لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 ثمــــار يانعـــة

إعداد الخورأسقف بيوس قاشا

 

المقدمـــــة

 

في رسالته إلى الأساقفة والكهنة بمناسبة خميس الأسرار لعام 1979، يقول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الكبير: على الشخصيّة الكهنوتيّة أن تكونَ للآخرين، علامةً ودليلاً واضحَيْن صافيَيْن. الكاهن الذي يعي تمامَ معنى كهنوته، ويؤمن إيماناً عميقاً، ويعترف بإيمانه بجرأة، ويصلّي بحرارة، ويعلّم باقتناع عميقٍ، ويقوم بالخدمة، ويطبّق في حياته نهجَ التطويبات، ويحبّ بتجرّد، ويبقى قريباً من الكلّ لا سيّما من ذوي الحاجة، مِثل هذا الكاهن ضروريّ للبشر، لأنه شاهدٌ حقيقيٌّ، وموزِّع النعمة وخادم كلمة اللّه.

من خلال عمق هذه الكلمات الإيمانية كان هذا الكتاب "ثمار يانعة"  فما أدراكَ ما هذه الثمار  إنها مقتطفاتٌ روحية  مقالاتٌ قصيرة  عِبَرٌ إيمانية  خواطرٌ تأمّلية  محطاتُ قداسة  مواقفٌ مسيحية بل إنسانية، حَمَلَتْها شجرةُ الحياة  وشجرتي في هذه الحياة هي المسيح يسوع  به آمنتُ، وله أحيا، ومعه أواصل المسيرة وأتسلّق درج الحياة في السهر والصلاة، في العمل والعطاء، في التأمّل والصمت من أجل ثمرة صالحة، بل ثمرة يانعة.

نعم، إن هذا الكتاب "ثمارٌ يانعة"، مقالاتٌ من بَناتِ أفكاري  وخواطرٌ راودتني في مسيرة حياتي، أتْمَمْتُها بكلِّ صمتٍ عِبْرَ أيام الزمن  كما هي قُصاصاتٍ جمعتُها من هنا وهناك مذ كنتُ طالباً في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان في الموصل، ثم بعد ذلك في كلية اللاهوت الحبرية للأقباط الكاثوليك في القاهرة، كما هو الحال في مسيرتي الكهنوتية، ورحلاتي القليلة هنا وهناك  كما قمتُ بنشر بعض هذه الثمار على صفحات سلسلة كتب "وجوه وعبر"، والقليل منها نُشر على صفحات مجلة "الزنبقة" الغرّاء  ولكني اليوم أردتُ أنْ أجمعها ثانية لأضعها أمام أعين القرّاء الأعزاء، لتتلذّذ القلوب بقراءتها، وتحلو الحياة بعيشها، وتزهو النفوس بعطائها من أجل رسم مقالة الحياة عبر مسالك الطرق، وفي هذا كلّه يكتشف الإنسان عظمةَ رسالةِ السماء عِبْرَ المسيح الفادي، وعظمة الإيمان الذي نلناه من جرن العماد، فيكون بذلك شجرةً صالحةً يستظلّ تحتها كلُّ مسافر، ويتغذّى منها كلُّ جائع  وعندها تبدأ رحلة الحياة، فتلتقي القلوب بالعيون، وتتشابك الأيادي بالأفكار، وتُعلن أنّ الرحلةَ لا تكون إلا بالمسيح وفي المسيح ومع المسيح عِبْرَ الإنسان، حينذاك تكون الثمار يانعةً، بل صالحةً ولا غير.

يا عزيزي القارئ يا عزيزتي القارئة  إن الحياة تدعونا إلى القداسة، والقداسة صوت المسيح، فلا تخف  ولا تخافي  أنْ تسمعا هذا الصوت  ولا تخافا أن تغوصا في العمق لتدركا عظمة هذا النداء  نداء القداسة. إنَّ هذا النداء لا يجد اليوم آذاناً صاغيةً بسبب هموم الحياة، كما أصبحت هذه الكلمة مبتَذَلة من الكثيرين، لأنّ القديس في نظرهم هو المتخلّف عن ركب التقدم الحضاري والعلمنة المزيفة، أمّا في نظر رب السماء فهو السائح الاكيد نحو الخلاص 

لذا فإنني أقول لكما: إنّ الدنيا زائلة، ولا يبقى فيها إلا ذكرى الأيام  والذكرى هي تلك الطرق الروحانية، وتلك السبل التأمّلية، التي رسمها الإنسان لأخيه الإنسان، وتكون هذه بمثابة مدّ اليد من أجل رسمِ مسيرةِ القداسة  فالقداسةُ هنا يدٌ  واليدُ عنوانُ الطريق الصحيحة، الثمرة الصالحة وطريقنا هو المسيح يسوع  "أنا هو الطريق والحق والحياة (يو 6:14)  وثمرتنا الصالحة هي خبز الحياة  "مَن أكل من هذا الخبز، يحيَ للأبد" (يو 51:6). فالمسيح لناطريقٌ وخبزٌ، وهو يواصل المسيرة معنا لأنه "هو هو أمس واليوم وإلى الأبد (عبر 8:13).

ختاماً عزيزي القارئ  عزيزتي القارئة  نحن رسل  والرسل يجب أنْ يكونوا قديسين  وقداستنا هي أنْ نكون أمناء لرسالتنا، كما كانت العذراء أمينة لسلام الملاك، وكما كان يوسف أميناً لدعوة السماء  ولا حياة بدون قداسة  "كونوا قديسين، لأني أنا قدوس" (1بط 16:1)  وعِبْرَ القداسة نكون شهوداً حقيقيين لكلمة الخلاص، وخداماً لرسالة السماء.

 بيــــــوس

 

كتاب جديد      ثمــــار يانعـــة

إعداد الخورأسقف بيوس قاشا

الطبعة الأولى ـ بغداد 2005

عزيزي المؤمن  عزيزتي المؤمنة

بإمكانك اقتناء كتاب "ثمار يانعة":

من مكتب مجلة الزنبقة في كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك ـ المنصور ـ بغداد ـ العراق.

أو عبر البريد الإلكتروني  al_zanbaqa@yahoo.com

          كتاب "ثمار يانعة" فيه من العِبَر والمحطات ما يجعلك تُدرك أنّ المسيح وحده ولا غير هو الطريق الأكيدة التي توصلنا إلى السماء. فهو الذي أحبّنا. وأجمل ثمار هذا الحب جسده ودمه. نعم، إنها ثمرة يانعة، إنها أجمل هدية لبني الإنسان.

مدرج أدناه نصّ المقدمة لهذا الكتاب العظيم والرائع، لعلّه يكون حافزاً لكم لاقتنائه والتعرّف أكثر فأكثر عمّا في داخله من العِبَر والخواطر والمحطات والمواقف المسيحية.

شكراً لجميع القرّاء 00 بإمكان مَن يريد أن يقتبس من هذا الكتاب فنحن له شاكرون 00 ما عليه إلاّ أنْ يكتب مصدر هذا الاقتباس.

 المقدمـــة

في رسالته إلى الأساقفة والكهنة بمناسبة خميس الأسرار لعام 1979، يقول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الكبير: على الشخصيّة الكهنوتيّة أن تكونَ للآخّرين، علامةً ودليلاً واضحَيْن صافَييْن. الكاهن الذي يعي تمامَ معنى كهنوته، ويؤمن إيماناً عميقاً، ويعترف بإيمانه بجرأة، ويصلّي بحرارة، ويعلّم باقتناع عميقٍ، ويقوم بالخدمة، ويطبّق في حياته نهجَ التطويبات، ويحبّ بتجرّد، ويبقى قريباً من الكلّ لا سيّما من ذوي الحاجة، مِثل هذا الكاهن ضروريّ للبشر، لأنه شاهدٌ حقيقيٌّ، وموزِّع النعمة وخادم كلمة اللّه.

من خلال عمق هذه الكلمات الإيمانية كان هذا الكتاب "ثمار يانعة" 00 فما أدراكَ ما هذه الثمار 00 إنها مقتطفاتٌ روحية 00 مقالاتٌ قصيرة 00 عِبَرٌ إيمانية 00 خواطرٌ تأمّلية 00 محطاتُ قداسة 00 مواقفٌ مسيحية بل إنسانية، حَمَلَتْها شجرةُ الحياة 00 وشجرتي في هذه الحياة هي المسيح يسوع 00 به آمنتُ، وله أحيا، ومعه أواصل المسيرة وأتسلّق درج الحياة في السهر والصلاة، في العمل والعطاء، في التأمّل والصمت من أجل ثمرة صالحة، بل ثمرة يانعة.

نعم، إن هذا الكتاب "ثمارٌ يانعة"، مقالاتٌ من بَناتِ أفكاري 00 وخواطرٌ راودتني في مسيرة حياتي، أتْمَمْتُها بكلِّ صمتٍ عِبْرَ أيام الزمن 00 كما هي قُصاصاتٍ جمعتُها من هنا وهناك مذ كنتُ طالباً في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان في الموصل، ثم بعد ذلك في كلية اللاهوت الحبرية للأقباط الكاثوليك في القاهرة، كما هو الحال في مسيرتي الكهنوتية، ورحلاتي القليلة هنا وهناك 00 كما قمتُ بنشر بعض هذه الثمار على صفحات سلسلة كتب "وجوه وعبر"، والقليل منها نُشر على صفحات مجلة "الزنبقة" الغرّاء 00 ولكني اليوم أردتُ أنْ أجمعها ثانية لأضعها أمام أعين القرّاء الأعزاء، لتتلذّذ القلوب بقراءتها، وتحلو الحياة بعيشها، وتزهو النفوس بعطائها من أجل رسم مقالة الحياة عبر مسالك الطرق، وفي هذا كلّه يكتشف الإنسان عظمةَ رسالةِ السماء عِبْرَ المسيح الفادي، وعظمة الإيمان الذي نلناه من جرن العماد، فيكون بذلك شجرةً صالحةً يستظلّ تحتها كلُّ مسافر، ويتغذّى منها كلُّ جائع 00 وعندها تبدأ رحلة الحياة، فتلتقي القلوب بالعيون، وتتشابك الأيادي بالأفكار، وتُعلن أنّ الرحلةَ لا تكون إلا بالمسيح وفي المسيح ومع المسيح عِبْرَ الإنسان، حينذاك تكون الثمار يانعةً، بل صالحةً ولا غير.

يا عزيزي القارئ 00 يا عزيزتي القارئة 00 إن الحياة تدعونا إلى القداسة، والقداسة صوت المسيح، فلا تخف 00 ولا تخافي 00 أنْ تسمعا هذا الصوت 00 ولا تخافا أن تغوصا في العمق لتدركا عظمة هذا النداء 00 نداء القداسة. إنَّ هذا النداء لا يجد اليوم آذاناً صاغيةً بسبب هموم الحياة، كما أصبحت هذه الكلمة مبتَذَلة من الكثيرين، لأنّ القديس في نظرهم هو المتخلّف عن ركب التقدم الحضاري والعلمنة المزيفة، أمّا في نظر رب السماء فهو السائح الاكيد نحو الخلاص 00

لذا فإنني أقول لكما: إنّ الدنيا زائلة، ولا يبقى فيها إلا ذكرى الأيام 00 والذكرى هي تلك الطرق الروحانية، وتلك السبل التأمّلية، التي رسمها الإنسان لأخيه الإنسان، وتكون هذه بمثابة مدّ اليد من أجل رسمِ مسيرةِ القداسة 00 فالقداسةُ هنا يدٌ 00 واليدُ عنوانُ الطريق الصحيحة، الثمرة الصالحة00 وطريقنا هو المسيح يسوع 00 "أنا هو الطريق والحق والحياة (يو 6:14) 00 وثمرتنا الصالحة هي خبز الحياة 00 "مَن أكل من هذا الخبز، يحيَ للأبد" (يو 51:6). فالمسيح لناطريقٌ وخبزٌ، وهو يواصل المسيرة معنا لأنه "هو هو أمس واليوم وإلى الأبد (عبر 8:13).

ختاماً عزيزي القارئ 00 عزيزتي القارئة 00 نحن رسل 00 والرسل يجب أنْ يكونوا قديسين 00 وقداستنا هي أنْ نكون أمناء لرسالتنا، كما كانت العذراء أمينة لسلام الملاك، وكما كان يوسف أميناً لدعوة السماء 00 ولا حياة بدون قداسة 00 "كونوا قديسين، لأني أنا قدوس" (1بط 16:1) 00 وعِبْرَ القداسة نكون شهوداً حقيقيين لكلمة الخلاص، وخداماً لرسالة السماء.