لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

هرمز عيسو

البحث عن الابوة

عرض وكتابة : د. بهنام عطاالله

صدر في بغداد وعن مطبعة شفيق كتاب جديد بعنوان (البحث عن الابوة) 2010 لمؤلفة ومعده ومقدمه الكاتب هرمز عيسو .وقد أهداه إلى :

" الإنسان الأول الذي انتخى بما يميزه عن بقية الأحياء ونجح باستثمار محيطه للتثبت من وجوده والحفاظ على نوعه..

والى أحفاد هذا الإنسان الذين استجابوا لنداء الأرض وقشطوا ترابها بأناملهم بحثا عن الأجداد وآثارهم وأحصوا النجوم ورصدوا حركاتها واخترقوا الكون ومكوناته بالعلم والتقنية المتطورة .."

والكتاب يعبر عن الواقع الذي عاشه المؤلف ويعيشه جيلنا الذي شهد تعاظم قدرات الإنسان العلمية والصناعية بالشكل الذي يحقق رغباته بالتسلط على الوجود في الأرض وما عليها وحتى ما يحيط بها ، ولا يزال يسعى لكشف المزيد عن خواص المادة وسر حيوية الخلايا الحية وتعاملها مع الطبيعة ومع علماء الصناعة والتصنيع نشط أيضا علماء النفس والارواحيات وخبراء العلوم الاجتماعية ... "

قسم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أبواب بحث فيها الكون ومكوناته وظهور الإنسان ومختارات من الشرائع والقوانين الإدارية العامة. فضلاً عن احتوائه على جداول  وشرائع وقوانين إدارية في الأزمنة القديمة وبخاصة حضارة ما بين النهرين وصوراً تاريخية وحضارية وصفحة المراجع تابعه لغويا ً الدكتور بهنام عطاالله وصمم لوحة الغلاف الفنان غزوان كرش وأخرجه فنيا نادر عولو أما الطباعة الكمبيوترية فكان من قبل إكرام هرمز عيسو. وقع الكتاب بـ 133 صفحة من القطع المتوسط.

 

من جد وجد ..  ومن صبر ظفر

 

"ما نيل المطالب بالتمني           ولكن الدنيا تؤخذ غلابا"

قال هذا أبو فراس الحمداني وهو في عز شبابه يوم كان يصد هجمات الروم على إمارته ،ولكن؛لم تتحقق أمانيه بسبب تفكك الدولة العباسية وتحلل إدارتها على يد "الخوال" ووقع أسيرا بيد الغزاة وفي سجنه في القسطنطينية ناح مع الحمام الحائم قرب نافذته وقال :-

 أقول وقد ناحت بقربي حمامة    أيا جارتاه هل تشعرين بحالي؟

أيضحك مأسور وتبكي طليقة            ويسكت محزون ويندب سالي؟

 وانهارت الدولة العباسية بحدود 1231م وبقي العراق ساحة حرب ومنازعات بين الفرس والروم ثم التتر والمغول و بعدهم العثمانيون ،و بقي العراقيون ينوحون الأمجاد مع أبو فراس ويبكون الأطلال إلى أن انهارت الدولة العثمانية بحدود سنة 1919م وتحررت ممتلكاتها ،وكان العراق من نصيب إمارة عربية وبإدارة عراقية ولكن تحت وصاية المحررين بموافقة وإقرار عصبة الأمم للفترة من (1921م-1931م) غير أن العراق بقي ساحة صراع بين المحررين وشركائهم ،لأنهم كانوا يعرفون خيرات الهلال الخصيب وثرواته الطبيعية ومكامنها وتنافسوا لكسب الولآت والمؤيدين لضمان ساحات عمل وافية لتثبيت وجودهم الاقتصادي ضمن مشاريع الأعمار المطروحة انذآك والتصنيع وحماية هذه المكاسب بالوجود العسكري في قواعد معينة مائية وجبلية ،وعندما اشتدت هذه المنافسات مع صياغة الاتحاد الهاشمي وتشكيلة حلف بغداد وتسليحه وتسمية قيادته وتعاطف الساسة العراقيين مع توجهات الولايات المتحدة الأمريكية وحتى نوري السعيد...انهارت الإمارة العربية في 14/تموز/1958 وتم تصفية العائلة المالكة وقطعت رؤوس إدارتها تحت مرأى ومسمع المحررين ولهذا يتهمهم سفير الدولة المنافسة في بغداد (للفترة من 1954-1958) ضمن كتابه (العراق تحت قيادة نوري سعيد) بأنه ما لم تكن الثورة منفذة من قبلهم إلا أنهم كانوا يعلمون بها مسبقا ولهذا خذلوا أصحابهم...

وبعد هذه الثورة العارمة توالت الثورات والانقلابات وحركات تغير المسارات إلى أن استقرت الثورة لتمهيد الطريق (لغدر الغادرون) بعد استنزاف طاقات العراق البشرية والاقتصادية وها نحن نهيئ قواعد لأنصاب ورموز كانت تُمني نفسها بنيل المطالب بينما الدنيا تؤخذ منا غلابا وتم هذا في 9/4/2003( بتحرير) العراق من قبل قوة التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعلم وموافقة الأمم المتحدة وإقرار مجلس الأمن الدولي ولكن ليس بدون ثمن،فأن كلف الحملة من انطلاقها من قواعدها والى حين عودتها تكون على حساب العراق لأن الحملة كانت بناء على طلب عراقيين كانوا على خلاف مع إدارة النظام آنذاك.إضافة إلى جلب خبراء واستشاريون بمختلف الاختصاصات مع هذه الوحدات لاستطلاع واستثمار الفوز العسكري والسياسي...

وقد تم فعلا تشخيص وتحديد مكامن الثروات الطبيعية ويجري تقاسم هذه الحقول بين المحررين والمتحالفين معهم ،بألاضافة إلى إعادة النظر بقرارات التأميم وإلغاء قانون رقم 80 لسنة 1961 ويجري التعاقد مع حزمة مستثمرين بشكل يؤمن السيطرة على هذه المكامن والاستحواذ على مواردها وبذلك لن يبقى للعراق أكثر من حاجته للموازنة التشغيلية وكما يقول المثل الشعبي (من الجدوم  للزردوم) ...

الانتداب البريطاني دام عشر سنوات (1921-1931) بعلم وإقرار عصبة الأمم وانتهى باتفاقية مختصرة بين المملكتين تولدت عنها اتفاقيات مع شركات استثمارية لكامل الأراضي العراقية وبقيت سفارة المملكة المتحدة مرجعية قرارات ملك العراق والحكومات المشكلة بإمرته . وكان نوري السعيد من ابرز الساسة المتنفذين في الساحة آنذاك لأنه كان يعمل بمبدأ (عصفور في اليد أفضل من عشرة على الشجرة ) ...

لا استطيع التطرق إلى مضامين الاتفاقية المقترحة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لأنها ليست معلنة ،ولكن من الجدالات والحورات التي تجري حولها يبدو أن "الحلو فيها أمر من العلقم" وسواء صُُدقََََت أو لم تصدق فأن الشعب العراقي يبقى "بين المطرقة الأمريكية وسندانة الساسة العراقيين" ولهذا أناشد العراقيين جميعا للرجوع إلى الذات والبحث عن درنات الحقد والكراهية المزروعة فينا وتقصي مصادرها ، وسنجد أنها حتما مستوردة والجهل منبتها ...

الإنسان موجود قبل الشرائع ،والشرائع توكد على الأخوة الإنسانية وتجنب الأحقاد والكراهية و كذلك الانتماءات القومية ،فأنه من حق كل إنسان أن يكون ذاته ويعبر عن أصالته بالسلوك الحسن مع الآخرين وليس بالتعالي واحتقار الغير . الإنسان سيد المخلوقات وتنمية عنصر الخير فيه أفضل من استفزازه وإثارة نزعته العدوانية .

للإنسان العراقي طاقات بدنية وفكرية هائلة ،غير أنها منشغلة بالنزاعات الدينية والطائفية والقومية المدعومة من قبل جهات خارجية قريبة وبعيدة بهدف مشاغلتنا وإدامة جهلنا والانفراد بخيرات أرضنا ...

المنازعات والحروب خسارة للغالب والمغلوب لأنها تستهلك القدرات البشرية والاقتصادية و لا تعوضها الغنائم مهما بلغت و قد انتبهت إلى هذه الحقيقة شعوب خاضت حروب كبيرة مدمرة واستسلمت بأمانة ومصداقية عندما خسرت الحرب العالمية الثانية وقبلت بالأمر الواقع ،تاركين الغزاة لاختيار مواقع محددة وحماية مكاسبهم وانصرفت عنهم للشروع بلملمة شتاتها ومداواة جراحها وتوجهت نحو الدراسة والتصنيع وها هم ألان ((ألمانيا واليابان)) يغزون أوطان الغزاة بالعلم والصناعة والاقتصاد ...

انتبه( محررونا) لهذه الحقيقة وأضافوا لخططهم إعاقة النهضة العلمية والصناعية للشعوب المغلوبة لإبقائها سوقا استهلاكية تعيش بمغذيات، مفاتيحها بيد الغزاة.وها نحن ما زلنا نعيش بمذكرة التفاهم وإيراداتنا لا تورد لحسابنا مباشرة .وبقي (العراق) رهينة بيد الذين انتخيناهم وهانحن نقتلع حجارة بيتنا(العراق) لنتقاذف بها بعضنا البعض ،وما لم نتوقف ستنفذ الحجارة ونتيه في العراء.

الرجوع إلى الذات حكمة والعفو عند المقدرة فضيلة والتسامح شريعة،والاستعانة بالله إيماننا،وبحكمة هذا الإيمان نلقي السلاح ونخطط لإعادة بناء البيت وساكنيه ،ويعود الفلاح إلى أرضه والطالب إلى مقعده والمدرس إلى مدرسته والإداري إلى مكتبه والطبيب إلى مشفاه والمهندس إلى معمله والعامل إلى عمله معتمدين الصدق والأمانة بتعاملنا مع بعضنا البعض وبالمثابرة والصبر على المشقات نتجاوز المعوقات وليكن شعارنا

"زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون"...

 

...........................

 

بغديدا .. الأم والأرض

 

هرمز عيسو

 

"بعرق جبينك تأكل خبزك حتى تعود إلى الأرض،لأنك منها أخذت فأنت تراب والى التراب تعود" 

تكوين 19:3 .

 

نشر المقال في جريدة (صوت بخديدا) اعدد (55) ت1 2008

 

نعم هذا هو القضاء الحق. قضاء خالق الكون وواهب الحياة، به آمن أجدادنا وبهذا الإيمان و ما أوتوا من فكر وجهد بدني تعاملوا مع الأرض لإدامة الحياة والعطاء، بترابها استنبتوا مأكلهم وملبسهم وبحجارتها صنعوا أدواتها وشيدوا مساكنهم ياؤون إليها مع حيواناتهم الأليفة ويحفظون الغلة والمؤن وبها يستترون من عاتيات الزمن...

توارثت الأجيال هذا الإيمان كأمانة تسلمها الأبناء من آبائهم ليسلموها لأبنائهم جيلا بعد جيل ، وهكذا ثبتوا في أرضهم وتوسعوا بأعمارها بجهودهم الذاتية والوسائل البدائية المتاحة ، وبالتمويل الذاتي شيدوا لهم سبعة كنائس لتمجيد اسم الله تعالى، وهكذا  نموا وتكاثروا وعندما ضاقت بهم الأرض انتشروا في القرى المحيطة وتوسعوا إلى المدن والقصبات في القطر شرقا وغربا وجنوبا منهم الحرفيون والفنيون والتربويون والإداريون وحتى التجار ... ونجحوا بأعمالهم ، وعلاقاتهم مع المجتمعات كانت وثيقة ، واستوطنوا في بعضها معززين مكرمين لأنهم اعتمدوا الصدق والأمانة بأدائهم ....

أين نحن من أولائك الأجداد في خضم هذه المتغيرات الانفجارية في المنطقة وفي بلدتنا قره قوش بلذات؟

حيث إن:-

1- موجود السكان تضاعف إلى أكثر من ضعفين وبمختلف الانتماءات القومية والدينية بسبب

أ -  عودة معظم أبناء البلدة النازحين منها بحكم أعمالهم

ب - التجاء أكثر من 1850 عائلة من الموصل وأطرافها غالبيتهم تجار وحرفيون متميزون

ج -  قدوم الكثير من ممثلي الأحزاب والنشاطات الاجتماعية والقومية من غير أهل البلدة و

      استوطنوا البلدة كأفراد أو مع عوائلهم

د -  تعيين ونقل العديد من الموظفين إلى دوائر الدولة بمختلف الاختصاصات إلى البلدة

      من غير أهلها لكونها مركز قضاء.

2- تفجرت الحركة العمرانية في القصبة القديمة ومحيط البلدة حيث توجب:-

 أ  - توفير السكن للوافدين بشكل عوائل وأفراد وبمختلف المستويات

ب - توفير أسواق وافية لتلبية احتياجات أهل البلدة والوافدين وحشود المتبضعين من القرى

       المحيطة بالبلدة من احتياجاتهم المعيشية والتموينية و الكماليات وحتى الأثاث مع الأخذ 

       بنظر الاعتبار زيادة القدرة الشرائية بشكل قفزات غير منتظمة...

ج – توفير الخدمات الإدارية والتربوية والطبية بجميع الاختصاصات للمقيمين في البلدة و

      الوافدين إليها من محيط القضاء وخارجه لصعوبة دخول الموصل (مركز المحافظة)

3- في ضوء الحالة أعلاه وانغلاق مدينة الموصل ولاحتواء القرى المحيطة بالبلدة (مركز

القضاء) قامت بعض الجهات بضخ أموال هائلة في البلدة، وجهات أخرى لبت طلبات جهات استنجدت بها لتحقيق مشاريع اعتبرتها ضرورية لبهرجة البلدة وإظهارها وكأنها بمستوى عواصم إقليمية معتمدين موقعها الجغرافي والاجتماعي وموجودها البشري والقدرات العلمية والتقنية والتجارية والفنية المتراكمة في البلدة ...

إن هذا التمويل الهائل وضخ الأموال في السوق وتوالي زيادات الرواتب والمنح النقدية مع الإكثار من فتح السلف وتنوعها وفتح أبواب الاقتراض من المصارف على اختلاف عناوينها ، رفعت القدرة الشرائية للإفراد بصورة عشوائية وبمستويات غير محسوبة مما جعل التجار يهرعون إلى مورديهم في الأقطار المجاورة لإفراغ مخازنهم في العراق بغض النظر عن صلاحيتها وعدم مطابقتها للمقاييس النوعية وكأن العراق ساحة للمستهلكات ...

وهكذا تعود العملة من حيث أتت لأن طبعها وتوريقها مرهون بانسيابية سائل الحياة من شرايين أرضنا ومفاتيح أبواب مرورها بيد صانعي مقومات وجودنا ، وبدونها لا وجود لنا لان نشوى السيولة النقدية أسكرتنا وهجرنا الأرض والتهينا بالماديات وكأنها غاية وجودنا...

ولكن الأرض ثابتة و تنادي أبنائها لدغدغتها بمحاريثهم واكسائها بصناعتهم ،أبناء الأرض الأبرار لا يعيقهم عوق بدني عن العمل والعطاء والفلاح لا تشغله نشوى المال ورنين النقود عن استثمار أرضه وبهذا الإيمان بالقضاء الحق وواهب الحياة نستذكر أجدادنا للاقتداء بفضائلهم...

 

 

من لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم

 

نشر المقال في جريدة (صوت بخديدا) العد 53 اب 2008

 

 

الناس أصناف ...منهم من لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم...ومنهم لا يعلم ويعلم انه لا يعلم...ومنهم من يعلم ولا يعلم انه يعلم...ومنهم من يعلم ويعلم انه يعلم...

الذي يعلم من الناس حتما يعلم أن الكبار أعادوا النظر بقسمة الأربعينيات من القرن الماضي في ضوء حقائق مادية ظهرت لهم بعد إسقاط التنين الجامح وتقطيع ارثه، وضعوا الأسلحة جانبا و أوقفوا تصنيعها وشرعوا بتداوي جراح شعوبهم وإعادة تجميع قواهم لاستثمار الفوز ،وباشروا الأعمار وتحوير المصانع العسكرية إلى مدنية ،وإنشاء صناعات وافية لتوفير المستلزمات الخدمية والاستهلاكية والكماليات للاكتفاء الذاتي ،ثم البحث عن المواد الأولية والثروات الطبيعية السطحية منها والباطنية وتحديد مكامنها والسعي للانفراد باستخراجها وتصريفها ،وبهذا تحول حلفاء الأمس إلى أنداد يتنافسون و يزاحم بعضهم البعض وسلاحهم في هذه المرة "الشعوب التي لا تعلم ولا تعلم أنها لا تعلم".لإعداد هذا السلاح وتفعيله توجب حصره وتصنيفه بموجب مكوناته عالمين بأن مكونات هذا السلاح هي (الجهل والانتماءات الدينية والقومية) وهذه موجودة في شرقنا منذ القدم تنشط وتتوسع أحيانا وتتقلص وتهمد أحيانا أخرى...

 

أولا – الجهل:

الجهل هو عدم سعي الإنسان للاستفادة والإفادة من نعمة العقل الذي يميزه عن بقية المخلوقات الخاضعة لتدبيره ،وللجهل غير الخلقي أسباب وحالات:-

أ‌-       التربية والتعليم

1- عجز وإعاقة التعليم بكافة مراحله

2- حصر المناهج التعليمية والمواضيع بما يفيد لتنشئة جيل مشبع بمفاهيم

تخدم توجهات القيادة السياسية

3- السيطرة وتوجيه الإعلام المرئي والمسموع المحلي والمقروء من

المطبوعات المحلية والموردة

4- عدم تشجيع فتح مكتبات عامة لإفادة الطلبة والباحثين عن مصادر

المعلومات والعلوم

5- تشجيع فتح المقاهي والملاهي ودور التسكع لقتل الوقت ودفن الأحياء من

الشباب.

ب‌- التعبئة

1- عسكرة البلد وتعدد القيادات الرسمية وغير الرسمية ومشاغلة الشباب

بالأعمال المسلحة طلبا للعيش وتوفير القدرة الشرائية لعوائلهم نظرا

لتوالي تدهور القيمة الشرائية للدينار العراقي

2- عدم معالجة أسباب لجوء الأحداث لممارسة أعمال غير مشروعة تؤثر

سلبا على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلد وتؤدي بهذا الحدث

للانخراط بأعمال التهريب والكسب الغير المشروع.

 

ثانيا – الانتماء الديني :-

إيماننا بالله واليوم الأخر متجذر في أرضنا مهبط الوحي ومنشأ الأنبياء والمرسلين غير أن السلوك يتأثر بالمطالعة والمرجعيات وهذه مفاهيم بشرية قابلة للاجتهاد والاختراق ،وخير دليل على هذا كثرة التعدديات والمسميات الطائفية ولان إيماننا بمفاهيمنا أقوى من أرادتنا ،كثرت الرايات وتعددت ألوانها...

1-  بالنسبة للمسيحيين اكتفي بما قاله الأخضر الإبراهيمي (مبعوث خاص للامين العام للأمم المتحدة)لدى اجتماعه بروساء الطوائف المسيحية في بغداد للاستماع إلى طلباتهم غير أنهم بدلا من تقديم طلب موحد انشغلوا باستعراض آرائهم ومناقشتها مع بعضهم ،ولعدم ظهور بوادر اتفاق ،اعتذر الأخضر الإبراهيمي وقال:-"اتفقوا فيما بينكم وأعلمونا بطلباتكم لاحقا لدراستها..." واعتقد( بدون جزم ) بأنهم لم يتفقوا وما زالوا ينادون بوحدة الرأي والمصير...

2-  وبالنسبة للمسلمين سأكتفي بواقعة حصلت في منتصف حزيران الماضي حيث كنت عائدا من كركوك إلى الموصل بسيارة أجرة ومعنا بين المسافرين رجل بحدود الأربعين من العمر ملتحي وبالزي العربي ،يظهر عليه الوقار ،طولب بإبراز هويته وعنوان سكنه في أكثر من سيطرة وبعد الاطلاع عليها قال له احد الجنود في السيطرة:-"أنت سني أو شيعي؟" أجابه الرجل :-"أنا مسلم" قال الجندي :-"لا يجوز انزل لنتحقق من ذلك..!!" وبعد مداخلة السائق والركاب تركه الجندي .تصور يااخي هذا الجندي وآلاف مثله منشورين في العراء لتأمين الطرق لقوافل مسلحي قوات التحالف ويستغرب من لحية أخيه المسلم ،الأعزل ويسأله هل أنت سني أم شيعي؟؟؟

3- وبالنسبة لليهود وليس لي جديد وإنما التاريخ يشهد بوقائع حدثت منذ أكثر من خمسين سنة وكأنها تحدث اليوم...جاء في الصفحات 222-225 من كتاب تاريخ الوزارات العراقية _الجزء الثامن_ما معناه أن مليشيات يهودية من جنسيات مختلفة مدربة في إسرائيل دخلت العراق في ربيع سنة 1950 ومعها أسلحة ومتفجرات كثيرة وقامت بأعمال استفزازية وتخريبية ضد مصالح ومعابد اليهود بهدف :-

1-   تخويف اليهود وإرغامهم على الهجرة إلى إسرائيل

2-   استغلالها لبث الدعاية ضد العراق

3-   إثارة اهتمام الانكليز والأمريكان بأمر العلاقات بين العرب واليهود.

 

ثالثا – الانتماءات القومية

من حق الإنسان التعبير عن ذاته ولما كان أساس مجتمعنا العائلة المرتبطة مع غيرها بخيوط عشائرية وقبلية ذات جذور تاريخية ،ولهذه المجتمعات تقاليد وقيم تعتز  بها غير أن المبالغة بالمفاخرة بها قد يستفز الآخرين ذوي الانتماءات المختلفة وتحدث المساجلات والمنابزات بالألقاب ثم تتكون الضغائن وتحصل العداوات بدل المحبة المتأتية بالتعاون والمنافسة بإظهار الحسنات وتثبيت أصالة الانتماء وعلى هذا الأساس يتضامن المجتمع ويبني ويكيد دعاة الفصل العنصري، وليعلم الذي لا يعلم بأن الرجوع إلى الذات فضيلة وبها تتحقق الذات...

 

.....................................

 

يد الله مع الجماعة وإنما الذئاب تأكل من الغنم القاصية

 

هرمز عيسو / بخديدا

 نشرالمقال في جريدة صوت بخديدا العدد49 نيسان 2008

 

 

قرأنا في المرحلة الابتدائية أن رجلا تقدم به العمر وشاخ وشعر بدنو المنية ، وطلب أولاده ليلتقي بهم مجتمعين ويودعهم الوداع الأخير ، ولما حضروا إليه جميعهم طلب منهم عصيهم وسلموها إليه جميعهم...

رزمها حزمة واحدة وأعطاها لأكبر أبنائه وطلب منه كسرها حاول الابن ولم يستطع فاعتذر وأعادها إلى والده ثم سلمها الوالد لثاني أولاده ولنفس الغرض وهذا أيضا فشل وأعادها للوالد معتذرا،وهكذا الثالث والرابع وحتى أخاهم الأصغر سنا أعادها للوالد معتذرا... فقال لهم :- "لا عليكم يا أولادي فان الحزمة لا يمكن كسرها مجتمعة إنما يسهل كسرها مفردة بعد تفريقها ، هذه وصيتي لكم أن تكونوا حزمة واحدة مشدودة بالصدق والأمانة وثابتين في الأرض كالجبال لا تهزها الرياح ..."نعم يا أخوتي هذا والدنا طريح الأرض تتقاذفه الرياح العاتية من كل الاتجاهات وتنهش في جسمه الجوارح والغربان وتزيد ألانه النائحة والباكون على الإطلال .

نعم هذا والدنا ويقول مع أناته توحدوا يا أولادي وشدوا أزر بعضا كي لا تفرقكم الرياح الجارفة بمختلف الاتجاهات فإنها رياح موسمية ظرفية تهمد وتترك من ينجرف ورآها كالقصبة المرضوضة تتقاذفها الرياح وتتجاوزها الأيام ..

ابشروا أخوتي ولا تجزعوا فأن والدنا ما يزال رابط الجأش واثقا من أبنائه المتجذرين في أرضه وحتى السطحيين منهم الذين جرفتهم وتجرفهم الرياح مثلهم مثل الابن الضال (لوقا 32:11:15) الذي اقتطع حصته من أملاك أبيه وثروته وذهب بها إلى غير ديار أبيه وبددها ... عمل أجيرا لدى الغرباء ليقتات من فضلاتهم وما يستطيع أكله من الأعشاب والنباتات البرية وحتى هذه لم تسد رمقه بسبب المجاعة التي حلت في تلك البلاد فتذكر والده والعز الذي كان فيه وحسن تعامله مع المأجورين الذين يعملون لديهم وقرر العودة إلى أهله تائبا يعتذر لوالده ويعترف بخطاه لعله يقبله أجيرا لديه وفعلا عاد ولما رآه قادما من بعيد أشفق عليه وأسرع إليه يعانقه ويقبله اقر الوالد بالخطأ وطلب منه السماح فرح الوالد واحتفل بعودته وكأنه ولد من جديد لأنه كان ضالا ووجد...

نعم إخوتي حقول الأب واسعة ورحبة فلماذا نقتطعها ونقسمها بأنانية وحب ألذات؟ وقدراتنا هائلة وخلاقة ؟ فلماذا تتنافر مساراتها بعنجهية وكبرياء ونحصرها في دوائر مغلقة ؟

نعم التعبير عن ألذات بصدق أمانة ولكن، البحث عن ألذات

 

 

العلم في الصغر كالنقش على الحجر

 

نشرت في جريدة صوت بخديدا ، العدد 45 ك1 2007

 
انظر لتلك الشجرة      ذات الغصون النظرة
كيف نمت من حبة    وكيف صارت شجرة
فانظر وقل من ذا     الذي يخرج منها الثمرة
 

المحفوظة أعلاه تلقيناها ونحن صغار في المرحلة الابتدائية من دراستنا ، ولأن معلمينا كانوا صادقين بتعليمنا ، ما يزال الكثير مما تعلمناه عالقاً في ذاكرتنا محققين بذلك مقولة "العلم في الصغر كالنقش على الحجر " وهذه المحفوظة بالذات تلمع في ذهني ببريق حاد ، وشعاعها يخترق الذاكرة القديمة وينير الحاضرة المواكبة لبديهيات الحياة اليومية ، وتنمو الشجرة في ذهني وتكبر لتصبح رمزاً من رموز حكمة الخالق بخلقه . هذه الشجرة الباسقة كانت مجرد بذرة مغمورة مع غيرها من البذور في التربة ، ومنها تتغذى بموجوداتها  وتتجذر في أرضها ، ثم تنبت براعم لتنهل من مكونات الهواء ونور الشمس وتزدهر ، وبما عطاها باريها من خصائص وطاقة ذاتية تتكامل فعاليات الجذور والأوراق مع بعضها لتتغذى من الطبيعة ، لتنمو وتكبر ثم تثمر بما عطاها الله . ومما عطاها الله تعطي للطبيعة وللإنسان بدون أنانية وتمييز المستحقين من غيرهم ، وما يتبقى من العطاء يعود إلى التراب منبته ليتجذر وينبت شجرة باسقة تثمر وتكثر العطاء ...

هذه الشجرة خليقة من الخلائق وهبها الخالق للإنسان عبده وحبيبه المؤتمن على شجرة الحياة ، وهي شريعته  تعطي بما عطاها الله وعطاء الإنسان أقواله وأعماله ...

الإنسان الذي ابتكر الأزميل الحجري وبه كان يقاتل ويصطاد وينحت ويحفر ويحرث ، هذا الإنسان أدرك إن في كل موجودات الطبيعة نفع وضرر ، وفي المخلوقات نوازع خير وشر ، هذا الإنسان الذي اكتشف كل العناصر اللامرئية وصفاتها المميزة وطاقاتها الكامنة وضع ما يشفي ويقتل وينفع ويضر وما يعمر ويدمر ، هذا الإنسان الذي رسم لنفسه الخريطة الجينية واخترق العالم اللامنظور – ما وراء الطبيعة – وبالتسامي يعتمد القوة الخارقة لعمل الهوائل . هذا الإنسان الذي ولج فضاءات كواكب شمسنا وما يزال يسعى لاختراق فضاءات شموس أخرى كثيرة ، بحثاً عن الكمال....

لهذا الإنسان طاقات فكرية وبدنية غير محدودة وبامكانه استخلاص الطاقات الكامنة للجماد والطاقات الذاتية للأحياء النباتية والحيوانية ، وبهذا يكون الإنسان غاية الخالق ، وعليه أن يسعى لتحقيق مشيئته بخلقه ويعطي أقرانه والطبيعة بما أعطاه الله بصدق وأمانة ...

للعطاء صيغ وأبواب كثيرة ومفتاح جميعها واحد ، الصدق والأمانة بالاداء والتربية والتعامل واحترام الحق العام والخاص لعل هذا ينير الطريق للإنسان لتظهر أعماله الصالحة ويتمجد اسم الله " فليضئ نوركم هذا للناس ، ليروا أعمالكم الصالحة ، فيمجدوا أباكم الذي في السماوات "متى 16:5.