Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

نحو توثيق الحركة الفنية في العراق من أجزائها الصغيرة

تصاعداً نحو الكبيرة منها

 

/////////////  باسم حنا بطرس /////////////

 

{ بوادر النشاط المسرحي في بخديدا (*) }

 

للحركة الفنِّية في العراق محطّات تمتد في ثنايا الأيام مضيئةً لتؤرِّخ وثائقيّاً لها عبر الأنشطة والفعاليّات التي أقيمت خلال ما يربو على قَرْنٍ ونصف القَرْن من العصر الحديث.

في هذه المتابعة، نعرِض لموضوعة بحثيَّة للدَور الذي لعبه داؤد رمو الشورجي في النشاط المسرحي الذي شهِدَته بخديدا في سالف الأيام.

 يكتب الدكتور بهنام عطا الله، بحثاً منشوراً على صفحات ( صوت بخديدا ) في عددها الثاني الصادر في أيلول سنة 2003.

 

      

 

{ مسرحية يوسف الصديق من تأليف المعلم داود رمو الشورجي وتمثيل مارزينا القس موسى بدَوْر فوتيفار ونخبة من أبناء بخديدا }

داود رمو الشورجي

ولد في بخديدا (قرة قوش) عام 1917 ، وبعد إكماله الدراسة الإبتدائية بتفوِّق دخل معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل، ثم تركه. تخرج في إعدادية الموصـل للبنين والبنات عام 1936، ثم دخل الدورة التربوية المفتوحة في نفس العام، وبعد تخرجه فيها، عين معلما في تلَّعفر بتاريخ 1/10/ 1939 ، ثم نقل بعد سنة إلى مسقط رأسه بخديدا وعين مديراً لمدرسة قره قوش الأولى. كان يتقن اللغات : العربية والسريانية والفرنسية. يُعد بحق الرائـد في إخراج الفعاليات الفنية والمسرحية في قره قوش منذ عام 1939 إلى عام 1959، حيث أخرج المسرحيات الاتية :

 

(أنا الجندي) عام 1939 ، حيث يؤشر هذا التاريخ وقفة مهمة في تاريخ الحركة المسرحية في بخديدا، إذْ عُرضت أثناء أول احتفال رياضي مدرسي في بخديدا ، إشترك في أداء أدوارها المعلمون والطلاب ، ويرجع باعث هذا الاهتمام ، إلي تشكيل نظام الفتوة في المدارس بدلاً من الكشافة؛ والذي أخذ على عاتقه إقامة الحفلات والسباقات الرياضية والفعاليات المنوَّعة، في المناسبات الوطنية والدينية.

أما المسرحية الثانية التي أخرجها المرحوم داؤد الشورجي فهي مسرحية (يوسف الصديق) أو (مشاهد الفضيلة) ، وهي من تأليف المطران سليمان الصائغ (1886-1961) ، التي كانت المحاولة الثانية حيث مُثلت على المسرح بين عامي ( 1947-1948 ) .

وتبقى مسرحية (رأس الشليلة) العمل المسرحي البارز في هذه الفترة  وهي من تأليف الفنان يوسف العاني (**)، أعدَّها وأخرجها المرحوم داؤد الشورجي عام 1959 ، ومُثلت على المسرح لمناسبة الذكرى الأولى لقيام ثورة  14تموز 1958 المجيدة ، حيث كان الإقبال الجماهيري عليها كبيراً جداً ، ويرجع السبب الرئيس في ذلك، إلى الإعداد والتنظيم  الجيدين .

 فضلاً عن هذه المسرحيات فقد شارك في إعداد العديد من الفعاليات الفولكلورية والشعبية التي شارك بها في المناسبات الوطنية والاستعراضات الرياضية التي كانت تقام سنوياً في بخديدا.

وتبقى مسرحية (رأس الشليلة) العمل المسرحي البارز في هذه الفترة وهي من تأليف الفنان يوسف العاني (**)، أعدَّها وأخرجها المرحوم داؤد الشورجي عام 1959 ، ومُثلت على المسرح لمناسبة الذكرى الأولى لقيام ثورة  14تموز 1958 المجيدة ، ، حيث كان الإقبال الجماهيري عليها كبيراً جداً، ويرجع السبب الرئيس في ذلك، إلى الإعداد والتنظيم الجيدين .

/////////////// داؤد الشورجي///////////////

 

هوامش وتعليقات

(*) لمزيد من المعلومات انظر: كتاب (النشاط المسرحي في قره قوش البدايات وآفاق التطور تأليف د. بهنام عطاالله ، مكتب الفادي 2002 ).

(* *) لمسرحية (راس الشليلة) ذكريات خاصَّة عندي حيث كنت ما أزال طالباً في الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد؛ فقد شهد العام 1952 نشاطاً سياسياً كبيراً على عموم البلد. وكان لطلبة الثانويات والمعاهد والجامعات دوراً بارزاً فيه.

على صعيد معهد الفنون الجميلة (في بنايته الواقعة قبالة البلاط الملكي في الكسرة آنذاك)، تم تنسيب حقّي الشبلي أستاذ التمثيل مفتِّشاً للنشاط المدرسي في وزارة المعارف، بناءً على طلبِه. وبهذا جرى إستخدام الفنان إبراهيم جلال (مدرِّساً) للتمثيل في المعهد. كان عميد المعهد بالوكالة عزيز سامي (مدرِّس جغرافيا في المرحلة المتوسطة!) وبقي الأستاذ حنا بطرس في موقعه معاوناً للعميد، إضافةً إلى مهامه التدريسية للموسيقى.

في الفصل الثاني من ذلك العام قدَّم قسم التمثيل عرضاً مسرحياً على مسرح المعهد إشتمل برنامجه على مسرحيتين شعبيتين ناقدتين، هما ( راس الشليلة ) و( محامي زهكان )، تأليف وإخراج وتمثيل يوسف العاني، مع زملائه الفنانين سامي عبد الحميد، محمد القيسي، وآخرون لا تحضرني أسماؤهم. حضر خليل كنَّه وزير المعارف آنذاك راعياً للحفل. تابع مشاهدة العرض المسرحي، وقبل إنتهاء المسرحية الثانية نهضَّ بعصبيَّة ممتعضِناً من الأفكار السياسية المضمَّنة غمزاً ولمزاً في كلا المسرحيتين، وإعتمر ( السِدارة ) على رأسه وغادر المكان بنظرة غاضبة متوعِّدة.

 

يوسف العاني اليوم

 

يوسف العاني وزينب من فيلم .. سعيد أفندي

بعد أيامٍ، صدرت الأوامر الوزارية القاضية بـ :

1.      إعادة عزيز سامي إلى وظيفته مدرِّساً في المرحلة المتوسطة،  

2.      فصل إبراهيم جلال من الخدمة،

3.      إحالة حنا بطرس إلى التقاعد (مع توجيه كتاب شكر)،

4.      فصل الطلبة من الدراسة في المعهد: يوسف العاني، سامي عبد الحميد والآخرين الذين شاركوا في العرض المسرحي. وغيرها من العقوبات الأمنيَّة.

5.      تعيين عازف الكمان الشريف محمد أمين حيدر (شقيق الشريف محي الدين حيدر) عميداً للمعهد.

6.      إعادة حقي الشبلي معاوناً للعميد، رئيساً وأستاذاً لقسم التمثيل.

 

وهكذا أُسدِل الستار ( مؤقَّتاً ) على راس الشليلة وأصحابها، وذهب من ذهب، ورحل آخرون، وبقي المسرح مدرسةً للشعب