لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

قداس وجناز الأربعين عن أنفس شهداء كنيسة سيدة النجاة في كنيسة فوربي غورد - السويد

بالأشتراك مع الخورأسقف روفائيل قطيمي ، أقام الخورأسقف أدريس حنّا ، قداس وجنّاز الأربعين عن أنفس شهداء كنيسة سيدة النجاة وذلك يوم الأحد 12 كانون الأول ، في كنيسة فوربي غورد .

وبعد أن تلى الخورأسقف أدريس حنا الانجيل بمناسة أحد بيان مار يوسف البتول ، بدأ الخوري روفائيل كرازته بالوقوف على آية من الأنجيل ، هي " لا تخف يا يوسف .. "  ركزّ الخوري روفائيل على هذه الآية ، حيث تتكرر عبارة " لاتخف " في الكتاب المقدس مرات عديدة  ، ففيها يبرهن الرب على أنه حاضر في حياة المؤمن ، وهو مصدر قوته الثابت .

ردّدها الرب لتلاميذه مرات عديدة  . : لا تخف أيها القطيع الصغير ، فقد سُرَّ أباكم أن يعطيكم الملكوت ، بيعوا مقتناكم واعطوا صدقة ، وأكنزوا  لكم كنوزاً في السماوات .. " . كذلك نطق بها الرب بعدما قام من بين الأموات : " لا تخافوا ، قد غلبت العالم " حيث ظهر الرب وشجع تلاميذه .

كذلك يقول لنا يسوع : لا تخافوا ممن يقتلون الجسد ، ولا يستطيعون بعد ذلك أن يفعلوا شيئاً "

وبهذا شجعنا الرب على الثبات ، وعدم الخوف عند وقوع الشدة . فإن الإرهاب الذي تمّ ضد مؤمني الكنيسة في سيدة النجاة ، لهو أمر خطير للغاية . جريمة لا شبيه لها . قتل أناس أبرياء يصلّون داخل  بيت الله ، داخله لا خارجه ! . أنها جريمة بشعة نفّذها المجرمون بحقّ الأبرياء ، وبعدها فجروا أنفسهم العفنة بسبب حقدهم البشع . لقد قتلوا زهاء خمسين شهيداً ، وجرحوا حوالي المائة  ، خلال عملية إرهابية دامت أربع ساعات .

لقد قتلوا أولاً الكهنة الشباب : الأبوان الشهيدان ثائر عبدال ،ووسيم القس بطرس الذي كان بينكم في الصيف الماضي . وقد  قال الأب وسيم في عظته في فوربي غورد في 25 آب الماضي : " إنني لن أموت إلا على مذبح الرب "، فقد تنبأ بهذا الأمر ، وظل صامداً في بغداد .

فيا إخوتي لا تخافوا يقول يسوع ، لا تخافوا ممن يقتلون الجسد . فإن شهداءنا الحاليين انضموا لقافلة شهداء الكنيسة منذ بدء الكنيسة ، فكما فدانا السيح بدمه ، فنحن نبقى أمناء له  ، وحسب التلميذ أن يكون مثل معلمه . لا تقولوا " الله يرحمهم " لأننا واثقون من أنهم جميعاً في رحمة الله لأنهم خلطوا دماءهم بدماء يسوع المسفوكة على الصليب ، أي في الذبيحة الألهية ، فقدّموا أنفسهم قرابين حية للرب .

فالأنجيل يشجعنا على عدم الخوف . فلنكن شجعان على مثال يسوع المسيح ، لنتحمل مسؤولياتنا ودعوتنا المسيحية ونكون تلاميذ حقيقيين ليسوع وللكنيسة آمين . هكذا ختم الخوري كرازته المؤثرة ، بين جمع المؤمنين في فوربي غورد .

بعد القداس والجنّاز ، وٌضعت صينية تبرع لفقراء العراق ، فجمع مبلغ 8000 كرونة ، وستواصل الكنيسة جمع المبالغ لإرسالها للمحتاجين بمناسبة عيد الميلاد  .

بعدها استقبل المؤمنون الخوري روفائيل قطيمي في قاعة الكنيسة  ، فعزّوه بالشهداء الأحباء ، كما وهنأؤه بسلامته ،.

--------

نعم إخوتي لا تخافوا . فها قد وصل الإرهاب للسويد أيضاً ، فالبارحة فجّر إرهابي نفسه في وسط ستوكهولم ، نعم في وسط ستوكهولم ، تفجرت سيارة أولاً ، ومن بعدها وعلى بعد عشرة أمتار فجّر إرهابي نفسه بحزام ناسف . ولحسن الحظ ، لم يمت إلا الأرهابي الذي لم تنفجر كل عدته الشريرة ، لذا فقد اندلقت أمعاؤه وصارعه الموت وعاش وقتا مرعباً، قبل أن يجتذبه الموت ليبعثه به إلى نار جهنم وبئس المصير حيث أصحابه يتلوون بالخيبة والخذلان .

وكان الإرهابيون قد بعثوا برسالة الكترونية إلى مخابرات السويد قبل العملية الإرهابية ، وفيها وضّحوا ارتباطهم بجماعة إسلامية تدعو إلى قتل السويدين بسبب رسام سويدي سابق، وبسبب عناصر الجيش السويدي في أفغانستان ، وقد دعت الرسالة وباعثها الشباب المسلم في السويد ، بأن يحملوا سكاكين ويطعنوا السويديين ، وليس السكاكين فقط ، فقد قالت الرسالة بأن للمسلمين أكثر من سكاكين . فكان أن الرب قد خيب خطتهم ، فلم يمت إلا الإرهابي نفسه رغم ازدحام المكان بالسويديين ، بل أصيب اثنان فقط إصابات بسيطة ، وهكذا ينكشف خيط جديد من الإرهاب يقود إلى صفحة جديدة ، لكي يتنبه السويدييون من خطورة الأمور .

فليكشف الإرهاب عن نفسه أينما كان . فالمعركة هي هي ، معركة الشيطان الأخيرة ضد يسوع المسيح وأبناء البشر المسالمين

معركة الجهل والخزي والعار ضد الإنسانية المخلوقة على صورة الله . معركة العشوائية المتخبّطة ضد النظام والعدالة والإنسانية.

فليذهب الإرهابيون إلى الجحيم ، فهناك يلقون زعيمهم أبليس أبو الكذب وقاتل البشر منذ خطيئة آدم وإلى يوم القيامة ، حينما يصدر الرب الإله العادل حكمه الأبدي على كل فاعلي الإثم الملاعين ويلقيهم في أتون النار التي لا تنطفئ . لكنّ كل هذا بحاجة إلى صبر وثتاب وعزيمة وعدم الخوف إلا خوف الرب الإله ، لأن رأس الحكمة مخافة الله

آمين

الخوري أدريس حنا  - السويد 12 كانون الأول 2010