لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

القداس السرياني

 وفيما هم ياكلون أخذ يسوع خبزا  وبارك وكسر وأعطى التلاميذ  وقال :خذوا كلوا ,هذا هو جسدي.

وأخذ كاسا وشكر وأعطاهم قائلا : أشربو منها كلكم .لان هذا هو دمي للعهد الجديد الذي يهراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا ( متى 26 -26-28) أصنعو هذا لذكري ( لوقا 19:22)

 

هكذا بدأ القداس .. في عشاء يسوع الاخير حيث أستبدل الفصح القديم بفصح ذاته وجعل من دمه المسفوك لآجل فداء العالم عهدا جديدا يقطعه باسم الله ابيه مع البشرية المتجددة  وعملا بوصيته اجتمع المسيحيون الاولون حول الرسل منذ البدء لتجديد كسر الخبز (أعمال 46,42,2) ومنذ البدء  أيضا رأوا في هذا الكسر  تجديدا لذكرى المسيح المتالم والناهض من  بين الاموات ربا ومخلصا حيا ليحيى البشرية  وينهضها الى بنوة الله الجديدة

 

كما راوا في الخبز المكسور  والخمر المهراقة  في الاحتفال الاوخارستي  سر جسدة ودمه  المقدمين ذبيحة رضى واستغفار وسلام من أجل خلاص  العالم  وبتناولهم  أياهما  اشتراكا سريا بحياته  واندماجه روحيا  بشخصه . وايذانا بمجىء الرب الاخيري , ديانا ومالكا ملكا  ابديا وليس مجرد خبز وخمر عادين . هذا ما تسلمه بولس , وهذا ماسلمه لتلاميذه كما جاء في رسالته الاولى الى أهل قورنثية :-

 

اني تسلمت من الرب ماسلمته اليكم , وهو أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزا وشكر  ثم كسر ة وقال  : هذا هو جسدي انه من اجلكم  أصنعوا هذا لذكري  وصنع مثل ذلك على الكاس  بعد العشاء وقال : هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي .كلما شربتم  فاصنعوه لذكري

  

تتالف رتبة القداس السرياني من  اربعة اقسام هي :-

1- القسم التحضيري

 

2- قداس الموعوظين

 

3-قداس المؤمنين

 

4-القسم الختامي

 

يعتبر القسمان الثاني والثالث العنصرين الجوهريين في القداس  وتجدر الاشارة الى أن القداس  السرياني هو محاورة  بين الكاهن والشعب  يكون فيها دور الشماس كدور  " عريف الحفل "

 الذي ينشط وينبه ويعلن  وهذا مايضفي على القداس  طابعه الجماعي

 

أولا : تحضير القداس والتقدمة :

 

كان هذا التحضير من أختصاص الشماس الانجيلي وكان يتم قديما على مذبح جانبي قبل أن يؤتى  بالتقادم  الى المذبح الرئيسي باحتفال  . وكان يتم في السر وعلى مرحلتين : تدعى الاولى خدمة ملكيصادق  لان الكاهن  يقدم  فيها الخبز والخمر والمهيئين للذبيحة كما فعل ملكيصادق  على ماجاء في الكتاب المقدس , عندما أستقبل  ابراهيم  أبا المؤمنين وقدم له الخبز والخمر ( تك 19:18:14) وقد راى الاباء في ملكيصادق رمزا الى المسيح  وفي الخبز والخمر اللذين قدمها رمزا الى القربان .

 

تنم رتبة ملكيصادق والكاهن في ثوبه الكهنوتي  الخورسي ( الجبة ) وتبدا بصلاة المدخل وتهيئة القاربين ونشيد النور  حيث تضاء الشموع ونشيد الدخول

 

خدمة هارون

 حيث يتشح الكاهن  بحلة كنيسة خاصة ( البدلة ) للدلالة على قدسية الخدمة التي يقوم بها  ثم يعود الى المذبح  ليبخر  التقادم  والمذبح , كما كان يفعل هارون بحسب سفر الاحبار

وهو يتلو صلوات خاصة . وكان الكاهن في السابق  ينتعل حذاء" خاصا  في القداس  ولازالت العادة جارية في بعض الكنائس الشقيقة

أما استعمال البخور  فعريق جدا ويرمز الى ارتفاع صلاة المؤمن الى الله كالرائحة الزكية والتماس ورضاه

 

هذا القسم قد تقلص في كتاب رتبة القداس الجديد المعمول به حاليا منذ 1978  ( طبعة البطريرك حايك ) ويدعوه  الخدمة الاولى  :تهيئة القرابين  ويتضمن أتشاح الكاهن بحلة القداس  ثم صلوات الابتداء  امام المذبح وتقدمة الخبز والخمر  - ويمزج الكاهن الخمر بقليل من الماء رمزا الى مشاركة المؤمنين وانضمامهم الى ذبيحة المسيح وهي في الاساس دلالة الى الماء الجاري من جنب المسيح مع الدم على الصليب  ويبقى الماء نفسه رمزا للروح .ثم ياتي ذكر القديسين وذوي قربى الكاهن المقدس والنية التي من اجلها يقدم الذبيحة وكل من يريد الكاهن ان يذكره  

 

ثانيا : قداس الموعوظين  

ويقصد بكلمة  الموعوظين  أولئك  المقبلين الى الدين المسيحي ولم تكتمل تنشئتهم  المسيحية بعد  فهم في مرحلة الاستعداد ليوم اقتبالهم  العماد المقدس وانخراطهم الكامل في جماعة الاخوة .وكانت تنشئتهم  تمتد  على ثلاث سنوات , وكان يحق لهم الاشتراك مع المعمدين بالجزء التعليمي  من القداس  الذي يمتد الى ما قبل تلاوة قانون الايمان  ويشتمل هذا القسم على مانسميه ليتورجيا الكلمة  وتتضمن :

 قراءات العهد القديم       ---- قرءات العهد الجديد   -- الموعظة

  

ثالثا :قداس المؤمنين

 ودعى  كذلك لآن المؤمنين المعمدين وحدهم كان يحق لهم الاشتراك فيه  ويجري على النحو  التالي

صلاة الدخول  والاستغفار : بعد قراءة الانجيل (والموعظة ) يتنصب الكاهن أمام المذبح  باسطا ذراعيه  لتلاوة "صلاة الدخول " وقد سميت كذلك لآن الشمامسة  كانوا يدخلون الهيكل وهم حاملون الخبز  والخمر قبل وضعهما على المذبح

 رسم المبخرة :

بعد صلاة الاستغفار  يرسم الكاهن بيده ثلاث صلبان  على المبخرة  وهو يقدس اسم الاب والابن والروح القدس وفي تقديسه يمسك كل مرة بسلسلة من سلاسل المبخرة الثلاث

 قانون الايمان :

 يدعو الشماس جماعة المؤمنين الى الوقوف  ويعلن الكاهن  وهو متجه نحوهم في باب  الهيكل  بصوت جهير الكلمات الاولى من قانون الايمان  نؤمن باله واحد   فيستلمه منه المؤمنون  ويتلونه  سوية بحسب  النص الذي اقره مجمه نيقية عام 325 ميلادية  وفي اثناء التلاوة  يغسل الكاهن أنامله رمزا الى النقاوة التي بها ينبغي  أن يقدم الذبيحة الالهية  الطاهرة .

 تبادل السلام :

يتلو الكاهن  صلاة السلام ( وسائر صلوات القداس) باسطا ذراعيه . ويتم تبادل السلام  أذ يتعانق الكاهن والشماس  ثم ينقله الشماس الى المؤمنين

 التقديس :

يدعو الكاهن المؤمنين  ليرتفعوا بعقولهم وقلوبهم الى الله استعدادا لمجىء المسيح  في الايمان في القربان .وبعد أن يذكر مراحل تاريخ  الخلاص يشكر الله باسم شعبه على جميع انعاماته  ثم يرفع صوته باسطا ذراعيه وناظرا الى السماء ليرى بعين الروح  حركة الملائكة  غير المنقطعة  لتأدية التسبحة والمجد والوقار والواجب لعظمته تعالى . فيجيب الشعب قدوس . قدوس . قدوس

 التي تتكون من تسحبة الساروفيم والكاروبيم التي جائت في رؤيا أشعيا  ومن هتافات  الجماهير لدى استقبالها يسوع على ابواب اورشليم  ويدخلنا ذلك في جو الرهبة  والاستعداد اللازمين  في حضرة المسيح الذي نختبر حضوره بالايمان في الخبز والخمر  بتلاوة كلمات التقديس (الكلام الجوهري ) وهي الكلمات نفسها  التي قالها الفادي يسوع  في العشاء الاخير عندما ناول الخبز والخمر لتلاميذه قائلا

 خذوا كلوا هذا هو جسدي , خذوا اشربوا هذا هو دمي

دعوة الروح القدس :

هو جزء مكمل لكلمات التقديس  يدعو فيها الكاهن الروح القدس  لينير عيون ايماننا ونتناول الرب في هذا الخبز وهذه الخمر

 الطلبات :

يمكن تلاوة طلبات معينة

الكسر ( القصي ):

 بينما ينشد الشعب أو الجوقة  أو الشمامسة ترتيلة يقوم الكاهن بكسر البرشانة ووضع جزء منها في الكاس كرمز الى وجود المسيح بيننا في الاوخارستيا في حالة ذبيحة تكفيرية  ومزج الخبز بالخمر ورشمهما  ببعضها كرمز الى أن المسيح الذبيحة لازال حيا بيننا ( أتحاد الجسد بالدم ) وهكذا يتم سر الفصح الذي هو سر عبور  المسيح من الموت الى الحياة , ذلك الحمل الذبيح الذي به يتم سر أنتقالنا نحن من الموت الى الحياة  ويقوم الكاهن بهذه الحركات  الدقيقة وهو يتلو بصوت خافت ابتهال مار يعقوب " يارب ابا الحق " ويختمه بمناجاة  " ياحمل الله " التي نراها في كثير من الطقوس

 الصلاة الربية :

 يؤهلنا المسيح الحاضر بيننا لآن ندعو الله " أبا " فنرفع قلوبنا بالتقديس والتمجيد والاستغفار  استعدادا للتناول

 الرفعة :

بعد أعطاء البركة للشعب  للمرة الثالثة يرفع الكاهن  " الاقداس " مناديا " الاقداس للقديسين " مشيرا بذلك الى القداسة التي بها  ينبغي أن نتقدم  من سر الايمان والتقوى

 التناول :

بينما يرتل الشعب  أبيا تا استعدادية  للتناول ينزل الكاهن الى اسفل المذبح ويستغفر الاخوة بحركة يديه المنبسطتين  نحوهم قبل تناوله الجسد والدم

 

الشكر والانصراف :

 بعد مناولة المؤمنين يتلو الكاهن صلوات الشكر أعترافا بجميل الرب الذي أهل المؤمنين للاشتراك في الاسرار المقدسة  ثم يصرف الاخوة  وكأني به حين يقول لهم " أمضوا بسلام وأنتم فرحون ومسرورون " يطلقهم الى العالم ليحملوا اليه المسيح الذي غمرهم  بحضوره ويبلغوه  بشرى انجيليه السارة التي تنعكس على وجوههم  وفي كلامهم فرحا وسرورا

 رابعا القسم الختامي

 

ويدعى خدمة الغسل  اذ أن الكاهن ,بعد أن يصرف المؤمنين  يغسل الاواني المقدسة  ثم يودع المذبح مقبلا اركانه الثلاثة

اعداد : بشار بهنام باكوز

 من كتاب رتبة القداس بحسب طقس الكنيسة السريانية الانطاكية –المطران جرجس القس موسى