الفن الإفريقي في أياقين وتماثيل العذراء
الفن المقدَّس، هكذا حدَّده المجمع الفاتيكاني الثاني، فأفرد له جزءً خاصّاً، كما أفرد جزءً آخراً للموسيقى المقدسة.
يسوع والعذراء مريم، ينظرها الناس من خلال وجوههم وأشكالهم. فنحن أقوام بلاد النهرين، وإنْ كنَّا ساميِّين، نراهم على مِثالِنا من حيث الملامح والسيماء والمحيَّا. وكذلك هي الحال عند الأقوام الأخرى، فلا عجب إذا رأينا صورة أو تمثالاً للعذراء بالملامح الهندية أو اليابانية، وهكذا الزنجية السوداء. لأن كلَّ الأقوام يعتبرونا أمّاً لهم.
هنا أعرض لصورة كنيسة (سيِّدة إفريقيا Basilique Notre-Dame d Afrique ...) الواقعة على قمَّة تل في مدينة الجزائر العاصمة مطلَّة على ساحل البحر، وهي بناء فخم على الطراز الأندلسي. وحال دخولنا إلى باحة الكنيسة يشاهدنا تمثالٌ ضخم للعذراء مريم متوسِّطاً المكان؛ وحين نتمعَّن بسيماء وجه التمثال نجده وجهاً لسيدة إفريقية سوداء. فهي شفيعة الجزائر. يؤُمُّها الزوّار من المسيحيِّين من بلدان أوربية ومن أهل البلاد، بشكلِ حَجٍّ دائم الزيارة والحضور، وبخاصة في مواسم السيدة العذراء، حيث تُتلى الصلوات والأدعية – غالبيتها باللغة الفرنسية، على يد الكهنة والرهبان والراهبات.
ونقرأ على واجهة المذبح الكبير، كتابة بالفرنسية تقول أيتها العذراء صلِّي من أجلنا ومن أجل المسلمين كنتُ قد زرتُها شخصياً أثناء إحدى زياراتي لبلدان المغرب العربي.
باسم.
|