لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

خالد داود يوسف

 

دموع لألئ

 

كنت ماراً امام معرض للصياغة وجلب انتباهي المعرض وطريقة عرض المصوغات واللألئ والمجوهرات وطريقة تسليط الاضواء عليها ومر امام ذاكرتي صورا عديده قد لاتكون في صلب الموقف الحالي وانا اشاهد تلك المعروضات.

 صورا اوصفها على البساطة مقارنا الجمال الروحي بذلك الجمال الجامد لعشاقه من محبي المال والمادة للؤلؤ يتألق بريقا قد تكون من عصارة آلم الروح في حيوان صغير داخل صدفة

الصورة الاولى :

 

 الطفل الصغير دموعه تسبق لسانه في التعبير فتراه يبكي ويجيش صدره ويتنهد والدموع تنهمر على خدود طرية فتبقى انت حيران ماذا يعوزه ؟ ماذا يؤلمه؟

فقد وفرت له كل شئ حسب امكانياتك فتحضنه وتضمه الى صدرك ودموعه تملأ عيونه فلا يرى النور ولايحس بالظلام كالشاكي من كل شئ في حياته ورافعا دعواه الى السماء

لقد احتار واشتبكت عليه الامور فكل شئ يريد على مذاقه وهواه حتى صار طماعا اكثر من استحقاقه وصنع له تصورا كيف يجب ان يكون الاهه يريده حسب رعباته ومتطلباته " عفواً"

لا يزال طفلا لايعرف معنى الحياة ولم يختبرها بعمق ولم يتذوق معناها الحقيقي من سعادة وآلم.

سيطرت عليه الشكوى وكأبة اليأس وقيد نفسه بقماط وعصائب ليخفف عنه برد شتاء قبل قدومه.......... .

الصورة الثانية :  يوحنا / 11 ـ 33 ،38

 

فلما رآها يسوع تبكي ويبكي معها اليهود الذين رافقوها ، جاش صدره واضطربت نفسه وقال: "اين وضعتموه" قالوا له " يارب تعال فانظر" فدمعت عينا يسوع فقال اليهود انظروا أيَّ محبةٍ كان يحبه. على ان بعضهم قالوا اما كان بإمكان هذا الذي فتح عيني الاعمى ان يرد الموت عنه؟ فجاش صدر يسوع ثانية وذهب الى القبر.

لا استطيع ان افسر كلمات كل حرف فيها يتلألأ بالمعاني كلمات صعبة على انسان جسدي مثلي ولكن رجائي للرب ان يهبنا جميعا فهما وروحا مقدسا لنتعلم ونتربىوليكن عجزنا وضعفنا قوة ورجائنا عظيما تجاه كل شئ حتى الموت الجسدي

الصورة الثالثة:

 

 صورة مريم المجدلية التي افاضت الطيب الغالي الثمن على رأس يسوع وغسلت اقدامه بدموعها ومسحتهم بشعر رأسها فكانت دموعها تسقط منهمرة على الخدين ولكنها صاعدة الى السماء كانت دموع الانسحاق نابعة من الكيان والوجدان والندامة

كانت دموع ليست كباقي الدموع ذرفتها من العيون بالفرح النابع من الحزن فكانت القطرات تتراقص على اقدام الفادي وتغسل التراب العالق بها من ذنوب الخاطئة

دموع تنعش الشفتان لكي تنطق طالبة ومستغيثة للرحمة والغفران

دموع تغسل اهوائها وبملحها تشفي اوجاعها من الخطيئة وتزيل الضباب القاشي عنها.

ان الدموع لألئ على الخدود ان ذرفت ودموع القلب دواء برغم انها صامتة وقاسية تسيل من توجع النفس والروح ولكنها تلملم الجراحات وتداويها ببلسم يفوق التصورات

دموعي قليلة وخطاياي كثيرة لكن رحمة الرب بحرواسع

اوجاع خطئتي امامي والرحمة تعانقني وتشفيني

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد