لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

خالد داود يوسف

 

قالوا نريد سلاماً

قالوا نريد سلاماً فضحك عليهم ما في باطنهم الا هو حبهم للشر وطمعهم للتآله ،

نعم، يا ابناء آدم ابوكم ذاك الذي اغتوى واكتوى بذلك الميل والطمع لسلب ما ليس من حقه

ماذا كنت تريد يا ابو الاباء، الرب راعيك ولا يعوزك شئ*، إمرأتك معك في جنة عدن،

قال الرب: انموا واكثروا*...... وافرحوا وابتهجوا.

آه لقد نسيتُ ان الوصية كانت صعبة عليك وعلى ضلعك المأخوذ منك وهي ان لاتأكل

من شجرة الحياة . يقول الحكيم حاشا للرب ان يُحملَ ابن آدم فوق طاقته .

ولكنك تمردت على خالقك، فبتلك المعصية حطمت الانسجام بين الخالق وبين الطبيعة البشرية

 يا أبينا آدم ما هذه الحياة التي عشتها بعد اكلِك الثمرة المُرة

 اكانت حياة ابدية! ام موت! وانت تأكل خبزك بعرق جبينك

 والآلم يعصر قلبك كلما تَذكرتَ الصورة السابقة مع اُمنا التي زرعت الالم والعداوة !

ها هو ابنكما يقتل اخاه فيحرق كبدكما ويسقيكما شرابا مُرا

 يعسر دخوله في حنجرة يابسة من كثرة البكاء والعويل.

ليست الشجرة يا أبي آدم! بل ما يتصوره قلبك ينزع الى الشر منذ حداثته*

 وانه مَيلك ورغبتك الى الاستملاك والسيطرة على كل شئ

حتى لو كان بإمكانك ان تُسيّرَ خالِقكَ حسب اهوائك ورغباتك "اغفر لي يارب"

 بعدما تمردت على خالقك عاديت اخاك الانسان ونصبت الكمين لإصطياده

حُبك لذاتك انساك حب اللـه وحب قريبك، توأمك ابن احشاء اُمك

اليوم والامس وقبلها واولاد آدم يقولون نريد سلاماً ولكنهم يطورون آلة القتل

من تلك الحَجرة الصامتة التي استخدمها ابوهم قاين الى القنابل الذرية

وكل يوم جديد صناعة جديدة للسلاح والتدميروالهلاك يعجز اللسان عن وصفه.

ما هذا... تريدون السلام وانتم تتفننون في صناعة انواع الاسلحة ؟

يجيبك بـ... نعم لأحمي السلام وأُدافع عن السلام .

آه انت خائف... وممكن ان تقول اني رسول او حتى نبي من اللـه

وقد اوصاني ان انشر حُكمه ووصاياه حتى بالقتل ان احتِجتُ لذلك

ما هذا التعليل الذاتي لنفسك! أنسيت ان اللـه قال : لاتقتل*

وقال لقاين: ملعون أنت من الارض التي فَتحتَ فاها لتقبل دماء أخيك من يدك.*

اذا انت لم تعرف اللـه معرفة حقيقية لذلك لم تذق ثمرة معرفة الرب

 الى متى يا أبن آدم تتخبط وانت خائف حتى من اقرب المقربين اليك جسديا وروحيا

 وتتقمص جلد ذئب وتحسب من هم امامك خراف وديعة لتنهش واحدا بعد الاخر

 ولا تشبع بل تزداد جوعا ونهما حتى تصرع نفسك وتعض اوصالك واحدة بعد الاخرى

 لتسري فيها الجيفة ولا من يغطيها بحفنة تراب في مقبرة منسية مرذولة.

الخوف لم يُخلق للابرار الحكماء وللساعيين الى السلام والعدل وحماية حقوق الانسان

 بل للذين يسلكون طُرق الموت والقتل وليس لهم شريعة وقانون وحتى رادع ضمير

يا ابن آدم ما هذا السلام الذي تدعيه وانت تقتل في كل لحظة عشرات لا بل مئات

وقُل الالاف وتحرق اجسادهم وكأنهم في جهنم الموصوفة في الكتب

او تحرق ارواحهم وانفسهم باختراع الشهوات ووسائل الانغماس فيها حتى ادهشتَ ابليس وحيّرتَه.

ما هو المصير؟ وما الطريق للوصول الى السلام؟ ايرجع ابن آدم يوما مرة ثانية الى الحجرة الصامتة؟

لا أدري ربما سينحت حجرة صوان ليصنع سكين حادة كي يذبح ابن بطن أُمه ويسلب الميراث

أم يصنع سيفاً قاطعاً ذا حدين ليُقطّع اعضاء ابنه ويأكلها لان الجوع الشهواني قتله

وقلبه يضخ دماً من ذلك الدم الفاسد المُغذى بتلك التفاحة التي أكلتها أُمه وتذوقها ابوه.

والى متى يا انسان تبقى شاردا تائها في الارض تقتل وتُقتل* وتصارع التراب حتى يصرعك

أيمكن ان تُغير حياتك وتهرب من عبادة هذه الاصنام كما هرب ابوك ابراهيم وتخلص من عبادة الاوثان؟

اتحلم بالسلام وتتخطى حقبة قتال عبيدك مع عبيد ابن اخيك ؟ لست ادري فكل شئ ممكن اذا ارادت السلام الحقيقي

وفتحت عينيك للنور القادم من اعالي الاعالي التي لايستطيع ان تصلها مهما حاولت بصواريخك

ومركباتك الفضائية لتغزو المجهول وتصل الى جنتك الجديده عوضا عن تلك التي فقدها ابوك الاول

وهناك تصير الها على نفسك وتنسيَّ انه محكوم عليك بالموت مهما طال الزمن في سنيه.

فالنور القادم من اعالي الاعالي، مزروع في قلبك وفي احشائك بجانب ذلك الميل الي الشر والسيطرة

وتستطيع بواسطته ان ينير قلبك وبشعاعه تُشفى من جميع امراضك فيهرب الظلام الساكن فيك

 فتحل الطمأنينة والسكينة في نفسك ويتدفى السلام بين احضانك.

لماذا تنتظر ولاتدع لنور شمس البر ان يشع في داخل اعماقك ليُشفيك؟*

أتبقى تدورفي دوامة الظلام كثور هائج وسلاح القتل على ظهرك وبين يديك

ويُعشعش في فكرك وذهنك وكل يوم تأتي بجديد لتمنع النور من تحقيق السلام

لا السلام الذي تخترعه حسب مشيئتك بقيادة شريعة الغاب، شريعة القتل واغتصاب ما ليس لك حق فيه.

لايستطيع احد ان يسلبك النور الساكن في ضميرك ويجردك من انسانيتك دون قناعتك وقبولك

لا تجزع فان السلام لا يتحقق الا اذا قبلت اخاك الاخر على علاته واخطائه التي انت تراها

 وعاملت الانسان اي انسان مهما كان لونه اوعرقه اودينه اوهويته كما تُحب انت ان يعاملوك به بني البشر

 هذا هو الاساس لتحقيق السلام الجسدي والروحي، والمصالحة مع اللـه والبشر والطبيعة النقية التي ابدعها الخالق

 تلك هي القاعدة المثلى والذهبية للحياة بالسلام.

" فكل ما أردتم ان يفعل الناس لكم, افعلوه أنتم لهم: هذه هي الشريعة والانبياء. "*

مزمور23/1

تكوين1/28

خروج20/13

تكوين4/11

تكوين 8/21  

تكوين 4/14

ملاخي 3/20

متى 7/12

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد