لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

دقائق ... وما أجملها

الزنبقة تلتقي وتحاور غبطة أبينا البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان

بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية الانطاكية

 

 

أجرى المقابلة رئيس تحرير مجلة الزنبقة

الخورأسقف بيوس قاشا

 

كنتُ أترقب تلك الساعة ... وأتلهف إلى لقاء غبطته عبر كلمة تُسجَّل على صفحات الزنبقة لأنقلها للقراء الكرام زاداً لمسيرة حياتنا الأرضية، كما هي قوتاً لمحطات روحية عديدة.

ولم يكن باستطاعتي _ كون غبطته لا يملك من الفراغ وقتاً بسبب برنامج زيارته الرسولية _ حتى هذا الصباح حيث تواجدتُ منذ الصباح الباكر في دار المطرانية وكأن الروح أنار عينيّ، وشجعني على أن أجلس على مائدة غبطته صباحاً، وأستأذن منه _ إنْ كان بالإمكان _ أن يعطيني مجالاً قليلاً كعمر قوس قزح، علامة السلام والاطمئنان ... فكان إنْ لبّى غبطته النداء بكل بساطة ... وكانت هذه التلبية نسمة طيبة هبّت لتنعش فؤادي قبل أن ألفظ كلمة شكري واعتزازي ... فكان اللقاء.

 

ý         بالحقيقة كنتُ أتوقع أن الوضع سيكون أكثر تأزماً مما وجدتُه، ولكن أشكر الله أتيتُ فوجدتُ استقراراً أكثر.

ý         أننا شعب قيامة لا نقبل بالموت من أجل الموت، ولكن من أجل أن نقوم ممجَّدين مع الرب، وستكون قيامتنا عبر التسامح والغفران.

ý         نحن لا نؤمن بأفكار ولا بأيديولوجيات، نحن نؤمن بشخص هو الرب يسوع المخلّص، الصديق لنا، الذي يرافقنا في دروب الحياة.

ý       إن احتفالات الكنائس الثلاث كانت جميلة جداً، لأنني لمستُ واختبرتُ عمق إيمان المؤمنين، وتعلّقهم بالرب يسوع وبتراث أجدادهم رغم كل المآسي التي اجتازوها. مهما كانت الصعوبات والتحديات. أتذكر أن الرب معنا، ويقودنا.

ý       إنني أفتخر بأن مجلة الزنبقة استمرت لسنوات عديدة رغم كل الصعوبات التي نعرفها، فهي صدى لتعليم الرب. وهذه أجمل رسالة تحملونها مع صفحات مجلة الزنبقة ... إنها رسالة إيمان وحياة.

 

الزنبقة: زيارتكم ... زيارة أبوية رسولية ... ما هو الهدف المنشود؟.

غبطته: الهدف طبيعي، أتينا لنزور أولادنا السريان الكاثوليك، لنتفقد شؤونهم، ونطّلع على أوضاعهم، ونشاركهم في فضيلة الرجاء التي تحثّنا على الإتّكال على الله رغم كل التحديات والمصاعب التي يمرون بها. كنتُ أتمنى دائماً أن أكون بينكم في زمن المحنة ولكني حملتكم في قلبي وفي صلاتي وتأملي، وكنتُ أتصور أمامي شعب العراق عامة والمسيحيين خاصة في درب الآلام الذي اجتزتموه.

 

الزنبقة: ماذا توقعتم أن تشاهدوا ... أن تسمعوا ... أن تروا ... قبل مجيئكم؟.

غبطته: بالحقيقة كنتُ أتوقع أن الوضع سيكون أكثر تأزماً مما وجدتُه، وإن الشوارع تكون فارغة من بعد غروب الشمس، وإن هناك بعض المناطق فيها احتكاكات حساسة بل فيها أمور أخرى. ولكن أشكر الله أتيتُ فوجدتُ استقراراً أكثر، وأن هناك طمأنينة في القلوب، وبرهان على ذلك المشاركة القوية والكبيرة التي لمسناها ورأيناها بعيوننا في الكنائس الثلاث التي زرناها والتي احتفلنا فيها بالذبيحة الإلهية، كما وجدتُ الشعب قد قام من الألم، إنه شعب الإيمان ومحبٌّ للحياة. كيف لا، والمسيحية دائماً رسالة محبة وحياة، محبة في الآخر وحياة في المسيح. وإنشاء الله ستكون القيامة لهذا البلد كاملة.

 

الزنبقة: ماذا تعني المسيحية في عراق اليوم؟.

غبطته: المسيحية هي بشكل عام كما كل مسيحي في أي بلد، هي شهادة تقودنا إلى الأمانة التامة للمخلّص ولإنجيل الفادي الذي يذكّرنا أننا شعب قيامة لا نقبل بالموت من أجل الموت، ولكن من أجل أن نقوم ممجَّدين مع الرب. إننا نحيا، وكل الذين نعيش معهم أن يشاركونا في هذا الأمل، أمل القيامة، لا فقط بالقول بل أن تكون فاعلة ومتفاعلة في المجتمع الذي تعيش فيه. بمعنى إننا نتذكر أن يسوع المسيح انتصر على الموت والخطيئة بقيامته المجيدة ... انتصر على الشر. لذا علينا نحن أيضاً أن ننتصر على الشر لنقوم منه، وستكون قيامتنا عبر التسامح والغفران. وهنا اكتشفتُ وأنا أتأمل في المصلّين أن الإيمان رسالة يحملها كل مصلّي، ويخرج وهو حامل رسالة الرجاء ليعيش المحبة بين إخوته وأبناء شعبه.

 

الزنبقة: حرية العبادة ... أنتم ماذا تقولون لأجيالنا الشباب. أي بمعنى آخر: ماذا تعني حرية العبادة حسب مفهومكم؟.

غبطته: نحن لا نؤمن بأفكار ولا بأيديولوجيات، نحن نؤمن بشخص هو الرب يسوع المخلّص، الصديق لنا، الذي يرافقنا في دروب الحياة، وينوّر بنور روحه القدوس سبلنا لنتغلب على كل الصعوبات التي تعترض طريقنا، داخلية كانت من طبعنا البشري أو خارجية بسبب ظروف الحياة التي نعيشها، إن كان على المستوى الجغرافي أو في زمنٍ ما أو مكانٍ ما. وبما أننا كلنا أولاد الله فقد خلقنا لنحبه، ونعبده ونمجّده. وبالنسبة لنا المسيح هو السبيل الأكيد لاكتشاف حياة الله من أجل أن نعبده بحرية. وما العذراء مريم والقديسين إلا رسل لحرية العبادة والإيمان.

 

الزنبقة: زياراتكم لكنائس الأبرشية ... ماذا سجلت لديكم، وماذا تقولون لرعاياها؟.

غبطته: انطباع ولا أجمل ... إن احتفالات الكنائس الثلاث: مار بهنام ومار يوسف وسيدة النجاة _ الكنيسة الكاتدرائية _ كانت جميلة جداً، لأنني لمستُ واختبرتُ عمق إيمان المؤمنين، وتعلّقهم بالرب يسوع وبتراث أجدادهم رغم كل المآسي التي اجتازوها، والتحديات التي ما زالوا يجابهونها ... أقول لهم جميعاً: نحن شعب رجاء وشعب فرح، مهما كانت الصعوبات والتحديات. أتذكر أن الرب معنا، ويقودنا _ وأفراد شعبنا في العراق كله _ نحو ميناء السلام، وهذا يتم إذا عرف الشعب العراقي أن يستفيد مما جرى، وأن يعتبر العراق نوع من الفسيفساء، غنية الألوان، عظيمة الحجارة، جميلة وبهية. لقد جئتُ لزيارتكم، وجئتُ لأتعلّم منكم، وأكون بينكم كالخادم كما قال الرب في الإنجيل المقدس. أتمنى أن تعيشوا بروح الخدمة والمحبة من أجل بناء ذواتكم وبناء هذا الشعب المتعدد الألوان، كما قلتُ، إنه نوع من الفسيفساء.

 

 

الزنبقة: كلمة ختام ... والزنبقة تشكركم أولاً ... ماذا تعني لكم؟.

غبطته: سبق وإنْ طالعتُ الزنبقة. إنني أفتخر بأنها استمرت لسنوات عديدة رغم كل الصعوبات التي نعرفها. أشكر الخورأسقف بيوس قاشا رئيس تحريها وجميع الذين يعاونونه في حمل رسالة النشر، نشر الكلمة، بإخلاص وشجاعة، فتكون صدى لتعليم الرب الذي يقول لنا دوماً:"بهذا يعرف العالم إنكم تلاميذي إذا كان فيكم حب بعضكم لبعض" ... وهذه أجمل رسالة تحملونها مع صفحات مجلة الزنبقة ... احملوها إلى الشباب، وإلى الرجال والنساء ... إنها رسالة البشارة في زمن الحاسوب ... إنها رسالة إيمان وحياة ... وأدامكم الرب لكي تواصلوا دون كلل حمل رسالة الكلمة الصادقة ... كلمة الحق والإيمان والرجاء والمحبة.

 

الزنبقة: شكراً جزيلاً لكم يا غبطة أبينا الكلي الطوبى، وحفظكم الرب لكنيستنا ولمسيحيي العراق وللمؤمنين عامة. وأجمل هدية نقدمها لكم إننا سنرافقكم بصلاتنا.

 

 

 

الاثنين 19 تشرين الأول 2009