لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

السريان: شهود للكلمة حتى أقاصي الارض

  المحتويات

نبذة عن تسمية السريان وتأسيس الكنيسة السريانية في القرن الاول الميلادي ثم الاضطهاد الذي حدث لهم على يد الدولة العثمانية وهجرتهم الى مناطق متفرقة في العالم ومنها امريكا الشمالية ثم تاسيس الارساليات في امريكا الشمالية ومن بعدها اصدار مرسوم حبري بأقامة ابرشية للسريان الكاثوليك في امريكا الشمالية . فالتاريخ هو فن جليل للغاية من خلاله يمكن معرفة أخبار الاولين والكشف عن اعمالهم ولكي نتمكن أن نقيس انفسنا اليوم لابد لنا من أن نتعرف قليلا على تاريخ من سبقونا من السريان الى هذه البقعة من العالم

 

 شىء من التاريخ

 جاء في كتاب ذخيرة الاذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان للمؤلف القس بطرس نصري الكلداني في الصفحة 26 مايلي

 ((سميت الكنيسة سريانية ولو أن أهاليها كانوا يدعُون في هذه البلاد كلدانا واراميين وبابليين واثوريين لانه عندما تداول الزمان على الدولة الكلدانية  صار اسم الكلدان كناية عن الماهرين في علم الهيئة وملاحظة النجوم وبعد ذلك استعير للدلالة على العرافين والمشتغلين  في الكهانة والفال المحرم  فلما استضاء أهالي هذه البلاد بنور الايمان  المسيحي رفضو هذا الاسم  لما فيه من الكراهية في الدين  وبسبب هذا الاعتبار أو مايقاربه  هجرو ايضا  تسمية الاراميين  والاثوريين والبابليين  لانها كانت تشير الى اصحابها الاولين  عبدة الاصنام  مثلما نرى ان بولس الرسول  يستخدم كلمة يوناني للدلالة على الوثني  وربما ان سبب استخدام تسمية السريان منذ البدء كانت بسبب انتشار الديانة المسيحية في بلاد سورية  وكان الرسل الذين نادوا بالايمان المسيحي في قلب سورية )) اذا تسمية السريان كانت تدل على كل شعوب المنطقة من الاراميين والكلدان والاثوريين والبابليين الذين اعتنقوا المسيحية  في القرن الاول الميلادي

 

  تاسيس الكنيسة السريانية في القرن الاول الميلادي 

 في حدود  السنة 38 للميلاد  برح بطرس رئيس الرسل بلاد فلسطين قاصدا أنطاكية وفيها من السكان 500 الف نسمة ونصّر فيها الكثيرين من أهاليها. فحنق عليه تاوفيلس الوالي والقاه في السجن . ثم أمر بحلق شعر راسه ويبقى فيه شكل أكليل مستدير علامة للاستهزاء . ثم أخرجه من السجن وعرض عليه أن يبعث ابنه من قبره فقصد بطرس نحوه وصاح به قائلا : قم باسم يسوع  المسيح فقام الميت حًيا فدهش الوالي وأمعن بالحق وتنصر وظل بطرس سبع سنوات في انطاكية يدبر الكنيسة وأسس فيه الكرسي الاسقفي الذي شملت سلطته البيعية جميع كنائس الشرق  ثم انطلق الى رومة في حدود 45 ميلادية. وقد نصب بطرس خلفا له اوديوس ثم جاء خلفا له اغناطيوس النوراني عام 79 ميلادية

 وكانت تمتد كنيسة انطاكية السريانية من سورية حتى بعض مناطق من الهند وكانت تعتبر دمشق عاصمة السريان 

ثم بعد ذلك تاسست كنائس تكريت والمدائن وميشان فرات والرها ودمشق وحدياب وبيث جرمي وبيث زبدي ودير مارمتي ونوهدرا ومن المعلوم انه حدث انقسام في الكنيسة  واليوم  لدينا  الكنيسة السريانية الكاثوليكية والارثوذكسية بالاضافة الى كنيسة السريان الموارنة الكاثوليك

  

الاضطهاد والهجرة

 عندما قامت الدولة العثمانية باضطهاد الارمن والسريان والكلدان والاشوريين  في بلاد اسيا  الصغرى بدات هذه الاقوام البشرية المسالمة تشق طريقها عبر الجبال الوعرة وقساوة الظروف الطبيعية فاستقر الحال بها في مناطق من شمال العراق وسورية ولبنان وفلسطين وبسبب رابطة العقيدة الواحدة التي كانت تربط هذه الاقوام مع السكان القاطنين  هذه البلاد المذكورة استطاعت التاقلم وتحدي الصعاب وشقت طريق حياتها من جديد  واصبح تواجد معظم هذه المجموعة السكانية من كركوك الى الموصل والمناطق المحيطة بها مرورا بشمال العراق والحسكة ودير الزور والقامشلي الى حي السريان في لبنان و فلسطين والاردن ومصر   

وبسبب توالي الحروب من الحرب الكونية الاولى الى الثانية وحروب العرب مع اسرائيل ومرورا بحرب الخليج الاولى والثانية والوضع القائم لحد الان نشاهد ان السريان اسوة بباقي الاقوام البشرية نزحت من مناطق تواجدها  وبدات تشق طريقها ولكن هذه المرة عبر البحار السبعة كما يقال وهكذا وصلت المجموعة الاولى من السريان الى امريكا الشمالية في حدود عام 1890 اي قبل حوالي مائة وعشرين سنة

 

السريان في امريكا الشمالية

 

الجالية السريانية في امريكا الشمالية هي من الجاليات الشرقية القديمة التي قدمت الى هذه البلاد حيث يعود تاريخ اول هجرة الى حوالي سنة 1890 ميلادية

ويقال ان عوائل من اصل سوري وعراقي وصلت الى منطقة جاكسنفيل في الولايات المتحدة  وتمركزت في مركز المدينة وان مجموعة اخرى قصدت كندا ايضا حيث قامت هذه الجماعات بمزاولة اعمالها  وبدات تشق طريقها في الحياة  في بلاد الانتشار ( أرض المهجر )  وقد حدث انفصال عن الجذور بسبب بعد المسافة وقلة وسائل الاتصال الا أن الكثير من الاحفاد لازالوا يتذكرون اصولهم السريانية الشرقية وهم ملتزمون لحد اليوم بالارتباط بكنيستهم

وتجدر الاشارة الى ان قسما كبيرا من الذين قدموا في تلك الفترة لم يكونوا عارفين انهم وصلوا الى الولايات المتحدة او كندا حيث كانت السفن تاخذهم الى حيث لايدرون . فالبعض منهم كان يعتقد انه في البرازيل او الارجنتين او اي بلد اخر. أن كل ماكانوا يعرفونه هو انهم قصدوا بلاد بعيدة تبعد سبعة بحار عن بلدهم الام

أن الهجرة مستمرة لحد هذا اليوم وذلك بسبب عدم الاستقرار في الشرق.

 

الأرساليات

 كانت المصاعب تواجه المهاجرين  يوميا  فاللغة كانت تمثل أهم واكبر المشاكل وكذلك التاقلم في المحيط الجديد الذي سكنوه وبسبب طبيعة الاعمال التي كانوا يزاولونها والى غير ذلك من الصعوبات

 وكشرقيين متاصلين في جذوركنائسهم  كان لغياب الكنيسة التي ترعرعوا فيها  الاثر البالغ  في حياتهم . أن معظم المهاجرين كانوا من ابناء القرى والمدن الصغيرة  ممن تربوا في أحضان الكنيسة ونشأوا في ساحاتها  متغذين  بتعاليم وروحانية المشرق ومن اجل المحافظة على هذه الروحانية وهذه الطبيعة  المشرقية في  حياتهم وحياة ابنائهم الجيل الجديد  الذي ولد في المهجر  كانت الفكرة  لتاسيس وبناء الارساليات  في كل مدينة يتواجد فيها تجمع  سرياني

فعلى سبيل المثال  قدم الاب شمعون اليازجي عام 1936 الى مدينة جاكسنفيل  في زيارة الى الاهل والاقارب واستمر يخدم النفوس حتى توفى عام 1970  وهكذا ولدت هذه الارساليات  في كل من  جاكسنفيل وديترويت وتورنتوا ولافال ومونتريال  ولوس انجلوس ونيوجرسي وشيكاغو وبنسلفانيا  الى ان صدر قبل اكثر من عشرة اعوام مرسوم حبري  بانشاء أبرشية للسريان الكاثوليك في امريكا الشمالية   بأسم ابرشية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في الولايات المتحدة وكندا  وتم أختيار الخور أسقف جوزيف يونان  من قبل الكرسي الرسولي مطرانا لهذه الابرشية الجديدة بعد رسامته الاسقفية في السابع من كانون الثاني 1996 ميلادية

 

اولا :  رعية ماريوسف – تورنتو – كندا

يقوم بخدمة هذه الجالية من عام 1997 لحد اليوم الاب يوسف عبا وهو من مواليد العراق والذي يشهد له القاصي والداني فقد شهدت هذه الرعية تقدما ملموسا ونشاطا نادرا وذلك بالتعاون مع اعضاء مجلس الرعية الذين يساعدون الكاهن في أدارة شوؤن  الرعية  كما قام بتاسيس نادي للشباب لتعميق الايمان المسيحي في قلوبهم وانماء الحكمة والتعمق بالتراث الشرقي كما تصدر الرعية نشرة الكلمة الشهرية  ونشرة اخرى للشباب باللغة الانكليزية بالاضافة الى نشاطات اخرى متفرقة

 

ثانيا :   ارسالية سيدة الانتقال  - لافال- كندا

 

تاسست هذه الارسالية عام 2003 وقد كان للكنيسة الكاثوليكية اللاتينية دور بالغ في انشاء هذه الارسالية  حيث  استقبلوا ابناء الارسالية الجديدة بحفاوة يقوم بخدمة هذه الارسالية الاب ريشار ظاهر وهو من مواليد لبنان

تعد الارسالية اليوم حوالي مائة عائلة ولديهم كنيسة خاصة بهم ويقوم مجلس الرعية المؤلف من بعض القدامى الذين يتميزون بالالتزام والتفاني بالايمان بمساعدة الكاهن في ادارة شوؤن الرعية ولديهم نشاطات مختلفة من سهرات انجيلية للشبيبة وحلقات دراسية ولقاءات روحية وفعاليات اخرى متنوعة وترفيهية

 

ثالثا : رعية مارتوما الرسول في - مشيكن

 

يقوم بخدمة هذه الرعية المنسنيور توما عزيزو النائب الاسقفي العام للابرشية كما قدم الى هذه الرعية وبطلب من سيادة المطران مار أفرام جوزيف يونان السامي الاحترام  حضرة الاب صفاء حبش ليكون كاهن مساعد لخدمة الجالية وابنائها  بالاضافة الى مجلس الرعية الذي عادة ينتخب من قبل ابناء الرعية  وقد  كانت الشرارة الاولى التي الهبت حماس البعض والبذرة الصغيرة لنشأة الرعية  في ديترويت عام 1982  عندما قدم الاب توما عزيزو  لزيارة  بعض المعارف والاصدقاء وعندما لمس حاجة المؤمنين الى حضور وسماع  القداس السرياني اطال فترة بقائه الى ان استطاع ان يجمع عناوين اكثر من ستين عائلة

 في عام 1986 ارسل غبطة البطريرك المثلث الرحمة انطون حايك الاب فواز ايوب كاول كاهن لهذه  الرعية وبعد فترة قصيرة قدم الاب منصور متوشا  الذي خدم بكل همة ونشاط حتى عام 1989  الى حين قدوم الاب توما عزيزو

 اليوم تعد رعية مارتوما الرسول اكثر من 350 عائلة حسب سجلات الكنيسة ويهتم المنسنيور توما عزيزو بكافة النشاطات كما تصدر الكنيسة نشرة السراج الشهرية

 وحسب أخر الاحصائيات فأن مايقارب 30 بالمائة من هذه الرعية قدموا من بخديدا عين الكنيسة السريانية اليمنى خلال الفترة مابين 1973 ولحد اليوم

 

 

رابعا : رعية سيدة النجاة في نيوجرسي

 

في عام 1985 ارسل غبطة البطريرك المثلث الرحمة انطون حايك الاب جوزيف يونان ( راعي الابرشية حاليا ) ليتفقد احوال الجماعة الموجودة في هذه المدينة ولان غبطة البطريرك كان قد زار هذه الجماعة في عام 1966 عندما كان حينها مطران حلب وكان قد جمع عناوين اكثر من 300 عائلة سريانية لذلك وبعد الاتكال على الله بداء الاب جوزيف يونان رسالته يبحث عن ابناء الكنيسة ويزورهم في اماكن العمل في وسط منهاتن - نيويورك وبنعمة الرب تم عقد اللقاء الاول مع الجماعة وبحضور المطران يوسف المنير الذي كان قد وصل لاحقا ومعه كتاب تعيينه من روما زائرا رسوليا على السريان الكاثوليك في شمال امريكا

 انبثق عن اللقاء لجنة تاسيسية مؤقتة لموازرة الكاهن في انطلاقته الاولى وبعد فترة تم اختيار اسم العذراء مريم شفيعة للجماعة تحت اسم سيدة النجاة الاسم الغالي على طائفتنا السريانية منذ اتحادها مع الكرسي الرسولي في عهد المثلث الرحمات البطريرك ميخائيل جروة الذي التجأ الى لبنان عام 1784 هربا من الاتراك حاملا ايقونة للسيدة العذراء التي مازالت محفوظة الى يومنا هذا في دير الشرفة , درعون – حريصا

وتقام كافة النشاطات الدينية والاجتماعية ايضا في هذه الرعية .

 

خامسا : رعية مار افرام – جاكسنفيل – فلوريدا

 

أقدم الجاليات السريانية في الولايات المتحدة منذ عام 1890. خدم هذه الجالية الاب شمعون اليازجي منذ عام 1936 الى حين وفاته عام 1970

ثم الاب اندراوس شاشي الذي خدم منذ عام 1971 والى حين وفاته عام 1986

ثم قصدها سيادة المطران يوسف منير مكلفا من قبل غبطة البطريرك وبصفة رسمية وبعد فترة من خدمة الاب فواز ايوب تم تعين الاب منصور متوشا في خدمة الرعية  لغاية عام 1997 حيث تم تعين الاب سلوان تبوني كاهنا للرعية ولايزال في خدمتها

تتكون هذه الرعية من حوالي 250 عائلة وتم افتتاح كنيسة مار افرام الجديدة حيث تتسع الكنيسة لاكثر من 450 شخصا مع دار الخورنة وقاعات للمناسبات

 

سادسا  : رعية قلب يسوع الاقدس – لوس انجلوس – كاليفورنيا

 

تاسست هذه الرعية عام 1990 على يد الاب جوزيف يونان ( اليوم راعي الابرشية ) حيث كان سيادته بين الحين والاخر  يقوم بزيارة العائلات السريانية القاطنة ولاية كالفيورنيا وكان يقيم القداس بعد التنسيق مع الكنائس الكلدانية والمارونية والملكية واحيانا اخرى كان يقيم القداس في بعض المنازل لعدم توفر الكنيسة

استمر الاب جوزيف بخدمة  الرعية حتى عام 1995 حيث انتخب مطرانا للابرشية وبعد خدمة مؤقتة للابوين برنارد انطون وهيثم زلو تم تعيين الاب يوسف حبش في يوم 26 اب 2001  كاهنا للرعية ومازال يخدم فيها بكل همة ونشاط كما كان أجداده اباء الكنيسة في بخديدا من ال حبش

( القس بهنام والقس يعقوب والقس جبرائيل والقس ايليا والخوراسقف انطون ) .

 

سابعا : ارسالية ام الرحمة في النتاون – بنسلفانيا

 تقع مدينة الينتاون في شرق ولاية بنسلفانيا وتبعد مايقارب 85 ميل عن مقر الابرشية في نيوجرسي حيث تعيش جالية مشرقية كبيرة تركت وطنها ايضا ويقوم  بخدمة هذه الارسالية الاب باسم شوني الذي نال  الرسامة الكهنوتية  في ايار 2005

يقوم الاب باسم بنشاطات روحية واجتماعية مختلفة وقد قام بانشاء موقع الكتروني خاص بالارسالية كما يوجد مجلس راعوي يساعد الكاهن في ادراة شوؤن الرعية

  

 

اعداد : بشار بهنام باكوز

 

المصادر: كراس خاص بمناسبة الذكرى العاشرة لتاسيس الابرشية

 

التقويم السنوي لعام 2007

 

كتاب ذخيرة الاذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة  السريان للمؤلف القس بطرس نصري الكلداني