ججو متى موميكا .. تورنتو

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 رجال من بلدتى بغديدا        سير وذكريات

 


الدكتور سامى نوح كرومي


ليس من ضير ان تكتب وتتناول شخصية مرموقه ومشهوره سبق وان كتب
عنها الكثير .لكن الخلل يكمن فى من يكتب ويسرق جهود الغير او ان
يقتبس نصوصا و عبارات وجمل واقوال سبق التطرق لها ولم يعد لها طعم
او مذاق فى قرائتها والاجدر عدم تكرار هذه الاعمال  والاستشهاد بها دون
التنصيص عليها او الاشارة الى صاحبها وهذه هى حقوق الكتابه
اواصولها... فحري بنا ان نكون حذرين من المساس بحقوق الغير او الاطلاع على
ماكتب عن هذه الشخصيه ونقلها  بقدر ما يتعلق الامر بحقيقة هذا الشخص
وحياته الاجتماعيه... وسرقة جهود الغير امر مرفوض قطعا ومنبوذ ادبيا
ومن يتعاطى هذا التجاوز يسقط من كل الحسابات ...واكثرهم للحق
كارهون. 

 سامي نوح كرومي (ولد عام  فى بخديدا 1946 ووافاه الاجل عام 2004 في فرنسا )
المرحوم الدكتور سامى نوح كرومي غنيّ عن التعريف ليس على مستوى
بلدتي فحسب وانما على مستوى العراق وحتى خارج حدود الوطن حيث
ابصم هذا الرجل العبقرى بأصابعه العشر فى اكثر من محفل ومجال علمى
وتكنولوجى , كل افعاله كانت تصبّ فى خدمة العراق وشعبه منذ نعومة
اظفاره ومذ شبّ وفى صباه حيث عاصرت هذا الشخص منذ الطفوله
ودخولنا المدرسه الابتدائيه فى قره قوش عامي 1951-1952.
سامى نوح كرومى والملقب ب (سامى نوح شوفير ) لكون المرحوم والده
كان من اقدم شوفيرات البلده وسواقه الاوائل كنّا نسمّيه (سعدي) خارج
المدرسه اما داخلها فكان اسمه الرسمي سامى.
فى المرحله الابتدائيه كان المرحوم متفوقا ونابغا فى دروسه حيث دخل
المدرسه الابتدائيه  دون السن القانونيه وهو فى الخامسه من عمره وكان
صغير البنيه يجلس فى الصف الاول من المقاعد ومن خلال ملازمتي له
ستة سنوات فى الدراسه الابتدائيه كان المرحوم لطيفا في تعامله مع التلاميذ
متعاونا بشوشا اجتماعيا محبوبا من لدن اساتذته وزملائه وكثيرا ما كان
المعلمون يستشهدون بنباغته وذكائه وتفوقه فى الدروس فينال المراتب
الاولى فى الامتحانات وخاصة فى البكالوريا فى الصف السادس الابتدائي
حتي افترقنا عام  1957-1958 حيث رحل الى الموصل مسجلا فى احدى
المتوسطات لعدم وجود متوسطه فى بغديدا آنذاك...كنت اتابع اخبار صديقى
المرحوم رغم بعد المسافات حيث كنت ادرس فى بغداد وهو فى الموصل
وقلما كنّا نلتقى لو استثنينا من ذلك اشهر العطله الصيفيه حيث كنا نقضي
اياما حلوه نستذكر ايام الطفوله ...ونحن نتابع المرحوم نشاطاته خلال
الصيف وافكاره وابداعاته .
اذكر عنه فعالية عام 1960 حيث صنع المرحوم بجهده الشخصي وعقله
النيّر آنذاك وعمره لايتجاوز الخامسة عشر ربيعا جاءنا في يوم من الايام
وهو يحمل بيده جهاز محلى الصنع مربوطا ببعض الاسلاك مع جهازين
للهاتف صنعهما بيده وشرح لنا كيف يمكنه ان يكلمنا من على بعد حوالى
ثلاثة كيلومترات دون سلك رابط بين الجهازين فاعطانا احد الجهازين
وحمل الثانى وذهب بعيدا الى طريق دير مارقرياقوس ونحن فى وسط
المدينه واذا بصوت المرحوم سامى يكلمنا ونحن نسمعه بوضوح فى الوقت
الذي كنّا لانعرف الكثير عن البرق والتلفونات والاتصالات السلكيه
واللاسلكيه ...حينها تعجبنا بذكائه ونبوغه وبراعته منذ ذلك الزمن...وكم
من الاجهزة الكهربائيه اصلح فى حياته وهو صبيّ وكم خرّب وكم فسّخ
حبا بالاستطلاع وفضولا وهو لم يبلغ السادسة عشر حيث تجاوز عقله سنّه
و عمره الزمنى.
بعد ثلاث سنوات نجح سامى من المرحله المتوسطه بتفوّق ايضا وحصل
على معدلات راقيه تؤهله الدخول الى ارقى الثانويات فى الموصل الا ان
حالته الاجتماعيه وضعف الموارد وشحة الاعمال خاصة بعد اصابة والده
المرض  آنذاك اجبرته للدخول فى دار المعلمين الابتدائيه فى المجموعه
الثقافيه بالموصل من اجل الاسراع فى توظيفه ومساعدة عائلته ماديا فدخلها
عام 1963
شاءت الصدفه ان نلتقي ثانية حيث دخلت انا معهد اعداد المعلمين بالموصل
فى المجموعه الثقافيه فكنّا نلتقى ببعض اكثر الاحيان وكثرت لقاءاتنا بعد ان
تكررت سفراتنا من والى بلدتنا يوميا بسيارة واحده وهو فى الصف المنتهي
من دراسته بدار المعلمين  وكانت فرصه جيده لاستذكار الماضي ...حتي
تخرج المرحوم ليحصل على المرتبه الاولى بين اقرانه ويحصل على
تعيينه كمعلم فى مدرسة (على رش) قرب بغديدا مكافأة لتفوقه .
قضى بضعة سنين فى هذه القريه والتى لم تكن كل طموحه  بعدها نسّب الى
متوسطة الحمدانيه لتدريس العلوم والرياضيات سنة او سنتين حتى نقل الى
بغداد عن طريق التبادل الى مدرسة ابن رشد على ما اذكر فى ساحة
النهضه ببغداد الرصافه وهذا ماكان يطمح اليه المرحوم دائما من اجل
التوسع علميا ودراسيا حيث انفتحت امامه فرص الحياة والتحصيل العلمى
فدخل الجامعه على نفقة وزارة التربيه واكمل دراسته الجامعيه بعد ان
حصل على مقعد فى (الجامعه المستنصريه ) تمكن بجهده ومثابرته
الحصول على شهادة  بكالوريوس فيزياء والالكترونيك.
لم يكتف المرحوم بما حصل عليه ولم تكن نهاية الرحله فكانت نفسه توّاقه
الى المزيد لينهل من العلوم والمعارف  فاستمر يواظب ويجتهد ويواصل
نشاطاته حتى حصوله على بعثة دراسيه الى فرنسا للحصول على درجة
الماجستير والدكتوراه ...فتحقق حلمه وهو متزوج واب لبضعة ابناء غير
مكترث بصعوبة الحياة ومشاقها فى دراسته .. فشدّ الرحال مصطحبا معه
عائلته واطفاله رغم الظروف الصعبه آنذاك متحملا شظف العيش وتعقيدات
الحياة فرحل وهو يحمل هموم المعيشه ونفقاتها مضحيا بكثير من
الامتيازات ...فأبى الا ان يكون متميزا ينال استحقاقه وهو يكافح من اجل
الحصول على مبتغاه ...حتى تحقق حلمه واصبح حقيقه ليعود الدكتور
سامى حاملا شهادة الدكتوراه من فرنسا بأمتياز افتخر بها هو وعائلته واهله
واصدقائه ومدينته ليعود الى العراق مقدّما جهوده وابحاثه والعلم الذى
اكتسبه فى خدمة العراق... فعين خبيرا وعالما فيزياويا فى الطاقه الذريه
لعدة سنوات وهنا لانريد ان نغوص فى المشاكل التى واجهته وخاصة ابان
الحرب العدوانيه على بلدنا وما حصل من مضاعفات فى شؤون الطاقه
الذريه في العراق بعد ان حوصر البلد واجهضت مشاريع الطاقه ودمرت
المنشآت الحيويه والاستراتيجيه نتيجة الحرب ... فكان المرحوم سامى
يتحسس كل شي ويتألم لخراب بلده  ويسكت على مضض والالم يعصر قلبه
على ماجرى فى العراق وما لحق بصناعاته التكنولوجيه ومؤسساته العلميه
.
بعد ان وضعت الحرب العدوانيه على بلدنا اوزارها الاخيره على ,انبرى
المرحوم سامى وقطع صلاته بالوظيفه باحالته الى التقاعد بسن مبكره بعد
ان خربت مشاريع الطاقه ودمرت شبكات الكهرباء وكان للمرحوم جهودا
حثيثه فى اعادتها الى افضل ماكانت عليه قبل العدوان بالتعاون مع
المخلصين والخيرين فى البلد كما اشارت الى ذلك كثير من المصادر
المحليه وغيرها حيث اشادت بوطنيته وتفانيه واخلاصه فى عمله مضحيا
بكل مايملك من قدرة وكفاءه وعزيمه لم تضعف عنده ولم يمل منها .

 آخر لقاء مع المرحوم وقبل وفاته
بعد العدوان الاخير وعندما نفضت المعارك غبارها التقيت المرحوم سامى
فى كنيسة سيدة النجاة ببغداد الكراده حضر ليسمع قداس يوم الاحد كان ذلك
بعد العدوان الامريكى على العراق بأشهر عاام 2003 حيث جاء  وهو يقود
ابناءه وبصحبة زوجته فتصافحنا بعد غياب طويل وتعرفنا على اولاده كان
حديثنا مقتضبا  وتلك البسمه لازالت تعلو شفاهه ...حيث لم يسع الوقت
للتفاصيل لانه كان يهمّ للسفر الى فرنسا والعوده ثانيه بعد ان احيل الى
المعاش

  (( المغروسون فى بيت الرب يزهرون فى ديار الهنا )) 

 الرحمة والخلود لصديقي المرحوم سامي

....................................................


ججو متانو
(( فلا نفشل فى عمل الخير لأنناسنحصد فى وقته أن كنّا لا نكلّ )) من رسالة بولص الى اهل غلاطه  9:6
وأنا اتصفح مواقع بغديدا الفضائيه  كعادتى طالعت كشاف  بأسماء مشاهير بلدتى وشخصياتها بدّقه  ومع
اعتزازى بكل ما احتوت من مشاهير وشخصيات  ورجال دين وقادة ورجال خدموا هذه المدينه وضحّوا من
اجلها بالغالى والنفيس فاستحقوا هذه المأثرة لتخلد ذكراهم وتتحف فى سجلاتنا  بأن نضعهم فى مقدمة كتاباتنا
واعمالنا ...لكن يبقى الالم يحّز فى نفوسنا ونحن نبحث عن شخصيات اخرى  تستحق منّا الكثير لكنها منسيه مع  شديد الاسف  هذه الاسماء لها خدمات جليله ومناقب ومثالب خدمت اسرة بغديدا فى كل المحافل .
 الاجدر بنا نحن معشر الكلمه ان نحشر اسماءهم فى كشاف المشهورين ليأخذ تسلسلا فى هذه الفهارس فنكون قد  أدّينا خدمة لهم .
اخوانى :
هذه المرّة لا اريد ان افصح عن الشخصية التى اخترتها فى مقالتى مباشرة والتى حملت رقم (6 ) فى سلسلة
مقالاتى عن سير  وذكريات رجال بغديدا وأريد ان افاجئكم  بصاحب السيرة من اجل متعة القراءة والتتبع فصبرا  اخوانى قبل الافصاح عنها ارجوكم .  الشخصية المشهورة والمرموقه والتى تستحق كل الثناء والتقدير ومن كل ابناء بغديدا وكل اجيالها ولا استثنى  جيلا فكل من سمع او قرأ او شاهد او التقى بهذه الشخصية وقف متعجبا ومسرورا امامها  اجلالا واحتراما لما  حملته من خدمات جمّى وتضحيات وجهود مضنيه عقودا من الزمن  فنكنّ لهذه الشخصيه كل التقدير  والعرفان
لحسن الاداء والسيرة والحنكة والغيره التى كان يتصف بها ما يقارب اكثر من ستة عقود خدم مدينته .
هكذا رجال يجب ان يبقوا فى ذاكراتنا ومهما ابعدهم الزمن عنّا ليبقوا قريبين منّا فى افعالهم وخدماتهم  فهل
تستحق النسيان واقلامنا تنبض ومشاعرنا تتاجج لمجرد يمر ذكراهم علينا فلا يجوز ان يكون مرورهم عابرا او  عبثيا . .
اعزائى القراء ...اعزائى الكتّاب والشعراء :وكل المعنيين بتاريخ بلدتى بغديدا والحريصين عليه :
هل هناك متعه فى قراءة سيرة رجال عاشوا حياتهم البسيطه والمتواضعه بين اهلهم وذويهم  هكذا شخصيات
يجب ان تطرز اسمائهم وعناوينهم ومآثرهم فى كتب تراث بغديدا وتعلق صورهم فى جدران المتاحف وتؤرشف فى مكتبات بغديدا فى الاديره والكنائس.
 فأنا لا اريد ان افرض رأيى او وجهة نظرى على اخوتى الكتّاب فهو مجرد (( اقتراح ووجهة نظر )) لكن هذه  هى الحقيقه تنطق فالمشهورون يموتون لكن ذكراهم  باقيه لاتموت  مهما عتّقها الزمن واغرقها فى السنين . فلماذا يعشق قلمى الكتابه عن الفقراء دون الاغنياء  فهذه هوايتى وانا متيّم بها فلا تلوموننى اخوتى الافاضل وكما
جاء فى رسالة القديس يعقوب: 2:1
((ليفتخر الأخ المسكينبرفعته والغنى بمذلته لأن الغنى كزهر العشب يزول :تشرق الشمس بحرارتها فيتيبس
العشب فيتساقط زهره ويفنى جماله كذلك يذبل الغنى وهو منهمك فى اعماله .)) فغنىّ النفس اثمن غايات الغنى 
واثمن من كنز المال والذهب  وكما قال الشاعر:
يعز غنى النفس ان قل ماله           ويغنى غنى المال وهو ذليل
اعزائى القراء:
صاحب السيره التى تناولتها فى مقالتى  نشأ نشأة عماليه  فلاحيه خدميه فكان كادحا مناضلا فى كل عمل اختاره  مطيعا قنوعا ...بشوش الوجه  قوى الشكيمه عزيز النفس مليئا بالثقة ونكران الذات تعلو البسمه والضحكه محياه  فى معظم المناسبات  نقى الطالع باسم الثغر سرعان ما تتطاير النكته والطرفه من لسانه ليملأ جوّه بهجة وفرحا .
اخوانى :
عندما قررت الكتابة عن هذه الشخصيه اتصلت ببعض اصدقائى ومعارفى هنا طلبا للمعونه واستدراكا لبعض
المعلومات الشخصيه عنه للاستزاده   او خوفا من وقوع فى مطب او خطأ لايستحقه الرجل  فأكون قد جنيت عليه  وغبنت حقه  بسبب النسيان او نتيجة زللّة قلم  لان ذاكرتنا قد ضعفت لتقدم العمر وهذه سنّة الله فى خلقه  وهو  العد التنازلى حتما ولله فى خلقه شؤون فنحن كلنا ضيوف فى هذه الدنيا .. هاتفت بعض.اصدقائى واحبائى هنا فى  تورنتو منهم  من اسعفنى ببعض المعلومات مشكورا من مدينتى الخالده بغديدا ومنهم تجاهل او اعتذر لعدم
معرفته الكثيرعن هذه الشخصيه الغنيه عن التعريف لانها كانت اسما على مسمّى  خاصة وقد مضى على رحيله  سنوات طويله خالدا فى جنات الله  ...لكن هنا الرابط وهاهو بيت القصيد  وسأكشف عن هذه الشخصيه بطرفه   وحديث دار بينى وبين احد اقربائى الذين طلبت منه معلومات عن هذا المشهور وأنا استفسر من قريبى :  صدقونى انبهر وتفاجأ بالاسم واطلق ضحكة وقهقهة قوية مستغربا   وبعد الحاحى عليه لم يسعفنى بمعلومه واحده  تهدينى الى ظمأى عن هذه الشخصيه حيث :
استغرب من اسم و عنوان هذا الشخص البسيط والمتواضع فكررت عليه الطلب والاستفسار قائلا له ...ارجوك
اسعفنى بما تعرف عن حياته ومماته ومناقبه  فانا بحاجة ماسّه لكل ما تعرف عنه ... لكن دون جدوى فقلت له
...(( ايها الرجل اليس حرىّ بك ان تعرف المزيد عن رجل دفن اباك وأبى وعمتك وعمى   وآباء كل الغديديين  ...دفن الصالحين والتقاة دفن الخطاة وهو يحمل الميت ويحتضنه  ويضعه فى القبر ثم يوارى عليه الثرى وهكذا  حافظ على رفات موتانا الذين رحلوا عنّا الى جوار ربها  ليدينها الديّان  :
انّه رجل المهمات هذا الذى شارك افراح واتراح اهلنا قاطبة دون استثناء فكان صديقا للكل  تجده فى كل مناسبه  حينما تدق نواقيس الكنائس الحزينه يسرع الى عدته ((الكرك والمسحاة ) لتهيئة القبر للراحلين الى الاخدار  السماويه طوعيا دون ان يكلفه احد لان غيرته وشهامته واخلاصه لبلدته كان الدافع الاساسى لمهمته دون اجر او  مكافأة ...الم تشاهد هذا العبقرى جالسا القرفصاء فى مجالس الاخويات والجمعيات الخيريه وهو يدندن حول منقل  القهوه ويطحن البن لضيوف الاخويات والمحسنين ؟ ألم تشاهد هذا الرجل فى حفلات العرس ودبكات بغديدا  الشعبيه وهو يمسك برأس الدبكه ؟ ( السميريّه ) متألقا بزيه الشعبى الصايه والعقال والغطرة ناصعة البياض ؟ انه المرحوم ججو متّانو القس اسحق
رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته  من مواليد العقد الثانى من القرن العشرين توفى فى نهاية الثمانينات او بداية
التسعينات والمعذرة ان لم اكن دقيقا فى تواريخ ميلاده ووفاته .
تزوج من مجوده شيتو وخلف منها ابنه البكر سعيد ثم انتقلت الى رحمة الله فتزوج بعدها ساره شيتوا وخلف منها  زهير وبقية الاولاد حفظهم الله جميعا ...اخوته ابلحد ونجيب وصباح القس اسحق امتهنوا مهنة  السياقة فى  اعمالهم . كان المرحوم ججو متّانو كريم النفس مطيعا عمل فى بداية حياته مساعدا لسوّاق بغديدا القدامى امثال المرحومين  يعقوب مغدسّى الجميل ونوح شوفير وكريم نعمان ومتى حوان ومجيد بوقا وكان يتردد دائما الى مكائن طحن  القمح ومنها ماكنة المرحوم مجيد دديزا ويعقوب مخوكا وغيرها  ويشارك العمل فيها بكل بساطه وقناعه وسلاسه  راضيا بنعمة الله وما يجنيه من رزق حلال ونعمة يعيل بها عائلته .
كان يصاحب سواق بغديدا فى رحلاتهم الى الموصل او الى العزبه او الى الشمال حينما كان اهل بغديدا يقايضون  الحبوب والغلات بمنتوجات الفواكه والاثمار فى شمال العراق فكان يعمل مع المتقايضين ومع التجار والباعه  المتجولين  والسواق بتفان واندفاع وصدق  مع كل  هؤلاء... فكان محبوبا يحظى باحترامهم دائما لقوة شخصيته  واخلاصه فى العمل .
اذكر للمرحوم حادثا يوم كان مساعدا لوالدى المرحوم متى حوان فكان يرافقه فى حله وترحاله الى الشمال وكنت  آنذاك صبيا لايتجاوز عمرى 12 سنه وعلى ما اظن عام 1956 وكنت ارافق والدى احيانا فى سفراته القصيره  الى ربوع الشمال وفى احدى السفرات كان معنا المرحوم  ( ججو متانو )ابو سعيد وكان يجلس دائما فوق قمرية  البيكب ويمسك بسياج القمريه ( السيبايه )اما انا فكنت جالسا قرب والدى داخل القمريه  لكن طلبت منه ان ارتقى  الى قمريه السيارة للجلوس قرب عمى ججو ...لكن والدى رفض خوفا علىّ من خطورة العمليه وان لايحصل  مكروه ...اصررت فى الطلب وبعد الحاحى وافق والدى على انتقالى بجانب ابو سعيد بعد ان اوصاه الاهتمام بى  وان اثبّت وامسك بجدار السيبايه جيدا ...صعدت الى القمريه  يغمرنى الفرح مسرورا كيف لا وانا اجلس جنب
الرجل المحبوب صاحب النكته والطرفه ...مضينا نسير  فى  طرق ترابيه والمطبات تلعب بأجسادنا لعبا  تهزنا
ذات اليمين وذات الشمال وترقصنا كيف لا والطريق جبلى ووعر ونحن نتمايل والاتربه والغبار اخذ ت نصيبها  من وجوهنا واجسامنا حتى غدونا كرجال الاسكيمو بعد ان غطت الاتربه وجوهنا لكن رغم ذلك لم نحس بالتعب  او الارهاق لان واقع الحال كان مفروضا علينا فليس من بديل هكذا كانت تكنولوجية العصر .
على اية حال وصلنا وعدنا ونحن مسرورن بمتعة السفر ومشاهدة مناظر الشمال الخلابة .
نعود الى صاحب السيره المرحوم ججو متانوا الذى كان يتميز بقوام ممشوق ورشاقة الجسم فكان قوى الاراده
مفتول العضلات لايعرف الكلل والملل ولايشكو التعب والجهد طيلة حياته ...ينجز عمله بجد ومثابرة وحنكة
ورباطة جأش وعزيمه يرضى صاحبه ..
من منّا لايتذكر المرحوم فى اعياد الميلاد والفصح والمناسبات حاملا الصليب فى باب كنيسة الطاهره عند خروج  المؤمنين من القداس فجرا حيث يتزاحم عليه الناس لتقبيل الصليب يقف المرحوم ساعات رافعا جسمه تارة  ومنحنيا تارة اخرى ملبيا طلبات الناس كى لاتفوتهم فرصة تقبيل الصليب و مهما كثر اعدادهم فهل هناك اجر  عظيم اكبر من هذه الكبائر ؟
من اقرب الناس والاصدقاء المخلصين للمرحوم ابو سعيد  كان التاجر أكّو قابو رحمه الله حيث قضى معظم
اوقاته فى داره يساعده فى كل صغيرة وكبيره
وكأنه واحد من افراد عائلته لما اتصف به من اخلاص ووفاء وخدمه جليله لاتنكر .
كذلك كان المرحوم مقربا من بيت آل طوبيا ميّا يشاركهم اعمالهم فاحتضنوه وكرموه نظرا لاخلاصه لهم .
عزيزى القارىء :
المرحوم ابو سعيد كان الرجل الوحيد الذى تطوع لعمل خيرى وخدمة جليله لابناء بلدته بغديدا حيث امتهن مهنة
دفن الموتى دون مقابل ولوجه الله وطوال عقود مضت لا اذكر ان شخصا او رجلا سمعته يقول دفعت اجرا للدفن  فهل هناك عمل خيرى ارفع من هذا فان اجره فى السماوات عظيم يكافئه الله على افعاله لانه صان رفات الموتى  وحافظ عليها ملبيا كل نداء من اجل خدمة مدينته  ...اذا اين نضع هذا الرجل اخوانى اهل بغديدا بعد ان خدمنا  اكثر من 50 عاما لوجه الله لم يشعر قطا بالكآبه  او القنوط او يحس بمرارة وشظف العيش علما انه كان يعيش  اجواء الموتى والاكفان والتوابيت والنعوش دون ان تغيّر هذه المسيره التى سلكها المرحوم من طباعه بل على  العكس كانت البسمه لاتفارقه والنكتة والطرفه حديثه اينما حل ّ.
الرحمة والغفران وكل الثواب نطلبه من الرب لرجل مهمات بغديدا  ججو متانو خالدا . فى جنات الله
وفردوسه....كل بغديدا تشير لك بالبنان فأنك من الصالحين والتقاة  والبرره .

 رحمك الله  ابا سعيد والعمر المديد لخليفتك الصالحه

 

مقالات