لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

إعداد كريم إينا

شاذل طاقة

شاعر من الموصل لم يتمَ الخامسة والأربعين من العمر حين أصيب بنوبة قلبية في فندق هلتون بمدينة الرباط أدت إلى وفاته. ولكن هذه الخمسة والأربعين عاماً لم تكن أعواماً مجدّبة لا خصب فيها ولا عطاء وإنما كانت حبالى بالأحداث والمعطيات والمواقف. تخرج من دار المعلمين العالية وحين عين مدرّساً للأدب العربي في ثانوية الموصل إمتزج العمل الوظيفي مع الفكر. وحين تنقل بين أجهزة الإعلام حتى بلغ منصب وكيل الوزارة كان إعلامياً هادفاً.. عبأ كل الإمكانيات المتاحة له والتي كانت تحت تصرفه في خدمة المعركة. كانت سيرته الشعرية بحثاً دائباً عن القصيدة الأجمل والنتاج الأروع... في (المساء الأخير). كان رائداً من رواد القصيدة الحرة يتقاسم شرف الريادة مع السياب ونازك الملائكة.. وفي ديوانه (الأعور الدجال والغرباء) حرص على تقديم نماذج عليا في القصيدة المعاصرة. القصائد: كما يقول بعض الشعراء العرب إن هي إلا أبناء الشعر تحبو على الأرض وتحّلق في السماء.. وسواء أنزلت إلى الحضيض أم إرتفعت إلى السماء فإنها قطع من كبده يعزّ عليه أن يجفوها وأن ينتقص منها. يرغب الناس عن الشعر فيه، ويرونه لغواً لا طائل تحته، وضرباً من الهذر، لعل حديث المجانين أبلغ منه!.. والشعر في هذا العصر لا يزال له مَطره، وإن الشاعر لا يزال كما كان منذ القديم نبياً بين الناس يرشدهم ويهديهم، ويقوّم ما أكد من طباعهم وأذواقهم... والشعر هو بوق من أبواق الإصلاح الإجتماعي. إن هذا الضرب من الشعر ليس مرسلاً ولا مطلقاً من جميع القيود، ولكنه يلتزم شيئاً وينطلق عن أشياء. إن الشعر رقص (كما يقول الناقد الفرنسي مالرب وأن النثر مشي وأن بينهما ما بين الأرض والسماء).

وإليكم قصيدة للشاعر شاذل طاقة بعنوان: (قبل الرحيل):

مضى الليل وأختبأ الكوكب!             وهـــــذا خيـــالك لا يذهب

وبتُ وبـــــــات الكرى نافراً            أراه... ولكنــــــــه يهــرب

وناديت حتى سئمت ُ النــداء         وعاد الصدى ساخطـاً يغضب

لقد كــــــــــان لي أمل زاهر            تولى... وخلًفنــــــي أنــدب

وماتت أغانيَّ فوق الشفــــاه             وقد كنت أعهدها تطــــرب

لعينيك، سمراء، هذا العذاب             فإن عذاب الهوى يعـــــذب  

ولا تسألي أن أكفَّ الشكـــاة             فللنفس مـن سقمـــها مأرب 

دعيـها تمــر على الذكريات             بفيض من الحزن لا ينضب