لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

عيد الدنح

اعداد الاب عمار بهنام باهينا.. السويد

 عيد الدِّنحُ: كلمة سريانيّة، تعني الظهورَ والاعتلانَ والإشراق، عيد اعتماد الرّب يسوع في نهر الأردن من يوحنا المعمدان، وبدء ظهوره للعالم.

يذكر لنا التاريخ الكنسي ان الكنيسة المقدسة  كانت تعيد عيدي الميلاد والغطاس معا في عيد واحد حتى القرن الرابع الميلادي وكانت تسميه " الابيفانيا " أي الظهور الالهى علي اساس ان الميلاد والعماد يؤديان معا مضموناً واحداً وهو :- " اعلان لاهوت السيد المسيح " ورأت الكنيسه بعد ذلك فصل كل عيد عن الاخر لتعطيه اهميه اكثر .    

  ان المعموديه هي ميلاد جديد للانسان وبواسطه المعموديه يولد ولادة جديدة .يسوع المسيح لم يكن محتاجا لمغفره الخطايا حيث هو الوحيد في العالم اجمع بلا خطيه  وهو الذي قال : " من منكم يبكتني على خطيه " (يو 8 : 46 ).  وقال عنه بيلاطس " لست أجد فيه عله واحدة " (يو 18 : 38 ).

فاعتمد يسوع المسيح في نهر الاردن وهو غير محتاج الي المعموديه ولكنه اعتمد لانه هو الذي اسس سر المعموديه بعتمده في نهر الأردن ، بالرغم انه غير محتاج للعماد لمغفره الخطايا الا انه اعتمد علي يد يوحنا المعمدان .. لكي يؤسس هذا السر العظيم .    

ولان المعموديه هي ميلاد جديد ويأخذ الانسان من خلال المعموديه نعمه التبني  (غلا 4 : 5 ) ( اف 1 : 5)  لذلك في نهر الاردن اثناء معموديه السيد المسيح اعلن الله الاب عن لاهوت الابن وانه في الابن ننال نعمه التبني . قال السيد المسيح " كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكون هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني ( يو 17 : 21 ) .

اعتمد المسيح ايضا لكي يقدس الماء ويفتح ابواب السماء، لقد قدس الماء بعماده ليعد لنا التقديس والتبني بالنعمه ، لقد طهر عنصر الماء باصطباغه  في نهر الاردن ، واعد لنا الروح القدس لتطهيرنا وتبريرنا باعتمادنا باسمه القدوس .

فماء المعموديه قبل عماد الرب يسوع لم يكن له الفاعليه في تجديد النفس ، لذلك نسمع يوحنا المعمدان يقول " انا أعمدكم بماء التوبه ، يأتي بعدي من هو أقوي مني الذي لست مستحقاً ان انحني واحل سيور حذائه هو يعمدكم بالروح القدس ونار " .

اما بعد عماد الرب صار للماء قوته وفاعليته الناريه لذلك يقول القديس غريغوريوس النزينزي" كما أن في أحشاء الأم قوه لمنح الحياه  الجسديه ، هكذا ماء المعموديه قد نال قوه لمنح الحياه الروحية ". ويقول القديس بولس الرسول : " الان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح " ( غلا 3 : 27 )  .

فالمعمودية تطهرنا من اثامنا لذلك احب المسيح الكنيسه واسلم نفسه لاجلها واسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطيه الجسديه والروحيه " كما احب المسيح الكنيسه واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً اياها بغسل الماء بالكلمه لكي يحضرها لنفسه  كنيسه مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب "  (أف 5 :27 ) .

بانفتاح السماء فوقه في نهر الاردن ظهر عهدٌ جديد بين السماء والأرض، ودخل الله في شركة جديدة مع البشر، في شخص ابنه يسوع المسيح المعتمد، بصفته رأس البشريّة جمعاء، ورأس الجماعة المسيحانيّة المؤمنة.

     اوضح الله طبيعته مثلث الاقانيم واحد في الجوهر فالابن كان متجسداً وقائما في نهر الاردن والاب ينادي من السماء:" هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت "، مستشهداً بكلمة من النبي أشعيا قالها عن عبد يهوه المتألّم الفادي، ليربط ربطاً وثيقاً بين عماد الرّب بالماء والرّوح، وعماد الرّب بالدم في الآمه وموته وقيامته، ويعطي لعيد الدنح طابع عيد القيامة. والروح القدس بشكل حمامه أتي واستقر عليه يمسحه بطابع الملكيّة والنبوءة والحَبريّة.

 فالدنح إذن هو عيد ظهور سرّ يسوع الناصري للعالم بصفته المسيح ابن الله الحقيقي، وظهور سرّ الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس، في آنٍ معاً.