Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

 

عيد الزيارة

الأب سيبستيان فرنسيس


احتفلت الكنائس الغربية بعيد الزيارة، زيارة العذراء مريم إلى نسيبتها اليصابات في مدينة عين كارم
مكان مولد يوحنا المعمدان التي تبعد عن مدينة القدس بين6-8
كيلومتر. وتخلل الاحتفال بالذبيحة الإلهية ترأسها سيادة الرئيس العام، حارس الأراضي المقدسة الأب بيير
باتيستا بتسابلله والآباء الفرنسيسكان والرهبان والراهبات وجمع غفير من المؤمنين. وبعدها أقيمت الدورة
الاحتفالية باتجاه الكنيسة السفلى مع تلاوة طلبات العذراء وبعد ذلك قراءتين للإنجيل المقدس باللغة
الإيطالية والعربية وقد قرأ الإنجيل العربي الأب سيبستيان فرنسيس وأخيرا انشد نشيد العذراء ( تعظم نفسي
الرب ). بعد الاحتفال كان هناك تبادل التهاني مع المشاركين في قاعة الصليبيين
 

 

*عين كارم*

 

مقدمة

يتضارب معنى الاسم بين العربية والعبرية، فهو بالعربية
«عين الكريم» أما بالعبرية فيعني «عين العنب» ولربما
يكون اسم علم. تقع القرية على مسافة ٨ كم من
القدس. وكان عدد سكانها قبل حرب١٩٤٨ -
 ٣٠٠٠

نسمة جميعهم عرب ومن بينهم٣٠٠
مسيحي. أما اليوم فمعظم سكانها يهود
 

نظرة على التاريخ
يبدو أن الموقع كان مأهولا منذ العصر البرونزي

الحقبة الكتابية
 خلال توزيع يشوع للأراضي على الأسباط المختلفة بعد احتلال فلسطين وقعت «كارم» من نصيب يهوذا. ويذكر التقليد المسيحي عين كارم على أنها موطن زكريا وأليصابات أبوي يوحنا المعمدان سابق المسيح

فيما كان زكريا من السبط الكهنوتي سليل هارون من سبط ليڤي في الهيكل يحرق البخور، إذا به يرى رؤيا: فتراءى له ملاك الرب وبشّره بأن امرأته اليصابات التي كانت عاقرا ستلد ابنا اسمه يوحنا المعمدان

في الواقع «ما من شيء يعجزُ الله». وقامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا ونزلت عند نسيبتها حتى ولادة يوحنا المعمدان

لا يذكر القديس لوقا اسم «البلدة» ولكن تقليدا قديما
يتوافق مع الحفريات الأثرية يطابقها مع عين كارم (والتي
تبعد عن الناصرة ١٥٠ كم) حيث يقوم اليوم مزاران: «كنيسة الزيارة» أو تعظم نفسي الرب
وكنيسة «القديس يوحنا المعمدان

يعزز هذا الاعتقاد لفظ إنجيلي جغرافي. فنص لوقا «ومضت إلى المنطقة الجبلية» والتي تترجمها نسخة هيرونيموس (Volgata) بكلمة جبل لتعني تلك المنطقة المعينة القريبة
والمحيطة بالقدس والتي يسمونها «الجبلية

القرن الخامس والسادس: يخبرنا سنكسار كنيسة القدس أنّها
كانت تقوم بحج سنوي إلى مزار القديسة أليصابات .. عين كارم»

القرن الثاني عشر: منذ العهد الصليبي أخذ في الظهور مزاران مختلفان: أحدهما مكرس للقديس يوحنا المعمدان
والآخر للزيارة

من المحتمل أنه بعد الفتح العربي عام
٦٣٨م. منع العرب المسيحيين من التردد
على المزار القديم فأشادوا بناءً آخر فوق المكان الحالي لكنيسة القديس يوحنا. وهذا هو السبب المحتمل لعثور
الصليبيين على مزارين مختلفين في عين كارم زيارة الكنيستين

عندما نبلغ عين كارم قادمين من القدس، في آخر الطريق الهابطة عند أول بيوت القرية نصل إلى تقاطع طرق.
الطريق التي تصعد إلى اليمين تؤدي بنا إلى مزار القديس يوحنا المعمدان أما الطريق التي تنزل إلى اليسار فتحملنا إلى كنيسة الزيارة

مزار القديس يوحنا المعمدان

هذا المزار ما زال يقدّم لنا حتى يومنا هذا انطباع القلعة الحصينة وقد بناه الصليبيون ودمره العرب فيما بعد
تحت قيادة صلاح الدين جاعلين منه خانا كبيرا.

وفي القرن السابع عشر عاد ليشكل من جديد مكان عبادة للمسيحيين وأخذ الفرنسيسكان بترميمه منذ ذلك الحين
ويرجع تاريخ المزار الحالي إلى القرن الماضي
إذا ما وقفنا في مواجهة الهيكل الرئيسي نجد إلى يسارنا درجا ينزل إلى مغارة طبيعيّة يعتقد بأنّها كانت تشكل
جزءا من مسكن زكريا وفي هذا الموضع يتم تكريم ولادة يوحنا المعمدان سابق المسيح.
نشيد زكريا

لوقا ١، ٦٧-٧٩
وامتلأ أبوه زكريا من الروح القدس فتنبّأ وقال: تبارك الرب إله إسرائيل لأنّه افتقد شعبه وافتداه فأقام لنا
مخلّصا قديرا في بيت عبده داود كما قال بلسان أنبيائه
الأطهار في الزمن القديم: يخلّصنا من أعدائنا وأيدي جميع مبغضينا

فأظهر رحمته لآبائنا بأن ينعم علينا، أن ننجو من أيدي أعدائنا فنعبده غير خائفين بالتقوى والبرّ، وعينه علينا،
طوال أيّام حياتنا. وأنت أيّها الطفل ستدعى نبيّ العليّ
لأنّك تسير أمام الربّ لتعدّ طرقه وتعلّم شعبه الخلاص بغفران خطاياهم
تلك رحمة من حنان إلهنا بها افتقدنا الشارق من العلى فقد
ظهر للمقيمين في الظلمة وظلال الموت ليسدّد خطانا لسبيل السلام

خلال أعمال الترميم عام ١٨٨٥
تمّ العثور على كنيسة صغيرة تعود للقرن الخامس أو السادس
مع قبرين من العصر الروماني محفورين في الصخر وذلك تحت
باب الكنيسة الحالي. وتدل الكتابة اليونانية على
الفسيفساء بأن القبرين يعودان لشهداء مسيحيين. ثم حوالي
القرنين السابع والثامن أشارت التقوى المسيحية إلى أن هذه القبور هي قبور الأبرياء القديسين الذين ذبحهم
هيرودس

وحول هذه الكنيسة تمّ العثور على كنيسة أخرى ترجع بدورها إلى العصر البيزنطي مبنية فوق معصرة من العصر الروماني خلال الحفريات التي قام بها الفرنسيسكان تحت الساحة التي
أمام الكنيسة تمّ العثور على تمثال من المرمر لڤينوس آلهة الجمال عند الرومان وفي كهف مجاور عثر
على مجموعة من الأواني تعود للعصر الهيرودي

كنيسة الزيارة

في بداية الطريق التي تصعد إلى المزار نلاحظ عين ماء غزيرة. وقد بنى المسلمون فوقها جامعا ومئذنة. ويعين
التقليد المسيحي في هذا المكان لقاء العذراء بأليصابات وقد دعيت العين منذ القرن الخامس عشر باسم «نبع
العذراء». الطريق المؤدي إلى المزار خلاب ومثير فالصمت المهيب ورائحة الريف العطرة تهيّئان النفوس لزيارة هذا المكان المقدس الذي يقوم على جانب جبل تحيط به أشجار السرو الشاهقة

المزار المكرس لنشيد «تعظم نفسي الرب» مؤلف من كنيستين إحداهما فوق الأخرى. على حائط الساحة أمام الكنيسة علقت لوحات تحوي نص «تعظم» بلغات مختلفة. الكنيسة السفلى عبارة عن كنيسة من العصر البيزنطي بنى فوقها الصليبيون كنيسة أخرى. وتشهد الحفريات التي قام بها الفرنسيسكان
تحت إشراف الأب باچاتّي عام
١٩٣٧ على وجود مركز مأهول بالغ
الأهمية حول الكنيسة مع بيوت وحوانيت وحصن حماية. بعد تدمير المجمع الصليبي هُجرت الكنيسة وفي عام
١٥٠٠ كانت قد أضحت مسكنا لعائلة
عربية إلى أن استعاد الفرنسيسكان ملكيتها عام
١٦٧٩. وقد شيد البناء الحالي
عام ١٩٣٩

المغارة التي تزينها المشاهد الإنجيلية مكرسة لذكرى أليصابات. بجانب البئر الذي يعود للبناء السابق هنالك
حجر محفوظ في محراب يقال أنه ساعد في إخفاء أليصابات ويوحنا عن أعين جنود هيرودس الذين راحوا يقتلون الأطفال ويروي هذا الحدث إنجيل يعقوب المنحول (القرن الثاني) وهو
منقوش أيضا على حجر في الحائط فوق التجويف. الكنيسة العليا بها رواق واحد وهي مكرسة لتمجيد العذراء في تاريخ الكنيسة. ففي صدر الكنيسة نجد رسما يمثّل العذراء يحيط بها القديسون في السماء والعباد المخلصون على الأرض. على الحائط مقابل المدخل نجد خمس رسومات
 

 
وينشد الحجاج في هذه الكنيسة نشيد «تعظم نفسي الرب

مكرمين بنشيدهم تلك التي عرفت بأمة الرب

نشيد تعظم

لوقا ١، ٤٦-٥٦
فقالت مريم: «تعظم الرب نفسي وتبتهج روحي بالله مخلّصي لأنّه نظر إلى أمته الوضيعة. سوف تهنّئني بعد اليوم جميع الأجيال لأنّ القدير صنع إليّ أمورا عظيمة، قدوس اسمه ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتّقونه
كشف عن شدّة ساعده فشتّت المتكبّرين في قلوبهم. حطّ
الأقوياء عن العروش ورفع الوضعاء. أشبع الجياع من الخيرات والأغنياء صرفهم فارغين. نصر عبده إسرائيل
ذاكرا، كما قال لآبائنا، رحمته لإبراهيم ونسله للأبد».
وأقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاثة أشهر ثمّ عادت إلى بيتها