لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

عادل كولان

وردتي البيضاء
 
فتحت عيني على الدنيا وأنا جزء من قافلة أسافر بين البلدان شاقاً صعوبات الطريق من جوع وعطش وتعب وأشعة شمس حارقة وبرد قارص ، حلت عليّ ليالي اشتهيت فيها الخبز اليابس فلم أجده بالإضافة إلى الظلم الذي يُنبت المشيب بالرأس فما أصعب ان تكون غريباً في أرضك من اجل أشخاص قدمت لهم التضحيات فنكروا ذلك ، مشيت في وديان وجبال وصحاري تمتلئ بأنواع المفترسات ولولا رعاية الرب وحمايته لكنت انا وأسرتي فريسة لهم ورغم كل هذا اتكلت على الله الحنان الذي ينصف أبناءه ، في الطريق رأيت كثير من الناس بمختلف ألوانهم ولغاتهم وأفكارهم وتقاليدهم وكيف يبنون حضارتهم رغم مرارة الأيام وطول أحزانها وقساوتها
تعلمت الكثير مما رأيته وكبرت أفكاري وطموحاتي قبل الأوان لما ذقته من مرارة الحياة يرأني الناس ابتسم في كل وقت ولكنهم لا يدركوا ما في قلبي من جراح يعجز أطباء الكون عن شفائها ،ولكن ذات يوم رأيت وردة بيضاء جميلة جداً في وقت أحوجني الى ضحكة تخرج من أعماق صدري ولست ادري لماذا تجيبني الدمعة وتستعصي عليّ الضحكة فانتظرت طويلاً جالساً أراقب و اتامل هذه الوردة تاركاً روعة وجمال هذه  اللحظة  تتخللني لتقوم بتأثيرها الكامل فاقتربت منها لشم عطرها الفواح الزكي حتى أدركت الوردة ما أفكر به فرسمت الابتسامة على وجهها الجميل ترددتُ في قطفها خوفاً من ان تذبل في رحاب صدري المليء بالهموم فتركتها تتمايل بهبوب نسيم الهواء ما أجملها وما أروعها بنظرة واحدة أنستني كل همومي حتى خلت انها نصفي الثاني في الحياة ولكن القافلة تنتظرني للرحيل في افق مجهول ليتني قائد هذه القافلة لأمرها بالرجوع الى ارضي والاستقرار فيها رغم سيطرة الأشواك الغليضة عليها فقد تعبت وتعب قلبي من هموم السفر وما يرفقه من عذاب فكل هذا مرهون بكلمة واحدة من الوردة البيضاء تفكر بها ولكن لا ادري ما الذي يؤخرها  في نطقها ربما يجب ان انطقها انا بصوتي الباكي الحزين ، لهذا خفت عليها ان تدمع عيونها وانقل حزني اليها ثم سقيتها الماء وهي تضحك بوجهي مطمئنا ولكني أكملت طريقي وانا اذرف الدموع دماً عليها وأيقنت أنها تفهم ما يحدث بداخلي ، سرنا وسرنا وفي طريق القافلة اكتشفت امراً غريباً  ان اعز  إنسان على قلبي كان السبب لما تمطره الحياة من أهات على قافلتنا....آه  ليتني لم اشاهد ما حدث... كشفت افكاره السوداء التي جعلت القافلة في أسوء حالاتها وأدركت بتلك اللحظة لماذا كانت تتناقص افراد القافلة  لأنهم أدركوا أنانيته وعجرفته لهذا تركونا في وسط الظلام معه و اكماوا مسيرهم لوحدهم ونالوا الاستقرار والأمان  ونحن نلنا التعاسة والحرمان ، نعم قد يكون السبب فينا لاننا علمناه على بطشنا وايذائنا لاننا مليئون بالمحبة والتسامح مثلك يا وردتي البيضاء أعطيناه بلا مقابل خلنا ان الناس كلهم مثلنا ولكن انظروا اعز الناس طعننا بالظهر ليست طعنته الأولى ولكنها هي التي أفاقتنا من نومنا لقد دمر حياتنا واذلنا وجعلنا نخسر كل شيء كل شيء حتى كرامتنا داسها تحت اقدامه وهو لحد هذه اللحظة رافع رايات الانتصار ويلوح سيفه بوجهنا على انه تهديد لنا ونحن لازلنا صامتين نشبه صحن فاكهة يأخذ ما يشتهي منه دون رادع أهكذا يكون قائد القافلة ممتلئ بالعجرفة والتكبر و قساوة القلب؟؟؟

مذاهب وضع الأسئلة للامتحانات
 
استيقظت صباحاً بكل نشاط وفرح وبعد مراجعة سريعة لمادة الامتحان استعدت للتوجه إلى مركزي ألامتحاني البعيد بوساطة وسيلة النقل ( الماطور) ويا لسوء الحظ  اذ انه لم يعمل  فطلبت المساعدة من ابن جيراننا لإيصالي بسرعة فوصلنا ودخلت قاعة الامتحان ويا لدهشة وغرابة المكان إذ ان المقاعد المخصصة للجلوس طويلة تصل الى منتصف منطقة الصدر وقديمة مليئة بالتراب وضعت في أروقة وممرات المدرسة وفوق كل هذا لم يوزعوا الماء لنا فقلت لا باس كل شيء يهون من اجل نيل الشهادة لان لها طعم أخر ولكن ليس في وطني العراق كما عهدنا  استلمت ورقة الأسئلة وما ان وقعت عيني عليها استغربت وزاد تدفق الدم في عروقي ما هذه الاسئلة أهي لمادة أخرى  انظر الى الأخطاء في الطبع سيتغير الحل كله  لمجرد تغير في حرف واحد بالسؤال فسيطر الحزن عليّ كل هذا التعب خلال ألاثني عشر عاماً من الدراسة بجد وجهد ومرض و بسبب خطأ في طبع السؤال ستدمر حياتي المستقبلية المهم أجبت وكل أملي بالرحمن عزه وجل ولم اشتكي لان الشكوة لغير الله مذلة وبعد خروجي من القاعة أو ان صح التعبير فرن شوي الطلبة  تذكرت عدة نقاط عن مذاهب وضع الأسئلة في كتاب فكاهي قرأته قبل سنة
وأولها : المذهب التصفيري  وهو يركز على ألا يحصل الطالب على أكثر من صفر في المادة
ثانياً : المذهب الغروري هو المذهب  الذي يتبناه واضعي الاسئلة  أسلوب إثبات الذات والتأكيد على أنهم  يفهمون أكثر من الطالب بوضع أسئلة صعبة لا يستطيع حلها
ثالثا ً: المذهب ألتشكيكي هو المذهب الذي يجعل الطالب يشك بان ورقة الامتحان التي بين يديه هي اسئلة لمادة اخرى وصلت اليه عن طريق الخطأ
رابعاً : المذهب الرياضي وهو  يركز على تنمية لياقة الطالب فيبدأ الامتحان ويبدأ معه الطالب  بالركض بأقصى سرعة لإجابة أكبر عدد ممكن من الأسئلة وينتهي الوقت والطلاب يتصببون عرقاً دون ان يقطعوا نصف المسافة في الامتحان
خامساً : المذهب الابهاري وهو يهدف الى إبهار الطلاب وجعلهم يذهلون من سعة وغزارة أسئلة الامتحان وخاصة المعلومات التي لم يسمعوا بها قط في حياتهم !!.
وأوجه رسالتي إلى اللجنة الدائمة للامتحانات العامة وأقول لهم : "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ" وضعتم الأسئلة على أساس ان مدرس المادة شرح كل شي حتى الأفكار الاثرائية وزاد فوقها واعتبرتم الطالب ملك زمانه تتوفر له الكهرباء ويسكن في قصر من العاج ولا يعاني من أي مشاكل وصعوبات في الحياة وخاصة المشاكل التي تواجه الأسرة العراقية وأما مراكز الامتحانات فتتوفر فيها أجهزة التبريد ومقاعد خمس نجوم وبدل قناني الماء علب مياه غازية من أجود الأنواع لا ادري هل نحن في وطن يكره مبدعيه ويرغمهم على الهجرة ام فيه لصوص يخافون ان تنقص أوزان كروشهم لسبب واحد وهو التدقيق بورقة الأسئلة اذ كان هناك خطأ بسيط قد يدمر مستقبل الجيل الجديد وفوق كل هذا ترد علينا اللجنة بقولها كلنا خطاءون فقط لأننا بشر ؟؟!!!.
أقول وبكل صراحة ان نظام الامتحانات الوزارية فاشلة لأنها تقيم ذكاء الطالب في الإجابة عن المواد المخصصة في أسبوعين غير أبهين بماذا ناله الطالب خلال السنوات السابقة من تكريم وإعفاء في جميع الدروس  وأين درس مستثنين مواهبه وقدراته العقلية المتميزة ثم يدخل في مجال يكرهه ومن المعروف ان الشخص الذي لا يحب مجالاً معيناً صعب جداً ان يبدع فيه وهذا احد الأسباب الناسفة التي تدفعنا إلى الوراء وتخلفنا بامتياز إلى متى ستستمرون في هدم أساسات وطننا وشبابنا أيها المنادون باسم شبابنا أعمدة الوطن ودمتم في رعاية الله

أمي الحبيبة

ماذا عساني أكتب فأنا اليوم لا أستطيع أن أمسك قلمي كعادتي وأعبرعن مشاعري وأصف الاحاسيس لشكر امي التي هي ملاكي الذي يحميني ويبقى بقربي أنتِ قلبي بكامل أناقته الجمالية أبيضاً طاهراً نقياً لا يتمنى سوى كل الخير والمحبة انتِ عيني التي أرى بها أنتِ الحب الاول والاخير لقلبي أنتِ الوحيدة التي نزفت من أجلي دموعها ليتني أغسلُ بدموع النجاح قدميكِ شاكراً ، فتشت عن أعجب ما خلق الله في السماء وفي الارض فلم أجد اعجب ولا اروع ولا ادق ولا اجمل منكِ يا امي انتِ الشجرة المثمرة دائماً تغذيني بثمارك وتحميني بظلك فعطاؤكِ لانهاية له منذ ان حملتني بين ذراعيكِ حتى يومنا هذا ورغم العذاب والحزن الذي عانيتيه  في حياتكِ تتعبين ولا تتذمرين تعملين بلا كلل او ملل تسهرين الليالي لتعلمني كيف امسح دمعتي الحزينة وارسم بدالها الابتسامة على وجهي عندما تبكيني صعوبات الحياة شكراً لتضحيتك وقلبك الدافئ الذي به كبرتُ وبحنانك أحتميتُ يا أجمل واروع وافضل أم في الدنيا فالوردة الحمراء ليست إلا نقطة من دمك و ورد الياسمين الابيض ليس إلا لمحة من نورك  فتصوري ماذا يحدث لي حينما نفترق لدقائق معدودة ينبت المشيب برأسي ويضيق صدري وتذبل احاسيس قلبي فما سيحل بي لو افترقنا لسنوات لاقدر الله  ماذا يفيد العالم كله لو فقدكِ سأصبح كقطعة جليد تذوب في شمس الفراق لحياة ملأتها أطماع وغدر البشر فمَن ستكون المنارة التي تلمع لترشدني الى بر الأمان من بعدك؟ اتمنى لكِ الصحة والقوة المكللة بالعزيمة لتكملي ما بدأتِ به واعدك أني ساصبح ذاك الشاب الذي تحلمين وتصرين أن اكونه فالمنال قريب بعون الله امي يا شمعة دربي أدرك إن عيناكِ تتلألأ بدموع الفرح الان من أجل عدة سطور نابعة من أعماق قلبي ولكن أنت أعظم شان من السطور التي كتبتها وسأكتبها في المستقبل .

قلم  الرصاص

نستعمله منذ طفولتنا وبدلاً من ان نكتب به على الورقة أو على الدفتر نبدأ بالرسم على جدران البيت خلال فترة الطفولة وسمي خطأ بقلم الرصاص لان المادة الأساسية فيه مصنوعة من الكرافيت أو الكاربون المخلوط مع الطين ، قد يظن البعض ان هذا الموضوع يخص الطلبة أو الأساتذة أو عمال المكاتب أو الكُتاب فقط وهم غير مشمولون بهذا الموضوع  لنفكر قليلاً بمدى أهمية هذا القلم  وما الذي ننتفع منه وهو مرمي جانباً قد تعم الفوضى  وتزداد الظلمة ظلاماً والطاغي طغياناً والمرتشي مالاً  ولكي يكون هذا القلم نافعاً لابد ان يمسكه أحد  في يده لهدف ما  فالقلم بنفسه لن يتمكن يوماً من الخط او الرسم او كتابة حرف واحد عن معانات الشعب اليس كذلك ؟- وما يميز قلم الرصاص عن الأقلام الأخرى والذي لابد ان يُحسد عليه هو قسمه العلوي الذي يحتوي على ممحاه فان أخطأ الممسك به يمكنه وبسهولة أدارته رأساً على عقب وتصحيح ما اقترفته يديه او أيادي الاخرين ومن منا لا يتمنى ان يكون صاحب ممحاه سحرية يرجع الزمن به الى الوراء لكي يمنع طعنات حِراب الأحقاد التي جعلت الموت يلاحقنا في كل طريق واتجاه حتى مل القبر كثرة الضحايا ومن شدة الهوان جفت دموعنا التي كانت تذيب جمر مصاعب الحياة  قد يؤلم الجرح في حينه وبعد حين لا يعود يزعج الا ان أثره قد يدوم مدة الحياة ، وقلم الرصاص بحاجة على الدوام لان يكون بأفضل حالة ولذلك لابد من بريه على الدوام وهذه العملية ليست بالسهلة له على الاطلاق كونها تقطع اجزاءاً منه لتصقل رصاصته فتتالق ويصبح مغري للكتابة كذلك يجب ان يصقل الكاتب مهارته ويتحمل الآلام والاسى حتى ولو خسر ذاته واعز أحبابه واقربهم بسبب نطقه بالحقيقة لانه إذا سكت المثقف فمن حق الجاهل أن يتكلم وبهذا سنكون قد أعطيناه فرصة لتشويه الحياة وسينطبق علينا بيت الشعر القائل

سكتت بلابل ذا الزمان ...... قد اصبح الوطواط ناطق

لو كان الخوف مانعا لأمتنع حتى الرسل بنشر كلمة الله على الارض ،يعاني الكاتب في كل مرة ينشر فيها مقال في احدى الصحف او مواقع الالكترونية من عاصفة هوجاء وهو الوحيد الذي يتحملها ويدفع من أعصابه ومن صحته ثمناً للصمود والتصدي من اجل ان لايكون المواطن ريشة في مهب الريح تتناقلها النسمات والعواصف من هنا الى هناك الى ان تعريه وتجرده من كل شيء أو الحكام الذين يعاقبون الفقير اذا سرق رغيف خبز لسد جوعه ويتغاضون عن لصوص ينهبون خير البلاد بل ويجعلون منهم اعلاماً واسياداً للشعب و هل هناك داء يصيب المرء اكثر قتلاً من رؤية الظالم يسود بل يكثر مدحه واطراؤه إننا نرفض ان يتعود الانسان الضيم والقهر ويرضى بهما لهذا اتمنى ان يكون هذا القلم بيد الخير والسلام لا بيد الشر والظلام لانه أقوى من سيف ذي حدين .