لماذا انا هنا ؟

 

قبل اكثر من خمسين عام وبعد قراءة الانجيل وقف احد الاباء في باب المذبح الملوكي ليشرح ويعلم الشعب الحاضر في الكنيسة للاشتراك في القداس"الذبيحة الالهية" فقال ليسأل كل منا نفسه هذا السؤال: لماذا انا هنا ؟ ويفكر للحظات من الوقت بهذا السؤال، ولا زال هذا السؤال يمر في الذاكرة كل مرة عندما نتواجد في مكان ما ولكن عند الحضور في القداس نوع متميز عن كل الامكنة .

"ها هو يسوع وهو فتى بعمر اثنتي عشرة سنة في الهيكل جالسا بين المعلمين يستمع اليهم ويسألهم وكان جميع الذين يسمعونه مندهشين من فهمه واجوبته، فلما نظراه بُهتا فقالت له امه يا بني لمَ صنعت بنا هكذا ..... ولكنه قال لماذا تطلبانني ألم تعلما انه ينبغي لي ان اكون فيما هو لأبي" لو 2 / 46 ـ48

مرة اخرى يسوع في عرس قانا الجليل بداية مجد يسوع الالهي  بمعجزته الاولى بتحويل الماء خمرا وبدء العهد الجديد بالوقت الذي حدده الاب لظهور المجد  يو 2/ 4

اخترنا هذين المثالين لمعرفة لماذا كان يسوع هنا في هذين المكانين

ولكن نحن عندما نكون مدعوون لحضور الوليمة التي اعدها ملك الملوك مجتمعين باسم يسوع الملك ابن الاب الازلي وهو بيننا في فرح الملكوت لبني البشر لو14 / 16

مجتمعين باسمه بقلوب صافية متصالحة كأبناء النور يرفرف فوقها سلام الرب لصلاة التمجيد والتسبيح كهولاء الاطفال والجموع في يوم السعانين يوم دخول يسوع الملك الى اورشليم باسطين قلوبنا امامه وبأيدينا المباخر واغصان الشجر ونهتف هوشعنا لابن داؤد  متى21 /15

جئنا كذلك العشار الذي وقف عن بعد ولم يرد ان يرفع عينيه الى السماء بل كان يقرع صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ   لو 18/13 

اننا رجعنا الى الرب لنمجده بعد شفائنا من برص الخطيئة كاحد العشرة البرص الذي رأى انه قد برئ رجع يمجد اللـه بصوت عظيم وخر على وجهه عند قدميه شاكرا له وكان سامريا لو 17 /15  

نحن في وليمة العرس فلنكن لابسين لباس العرس لباس البر وبهجة الخلاص لباس الاعمال الصالحة لكي يفرح بنا الملك عندما ينظر الينا ونحن الجالسين للطعام فلا نكون من المطرودين الى الظلمة البرانية    متى 22 /11    

نعم اننا مجتمعون للقاء العريس وهو على المذبح خبزا خمرا وبايدينا مصابيحنا كالعذراى ، فلتكن مملوءة زيتا لئلا تنطفيء عند قدوم العريس ونحن مستعدون لاستقباله فندخل معه بفرح وابتهاج وترقص نفوسنا وارواحنا ممجدين الختن في ردهة العرس الكبيرة قبل ان يُغلق الباب ونصير كالعذارى الجاهلات الذين لم يسهروا ومصابيحهم فارغة من الزيت من ذلك الحب للقريب والمسكين الضعيف المحتاج الى الحب والعطف

دائما لنسأل انفسنا لماذا انا هنا ؟ وماذا يجب ان افعل ؟ وكيف اتعلم من الاخطاء لكي اصير افضل

لاننا جميعا خطاة وليس كاملين ونسعى الى النور لينير طريقنا وسنبقى اطفالا نحتاج الى الحليب لكي ننمو كشجرة مغروسة في اعماق مياه الحياة  امين

 

خالد داود يوسف 23/ 8 / 2009

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد