هوة في قمة الكلام


بهنام عطاالله

يأتوك مع الصلوات
دم الصباح
يأتوك مع الملائكة
سفر الملكوت
تقتحم الشفاه .. صمتك  الأبدي
وتلقي النور بين تلال البذاءة

          *          *    
هي الريح ..
مثل كؤوس المرارة
في حلق الفردوس
مثل شحوب العبارات
التي نفضت عنا غبار الأسئلة
ونصبت أبراجها للقلق
المهرول بين التجاعيد
هو السؤال ..
مثل رشاقة اللحن الحزين
وشهادات الموتى الراحلين
مع التوابيت الندية
ممهورة بالدم .
هم يلقون صورهم العتيقة
على مناضد الحساب الأخير
أزيح عنهم تراتيل الحزن
اشفط بقايا الكلام
ومن ذاكرة المشاوير
أرمم شفة الظهيرة
حيث المكائد سارعت
إلى ساحة الفواجع .. نادمةً
وحيث الوشاية تهرول
بين الأزقة  ..
تلوك بقاياها
تحصى الجنازات التي تمر
أمام الدهشة بلا سبب
وهي تحاور زيف الرغبة ..
شحوب المرايا ..
تمحو بهجة العائدين مع النميمة .
هي المفاجأة غدت
سيدة المواقف
والبنادق فاتحة فاها
تتربص بالضحايا
مثل ريح الجنون
فافتحْ جناح الدفء
للموتى ..
للراحلين صوب القرار
هنا .. ليس من مخبرٍ
يحدو الصفوف
بل هنا ..
وجع الأيام  
يختلي بآلامه الزكية
مع الفاتحين هوةً في قمة الكلام
كي تنفذ منها الأسئلة الثكلى
التي ما تزال
بلا إجابة
بلا صوتٍ

بلا دفوف