لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

خالد داود يوسف

 

ازرع الورد في كل مكان

 

كان معلم اطفال يعيش في اطراف نينوى العظيمة يكتب اقواله وحكمه على قطع من طين وبعد خزفها يضعها على الرف

ويعلم الاطفال الحكم والامثال وكان يقول دائما احبائي ازرعوا الورد في كل مكان ولكن تفكيرالاطفال محصور ولذلك يبدأ

هذا المعلم يشرح قوله يوما بعد يوم ويربط ما يعلمه بما يأتي بعده وكأنها سلسلة من الجواهر يداعب خرزاتها بيديه .

الورد انواع وعطره مذاقات وانسام ابدعها الخالق لتمجده صبح ومساء  ولبهجة الانسان والطبيعة

 ولكن مقاصد معلمنا القديم هذا  كثيرة فالورد قد يكون له شوك يجرح من يقطفه ولكن رائحته عبقة

لاتقطف الورد وتبيع نفسك للمغزي فالدم سيصرخ والحزن يعم السماء ويتمرمر طعم الارض

الانسان الجيد ورد ورائحتة تُفرح الاخرين وبثماره يتغذي الجياع ويرتوي العطاش من عصيره  

فالحب ورد وروائحه طيبة وكم يكون اطيب عندما يتعانق مع من يشاركه ذلك ويسعى له

السلام ورد كتلك الحمامة التي ترفرف في كل مكان ولاتخاف من اي شئ كان

الرحمة زهرة تعيش حتى بين الاشواك وتُحول ابرها الى بلسم دواء

الاخوة كرمة تتسلق بين الاذرع  المتشابكة في رقصةِ خَمرها النقي المعتق

المسامحة والغفران شجرة عالية لا ينسم رائحة ازهارها الا الابطال

الصدقة بستان يحتضن الايتام وتحت ظلال اشجاره يتفيئ المشردون

الوئام ورد يعلو الى فوق والخصام يولد القتل ودهاليز الموت

الطهارة وردة نقية ابيض من الثلج وسيول الفجور لا تصلها

وردة الاتضاع والوداعة تلبس حرير الارض الاكثر بهاءاً من لألئ  ومجوهرات ملابس الكبرياء

الصدق وردة لاتعيش في ماء مالح يطفو فوقه الكذب ليغش الناظر بانه ماء عذب زلال

البرارة وردة لايوسخها طين عفن  بطبقات متأرجحة فوق مياه عميقة

جمال الورد يذوي ويموت والحق اجمل من الجمال الباهر

العدل برج وعلى شرفاته ورد وزهور تخزي الظالم والدجال

الحكمة ينبوع الحياة تسقي ورودها ولا تدع لأشراك الموت خنقها

ورد النور يزهو على قمم الجبال العالية  تداعبه مناقير النسور لتصعد معه الى الاعالي

"أنتُم نورُ العالم"

" هكذا فليضئ نوركم قُدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات"

متى 6/ 14 ـ 16

وكما قال اشعيا النبي 40 / 31

أما الراجون للرب فيتجدَّدون قُوة ،ً

يرتفعون بأجنحةٍ كالنسور،

يَعدُون ولا يُعيون يسيرونَ ولا يَتعَبون ܀

خالد داؤد يوسف

18/ 11/2008

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد