مجلـــــس مطارنــــة نينـــــوى

 كنوشيا دافسقوفًا دنينوا

Bishops ’Council  of  Nininvah

 

بيان من مجلس مطارنة نينوى

 

ازاء تصاعد العنف اليومي بوتيرة ونوعية بالغتي الخطورة، وتغييب لغة الحوار والتفاهم لحساب لغة التفجيرات والقتل ورفض الآخر، والتهجيرات القسرية، واستهداف النسيج الاجتماعي العراقي نفسه بما يشبه عملية تدمير ذاتي مروّعة.. وفي ظل احتلال قاس ومذلّ لا تزيده انقساماتنا إلا تماديا.. يعبّر مجلس مطارنة نينوى الذي يمثل كافة المسيحيين في محافظة نينوى :

1. عن تضامنه وتأييده لكل المبادرات الداعية الى التضامن والتآخي بين العراقيين، والجهود المبذولة باسم العراق الوطن والأرض والتاريخ لتثبيت الوحدة والحوار الوطنيين والألتحام بين مكوّنات الشعب العراقي، الأجتماعية والقومية والدينية والسياسية، وتحاشي تأجيج نار الفتنة باسم الأديان أو المذاهب. ويدعو أن تبقى الأديان جسرا يوحّد المؤمنين بالله ويجمعهم في دروب الخير والأخوّة والتسامح، لا لتبرير العنف والعداء.

2 . يبارك شعار العراق خيمة جميع العراقيين، ويدعو باسم الله الواحد الأحد الى إيقاف نزيف الدم العراقي سواء بيد أبنائه أم بيد الدخلاء، وإعادة النظر بجدوى ومشروعية أعمال التفجير والعنف والأختطافات الموجهة ضد العراقيين، لاسيما المدنيين، أو ضد دور العبادة من مساجد وكنائس وحسينيات، أو أماكن عامة ومؤسسات خدمية أو اقتصادية تمثل مصالح الشعب كله. كما يدعو الى ايقاف هذه الحملة الدخيلة والخطيرة في قتل المواطنين على الهوية أو الضغط عليهم لترك مدنهم ومواطن سكناهم لمجرد انتماءاتهم المذهبية او الدينية، في حركة أشبه بالتطهير العرقي الذي كان يمارس في جنوب أفريقيا.    

3. فيما يدعو المجلس جميع العراقيين، سلطات حاكمة وشعبا، الى توحيد الفعل، بتخطيط وتنسيق وعقلانية، لاستعادة السيادة الوطنية الكاملة وإلزام الأحتلال بوضع جدول زمني لانسحاب قوّاته، يستنكر تجاوز هذه القوّات الخطوط الحمراء في مداهماتها للبيوت والأسر غير آبهة بالحرومات والأعراف، ويدين بشدة حادثة المحمودية التي تمت على يد جنود الأحتلال وأودت بحياة عائلة بكاملها بعد فعل مشين ارتكبوه، مما استعاد الى الأذهان فضائح سجن أبو غريب ومذابح جماعية غيرها.

4. أخيرا، يطمح المجلس مع كل العراقيين الى أن يكون العراق الجديد دولة القانون والمؤسسات، تتوازى فيه الحقوق مع الواجبات لجميع المواطنين سواسية مهما كانت انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الجغرافية، وتتوازن فيه الحرية مع الألتزام بالقوانين والأعراف والقيم ، والديمقراطية مع النظام الأنضباط والعمل والإنتاج، وهيبة الحكم مع توفير الأمن والخدمات وجعل الخطط مشاريع تنفيذية للتنمية والتقدم.                                                  

الموصل في 17/7/2006