الأب جورج رحمة في السويد ، وبعض التفاصيل عن حياة التلي لوميير العجيبة!

الأب أدريس حنا - السويد

 

حظي أبناء الكنائس الشرقية بزيارة الأب الفاضل جورج رحمة إلى السويد ، مع فريق من تلفزيون نور سات ، وعلى رأسه المدير العام للتلفزيون السيد جاك كلاّسي ، ومدير نور سات السيد ريمون ناظر ، والمدير المالي للتفزيون السيد سامر بو عرّاج ، ونخبة من المصّورين أيضاً . غاية الزيارة هي الشكر على الدعم المادّي الذي قدّمه أهل السويد إلى النور سات في فترة الربيع المنصرم ، والتأكيد على المحبة البالغة التي يكنّها فريق التيلي لوميير لشعبه المسيحي في المهجر ، والوقوف عن قرب على الحاجات الروحية وعلى البرامج التي تفيد أهل السويد . ومن ثمّ  تأليف لجنة تلي لوميير في السويد ، لتكون حلقة وصل بين الشعب والتلفزيون ، لكي يكون للتلفزيون إمكانية بث برامج ونشاطات الكنائس الشرقية عبر شاشة اتلي لوميير الفضائية .

لقد تضمّن برنامج الوفد حتى الآن ما يلي :

 

  1. إستقبال في مطار ستوكهولم يوم 5 آب ، من قبل عدد من الكهنة وجمع من أصدقاء تلي لوميير ، ثم تلاه غداء في مطعم ماشتا كروغ قرب المطار ، ألقيت فيه كلمات ترحيبية .
  2. قدّاس بمناسبة عيد التجلي يوم 6 آب في كنيسة فوربي غورد ، ترأسه الأب جورج رحمة واشترك فيه الأبوين شابو الخوري و عبدالمسيح توما من كنيسة السريان الأرثودكس ، والأبوين أدريس حنّا شعبو وعمّار أنطانيوس باهينا من كنيسة السريان الكاثوليك . بعد القداس استقبل الأب جورج المؤمين في صالون الكنيسة .
  3. قداس يوم الأحد 7 آب في كنيسة تنستا ، ترأسه الأب جورج رحمة واشترك فيه الأب بول ربّان من الكنيسة الكلدانية ، والأبوين أدريس وعمّار من الكنيسة السريانية الكاثوليكية ، والأب عبدالمسيح من كنيسة السريان الأرثودكس . كما تلى القداس استقبال في صالون الكنيسة .
  4. حفل عشاء على شرف الأب جورج رحمة والفريق المرافق مساء الأحد 7 آب ، في كنيسة السريان الأرثودكس في هالوندا . تمّ خلال الحفل تكريم ثمانية من الناشطين في دعم النور سات خلال الفترة السابقة ، وقد حظي هؤلاء بميدالية التلي لوميير ، سلمها لهم المدير العام السيد جاك كلاّسي .

ألقيت خلال الحفلة كلمات محبة نابعة من قلوب مؤمنة برسالة نور سات عبر الفضاء ، كما أفعمت الحفلة بالتراتيل الروحية التي أنشدها الشمامسة .

وقد أنصت الحاضرون بلهفة فائقة لشهادة حياة السيد ريمون ناظر الروحية ، والتي غيّرت حياته كليّا ً ، وهنا أسرد خبرته وأرفقها ببعض الصور التالية .

ريمون ناظر مهندس متخصص بعلم الذرّة ، عمل في لندن بنجاح باهر وكان يتقاضى راتباً لا يحلم به شخص عادي بتاتاً . جدّه كاهن وحمل منه ريمون ذكراه ، إذ أنه كان يشاهد كل شخص يعمل عمله ، وعندما كان يسأل جدّه : وأنت يا جدي ما هو عملك ؟ فكان يجيب : إني أصلّي إلى الله ليغفر خطايا البشر ، كما أقدّس القربان المقدس ، ليحلّ الرب من السماء ويقدّس المؤمنين . فبقيت مهنة جدّه غير منطقية بهذا الكلام بالنسبة إلى طفل صغير ، فكانت لغزاً محيّراً .

عندما شبّ ريمون ، حاول أن يفهم لغزاً آخر وهو حياة القديس شربل ، وخصوصاً قصة نضح جثمان مار شربل من يوم مماته سنة 1897 وحتى إعلان تطويبه سنة 1965 فكانت هي الأخرى أمراً مبهماً لا يقدر على إدراكه عقل الشاب ريمون .

بقي ريمون مؤمناً ، ورغم دروسه وأشغاله ، فقد كان مصلياً متأملاً دأب على السهر قرب منسكة مار شربل في عنايا والصلاة ليلاً مرات عدة منذ مطلع الثمانينات وحتى بداية التسعينات . وكان يريد التّيقن من أمر وجود الحياة الأخرى ، ومن كل مواعيد السيد المسيح للمؤمنين به ، فكان يقضي الساعات الطوال قرب هذه المنسكة .

ومع سهرة تشرينية سنة 1994، مع النسيم البارد فوق الجبل ، بدأ ريمون تأملاته وكانت الساعة حوالى منتصف العاشرة مساءً ، وقد أشعل خمس شمعات على الأرض على شكل صليب ، بدأت نسمة دافئة تحيط به فاستغرب ريمون الأمر وبقي هادئاً وخلع عنه معطفه يرقب الحدث بدقة ، وإذا بهواء يعصف يعبث بأوراق الشجر والغبار من حوله ، دون بينما الشمعات مضاءة منيرة لا يحرّكها الهواء . هنا تساءل ريمون هل هو واعٍ لما يجري ؟ نعم هم واع جدّاً لكنه لا يفهم مجريات الأمور ولم يعرف تفسيرها لأنها لم تكن منطقية . فأراد التأكد تماماً من وعيه فمدّ يده من أحدى الشمعات ليتأكد من صحة واقعه الذي هو فيه ، فإذا به يدخل في عالم من النور كأنه بريق الزجاج الناصع ، وصاحبته غبطة سماوية وفرح كبير في قلبه ، وإذا بالرب يسوع يكلّمه : يا ريمون أنت هنا في أوعى لحظة في حياتك . فكان هذا الاختبار الروحي دليلاً قاطعاً لريمون لكل تساؤلاته عن الحياة المسيحية وعن ملكوت الله .

عندما فارق عالم النور ريمون رجع كل شيء كما كان قبلاً : برد وعتمة ، فنظر إلى شمعاته وإذا بها قد اشرفت على نهايتها ، فنظر بساعته وإذا هي تشير إلى الثالثة ليلاً !

أطفأ ريمون الشمعات الخمس  مع بقية أغراصه وهمّ بالنزول من شرفة الجبل ، وبينما هو نازل من هناك ، شعر بقبضة يد حارة على زنده الأيسر ، وكانت حرارتها عالية جداً . وما إن وصل إلى السيارة حتى خلع قميصه وتفخّص الأمر فإذا بأصابع شخص مطبوعة على زنده ومكانها ينزّ دماً وماء .

حمل ريمون هذه الإشارة على زنده إلى هذا اليوم ، وهو مستعد دائماً ليبرزها لكل من يريد رؤيتها كعلامة إيمان ، بأن الرب يدعونا إلى القداسة وعدم التهاون في تطبيق عيش كلمات يسوع المسيح في حياتنا اليومية .

إن هذه العلامة التي يحملها ريمون ، تأتيها فترات تصبح حمراء واضحة وتنضح ماء ودماً ، خلال فترة أربعة ايام أو خمسة ، وقد تكررت الحالة إثنان وعشرون مرة من تاريخها وإلى حدّ الآن ، أما في الحالات الاعتيادية فهي علامة يد واضحة المعالم لا يشكّ فيها من يراها .

لقد ترك الأخ ريمون عمله كمنهدس في عالم الذرّة ، والتحق بفريق التلي لوميير . وطالما مزح المدير العام للتلفزيون السيد جاك كلاّسي مع الأخ ريمون قائلاً ، بأن الرب يسوع قد مسكه من زنده ودعاه للعمل في التيلي لوميير !

 

 نعود الآن لنسرد تفاصيل زيارة الأب جورج رحمة

  1.  سفرة على الباخرة مع جمهور من المؤمنين  لمدة 24 ساعة ، إجتمع الحاضرون في صالة على متن الباخرة ، واستمتعوا بالحديث الروحي برفقة الأب الفاضل وبقية فريق التيلي لوميير . 

  أما فيما يخص بقية البرامج للأب جورج رحمة فهي كالآتي :

 

اليوم السابع (الخميس 11 آب)

الساعة 19:00: ندوة عامة مفتوحة للجميع في كنيسة هالونباري (استوكهولم) Hallonbergen للسريان الارثوذكس حول موضوع الوحدة الكنيسة.

 

اليوم الثامن (الجمعة 12 آب)

الساعة 19:00: ندوة ثقافية عامة مفتوحة للجميع في قاعة احتفالات كنسية مار بطرس وبولس  للسريان الارثوذكس في  هالوندا  Hallunda.

  

اليوم العاشر لغاية اليوم  الرابع عشر ( الاحد 14 آب لغاية الخميس 18 آب)

الساعة 16.00 – 15:00 :الاحتفال بالقداس في كنيسة Domkyrkan  في Medborgarplatsen (Stockholm)

بعد القداس مباشرة يغادر الاب رحمة السويد متوجها الى المانيا وبلجيكا وهولندا للقاء اصدقاء تلى لوميير هناك. ثم يعود  الى السويد مساء الخميس 18 آب .

 

اليوم الخامس عشر ( الجمعة  19 آب)

االساعة 17:00:  الاب جورج رحمة وضيوفه في مدينة  Mنrsta " مارشتا" لدى الاب باسيل زكريا لاجراء ندوة عامة عن بدعة شهود يهوه.

 

اليوم السادس عشر (السبت 20  آب)

زيارة الاب رحمة الى مدينتي  Linkِpingو Norrkِping واقامة ندوات ثقافية دينية هناك.

 

اليوم السابع عشر (الاحد 21 آب).

الساعة 19:00: الاب رحمة في مدينة Jِnkِping  "يونشوبينغ" لالقاء محاضرة

 

اليوم الثامن عشر (الاثنين 22 آب)

الساعة  18:00: ندوة عامة عن مريم العذراء في كنيسة الكلدان في سودرتاليا Sِdertنlje

 

اليوم التاسع عشر (الثلاثاء 23 آب)

الساعة 16.30: توديع الاب جورج رحمة ووفد Tele Lumiere في مطار Arlanda ومغادرتهم السويد والعودة الى الوطن

 

 

يطيب لي هنا أن أسرد أيضاً بعض الأعاجيب المرافقة لتلفزيون التلي لوميير بكونه فعلاً عملاً من أعمال الله في حياتنا الحاضرة .

 

قصة الأخ نور صاحب فكرة التلفزيون :

 

الأخ نور معرف جداً في لبنان ، لكنه غير معروف للكثيرين من خارج لبنان :

كان استاذ مدرسة إعدادية حين بدأت الحرب في لبنان . شاهد مأساة شعبه أثناء الحروب ، فلم يقو على السكوت إزاء فقر الفقراء والمهجّرين ، فترك عمله ليكرّس حياته لفعل الخير . نذر الفقر فكان رفيق دربه . لبس كيساً خشناً ، ولا يزال حتى اليوم بنفس الكيس وقد صار خرقة بالية تكسو عريه . خلع نعليه فأضحى حافي القدمين صيفاً شتاءً لا يأبى البرد ولا يقهره شدة الحر . أطلق لحيته دون حلق طوال هذه السنين . لا يأكل إلا كسرة من الخبز ، ولا يبلل ريقه إلا بحفنة قليلة من الماء . فصارت حياته تحدّياً روحياً في عالمنا المعاصر

       فتح صيدلية مجّانية لتأمين أدوية لكل من يقرع بابها . إهتمّ بدفع أقساط آلاف الثلاميذ الفقراء عبر هذه السنين الطويلة ، وجلب الطعام لمئات المياتم ليخفف من جوع المتضايقين . فأمست حياته على مثال الرب يسوع ، بعمل دؤوب وبثقة روحية عالية .

شاهدته شخصياً مرة في سوق الخضار في المعاملتين شمال جونيه ، مع سائق بيك آب ، يدخل الدكاكين ويستقبله الباعة ليملأوا السيارة بالخضار ، كل واحد حسب عطيته ، لينقلها بدوره إلى الأطفال واليتامى المتوزعين في أمكنة مختلفة .

 

في بداية التسعينيات إلتقى الأخ نور بالسيد جاك كلاّسي ، فشرح له فكرته بإنشاء محطة تلفزيون مسيحي . ومعلوم أن التلفزيون لا يقوم إلا بملايين الدولارات . لكن الأخ نور لم يكن يملك درهماً واحداً . فاستغرب السيد جاك ببغية الأخ نور ، ورأها فكرة خيالية مجنونة لا تمتّ إلى الواقع بصلة ! لكن الأخ نور كان شديد الاقتناع بها .

كان القبول بهذه الفكرة يعني رصد بضعة مئات الآلاف من الدولارات سنوياً . فقبل السيد كلاّسي أن يدخل في إدارة التلفزيون ، والإسهام بمبالغ لا يستهان بها ، من أجل نشر كلمة الرب يسوع عبر التلفزيون ، وقد آازرهم بعض الأصدقاء من المتبرعين .

ما أن توالت السنون حتى أقدم الأخ نور على التفكير جدّياً بالبث الفضائي للتلفزيون ! فكانت وقع هذه الفكرة على الأخ جاك كأنه حلم لا يمكن تحقيقه ، لأنه يكلّف الملايين من الدولارات سنوياً . لكنّ إصرار الأخ نور جعله يقبل بهذا الرهان الصعب ، إذ أن التلفزيون لا يقبل بالدّعايات لكي يتقاضى أرباح ، فكان التلفزيون أعجوبة حقيقية إذ يتّكل كل الاتّكال على نعمة الرب ، وعلى تبرعات ما يجود به الخيّرين .

تبلغ الآن نفقات النور سات وتلفزيون النور ما يقرب من ستة ملايين دولار سنوياً ، وكل العاملين فيه لا يتقاضون إلا النزر اليسير ليكفي تنقلاتهم ! ويشهد الكلّ على نعمة الرّب ومرافقته لهم في كلّ عملهم من أجل تذليل الصعوبات .

 

       إن رسالة نور سات الفضائية موجّهة للخدمة الروحية للمؤمنين في كافة أنحاء العالم ، واستمراريته هو أعجوبة حقيقية في عيون المؤمنين . والرب يبارك بكل معط كريم ، من أجل أن يبقى شعاع الأنجيل يصدح عبر التلفزيون .

 

      نهيب من المؤمنين الكرام ، أن لا يضيّعوا فرصة اللقاء بالأب جورج رحمة ، فهو كاهن فاضل غزير بعلمه ، شجاع في إيمانه . هو أعجوبة بصبره على مصابه الكبير ، فهو مقعد لا يقوى على الحراك ، يحمل آلامه منذ ثلاثين سنة بصبر منقطع النّظير ، فهو أسدّ غيور على إيمانه وتراثه السرياني ، وقد غفر لمن أساء إليه فكانوا السبب في حالته هذه !

 

  هذه بعض الصور من برامج الأب رحمة في السويد ، وسأوافيكم ببقية الصور للقاءات المزمعة .