لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

باسم حنا بطرس

الميلاد،

الإحتفال الأكبر في العالَم.

من رموزه الأساسية،

ولادة المخلِّص في مغارة بمنطقة بيت لحم.

 

 

وهنا يستعرض الأخ هلال كبّارة (*) ملامح هذه المغارة التي شهدت ولادة يسوع.

باسم حنا بطرس

أوكلند – نيوزيلندا، موسم الميلاد 2008.

 

المغارة *

 

في الواقع لوقا هو الوحيد الذي ذكر مكان ميلاد المسيح " وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ الناصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليُكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ ووضعته في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ." (لوقا 2 : 4-7)
لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمَد في أورشليم إعتبر إحدى المغائر كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شُيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرنين الثالث والرابع تظهر رسماً لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.
أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223 ب. م. وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المغائر الرمزيّة في الكنائس وخارجها.

 

والمغارة التقليديّة تحتوي على:


يسوع المسيح طفلاً : وهو صاحب العيد.
يوسف ومريم : رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً "صورة الله ومثاله" كما ورد في سفر التكوين :" فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه، على صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ، ذَكَرًا وأُنثى خلَقَهُم" (تك 1: 27).
الرعاة : وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يُضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داؤد، الملك الّذي وُلِدَ راعيا.
المجوس : وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلِّمونه إنْ لم يقِدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا بالمسيح الّذي هو ملك الملوك.
النجمة : هي رمز مهم للنور الذي يُرشدنا للطريق الذي به نرى الله، وهي رمزُ للنجمة التي هَدَت المجوس إلى المسيح، ولنور المسيح المتجسِّد.
البقرة : وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكَّن من خدمة الإله الحقيقي، وهذا رمزُ البقرة التي تقوم بتدفئة المسيح.
الحمار: وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس. وهو أيضاً رمزالصبر واحتمال المشقَّات في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلّص.
الأغنام : وسيلة للغذاء والتدفئة. وترمز بشكلٍ خاص إلى الوحدة الضرورية في جماعة المؤمنين، أو هم مشبّهون بقطيع الغنم أي الجماعة التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.
الملائكة : يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر .
هذه هي العناصر الأساسية ويمكن أن تُضاف إليها عناصر أخرى وفق الإستخدام المحلّي والمناطقي، على أن تأخذ بعين الاعتبار أمرين:
الانسجام مع معاني الفَقر والبساطة المتجسدة في المغارة.
الهدف الأساسي من المغارة ليس الزينة والديكور وإنما إجتماع العائلة حولها للصلاة في زمن الميلاد

 

.

* أرسل لي الصديق الوفي الأستاذ هلال كبّارة، من مؤسسي مجلة (نجم المشرق) ومديرها لسنوات مديدة، صبيحة يوم مشرِق، الأحد 14 كانون أول 2008، حسب توقيت نيووزيلندا، هذا المقال التحليلي الرائع، الذي يتناول رمزية العلاقة بين الميلاد العظيم ومغارة الميلاد. وفي إعتبار المقال بطاقة تهنأة بحلول عيد الميلاد المجيد، فوجدتُ في المقال مادَّة غنيَّة، تهم القراء الإطلاع عليها.

والشكر كلّه لأخي وصديقي الأستاذ هلال، وهذه مناسبة أدعوه لإغناء القراء بالمقالات الرائعة الرصينة.

 

 

باسم حنا بطرس

أوكلند – 14 كانون أول 2008.