لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 كتاب جديد بعنوان

رحلة الصوم واللقاء الفصحي

  اعداد الأب اندراوس حبش

 

 

 دار بولس .. بغديدا

 

 

مضمون الكتاب شيّق وممتع حيث قام الأب بشرح النصوص الإنجيلية الخاصة بفترة الصوم والفصح شرحاً كتابياً وروحياً.

وممكن الحصول عليه من خلال المكتبات في بغديدا

وقريبا على الانترنيت

شكرا للأب اندراوس حبش على هذا العمل القيم

متمنين له المزيد من العطاء والتقدم في رسالته الكهنوتية

 

تقديم الصفحة

وهيب رعد بهنام حبش

رحلة الصوم  و اللقاء الفصحي

 

رحلة الصوم ... واللقاء الفصحي

 مواعظ  وتأملات كتابية روحية  لزمن الصوم

 

إعداد وتقديم

الاب اندراوس حبش

بغديدا  2007 

 

 

 إهداء إلى أمي الكنيسة.. إكليروسها... وأبنائها...

 

 

صلاة لعيش رحلة الصوم

ايها  الرب يسوع ، أشكرك في هذا الزمن المقدس.

آتي إليك ملتجئ لرأفتك،

لترحمني وتكون معي.

لأنه "بدونك أنا لا أستطيع شيئاً"

أنت قلت يا رب:

"ستأتي أيام حين يُرفَعُ العريس عنهم فحينئذٍ يصومون"

ها أنا في زمن أتهيئُ لهذه "الايام"

أيام الصوم للرجوع اليك

أيام الصوم للتقرب منك

أرجوك يا يسوع ربي،

تعال وكن معي بهذه الأيام.

 يا معلمي وراعيّ الصالح،

علمني كيف تُريدُني أن أقدم لك صومي بهذه الأيام.

علمني يا رب أن لا أصوم بجسدي عن الطعام فقط،

بل لأصوم بنفسي أيضا عن الرغبات التي لا ترضيك.

علمني كيف أصوم بصلاة روحي التي تتوق للتلامس مع روحك القدوس

علمني يا رب كيف يكون صومي بأن أترك كل تعلق أرضي

حتى يتعلق قلبي بك،

فيكون  صيامي  لك،

ومعك

ومن  أجلك أنت وحدك.

 علمني أن أقترب منك بقراءة إنجيلك .

حوِّل جوعي بالصيام الى جوع لقراءة الإنجيل المقدس

يا من حولت الماء الى خمر بعرس قانا.

حوِّل جوعي إلى اشتياق للدخول الى حضرتك والتأمل بمدى حبك لي

فتمتلئ حياتي منك.

لأعيش معنى كلمتك: "ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب" .

 شكراً لك يا رب لأنك تسمع صلاتي هذه الآن

وتستجيب لها – آمين.

 

 

المقدمة

يرتبط الصوم الكبير ارتباطاً وثيقاً بشخص يسوع المسيح وبعطيّة الروح القدس. فقد صام يسوع ليحضّر نفسه لرسالته.

عاش يسوع في صيامه خبرة العبرانيّين في صحراء سيناء. فكما أنّهم قضوا أربعين سنة في الصحراء، قضى هو أربعين يوماً فيها. وكما تعرّضوا لتجارب ومِحَن شديدة، تعرّض هو لتجارب في البرية. لكنّ الفارق بين خبرته في الصحراء وخبرة العبرانيّين فيها هو أنّهم سقطوا في التجارب بينما هو انتصر عليها.

 

نشأ الصوم بخطوطه الأصلية، التي ما زالت تميّزه حتّى أيامنا هذه، في القرن الرابع الميلادي تذكاراً لصوم المسيح في البرية. أما في القرنين الثاني والثالث، فكان يُكتفى بما يُدعى بالصوم "قبل الفصح"، وهو يمتدّ من يوم الجمعة العظيمة وحتى أحد الفصح، وقد كان يشير إلى غياب المسيح ما بين موته وقيامته. وفي نهاية القرن الثالث، أصبح الصوم ستة أيام أثناء الأسبوع العظيم. واستقرّ بصورته الراهنة في القرن السابع.

 

إن الصوم زمن نواجه فيه أنفسنا بصراحة وصدق في استعداد تام للسير خلف المعلم يسوع المسيح، وهو يسير بطريق الطاعة التامة لله. زمن فيه نختبر مدى انفتاحنا واستسلامنا لفعل الروح القدس فينا. زمن خصصته الكنيسة لنا لنتوب (نغير) من طُرقنا ونُعدّل سُبلنا ونربي نوايانا ومشاعرنا لتكون مثلما يُريدها إلهنا: رحمة وحنان للناس.

 

زمن الصوم هو زمن الوقوف في حضرة الله نفتح أيدينا لنقبل منه النعمة والبركة، فنحتاج إلى التيقظ، الشجاعة، الثبات فيلتهب شوقنا لله ويتزايد فلا نتكاسل ولا نضعف أمام إغراءات المُجرّب، بل نواصل السير منحنين وساجدين وراكعين أمام حضرة العلي، بتواضع ومهابة، لا خوفاً منه، بل مهابة واحتراماً وتقديساً لاسمه الذي جعله على كل إنسان. فنريد في هذا الصوم أن نحارب كل ما يمنع ويُقاوم فعل الروح. نريد أن نفهم مواقفنا المتصلبة والتهاون واللامبالاة التي تعيق فعل الروح. نريد أن نقف شاخصين أنظارنا إلى الله ليُنير بكلمته ظلمتنا الداخلية، فتنكشف حياتنا أمام حضرته.

 

فنريد أن نصوم من الطعام نعم، ولكن أن نصوم عن الكلام الباطل، والنميمة، والكذب، والترفع والتعالي على الآخرين. أن نصوم عن الافتخار الباطل، وطلب المجد فنتواضع أمام حضرة إلهنا، في احترام للإنسان صورته ومثاله. نريد صوماً عن شهواتنا وأهوائنا، صوماً يُساعدنا لأن نقترب أكثر فأكثر إلى الله. نريد أن يكون صومنا زمن للعودة الى لله، لكن عودة مفرحة لا عبوسة. عودة نختبر فرحة السلام مع الله، السلام مع اخوتنا. وأكثر من هذا أن نلتزم أكثر بفعل الخير، فنسعى كعائلة الله أن نُخصص جزءً من أموالنا ليُقدم في نهاية الصوم لعائلة فقيرة نُشاركها فرحة العيد. حبذا لو نقوم بذلك ونشرح لأطفالنا معنى هذه الاماتة والتجرد والتي فيها نحرم أنفسنا من راحة لنُفرحَ القريب.

 

 

أخيراً صومنا لا يرتبط بتكفير ولا بقصاص، ولا يُمارَسُ بتقطيب الحاجبين أو البكاء والنحيب، بل هو سماع ـ عمل ـ تأمل ـ والصلاة من خلال كلمة الله، ووسيلة لاستدعاء الروح، وكسر خبزنا للجياع، قبول الأخر في حياتنا، رحلة نحو القيامة، رحلة نريد بها لقاء القائم من القبر.