لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

خالد داود يوسف

الارض تحتضن من يعشقها

  الارض تلك الهدية العظيمة التي اهداها الخالق للانسان لكي يتنعم بها ويعيش ايامه بسعادة مع اخيه الانسان يتقاسمان خيراتها، صارت منذ البداية سببا للصراع والتقاتل من اجل السيطرة عليها والانفراد بها ، فكانت بطنها حاوية للجسد المائت وصدرها محتضنا من يعشقها ويفلحها بايدي ناعسة وناعمة تدغدغها فتضحك له بالابتسامات المفرحة وباثمار لذيذة تنعش الروح والجسد.

اهذه الارض خائنة وزانية تنسى المائتين والراحلين عنها وتغطي اسرارهم واعمالهم بترابها؟ ام تبقى مخلصة لذكراهم على مدى الايام؟

انه حوار طويل قد كان حديثا جميلا مع شيخ مسن "عاش اكثر من مائة عام" جرى الحديث قبل اكثر من اربعين عاما ، وبحق كان حوارا شيقا تتخلله النكات والسوالف العديدة ولا تحس بمرور الوقت وانت تسمع وتتعلم من اناس لهم تجربة حياتية قد تكون مشوشة نوعا ما لامور عديدة قد تجهلها في آوانها.

حوار كان له سببا في حينها حيث ترك الناحية مهاجرا الى المدينة" بغداد ـ الموصل" اكثر من 15 عائلة من المعلمين والمثقفين  لامر وهو عدم توفر وسائل الراحة من كهرباء وماء وامور اخرى. هنا انا لست ضد حرية الانسان واختياره للسكن والانتقال من مكان الى مكان ولكن كان الكلام عن الارض التي ورثتها وعشت عليها طفولتك وشبابك وغدا تتباكى عليها وتنظم الاشعار واصفا اطلالها ومواقعها ومتحسرا عليها وقد سيطر عليها غيرك وغير اسمها واعطاها اسما حسب رغبته ليمحُ اثرها وتاريخها الذي كُتبت حروفه بدماء رجال ابطال. واثناء الحديث كثرت الامثلة والقصص القصيرة ولكن علق بذهني قصة قديمة عن رجل شيخ كان في اواخر ايامه جالسا بعد تعب تحت شجرة بطم كبيرة كانت في بستانه يبكي نصيبه " لانه لم يكن له ولد وريث" ويتذكر حكايات ابيه وجده عندما كانوا يجلسون تحت تلك الشجرة وكم كان شوقه ان يتكلم اليوم مع اولاده واحفاده عن تلك الحكايات.

ها ان الارض ستنسى مالكها ومن تعب فيها فالوريث غير موجود فتنتظر من يعشقها من جديد" عفوا قد تكون القصة غير مطابقة تماما للواقع لكنه اعطاها كصورة لغياب الوارث او من يرثها ، فعند ترك الارض  فستبقى حتما لمن يطمع بها ويستولي عليها"

انها الحقيقة المرة لمن يترك الارض لغيره ولا يشعر بها الا اذا ذاق مرها او تمعن في التاريخ الماضي والقريب وليكن لنا مثال عظيم جدا لنا الا وهو:

في بغديدا العزيزة كان لابنائها جهاد الابطال طويل منذ القدم بالتمسك بالارض وتراب الاجداد وفي التاريخ الحديث جرى صراع مع قوى مختلفة ارادت سلب الارض ولكنها فشلت ولكن اطوله واشده كان مع ال جليلي دام اكثر من 200 عام وانتهى بالمحاكم التي اعطت الحق لاصحاب الحق وانتصر العدل الالهي على كل الاطماع بهمة المدافعين والمضحين بالمال والاتعاب والغالي والنفيس من اجل الحقوق في الارض العزيزة التي رواها الاجداد بعرقهم ودمائهم .لنذكر ونطلب الرحمة لانفس جميع الراقدين بالرب الذين بذلوا حياتهم من اجل الدفاع عن حقهم في الارض التي عشقوها وهي احتضنتهم في حياتهم ومماتهم لان نفوسهم ترفرف في سماء تلك الارض التي فلحوها وزرعوها وحصدوا ثمارها.