كريم إينا

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

سنديانة بغديدا     إلى الشهيدة ساندي

كريم إينا

 يا سنديانة بغديدا

رفرفي من غيبوبتك

وجهك الوضّاح يثيرُ جنوني

لقد سرقت قلوب الثكالى

ومزجت الحنان والرحمة زيتاً

على أوراق الزيتون

نامي قريرة العينين

في محفل العلّيين

وزمّري مع القديسين

مجد الآب...

أعطيت دفئك للموتى

يتلاطم جراحك وسط عالم الخوف

من نقطة التفتيش مزّقوا

ثوبك الأبيض,

من نافذة الحافلة صاح الجرحُ

وأنت تخفين تحت جلدك

أوراق الغياب...

من ظلمات النهار الحزين

إنشطر وجهك المذبوح

من الحياة إلى الموت

كإنفصال خيط القلادة المريمية

بين الظلمة والضوء

ها هو الدمار واقف

بين عينيك والأشلاء المنتظرة

لتفتح السماء وتنخر هذا الصمت

كانت الشظايا أشباح الإرهاب الخرساء

تطالُ أذرع قافلة الفقراء

وسط الزهور الذبيحة

يا سنديانة الوطن المذبوح

من الأرض إلى السماء

تُرى كيف أضعت الطريق؟.

أم التيه أضاع نعش فضائك

بعد ذبول عطرك

يحارُ الموتُ من نورك

ما أجمل هذي الروح

وأنا نائم تحوم حولي

وهي مقطوعة الأذرع

تقتفي سلّم الخلاص...

 

 

 

قدّاس في بيتنا

كريم إينا / بخديدا

وأنا متكىء على حائط فناء بيتي، سمعت صوت وشوّشة عبر حائط الجيران. أصخت السمع فالمثل يقول (للحيطان آذان)، كانت ماجدة تحكي حلمها لجارتها،قالت: قلبت من بيتي إلى سطح الجيران، فرأيت فرن الخبز، وإذا برجل يقف أمامي، خفت منه. قال لي ماذا تريدين؟ قلت:" أريد أن أسرق خبزاً لأوزعه على فقراء المحلة". فكرت في نفسي، ربما سيبلّغ الشرطة عني. ولكنه أرشدني إلى الطريق بنفسه. ثم وقفت بأرض الغرفة متأملةً بها. لم أرَ شيئاً سوى الخبز. وفجأة ظهر لي شاب وسيم قال لي:" ماذا تريدين؟"، قلت له:" أريد أن أسرق خبزاً"، فقال لي:" هذه حصتك وللفقراء الآخرين". فقلت له:" من أنت؟"، قال لي:" من تتوقعين أن أكون؟"، قلت له:" تذكرت يوماً من قال: أنا هو". ثمّ ردّ عليَّ:" بلّغي إخوتك." بأني سأعمل قدّاساً في بيتك". ذهبت مسرّعة مع أرغفتي لأوزّعها على فقراء المحلة، ثم عكفت على نشر الخبر. قال لي البعض:" هذا يسمّى (المسيح الكذّاب)" أدرت بوجهي إلى كاهن الكنيسة، وحكيت له ما جرى: ضحك منّي وقال:" هذا (كاذب)"، رجعت مرة أخرى إلى سطح بيتي، قفزت إلى الفرن فرأيت الشاب عينه، قلت له: يقولون إنك (المسيح الكذّاب)، غمرني بين ذراعيه وقال لي:" الأهم أنك آمنت، فإذهبي بسلام وشاركي في القدّاس".

 

الغطاء الطائر

 

كان منشغلاً منهمكاً بعمله في مختبر المدرسة لتحضير غاز الأستيلين، سمع عن مادة تستعمل في تحضير غاز سريع الإشتعال، وبعد أن علم أن المادة التي أخذها من المدرسة (كاربيد الكالسيوم) فاسدة كونها لا تتفاعل مع الماء لتحرير الغاز المطلوب، قرّر التخلص منها، وبعد تفكير عميق مع نفسه وصل إلى قرار بأن يرميها في فجوة خزان المياه الثقيلة، وبعد برهة من الزمن بدأت المادة الفاسدة بالتفاعل مع الماء وحرّرت مادة غاز (الأستيلين). ممّا أدّى إلى حدوث صوت أزيز التفاعل بين الماء الثقيل المالح والمادة الكيمياوية الفاسدة. قرّر التأكد من ذلك الصوت، أشعل عود ثقاب ليرى ما في الداخل وبعد ذلك رماه في الخزان وأغلق فوهته، فحدث زلزال عنيف هزّ تلك المنطقة بسبب إنفجار الخزان وما فيه من المياه الثقيلة، حينها بدأ الجميع يتراكضون يسألون بعضهم بعضاً عن سبب الإنفجار ومدرس مادة الكيمياء وقف مذهولاً يحدّث نفسه قائلاً (أنا السبب) والناس منشغلة بالحادث، بدأ يقترب من مكان الإنفجار وفجأة ً سمع صوت صفير سقط من السماء لصحن طائر بجانبه أحدث قرقعة مدوّية نظر إليه أيقن بأنه غطاء خزان المياه الثقيلة فأخذه لغلق فتحة الخزان، وكأنه لم يفعل

 

شيء.