جدارية عماذ المسيح في كنيسة مار كوركيس في بغديدِا        الاب الدكتور بهنام سوني

Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

 

 في التاسع عشر من شهر ايلول سنة 2005م، قمت انا الاب الدكتور بهنام سوني بزيارة عادية الى انقاض بيعة مار كوركيس في بغديدا، لامتع نظري "بجدارية مار كوركيس" الشهيرة التي كانت تعد الى حين قريب الوحيدة من نوعها في بغديدا لا بل في المنطقة، بالرغم من كونها بسيطة في فنها ومهملة ومعرضة تحت رحمة الامطار واشعة الشمس الحارقة بعد سقوط وانهيار سقف هذه البيعة الاثرية قبل عدة سنوات.

 

الاب الدكتور بهنام سوني

          كانت زيارتي هذه المرة مختلفة عن زياراتي السابقة: لقد عاينت اطياف بعض رؤوس بشرية رمادية اللون مرسومة على طبقة من الجص تحت طبقة اخرى من الجص اجدد منها رسمت عليها جدارية مار كوركيس. لقد تآكل قسم منهما بفعل الامطار والرياح.

          بعد امعان النظر، تاكدت في حينه من انني امام جدارية قديمة، لا نعرف نوعها وماهيتها لان جدارية مار كوركيس ذات اللون الازرق الفاتح التي يعود تاريخ رسمها على الجص الى سنة 1866م كانت قد غطتها عن الانظار. لم يذكر ابدا احد قبلنا من الباغديديين وغيرهم وجود جدارية قديمة تحت جدارية مار كوركيس.

          اتصلت في حينه بالاب اسحق باباوي مسؤول الكنيسة، وبعد مشاورات ومحاولات استكشافية تاكدنا كلانا من اكتشاف "جدارية" قديمة وثمينة اضافت فخرا لبغديدا التي تفتخر "بكثرة الكتب والفن".

          كانت جدارية مار كوركيس قبل اكتشاف هذه الجدارية القديمة فخرا لبغديدا التي تباهت بها لانها كانت اشارة واضحة الى التقدم الفكري والفني الذي ساعد الباغديدي على القبول بالتصوير والرسم في البيعة اسوة بالعالم الغربي المسيحي. لقد خالف رسامها عقلية الشرقيين الذين يرفضون عادة التصوير في البيع خوفا من عبادة الاصنام. لقد شكلت هذه الجدارية القديمة في وقتها وحتى في الوقت الحاضر تحديا لتقليد "الشرقيين" الذي كان ولا يزال يحذّر الرسم وتعليق الصور في دور العبادة خوفا من عبادة الاصنام.[1]

          هذه الجدارية هي جواب "صامت" دحر عقلية "محطمي الايقونات" في القرون الخوالي في العالم الغربي البيزنطي. لا يستبعد ان تكون مثل هذه العقلية قد اثرت بصورة او باخرى على مسيحيي الشرق السريان، وهنا نظن بانها قد اثرت ايضا على سريان بغديدا بالذات.

          لا ننسى بان بغديدا ذاقت الامرين من الرومان (البيزنطيين) الذين دخلوها وعاثوا فيها الفساد. لقد اجروا فيها "القتل" كما يشهد نصب الشماس يلدا. ذكر هذا النصب بان الرومان قتلوا "الشماس يلدا" سنة 1014 لاسكندر أي سنة 702م. لا يخفى على القاريء بان هذا النصب هو اقدم نصب مسيحيي مؤرخ في بغديدا لا بل في العراق ايضا وهو محفوظ حاليا في بيعة القديسة بشموني الاثرية. اليكم نص النصب بالسريانية بالخط الاسطرنجيلي:

 

بشم ءلؤا حيا ومحينا

دميًةا*  نفق من علما

ارعنا وشني لعلما روحنا

عليما نكفا  ونق- ؤنا –

يلدا مشمشنا داةقطل بيديً[2] إوميا

دلا إحما ---اةفسق من إوميا

---لؤ –ينا اةقطل

لبر من قريةؤ ولا ارجشو بؤ ابؤوًي

ولا شمعو بؤ بنيً جنسؤ ولا احوؤيً

ولا احينوؤيً: بشنة  ايد بمنينا

دءلكسندروس ذو قرننا كل دقرا

لؤن عوؤدنا نامر مريا حننا—

محسينا * واةقطل كؤ ةشرين قدم

 

"بسم الله الحي ومحيي

الموتى * خرج من العالم

الارضي وانتقل الى العالم الروحي

الشاب العفيف ---

يلدا الشماس الذي قُتل بايادي الرومان

بدون رحمة ولا شفقة؟ وقُطع من قبل الرومان

--- -----------------وقُتل

خارج قريته ولم يشعر به اهله

ولم يسمع به ابناء جنسه ولا اخوته

ولا اقرباؤه: في سنة 1014 بموجب حساب

الاسكندر ذي القرنين: كل من يقرأ

هذا التذكار ليقل ايها الرب الحنان

الغافر * وقُتل 25 تشرين الاول".[3]

 

          الفنان الباغديدي المجهول الهوية رسم بريشته المتواضعة وبجراة الثائر والمصلح الكنسي صورة مار كوركيس وبجانبه رسم صورة "اخته" ايضا التي يسميها "ببنت الملك". تم التصوير بالحبر الازرق الفاتح على جص او جبس جدار قدس الاقداس داخل البيعة من جهة يسار الناظر الى المذبح، وقد تم التصوير سنة 1866م في عهد القس اسطيفو "الثائر" على التقاليد في بغديدا والمدفون ليس في بيعة مار كوركيس بل في بيعة مار سركيس ومار باكوس في بغديدا[4].

          هذا الفنان المجهول الهوية رسم هذه الجدارية ليغطي جدارية اخرى مهمة جدا، يظهر بانها لم تعد بالنسبة اليه ذات قيمة اثرية او دينية وهكذا سمح لنفسه ليطمس معالم الجدارية القديمة بدوافع نجهلها ولم يبح بسرها لنا بينما يتطرق هذا الفنان الى واقع "البورصة" الكنسية الضحلة لا بل الفقيرة فيسجل لنا بدون حياء لينقد بخس سعر "حسنة القداديس" ويكتب حرفيا: القداس كان يُقدس بعشرين "بارة" لا غيرها.

جدارية ماركوركيس

          لماذا سمحت الكنيسة الباغديدية بمحو جدارية عماذ المسيح؟. ولماذا اراد فنان القرن التاسع عشر ان يحجب بجدارية مار كوركيس (الجديدة نوعا ما) جدارية عماذ المسيح (القديمة والرائعة) ذات الالوان البراقة: الاحمر والرصاصي والبني بالاضافة الى الاسود والابيض؟.

          الجواب على هذه التساءلات يظل تخمينيا. لعل السبب الذي حمل الفنان ليقوم بهذه العملية ذات الطابع التشويهي فنيا هو "رسم" مار كوركيس شفيع هذه البيعة التي كانت تفتقر الى صورته، ولعل الفنان قام بالرسم تلبية لمطاليب المؤمنين. بعمله هذا اراد هذا الفنان اولا ان يطمئن الباغديدي الذي لربما تخيل يوما ما بان بيعة مار كوركيس القديمة كانت تُسمى في الماضي السحيق "ببيعة مار يوحنا المعمذان" استنادا الى جدارية العماذ المرسومة فيها منذ القدم، وثانيا اراد ان يبين للمؤمن بان جدارية العماذ ليست سوى دليل تقوى الباغديدي الذي يكرم الصور حتى لو كانت صورا لغير شفعاء بيعته.

          نسوق مثالا لشرح مثل هذا الالتباس الناتج عن تعددية تسميات البيعة الواحدة في بغديدا. قديما سميت بيعة مار يوحنا: ببيعة مار "يوحنا البوسني" عدةا دمري يوحنن بوسنيا. مار يوحنا  مار يوحنا هو راهب مونوفيسيتي عاش في القرن السابع في منطقة "بابوسنا" بجوار باعذرا وكان راهبا صالحا وقديسا. اثرت سيرته بالباغديديين الذين شيدوا له هذه البيعة. تسمية البيعة "بالبوسنية" تستند الى المخطوطات القديمة.

          التسمية البوسنية القديمة تغيرت عبر التاريخ: سميت البيعة مرة ببيعة "مار يوحنا الصابغ" ومرة اخرى "ببيعة مار يوحنا المعمذان"، ثم سميت "ببيعة مار يوحنا الانجيلي" وسميت كذلك "ببيعة مار يوحنا الديلمي"، واخيرا عمت التسمية الجديدة لهذه البيعة تحت اسم مار "حانا" مري حنا فقط دون اضافة صفة اخرى.[5]

          وهكذا اراد الفنان الباغديدي ان يذكّر المؤمنين بان شفيع البيعة هو مار كوركيس منذ القدم. اقدم ذكر لهذه البيعة الكوركيسية يرقى الى القرن الثالث عشر، ويظهر بان اسمها لم يتغير حتى بعد رسم جدارية العماذ فيها. وهكذا جنّبنا الفنان الباغديدي التشويش والخلط بين التسميات لبعض بيع بغديدا كما اسلفنا اعلاه بالنسبة الى بيعة مار يوحنا المعمذان وبيعة مار يعقوب التي تسمى ايضا ببيعة مار اندراوس[6] الخ..

 الجدارية القديمة

          قررت الرئاسة الكنسية الارثذكسية ازالة "جدارية مار كوركيس" بصورة نهائية ليتم الكشف عن الجدارية القديمة. الم يكن من الافضل ان تجري محاولة للكشف عن الجدارية القديمة دون الحاق الاذى بلوحة مار كوركيس؟.

          على كل نفذت عملية الازالة: "مسحت وحكت وقشطت" جدارية مار كوركيس تحت ضوء الكاميرات في الرابع عشر من شهر تشرين الاول سنة 2005م. قام بهذه العملية الفنان ثابت بتق.

جدارية عماذ المسيح

جدارية مار كوركيس

          فرحت بغديدا باكتشاف الجدارية القديمة-الجديدة، ولكنها تاسفت لزوال جدارية مار كوركيس. نشكر الله، لاننا نحتفظ بعدة صور لجدارية مار كوركيس، يسهل الرجوع اليها من وقت الى وقت آخر لنمتع بها انظارنا ولئلا ننسى الفن التشكيلي الباغديدي في القرن التاسع عشر.

 

بيعة مار كوركيس

          بيعة مار كوركيس من اقدم بيع بغديدا. لعل تاريخ انشائها يعود الى القرن الرابع الميلادي او الى القرن السادس-السابع.

          ورد ذكر هذه البيعة لاول مرة مدونا في مخطوطة عائدة ملكيتها الى بيعة والدة الله مريم في بغديدا: كتاب فرض صوم نينوى المرقم 11:

شلم طكسا دعل ةيبوةا دنينوا بكلؤون زنوؤيّ وديليّةؤ دلا بوأر بايديّ يوسف حلشا بر كاميس لعدةا قديش وءلؤيةا دمري جاورجيس دبوكديدا شنة ءلف وحمشّماا وةمنايّن وحدا.

شلم طكسا دعروبةا دكؤنّا.. ألو عل يوسف حطيا ومسكنا دسرط وعل مشم نكفا ميكايل ديأف شنة انفا

"كملت رتبة توبة نينوى بكل اشكالها وخصوصياتها بدون نقص بيدي يوسف الضعيف بن خاميس لبيعة مار جاورجيس المقدسة والالهية في بخديدا سنة 1581 (1269-1270م).

"كملت رتبة جمعة الكهنة.. صلوا لاجل الخاطيء والمسكين يوسف الذي نسخ ولاجل الشماس العفيف ميخائيل الذي اعتنى سنة 1581 (1269-1270م).

جدد هذه المخطوطة (في القرن السابع عشر) عبدالمسيح ابن جمعة وامه سارة.[7]

ألو عل محدةنا ع ءلمسيح وعل ابوؤي جمعا وعل امؤ سرا.

          جدارية عماذ المسيح مرسومة على طبقة رقيقة من الجص المخمر الذي يعود تاريخ تسييعه الى تاريخ بناية البيعة المذكورة بوضوح والمذكورة في التاريخ لاول مرة في القرن الثالث عشر.

          طبقة الجص المرسومة عليها جدارية العماذ هي نفس طبقة الجص المسيعة بها البيعة. يمكن القول ان اللوحة الباغديدية يعود تاريخ رسمها على الارجح الى القرن الثالث عشر. فعلا في هذه الفترة تفنن الرسام الباغديدي والبرطلي وغيرهما بالرسم على الجدران او النحت على المرامر والحلان مثل اجران العماذ[8] او بالنمنمة على الكاغد مثل "انجيل بغديدا" المنمنم والمحفوظ في مكتبة الفاتيكان تحت رقم 559 الذي نسخه مبارك بن داؤد بن صليبا بن يعقوب من قصبة برطلة في ولاية نينوى سنة 1219م:

شو لابا.. شلم لمكةب فورش قإينا داونجليون قد.. اسةيك دين يوم شبةا  بريشؤ داير يرحا دشنة  انو نلا ديونيّا بايديّ موبارك بأيرا بعبدّا دمةيّا بر دويد بر أليبا بر يعقوب دمن قسطرا مشمؤ برطلي دباوحدنا دنينوا. يأف دين بشقلطعنا .. لاونجليون ؤنا ربن عبدا بر كوشو بر شمعون وشكنؤ..لمدبحا قديشا دبية مري مةي ومري زكي ومري ابرؤم دبطورا دءلفف...

"المجد للآب..كملت كتابة هذا الانجيل المقدس المفصل.. انتهى نهار السبت بداية شهر ايار سنة 1531 لليونان بيدي مبارك الناقص بين (الرهبان) الماتيين ابن داؤد ابن صليبا ابن يعقوب من قصبة برطلي في ولاية نينوى. اهتم بهذا الانجيل الربان عبدا ابن خوشو ابن شمعون واهداه لمذبح مار متى ومار زكى ومار ابراهيم المقدس في جبل الفاف..".

          المقارنة بين "جدارية العماذ" وبين منمنمة انجيل بغديدا عن العماذ قد ترشدنا الى تاثير الفنان الباغديدي والبرطلي وتاثير الفن الغربي عليهما.[9]

          في منمنمة انجيل بغديدِا نجد نصف كرة تمثل السماء المفتوحة محاطة بثلاثة خطوط مختلفة الالوان.  من وسط قبة السماء تتدلى يد تمثل الله الآب وهي على شكل ذراع تشير الى الحمامة البيضاء ( التي تمثل الروح القدس) المرفرفة فوق راس المسيح حسب نص الانجيل.

          للمسيح لحية كثة سوداء، وهو غاطس حتى الرقبة في المياه المتموجة ذات اللون الازرق الفاتح. الفنان حاول ان يصور صورة جسم المسيح طامسا باكمله في المياه. لقد رسم امواجها متشابكة ومتداخلة ليحترم قانون انكسار الضوء في الماء، بخلاف جدارية مار كوركيس الاقل فنا وتقنية علمية.

          لمار يوحنا لحية سوداء كثة, انه على مثال المسيح يلبس جبة سوداء ورداء احمر، ويقف على ضفة النهر تجاه المسيح من جهة اليمين. يد مار يوحنا اليمنى ممدودة نحو المسيح، ويده اليسرى موضوعة فوق راس المسيح دون اظهار صورة سكب المياه كما كنا نتوقع.

          نهر الاردن يتدفق من العلى خلف مار يوحنا، وعلى ضفة النهر غرست شجيرة شبيهة بشجرة السرو لا تنمو في هذه المنطقة كما يذكر جرفانيوس،[10] وهذا يعني بان الفنان متاثر بفن غير الفن الشرقي البحت.

          نرى ملاكين على الضفة المعاكسة من جهة يسار المسيح لابسين جبة سوداء ورداء احمر وهما يحملان ثياب بيضاء تُعطى للمسيح بعد العماذ، او لعلها ثيابه بعد ان نزعها قبل ان يغطس في المياه.

          نرى في المياه عدة سمكات وهي تسبح بهدوء. امام المسيح رسم الفنان حية غاطسة في المياه، لون ظهرها احمر ولون بطنها ابيض، اما رأسها فهو مرفوع الى العلى. هل يذكرنا مبارك الفنان البرطلي بحية التجربة في الفردوس؟[11].

          الهالة المحيطة براس المسيح مستديرة وذهبية اللون، داخلها صليب ملون بالاحمر وتختلف عن هالة الملاكين وهالة مار يوحنا المستديرة بدورها والملونة باللون الذهبي.

          كنا نتوقع ان نجد العلاقة بين اللوحتين لان مبارك البرطلي والفنان الباغديدي قد عاشا في نفس الفترة حسب ظننا، ولعلهما قد تعارفا شخصيا، غير ان غاية وهدف كل واحد منهما يختلف عن هدف الآخر، فمبارك الراهب البرطلي رسم على الورق، اما الفنان الباغديدي المجهول الهوية رسم على جدار مطلي بالجص. وهذا ما يشرح عدم وجود علاقة صميمة بين لوحة انجيل بغديدا وجدارية مار كوركيس، ولو ان الفحوى العمومي لكلتا اللوحتين يستند الى قصة عماذ المسيح حسب الاناجيل.

   مقياس الجدارية

 

 

الجدارية مربعة الشكل تقريبا. 2.46 مترا xا2.46 مترا

الجدارية محاطة من فوق ومن الاسفل فقط باطار مزخرف رائع عرضه 24 سم.

لم نجد فيها أي اثر للكتابة لا بالسريانية ولا باليونانية ولا باللاتينية

 وصف الاشخاص

طول يوحنا مع الهالة 110سم

له لحية سوداء وعينان براقتان وقد وقف على شاطيء نهر الاردن ومد يده فوق راس المسيح

لا توجد صورة الروح القدس بشبه الحمامة حسب سرد نص الانجيل. لعل صورة الحمامة طمست ومحيت مع الزمن؟

طول المسيح (يعوز الرأس) مع الهالة 146 سم

ثوب المسيح طوله 43 سم

له زنار متدل بلون بني

قدماه غارقان في المياه. القدم الايسر ثابت في الماء والايمن واقف على راس اصابعه كانه في حركة المشي. لا تظهر صورتهما معكوسة في الماء. الفنان لم يرسم الماء باللون الازرق وترك السمك يسبح في الفضاء بصورة غير منتظمة. الفنان يتجاهل او يجهل القانون الطبيعي لانعكاس الضوء في الماء.

ثوب المسيح احمر قان

يده اليمنى متدلية وهي تبارك على غرار صورة المسيح الذي يبارك باصبعين حسب تقليد الرسوم والصور اليونانية: اصبعان مفتوحان وثلاثة مضمومة. لعل البركة تشير الى الطبيعتين في المسيح؟

صدر المسيح وراسه ينقصان وقد طلي محلهما بالجص. يظهر تحت يد مار يوحنا قسم من هالة حول راس المسيح تختلف عن بقية الهالات لانها تتضمن صليبا بلون احمر

ثلاثة ملائكة مزودون بجناحين من يمين الجدارية طول كل ملاك 103

ثلاثة ملائكة من يسارها. طول كل ملاك 103

يمين الناظر: مار يوحنا يرفع يده فوق راس المسيح. لا يرى يوحنا وهو يسكب الماء. الماء لا وجود له في الجدارية

ليوحنا لحية سوداء وعينان كبيرتان

امرأة من يسار الجدارية طولها 74

امرأة من يسار الجدارية طولها 69 سم

طفل اسفل الجدارية منحن وفي يديه جرة او قارورة طوله 42 سم لعله يغرف من مياه الاردن للبركة؟

تسع سمكات بلون بني كل واحدة بطول  14سم، 16سم، 20 سم

يسار الجدارية امراءة بطول 70 سم

ورجل شيخ ذو لحية بيضاء  بطول 70 سم

تحت الجدارية يوجد صليب له قاعدة ثلاثية المدرجات. لماذا الصليب في هذه الجدارية؟ لعله اضيف مؤخرا؟.

          الجدارية ثمينة ومعقدة الرسوم والرموز. يصعب فهم موضوعها بالرغم من بساطته كمشهد من الانجيل[12]. تشبه بابا بيعة القديسة شموني النادر والمعقد وبالرغم من تعقيده وندرته فهو اجمل باب في بغديدا لا بل في المنطقة[13]. وجود مثل هذه الجدارية في كنيسة مار كوركيس الباغديدية "المقدسة والالهية" حسب عبارة مخطوطة رتبة صوم نينوى هو درة يتيمة تجلب انتباه البحاثة والفنانين، والى هذا الامر نسترعي انتباه المشاهدين. لكن بالرغم من كل هذه المزايا وهذه الشوائب الفنية تظل هذه الجدارية "فخرا لبغديدا التي تحتفظ بها كجدارية وحيدة من نوعها في المنطقة لا بل هي الجدارية الفريدة بين آثار العراق المسيحية، تماما كما تحتفظ باقدم نص مؤرخ لنصب الشماس يلدا الذي يرقى الى سنة 702م.  

الاب الدكتور بهنام سوني: بغديدِا - العراق

الاثنين 24 تشرين الاول سنة 2005م

 


[1] - سفر الخروج 20، خاصة 20/2-5

[2] - بيديً: خطأ املائي: صواب: بايديً

[3] - انظر، مقالنا: بغديدا تفتخر بحفظها لاقدم نصب مسيحي مؤرخ في العراق، مجلة بانيبال 27 (2005) 123-136.انظر، كذلك مجلة شراع السريان 4(2005)

[4] - النص: قد سار ةجديد مري جورجيس علي ايادي قس  المرحوم قس اسطيفو وكان عمر ؤو  38 سنؤ وؤو قس وةوفا وكنة ءلةالة قديس من كيسؤ. وكان ءلقداس بعشرين برا في سنؤ 1866 مسيحيؤ. مري جورجيس سؤدا نأيحا

في اسفل اللوحة: كتبت عبارة هذه بنت الملك: ؤدا برة ملكا

تحت الحصان كتبت كلمة التنين بالسريانية: ةنينا

توفي هذا القس سنة 1866م. انظر تاريخ نصبه في بيعة مار سركيس وباكوس قبل الترميم. انظر، الاب الدكتور بهنام سوني، بغديدا في نصوص سريانية وكرشونية وعربية واجنبية من بداية القرن السابع الى نهاية القرن التاسع عشر، روما 1998، ص 361. (= انظر، بغديدا، )

 اليكم نص النصب:

مية قشيشا بمشيحا دشمؤ اسطيفانوس نيحا بشنة افسو يرحا.. بؤيمنوةؤ سورييا دمن شربةا دبية زكريا دمن قريةا دبية كوديدا بر مشمشنا برأوما بطكسؤ ايةو لويا بةشمشةؤ اؤرونيا نشوا لؤ مريا جايا لشووديا ذو عدنيا.

[5] - انظر، بغديدا، 397-433، خاصة 399-406

[6] - انظر، بغديدا، 434-448

[7] - انظر، بغديدا، 382-384 مع الحاشية 9

[8] - جرن العماذ في بيعة والدة الله مريم في بغديدا نحت سنة 1222-1223م. انظر، بغديدا، 308-309 مع الحاشية

جرن العماذ في دير مار يوحنا الديلمي او موقرتايا الموجود حاليا في بيعة مار يوحنا البوسني نحت سنة 1223م. انظر، بغديدا، 427-428؛ 472

جرن العماذ في بيعة مار سركيس وباكوس يرقى الى القرن الثالث عشر، انظر، بغديدا، 356

جرن العماذ في بيعة مار كوركيس يرقى الى القرن الثالث عشرن. يتميز بوجود ثقبين على حافته نظن بانهما نحتا لحفظ الميرون وزيت الموعوظين، انظر، بغديدا، 390

-[9] انظر e Jerphanios G. SJ, Les miniatures du manuscript syriaque n  559 de la bibliotheque vaticane, XXV planches en photographie e III en couleurs, 55 illustrations dans le texte, Citta del Vaticano, Biblioteca apostolica Vatican, anno MDCCCCXXXX

[10] - انظر، الحاشية 9

[11] - سفر التكوين 3 خاصة 1-5، 13-15

[12] - متى 3/13-17؛ مرقس 1/9-11؛ لوقا 3/21-22

[13] - انظر، بغديدا، 363-380