لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

خالد داود يوسف

ممنوع

في هذه الايام نسمع كثيرا كلمة ممنوع على اشياء كثيرة على سبيل المثال ، التدخين ممنوع في بعض الاماكن العامة

وذلك لانه مضر بالصحة العامة . نعم هناك ممنوعات كثيرة قسم منها مفيد لجميع البشر على السواء مهما اختلف لونه اوجنسه او قوميته

اودينه وتتفق عليها جميع الحكومات والشعوب ولكن بعض الممنوعات على البشر مضر جدا واهانة لكرامة الفرد لانه يقيد حرية الانسان

الذي يولد حرا وحريته نابعة من معرفة الحق والحقيقة فلماذا يمنع الشئ على الغير ولكنه ليس ممنوع على مانع الشئ

وهنا ليس الموضوع شاملا لكل شئ في هذه الحياة المتشعبة والمتنوعة والمختلفة بين شعوب الارض والاماكن والتقاليد المتزمته

او التعصب الديني المحاط بقيود الجهل حتى للدين نفسه ومقوماته واسسه وتخلفه في فهم الدين فتزداد الممنوعات والمحرمات

 وكل حسب هواه وكأن الانسان يؤدي دور اللـه،  وقد ينطبق هنا حكمة سريانية على ذلك

 " حين يؤدي الانسان دور اللـه فليس بإمكانه تجنب ممارسة دور الشيطان ايضا"

وهنا اكبر نجاح للشيطان حين يتذكر احدهم على قدرته على تزين الاثم وتغليفه باغلفة جميلة تجذب الاغبياء نحوه

وهنا تكثرالتعاليم ولوائح الرذائل او الفضائل  هذا طاهر وهذا نجس وذلك حرام وهذا حلال وتنتشر انحرافات متعددة ليست مجرد

فساد شخصي ينظر اليه من وجهة تأثيره على الافراد بل ايضا نيل من كرامة الانسان القريب

والذي لايحترم اخيه الانسان لا يحب اللـه ولا يُكرمه لان اللـه قد خلق الانسان على صورته ومثاله

 "هذا الشعب يكرمني بشفتيه وأما قلوبهم فبيعدة مني. فهم باطلا يعبدونني إذ يُعلمون تعاليم الناس ووصاياهم" متى 15/ 8،9

وقد أكد كذلك الرب يسوع المسيح بموقفه المتميز حين اكمل كلامه قائلا :

"إسمعوا وافهموا. ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الانسان. لأنها من القلب تخرج الافكار الرديئة

القتل الزنى الفجور السرقة شهادة الزور التجديف ." متى 15/10ـ 19

المنع لشئ ما ،اهوى نابع من خوف ام من ماذا؟ فاذا كان المنع لغرض الحماية من خطر ما وحسب تصور المانع المشرع لذلك الخطر

وقد يكون ليس خطرا فعليه ان يعمل باجتهاد لتوضيح ذلك للشعب ، والفرد يستطيع ان يحمي نفسه من ذلك الخطر بالرغم من وجود اسباب الخطر

ولا يتأثر بشئ مخالف لحريته ووسع فكره. فالمنع قد يعمم الجهل واستمراره وبذلك يخدم الظالم والمتحكم بمصير الضعفاء فيعيش الانسان في دوامة

الظلام والاساطير والخرافات والتصورات الطفولية ولا يتمتع بالحياة الحرة والعمل من خلق عالم متأخي يتمنى الخير لجميع البشر .

بل يسيطر عليه الخوف من الاخر وكره المقابل الذي لايماثله في المعتقد واللون والجنس والقومية ويتقوقع مع جماعتة وهنا علة كبيرة

 وكما تقول حكمة سريانية    "اذا لم نقرأ سوى ما نوافق عليه فلن نتعلم اطلاقا"

ياعجبي من دولة تمنع دخول كتاب لدين اخر الى بلدها اوكتاب لمفكر ما من شعب اخر ليقراءه الشعب التي تحكمه

او مجلة او اي كتاب مثلا. وكنا نسمع بان الرقابة منعت او قطعت جزء من الكتاب والخ....

كم من كتب او مخطوطات أُحرقت وأُتلفت على مر الاجيال لانها تخالف رآي الحاكم الديني او المستبد الدنيوي

 او ان الدولة خائفة ، ماهو سبب خوفها؟ اتعتقد ان معتقداتها او نظامها جدا ضعيف سيهتز وربما يسقط امام كتاب ما اومخطوطة!

اليوم يستطيع الانسان ان يطلع على كثير من الاشياء من خلال الكومبيوتر وصفحاته التي يبحث للمتصفح ان يقرأ ويفهم اشياء كانت غامضة

ولماذا تريد تلك الدولة من دول اخرى معاملة ابناء شعبها باحترام وهي لاتحترم شعوب تلك الدول الزائرة لها وتفتح ابوابها امام السائحين

والعاملين من كل جنس ونوع ودين وتمنع حتى دخول كتبهم الدينية معهم لغرض الصلاة  والتأمل في قرائتها

ان الانفتاح على الاخر واحترام انسانيته بكل معنى الكلمة يفتح افق الاخوة البشرية التي تقضي على جميع الممنوعات السخيفة التي لاتعد ولاتحصى

وقد يشمئزمنها الانسان الذي يعرف اللـه معرفة حقيقية ويعيش بروحه وضميره مع القيم الفاضلة النابعة من تلك المعرفة المتميزة بالحب والبر

وكذلك العاقل المتحضر الذي كان غذاء عقله الحكمة والعدل والمسامحة والالفة والتفاهم مع الاخر واحترامه بانه انسان اخوه بابوة آدم جد البشر

 

 15/11 /2008

  خالد داؤد يوسف .. المانيا

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاستاذ خالد