لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

الشهيد المطران بولس رحو كان رمز السلام والمحبة

 

ادورد ميرزا .. استاذ جامعي

 

كأن ذاكرة حزننا لم تعد تتّسع لأحد سواك , وكأن الأيام العراقية المليئة آلام لا تتحدّث الاّ عنك, يا ماليء الدنيا وشاغل الناس , وكأن ملحمة إستشهادك في يوم من ايام صيام المؤمنين لم يكن الاّ إسطورة أزاحت بروعتها كل الأساطير , وكأن الزمن قد توقف حين كان صوتك يدوي في كنائس العراق ... ايها الناس ان اسم العراق تاج فوق رؤوسنا وان العراقيين اخوة ... والله سيدي الجليل ايها الرمز ان صوتك لم يعلوه صوت , سيدي ايها الجليل لقد ماتوا هم , اما انت فقد بلغت قمّة الحياة.

سيدي ... استشهادك أسدل ستارا أسودا كثيفا كان يخفي وجوه وتاريخ أولئك القتلة الرعاع الذين أرادوا اسكات صوتك , كما اثبت لأعداء العراق انك مفخرة رائعة وداعيا مسالما لوحدة الملايين من العراقيين , نم قريرالعين في جنّات الخلد , والف سلام عليك يوم تعمذت ويوم عشت ويوم إستشهدت ,لقد اختارك الله في شهر صيام مبارك لتكون برفقة القديسين والصالحين .


سيدي .. لقد كنت على موعد مع المجد والخلود , وفزت بجدارة تُحسد عليها بما أردت , لقد بلغت ما لا يبلغه سواك من البشر , رحلت عنا منتصرا ودخلت تاريخ الشهداء من أوسع أبوابه.

لقد عجزت غيوم الحقد عن حجب وجهك الوضّاء , فأصبحت وسام شرف على صدر كلّ وطنيّ عراقي مسلم ومسيحي صابئي ويزيدي ستبقى شمعة مضاءة في كلّ بيت لا تطفأها رياح الطائفية والحقد الأعمى وستبقى ذكراك حيّة عطرة, في حزننا الحاضر وفي فرحنا القادم.

محلاك سيدي الجليل .. أيها الشهيد الحي , لقد إخترت مصيرك بشجاعة نادرة فما أجمل الاختيار , لقد ودّعك الملايين من البشر الى مثواك الأخير, وجلّهم ربما لم يرك الاّ في بيوت الله وانت تنطق بكلمات الحق والسلام داعيا العراقيين بكل انتماءاتهم الدينية والقومية الى المحبة والالفة والتوحد , لقد انتصرت سيدي الجليل على هذا الزمن الرديء وحكامّه الذين إختاروا الموت البطيء والكراسي المتهرّئة.

ختاما اودعك خاشعا منحني الرأس كما هي حال الملايين من محبيك , فانت لم تمت انما ستبقى حيّا في قلوب وذاكرة الملايين من العراقيين , ولساستنا نقول لا خير فيمن ينادي بالتفرقة والتمييز ولا محبة مع الأفكار التي تزيد الأحقاد , والى من حزن على جريمة المطران الجليل الشهيد بولس نقول ..رفقا بالعراقيين مسلمين ومسيحيين صابئة ويزيديين وغيرهم , ندعوكم من اجل الحياة ان تعملوا على نشر ثقافة المحبة ورفض الثقافات الجاهلة والمتخلفة , ان الحل الذي يوصل الشعوب للتعايش والعيش الآمن هو حماية الحرية ونشر المحبة .