لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 الدكتور بهنام عطاالله

 

هكذا ...أنت وأنا.. وربما ..نحن

(مفتتح أول لكتاب البحر)

د. بهنام عطاالله

دمشق تموز - 2007

 

ُيحّدقُ هذا البحر بوجهي

يرمي بأمواجه أمام الخَلق

تفيض كائناته..متخمات بالحنين

يبسط كفه للريح

للقادم من فجر مشلول

مقطب الجبين

***

ها أنذا واقفُ أمام باب سواحلك

أيها البحر....

وأمامي تمتد حروب بلا نهاية

أخطاء وخطايا

سيوف خجلى تتزاحمُ عند البوادي

بنادق صدئة بدتْ كالعيون ترنو إليك

حلقاتُك تكبر ..تكبر

وتخزنُ في ذاكرتي المرايا

***

منذُ عقود كسيحة..

أيها البحر الأبيض

اسمعُ صوتك في كتاب الجغرافيا

ومساطب التلمذة الأولى

في كتب التأريخ

وطبشور الأطفال على السبورات

في الخرائط المعلقة على الجدران

هكذا أنت وأنا.. وربما نحن..،

نعلن الآن تعويذة  هذا الزمن

حين تغدو خرائطك متعبة

وخطوطها تتقاسم الوجوه

المُحدقة فيها

مثل شفراتٍ يقظة

تومض بالرحيل

****

 ذات حسرة ٍ ..

سأحملُ كتبي على موجك

وادخلُ معها صخب البحر

أعلقُ عليها كل خياراتي

بدءاً من طوفان المعنى

وانتهاءً بالمصير المنزاح

منفذاً كل قراراتك

ومرارات الألم

مدارات الرياح

***

عند شاطئيكَ.. أيها البحر

جئتك حاملا  دهشتي

ألوذ بها من توجسات الآتي

منزع  قوس بيننا

أنت وأنا تخطينا مفازات الجمر

وها نحن نهرول فوق المجهول

الأيامُ تبتلع ظلالنا

نوافذ مغلقة وبيوت

هكذا أنت وأنا  ... وربما نحن ،

أكثر خضرة من أوراق الشاعر (اليوت)

***

مثاباتك أيها البحر

أطلتْ على حدائق النسيان

فهي تهذي مثل انشوطة حبلى

مقطوعة الجذور موصدة الأبواب

ننتظرُ مَنْ يجمعها للرحيل

لمنْ يحتضنُ كومة الرماد

في مجمرة الليل

فلا  شيء غير الرماد

ولا شيء يبقى .. لا شيء

سوى ...أنشودة الخراب