لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

خالد داود يوسف

لاقوم واذهب الى بيت ابي

 

 

لقد كنت غبياً احمق

 

ارتضيت بحصة صغيرة من الميراث

 

طمعا بحرية الغوغاء والمجون

 

تركت تاجا مرصعا بالألئ

 

جوهرته تلمع لمعان شمس الصباح

 

لباسي من الحرير والجوخ

 

عباءتي من صوف الجمال

 

حذائي من جلد الغزال

 

لكن فقدت رشدي وسعيتُ وراء الاوهام

 

كان طريقي مفروشا بالعوسج وحسك الصحراء

 

ورفاقي العقارب والحيات

 

في اول رقصة على مسرح الشهوات

 

اضحكت غيري بسقوطي بين اشلاء الموتى

 

ولم ادري ان الاشباح هناك،

 

وان نُدمآئها في مثوى الاموات*

 

دارت بيَّ دوامة الرقص على روائح عفونة تلك الاجساد

 

ترنحتُ كشارب خمر السموم من يد قاتلي

 

هاجت احشائي ومغصت بطني من الجوع

 

كان ثمر الشوك حسرة وخرنوب البراري بعيدا

 

 سرقني سارق ماهر بالشرور وقيدني

 

اطعمني حنظلا وسقاني مرارة

 

رأيت نفسي اتعس من خنزير تائه

 

في ارض الحصي والرمال العقيمة الزرع

 

تيه لا طريق فيه ونهار ليس فيه نور

 

آه كم انا بائس واغبى من هذا الخنزير

 

والى متى سأبقى في جهالة الاغبياء

 

هناك في بيت ابي خدم واجراء يتنعمون

 

لأقوم واذهب الى بيت ابي*

 

واقول له لقد خطئت فارحمني واجعلني اجيرا عندك

 

اعلم ان أبي كثير الرحمة والرأفة ويعرف غباوتي

 

بل سيفرح بعودتي اليه فقلبه واسع وحنون

 

سينسى خطيئتي وكل ما زغت عن الاستقامة

 

ولن يترك نفسي تهبط الى الفساد

 

وعندما لاقيتُ أبي وعاينتُ وجهه

 

هلهلت نفسي وامتلأتُ من بِره

 

وحياتي أبصرت النور

 

صرخت من اعماقي وقلت له:

 

لقد ضَلَلتُ كالخروفِ الضائع*

 

اسمع صوتي ولتكن أُذناك مصغيتين الى صوت تضرعي*

 

 

 

* الامثال 9 ـ 18

 

*لوقا 15 ـ 18

 

*مزمور 119 ـ 176

 

*مزمور 129 ـ 8

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد