عظة قداسة البابا بندكتس السادس عشر أثناء الاحتفال بالأمسية الفصحية

 

 

احتفل قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة من مساء أمس السبت بالأمسية الفصحية، في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان. استهل البابا عظته بآية من إنجيل القديس مرقس: "أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. إنه قام وليس ههنا" (مرقس 16، 6).  هذه هي الكلمات التي وجهها ملاك الرب إلى النسوة اللواتي كن يبحثن عن جسد المسيح داخل القبر. عندما تحدث المسيح للمرة الأولى إلى تلاميذه عن موته وقيامته من بين الأموات أخذوا يتساءلون فيما بينهم "ما معنى القيامة من بين الأموات" مرقس 9، 10

ففي عيد الفصح يبتهج المؤمنون لأن المسيح لم يبق في القبر، ولم يعرف جسمه الفساد؛ فيسوع ينتمي إلى عالم الأحياء لا إلى عالم الأموات؛ نفرح لأننا نعلم أن "المسيح هو هو بالأمس واليوم وإلى الأبد" (العبرانيين 13، 8). وقد نطرح على أنفسنا اليوم السؤال عينه الذي طرحه تلاميذ المسيح "ما معنى القيامة من بين الأموات"؟ ما معنى القيامة بالنسبة إلينا؟ شكلت قيامة المسيح من بين الأموات "قفزة" باتجاه بعد جديد لم يألفه التاريخ البشري كله. فيسوع لم يبق داخل القبر. فقد دخل في حياة جديدة. كان المسيح متحداً مع الله، فأصبح معه كياناً واحداً. عانق من هو الحياة. وحياته لم تكن ملكاً له وحسب، بل دخلت في "شركة وجودية" مع الله.

وخلال العشاء الأخير، تنبأ المسيح بموته وجعل من الموت تقدمة لذاته، وتغلب بقوة محبته على الموت. والقيامة من الموت تصبح ممكنة بواسطة الإيمان، ونوال سر العماد. وكما يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية "فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيّ" (غلاطية 2، 20) ويضيف رسول الأمم "فلم يبق من بعد يهودي أو يوناني، عبد أو حر، ذكر وأنثى، لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع (غلاطية 3، 28). يحرر سر العماد إذاً الإنسان من عزلته وانغلاقه على ذاته. ومن خلال اتحادنا مع يسوع المسيح ومع بعضنا البعض نصبح جسماً واحداً ويمكننا أن نبدل العالم، ونواجه منطق العنف والسعي إلى السلطة والمال.

يقول يسوع المسيح لتلاميذه "أما أنتم فسترونني لأني حي ولأنكم أنتم أيضاً ستَحيون" (يوحنا 14، 19). إننا نعيش في شركة مع المسيح الذي هو الحياة الأبدية ويمكننا أن ننال هذه الحياة إذا اتحدنا مع من هو الحقيقة والمحبة، ومن هو الله نفسه. ونردد قائلين: لقد أشرق نور المسيح القائم من بين الأموات على البشر ولن يعرف ملكه نهاية. آمين.

 منقول من موقع الفاتيكان

   الشكر للاب عمار بهنام باهينا - السويد