لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

البطاركة الكاثوليك أملوا شبك الأيدي لإعمار ما تهدم
دعوا مسيحيي المنطقة للإستمرار "حلقة وصل" في المحيط
 

عقد مجلس البطاركة الكاثوليك مؤتمره السادس عشر بتاريخ 16/10/2006 والى 20/10/2006 في دير بزمار في لبنان؛ موضوع المؤتمر هو "الكنيسة وارض الوطن" إستكمالاً لموضوع المؤتمر السابق "العدالة والسلام في الشرق الاوسط". تناوله البطاركة من جوانب أربعة: الحضور المسيحي والرسالة في الشرق، واقع الهجرة والانتشار في بلدان الشرق الاوسط، رعاية المنتشرين والتواصل معهم، هيئات تنسيق النشاطات المشتركة الكاثوليكية.

إستهل المؤتمراعماله بصلاة ألقاها السفير البابوي في لبنان المطران لويجي غاتي، ثم كلمة عن لبنان. في الجلسة الأولى وجه البطاركة برقية إلى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر أشاروا فيها إلى موضوع المؤتمر وأهميته وابعاده، وشكروه على مساعيه لمصلحة السلام في هذه المنطقة المتألمة، والتمسوا بركتهِ الرسولية لكنائسهم وصلاتهِ من أجل السلام في الشرق الاوسط.

في الختام جاء بيان البطاركة ليؤكد على دور الحضور المسيحي في الشرق حيث أرادنا الله، والذي يقتضي منا الامانة للمسيح، كذلك أكدوا على "إن المسيحية أصبحت عنصراً جوهرياً من ثقافة المنطقة، ونغنيها بتقاليدها" لذلك عليها أن تتبادل الأفكار مع المؤمنين في الديانات الأخرى حول القيم الروحية والخلقية والإجتماعية والثقافية، من أجل تعزيز العدالة الإجتماعية والمساواة والحرية وإرساء اسس السلام( القرار المجمعي في علاقة الكنيسة والديانات غير المسيحية). إذاً، الرسالة (رسالة المسيحين) تبدأ في مضمونها بالمحافظة على العيش المشترك في وجه تعاظم صراع الثقافات والاديان، كذلك هي الشهادة الحية للقدرة على العيش معاً في سلامٍ وتكاملٍ خلاق بين المختلفين، فالأديان في جوهرها يجب أن تكون عامل جمع لا تفريق، لان الجوهر في كل دين هو عبادة الله وتكريم جميع خلائقه، فالمسيحيون في الشرق شرقيو الإنتماء والمواطنية وملتزمون بقضايا بلدانهم.

الهجرة والانتشار

لقد عَرضنا بكثيرٍ من الإهتمام "واقع الهجرة والانتشار" من خلال تقارير أعدها ممثلون من كل من: لبنان، سوريا، مصر، العراق، الاردن وفلسطين، وتناولنا اسباب الهجرة ماضياً وحاضراً التي ربما تكون اقتصادية أو أمنية، سياسية، اجتماعية ...إلخ. لنرسم بذلك خطة راعوية للعناية بمسيحي الإنتشار، بغية الحد من نزف الهجرة، وتفعيل دور المسيحيين في اوطانهم الأصلية.

 تثمين دور المؤسسات الكاثوليكية في تفعيل الحضور المسيحي في الشرق

 

       إن الحضور المسيحي في الشرق ورسالتهِ يقتضي تثقيفاً للإيمان، وتربية على القيم المسيحية، ومعرفة للمبادئ الخلقية؛ فإن "الهيئة الكاثوليكية للتعليم المسيحي في الشرق الاوسط" تواصل عملها في بلداننا بدورات منتظمة لتأصيل معلمي التعليم المسيحي والمعلمات في المدارس والرعايا، وتوعية الطلاب في التعامل مع الكتاب المدرسي على التمييز بين المادة الدراسية في الكتاب ومعتقداتهم الإيمانية، والتعاون أو التعزيز بين الإكليروس والعلمانين في خدمة التعليم المسيحي، وتقوية التواصل المستديم بين أعضاء هذه الهيئة من اجل تبادل الخبرات وعرض الحاجات والتعاون في سدها.

إن البرامج التي يقدمها تلفزيون "تيلي لوميار_ نور سات، إذاعة صوت المحبة" كلها برامج تسهم إسهاماً كبيراً في نشر الثقافة الدينية والإنفتاح على الآخر والتعرف اليه وقبوله والحوار معهُ. كذلك من المهم ان نذكر "الأمانة الإقليمية للمكتب الكاثوليكي الدولي للتعليم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، والأمانة العامة للشباب الكاثوليكي في الشرق الاوسط " لما تقومان به من أعمال، لتعزيز التفاعل والتواصل والحوار بين الثقافات والحضارات.

إنطلاقاً من إن العائلة هي الخلية الاساسية للمجتمع، وهي مسؤولية الكنيسة(رسالة البطاركة الثامنة: العائلة مسؤولية الكنيسة والدولة، فقرة 1)، إننا نشجع "هيئة التنسيق بين لِجان العائلة في الشرق الاوسط" على مواصلة سعيها، وهي في بدايتها،للقيام بمهمات وبلوغ أهدافها المرسومة في نظامها، لمصلحة العائلة في بلدان الشرق الاوسط، ولتعزيز راعويتها في ابراشياتنا وراعايانا.

 توصية المجلس

 لقد أوصى المجلس بإنشاء "منتدى لحقوق الانسان في الشرق الاوسط، كما ورد في الدراسة التي اعدتها أمانة عام المجلس بتعاون مع الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الاوسط، وتوكل اليها مهمة متابعة هذا المشروع، بغية متابعة تطبيق العدالة وحقوق الإنسان في البلدان العربية.

نداء

في نهاية المؤتمر وَجه البطاركة نداءً إلى أبنائهم في فلسطين، لبنان، الاردن والعراق. لأبنائنا وإخواننا في العراق، نعرب عن قربنا الروحي منكم، في محنتكم القاسية، وعن تضامننا الكامل معكم في صمودكم واعتمادكم على عناية الله التي لا تخيب. وإنا تكرارا نناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والهيئات المعنية بحقوق الإنسان العالمية وضع حد سريع لما يجري في بلاد الرافدين من أعمال قتل وإغتصاب وتخريب وتهجير قسري، تُزيد كلها من معاناة المواطنين الابرياء. ومما يؤسف له كبير الاسف هو إن هذه العمليات تتم في كثير من الاحيان، بإسم الدين. وهل للإرهاب دين؟

إننا نناشد أيضاً المراجع الإسلامية والهيئات العليا أن تدين وبقوة هذه الاعمال الإرهابية التي تمارس أحياناً بتسميات دينية إسلامية، ونحن نعلم أن الإسلام الحقيقي والقرآن براء منها. إن هذه الممارسات القمعية لا تسئ إلى الإسلام فحسب، بل وتزعزع أيضاً العيش القائم منذ اجيالٍ واجيال بين فئات المجتمع العراقي على إختلاف أديانهم ومذاهبهم.

الخاتمة

في ختام هذا المؤتمر نود ان نؤكد لإخوتنا المسلمين الذين نتقاسمهم الحياة والمسؤولية المشتركة والمصير، تضامننا الكامل معهم في شجب العنف والإرهاب والعمل يداً واحدة على توطيد العدالة وإحلال السلام.

أما انتم يا أبناء كنائسنا الاحباء، فنسأل الله بشفاعة مريم العذراء سيدة بزمار التي في حماها إنعقد هذا المؤتمر، أن يبارك سعيكم في المحافظة على إنتمائكم الفاعل في كنيستكم، والشهادة في مجتمعاتكم لقيم الإنجيل، وحفظكم الله بنعمهِ وبركاتهِ.  

 

لينارد البير يوحنا

الإكليريكية المارونية غزير_لبنان

1/11/2006

    هذا المقال بتصرف_ عن مقال في جريدة النهار، ليوم السبت 21تشرين الاول 2006، ص5.