حوار ساخن فوق صفيح بارد

الكهرباء أم ..القهر .. وباء

الفاعل والمفعول به

يكتبه : د. بهنام عطاالله

                                          

نريد القضاء على البطالة .. نريد الماء .. نريد الكهرباء .. نريد الخدمات .. نريد التعينات ..ونريد ونريد..إلى ما لانهاية . وهذه أمور من حق المواطن أن يحصل عليها ، كما تحصل عليها شعوب العالم الأخرى ، والتي لا تملك مثل ما نملك من مقومات الحياة من : نفط وغاز وكبريت وحديد وثروة بشرية وزراعية ومائية وحيوانية وسياحية والقائمة تطول وتطول .كل هذه نعمة من لدن الباري عز وجل . ولكن ، لماذا لمْ تستثمر كل هذه الثروات من اجل التنمية وخدمة المواطن العراقي ..

الجواب سهل في بلد شارك في عدد من الحروب والغزوات هنا وهناك ، خلال عقود من الزمن . فعندما لا يوجد عدو خارجي ، كان العدو الداخلي هو الشماعة ، التي تقع عليها لعنات الحكومات منذ عهد النظام الملكي إلى الوقت الحاضر . وإذ لا يوجد عدو داخلي ، فهناك عدو موهوم حاضر ، يجب أن نحاربه  ونصرف طاقاتنا وثرواتنا بشراء الأسلحة الخفيفة والثقيلة ..فأصبحت الثروات نقمة على الشعب بدل أن تكون نعمة .

الآن وفي خضم الأوضاع الصعبة والمتفاقمة ، حيث الخطف والقتل والنهب ، أصبح التخريب عند البعض وطنية ودفاعاً عن المبادئ والعراق ، وكأن النفط العراقي هو لرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو لأقطاب الحكومة العراقية ، لذلك يجب أن يحرق . أما التيار الكهربائي فقد وضعه المخربون في القائمة الثانية بعد النفط ، لذلك وجب تدمير محطات الكهرباء والقضاء على بنيتها التحتية ، بحيث يعود الشعب إلى عهود (اللوكس والفانوس) ، ذلك لأنه لا يستحق النور، وعلية أن يعيش في الظلام الدائم  ، وهكذا يلحق الأذى بالشعب العراقي اكثر مما يلحق بالحاكم والمحتل ، فمن هو الفاعل ومن هو المفعول به ؟ وهل سيصبح الكهرباء .. كهرباء ..أم قهر ..وباء ؟ ،  سيؤدي إلى تفاقم الأمور ، وبخاصة في المستشفيات التي هي بأمس الحاجة إليه ، للقيام بعمليات جراحية ونحن نعيش خضم التفجيرات التي تصيب الأبرياء من أبناء شعبنا .

لقد أصبح الكهرباء في العراق (قهراً) للمواطن ، من خلال كثرة الانقطاعات ، التي تودي بلا شك إلى مضاعفات كثيرة منها إنتشار (الأوبئة) والتي بدأت تدب في جسد المجتمع العراقي ، وبخاصة في الأحياء الفقيرة والمعدمة . فرحمة ببني البشر أيها الـ ، وآن الأوان لكي يتمتع أبناء شعبنا بثرواتهم الوطنية ، دون استغلال من أحد مهما كان ، وفي ظل الأمن والأمان ، وبدونهما  لا تقوم للعراق قائمة لا سامح الله ..