الاعتذار

الاعتذار قيمة وفن له أصول وشروط، ومن أدوات ذلك الفن كلمة (آسف) التي تأبى كثير من النفوس التلفظ بها اعتقاداً منها أنها تمثل ضعفاً في الشخصية مع أنها القوة بعينها، وليس من العيب أن يقول الإنسان كلمة (آسف) إن أحس انه مخطئ فالاعتراف بالحق فضيلة، وفي بعض الأحيان لا يشترط الموقف قول كلمة (آسف) تحديداً لان البعض يرفض التلفظ بها ولكن في هذه الحالة يمكن التعبير عن الأسف بطرق أخرى سواءاً بسلوك معين أو فعل محدد أو تقديم هدية، ولا نستطيع أن نقول إن النفس البشرية ترفض الاعتذار بشكل مطلق، ولكن هناك نوعين من الشخصيات، النوع الأول: الشخصية التي يكون لديها الاعتذار والتنازل وتقديم الصلح والظهور بمظهر التسامح أمرا سهلاً ولا يشكل أي عيب، والنوع الثاني الشخصية المتجمدة الواقفة التي ترفض تقديم التنازلات والإعتذارات ومع اقتناعها بأنها مخطئة، إن الفوائد التي يجنيها الإنسان حين يبادر بالإعتذار كثيرة تعود على الفرد وأخرى تعود على المجتمع فالفرد الذي يبادر بالإعتذار عن أخطائه يأخذ أولا أجرا وثواباً على ذلك، بالإضافة لحصوله على الرضا النفسي وهذا يولد سعادة غامرة وأيضا يحصل على رضا وحب من حوله وتكون شخصيته مقبولة في مجتمعه ومحبوبة للآخرين، أما آثاره على المجتمع فهذا سوف ينعكس بشكل مباشر على علاقات الأفراد بعضهم مع البعض، وعلى تماسك وترابط أفراد المجتمع، عموماً فالاعتذار أمر مهم جداً وضروري وله آثاره الايجابية على الفرد والمجتمع واستغرب كثيراً من بعض الأشخاص الذين قد لا يقبلون اعتذار الشخص الذي أمامهم على اعتبار أن خطأه اكبر من الاعتذار، فمثل هذا السلوك لا يتم عن  التسامح بل يجعل الشخص يندم من داخله على انه اعتذر لشخص لا يقدر ظروف الآخرين، والمبادرة بالاعتذار مهما كان الخطأ خطوة ايجابية في صالح المجتمع فلم الصد؟! فعلى الناس في مجتمعنا الشرقي تقديم الاعتذارعلى أن يدركوا أهمية وقيمة الاعتذار وعدم الانصياع للأفكار القديمة، فالاعتذار يورث الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع ويجعل صاحبه محبوباً بين البشر. والاعتذار قيمة جميلة وكبيرة ومهمة في حياتنا، فيها من السمو والارتقاء الكثير وآثارها تعود على الفرد بالحب والهدوء والتسامح، إذا ساد الحب والهدوء تبنى العلاقات الإنسانية والاجتماعية على أساس سليم ومتين.