لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

خالد داود يوسف

 

شهيد بقداسة

 

ان الدموع التي ذرفتها من عيون الجسد وانا احمل رسالة البشارة على صدري بصليب الفداء والتضحية راجيا من الربالذي عُلق على خشبة كانت رمزاً للعار والحقارة في تلك الايام ، ان يجعل العراق ارض الاجداد بُناة الحضارة ارضا يعم فيها السلام الذي تغذيه الاخوة والمحبة تلك الاهداف التي أُؤمن بها ، وليبقى العراق يشع نورا الى المسكونة من ارض ابراهيم الخليل ابو الابرار. يعطي الحكمة والعدل للبشرية من قوانين  اور نمو وحمورابي ومن سبقهم ومن جاء بعدهم من المشرعين العظام.

لقد كانت الحسرة والآلم تعصران قلبي على ما يحصل من القتل والخطف والتهجير والطمع في سلب الحياة من عيون الاطفال ازهار الرب بقتل ابائهم وترويع امهاتهم.

لم يكن لي حل غير ان احمل صليبي على ظهري حتى يراني غيري وانا اتقوى به فهو سلاحي في معركة طويلة مع الشر واطلب من الخالق الشفقة لكي يُهدي هولاء الاشرار القتلة عُباد الدم الي طريق الحياة وانا اقف امام مذبح الاقداس وسيطا بين اللـه وبني البشر

واصلي بكل ما مُنحت من قوة لأُقدم الذبيحة المقدسة حتى يستحقون الرحمة والغفران ويحصلوا على نعمة السلام. وكم كان يبهجني كثيراً وانا اتبصر بالصليب على المذبح ومعلق عليه ربُ الكون ويتآلم فابتهج  لان القيامة كانت فوق الصليب لان ذلك الصليب كان منتصباً على القبر وقاعدته في قلب القبر، فاصرخ بتوسل الى اللـه وبالحاح وتواضع وانا في هذا العرس الالهي واقول :

صلوا... صلوا ... صلوا ولا تملوا من اجل العراق ومن اجل هولاء الاشرار فالصلاة سلاح قويُّ وليس لنا غيره. آه غضبت ولكني تندمت كثيرا ولم أيآس والآمل يغمرني بحلول ساعة يعود فيها الحق الى اهله وعوض الدمعة تحل محلها الضحكة

سيزول الآلم بالفرح الذي سيداعب الارجل وهي ترقص رقصة النشوة ، ها هو شعاع في نهاية نفق الظلام الطويل سيمحي الظلام الحالك المهزوم الذي يخيم على ارضي .

اما المفاجأة التي كنت اتشوق اليها جاءت يا احبائي فالرصاص الغادر انطلق من جبان وصوته لم يفزعني اويخيف من كان معي ، تضرج صدري بدمي وكأني في معركة الدم ورقص قابيل قاتل اخيه هابيل بحجرة صامتة ، وما الجديد عن الامس البعيد القريب.

جمعت قوايَّ لاتفقد اخوتي وهم يتمرغون بدمهم ورائحة الوطن تعطرهم وأُلملم اجزائي لاحملهم وشوقي لأكون معهم كشوقي الى الوطن بعيد الدم الذي تدفق في تلك اللحظة.

ياحبيبي ليس ضرورة او مُهماً ان ابوح بأسمي فا لأسماء مكتوبة في سفر الحياة لكن الاولية كانت لأنارة شمعة النورمن سراج كلمة الرب  في عتمة كان غطاء الظلم والقسوة والجهل قد زادها ظلاما وعتمة وهنا لم يساورني شك في ان وطني لن يُضيع دمي وان رفاتي ستكون دواء

شاف ٍ لكل مريض وعظامي المرتوية بدم المسيح ستبقى حيَّةً الى الابد وروحي التي تغذت بجسد الرب ستفتح عيون العميان وتعيد الحياة للموتى بالروح.

كل هذا لم اخفِ شعوري بالخوف والقلق وانا خائف على الدماء التى سكبت والتي لاتزال تنزف عبر الايام والى متى يا رب؟

ها انا الوطن يتحلل امامي جزءا جزءا وينكشف امام الرياح العاتية  بدون حماية والاخطار والاطماع تزداد كل يوم فيُقطع جزء من هذه الجهة اومن تلك والفاسدون ينادون بالنزاهة وقادة ميليشيا يمتدحون الديمقراطية والقانون والمؤسسات وطماعين قتلتهم الشراهة ويستعدون للانقضاض على ما تبقى من خير العراق بلاد الرافدين العظيمين ـ ميسوبوتاميا ـ ليعم الجفاف ويصبح صحراء بلا ماء ونبات بافراطهم والحاحهم على القرصنة والاصطياد بالماء العكر.

نعم الى متى يا رب؟  .... وهل قريبا يكون الانتصار على العدو الشرير الذي يقتل اخيه الانسان في غياب القانون والحق الالهي والانساني لان قانون الغاب يسود على ارض القانون والعدالة ارض حمورابي.

كل ذلك اردت ان اقول اني لست في قبر التراب كما يعتقد غيري ولكن اني سأبقى قلقا على اخي في ارض الوطن فهو مضطر كل يوم الى الوقوف امام سفارة او امام منظمة اللاجئين يطلب تأشيرة هجرة الى بلد مجهول قد يكون له قبراً في تراب بعيد عن ارض الاجداد.

 

مهداة الى روح القديسين المطران بولص فرج رحو والاب رغيد كني والاب بولس اسكندر والاب يوسف عادل عبودي وجميع رفاقهم ممن سبقهم ومن يتبعهم ولتكن صلواتهم عوناً للجميع .

 

 

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد