لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

كلمة الخوراسقف بطرس موشي مدير معهد مار أفرام الكهنوتي بمناسبة بدء الدوام في المعهد للعام الدراسي 2007 ـ 2008م

باسمك يا رب... وعلى كلمتك ألقي الشبكة

 

سيادة راعي الأبرشية الجزيل الاحترام. أيها المدرسون المحترمون. أيها الحضور الكرام. ويا أبناءنا الطلبة الأعزاء. أهلا وسهلا بكم جميعا في لقائنا هذا الأول من نوعه بمناسبة افتتاح سنتنا الدراسية الأولى من عمر معهدنا الكهنوتي الفتي. إنها حقا من أسعد لحظات حياتنا الإيمانية، ذلك لأنّنا كنا كلنا نترقب، وبتلهف شديد، هذه الولادة الجديدة في تاريخ كنيستنا، وبالذات في بلدتنا العزيزة. إنه لفخر عظيم، ليس فقط لبلدتنا بل لكنيسة العراق كلها لما لقره قوش من فضل في رفد الدعوات الكهنوتية والرهبانية، ليس فقط لخدمة الكنيسة السريانية، انما لكل المسيحيين في أرجاء المعمورة.

بعد ما خابت أمال التلاميذ ولم يتمكنوا من تحقيق مرادهم لصعوبة الظروف التي مروا بها طوال الليل لم يبق لديهم إلا الاستنجاد برب المعجزة الذي، وإن ظهر غائبا عنهم بالجسد، وجدوه حاضرا بالروح مستعدا لنصرتهم. وباسمهم جميعا وعوضا عنهم صرح بطرس قائلا: "تعبنا الليل كله، يا معلم، وما اصطدنا شيئا. ولكني ألقي الشباك إجابة لطلبك".

كانت معضلة كبيرة مررنا بها لعدة سنوات خلت. وطرقنا أبوابا كثيرة واستنجدنا بمؤسسات عديدة ولم يعد في يدنا وسيلة أخرى إلا أن نتكل على الله، ونباشر ما قد تمناه من قبل الكثير من ذوي النوايا الحسنة والقلوب الفتية الذين همهم وحلمهم الوحيد هو بناء الكنيسة والمحافظة على ثباتها في أرض كانت منذ القدم منبع الرسالات وأرض الإنجازات والمعجزات. لم تكن المحنة الوحيدة، ولا هي الأولى أو الأخيرة التي مر ويمر بها شعبنا. إلا أنّ شعبنا وجد دائما الوسيلة الكفيلة لكي ينقذ نفسه بنفسه، ويثبت أقدامه في حياته الإيمانية والحضارية والاجتماعية. وها نحن اليوم نبدأ مشروعا جديدا يبدو بعين البعض ضحلا لقلة التلاميذ ولصعوبة توفير الكوادر. إلا أنّ نعمة الله كانت دائما هي السباقة في حياة من يثق بها ويتكل عليها. فألف شكر للعناية الإلهية وألف شكر لذوي النوايا الحسنة الذين وضعوا ما لديهم من نصح وتشجيع وتقديم ذاتهم لجعل هذا المشروع يرى النور، وعملوا على قيامه ونجاحه.

نحن الآن في بداية السنة الدراسية وهي الأولى لمعهد كهنوتي حلمه أن يصبح كلية للفلسفة واللاهوت، بل كلية للعلوم الإنسانية وبقية العلوم الأخرى إن شاء الله وتضافرت القوى وعزمت الهمم وثبتت الإرادات. وليس هذا بالأمر الصعب لتلك التي احتوت وتحتوي طاقات خفية كبيرة وكثيرة، وإن لم تعلنها وتنادي بها على السطوح.

لقد عملت قره قوش بخفاء وستبقى تعمل بخفاء. هذا دأبها ونهجها في الحياة. ليس خوفا أو جبنا بل اعترافا منها بمن وهبها النعم وزرع فيها وفي نفوس أبنائها القدرات والطاقات. إلا أنّ نعمة الله هي التي تجعل من هذه الطاقات أن تظهر للعيان، ليس تبجحا إنما جوابا لكلام الإنجيل: "ليس خفيا إلا سيظهر ولا مكتوما إلا سيعلم... لا تخفى مدينة مبنية على جبل ولا يوضع سراج تحت المكيال بل على المنارة ليضيء الآخرين". أجل، طاقاتكم هي سراج مضيء، بل مدينة مبنية على جبل. فإن طمرتموها أو أخفيتموها وأبيتم الكشف عنها فإنها تكشف عن ذاتها، بل الله نفسه هو الذي يكشفها، شئتم أم أبيتم.

أملنا كبير بأن ما بدأنا به سيستمر وسيسير قدما نحو الأمام بنمو مطرد وتقدم ملموس كما عاهدنا شعبنا المؤمن. فإلى الأمام ونعمة الرب هي تبارك خطواتنا وتأخذ بيدنا لأننا لم نتكل على قوانا البشرية وحسب، ولم نعمل لنحقق مآربنا الشخصية ولإظهار ذاتنا، إنما لمجد الله وبناء صرح الكنيسة في العراق وفي العالم. كل ذلك تيمنا بما ورد على لسان بطرس: "على كلمتك يا رب ألقينا شبكتنا". بارك اللهم هذه الشبكة وأجعل صيدها وفيرا. وشكرا لكل من علّم في السنة الماضية بسخاء ومجانية، وشكرا مسبقا لمن يعلم في هذه السنة ضمن الضوابط والقياسات. والسلام عليكم ورحمة الله.

 

مدير المعهد

القس بطرس موشي

الاثنين 1 تشرين الأول 2007