بالضياع وهناك المزيد والمزيد ..... إلى متى هذا الضياع .... الخوف مستمر الخوف من جيل العنف، جيل الارهاب، جيل القسوة والتشتت، الخوف من المجهول والمستقبل الذي لا مالمح له على الاطلاق. نناشد كل من يمهمه الامر لدعم ومساعدة هؤلاء الاطفال لانهم هم المستقبل لانهم أمل الجميع.

 

رنا القس بطرس