الأخ يوسف يونو عجم الراهب      دير مار انطونيوس .. بغداد .. الدورة

 

الرهبنة الأنطونية الهرمزدية والحياة الرهبانية

 المقدمة

الرهبان عملياً هم الذين دعموا المسيحية ونشروها بعد الشهداء، لأنه لما انقضى عهد الاضطهادات خلفوا الشهداء في عمل الشهادة بنوع آخر من الشهادة إذا صح القول، حيث تحملوا الصدمة الأولى بين العالم والمسيحية الطالعة على العالم، ذلك: لأن ليس قسطنطين الكبير هو الذي وطدّ المسيحية بالفعل بل أنطونيوس الكبير معاصره الذي صارع في البرية الإبليس في جهاد بطولي نهاراً وليلاً وجمع له آلاف الرهبان لنشر المبادئ والقيم الإنسانية والمسيحية في العالم ولا زال هؤلاء الرهبان يكملون عمله حتى يومنا هذا. وهو الذي حضر إلى الإسكندرية لمحاربة بدعة آريوس التي كانت تهدد الكنيسة آنذاك. وإلى الآن ذريته يعيشون من تراثه يكملونه في تقليد حي مستمر عبر رهبنات وأديرة متعددة. ونحن اليوم نعتاش أيضاً من تراث هؤلاء نتيجة صلواتهم وجهادهم. ولا مجال هنا لذكر ما حققوه في مختلف الأزمنة في تثبيت الحضارة وأحيائها وإعطاء الكنيسة القسم الأكبر من لاهوتها وطقسها ومدبريها القديسين العظام.

تسمية الرهبانية

تدعى رهبانيتنا بالأنطونية: نسبة إلى القديس أنطونيوس أبي الرهبان والذي يعتبر مؤسس الرهبانيات لأنه هو الذي وضع أسس القوانين الرهبانية وجعلها تعيش حياة جماعية مشتركة بعد أن كانت تعيش حياة التوحد والاختلاء. وتدعى بالهرمزدية نسبة إلى مؤسسها الربان هرمزد الذي سكن في جبال القوش وجمع له رهباناً من الطائفة وذلك في القرن السابع الميلادي وأسس له ديراً قائماً حتى يومنا هذا ويدعى باسمه.

شعار الرهبانية: في الشعار أشياء ورموز كثيرة منها

1- العكازة. القبعة. الصليب: والتي هي رموز تشير إلى حبرية الرهبانية وتوضح الامتياز الذي حصل عليه الرئيس العام للرهبانية منذ سنة 1853 عندما تم الاعتراف بقانونها من قبل الحبر الأعظم. ومنذ ذلك الحين أصبح للرئيس العام الحق بارتداء الملابس الحبرية في الاحتفالات الرسمية.

2- الكوكب النير في أعلى اليمين: والذي هو رمز يعبر عن العذراء مريم التي وضع الأنبا جبرائيل دنبو الرهبانية تحت حمايتها أثناء إعادة افتتاح دير الربان هرمزد وتجديد الحياة الرهبانية فيه بعد أن بقي معلقاً أكثر من 70 سنة.

3- النجمة البابلية في الوسط: وترمز إلى كون الرهبانية هي جزء لا يتجزأ من كنيسة المشرق الرسولية وبطريركيتها الملقبة ببطريركية بابل الكلدانية ويتوسطها الرمز (T) الذي يشير إلى استلهامها القوانين الرهبانية وشفيعها مار أنطونيوس أبي الرهبان.

4- النسر الذي يفرش جناحيه لحماية فرخيه على الجانبين: يرمز إلى القديس الربان هرمزد مؤسس الرهبانية في القرن السابع الميلادي ومستقى من نبوءة مار ميخا النوهدري. وكتب في أسفل الشعار رسالة الرهبانية بموجب قانونها: بالصلاة والعمل نبشر.

الحياة الرهبانية

هي تكريس الذات لخدمة الله والمجتمع بعد أن يجرد الراهب نفسه عن مغريات الحياة المادية وينقطع عن العالم ويمارس الصلاة والتأمل والعمل بالنذور الرهبانية الثلاثة الطاعة والعفة والفقر. ويختار الراهب هذه النذور كالمسيح الذي كان فقيراً وبتولاً ومطيعاً. هذه هي أسس الحياة الرهبانية وجوهرها، وهذا ما حاول الملايين من الرهبان والراهبات في المسيحية تطبيقه سعياً لخير الكنيسة وخلاص النفوس.

الحياة الرهبانية: هي طريقة في العبادة تنفرد بها المسيحية عن باقي الأديان. لذا: فهي تستحق من البحث والتنقيب عن جذورها وأساليبها ومتطلباتها. ويمكن تلخيصها بأنها تتفانى من أجل الله باعتبارها الحياة الدنيوية شيئاً زائلاً بالنسبة إلى الحياة الأبدية. فهي من وضع إلهي يبدأ بالمسيح، إذ هو الراهب الأول إذا جاز القول لأنه هو الذي علمنا الحياة الرهبانية وهو الذي وضع أسسها وأعلنها بالتطويبات وأثبتها لما دعى الشاب الغني الذي أكمل جميع وصايا الله دعاه لترك كل شيء وحمل صليبه واتباعه (مرقس 10: 21) .

وهكذا ومنذ البداية سار على هذا المنوال رسل المسيح وتلاميذه وبعض المسيحيين، بما فيهم عدد من النساء اللواتي كن يتبعن المسيح ويخدمن الرسل وهن مكرسات أنفسهن للخدمة، منقطعين عن العالم للصلاة والصوم والتحلي بالزهد وعدم الزواج كما قال المسيح: "من يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني". لذا: فليس الراهب إلا إنساناً مسيحياً ألحتّ عليه دعوته المسيحية بالسير وراء المسيح والعيش على نمط حياته.

واليوم: قليلون هم الذين يعرفون ما هي الحياة الرهبانية، فإما يجهلون كل شيء عنها وإما لديهم أفكار سطحية عنها أو أفكار خاطئة تجعلهم ينتقدونها. فهي مجال خاص يختلف عن مجالات الآخرين، أنها إمتداد للحياة المسيحية والإنجيلية إذ يعرض الرهبان والراهبات بأعمالهم اليومية ما أتاهم المسيح على الأرض من أعمال خلاصية متنوعة (أعمال طاعة وتعليم ووعظ وصلاة وشغل يدوي).

انتشرت الحياة الرهبانية في الشرق منذ القرن الأول الميلادي أما في بلاد ما بين النهرين فقد انتشرت في القرن الرابع حيث تشكلت بعض الجمعيات ضمّت هؤلاء الذين تركوا العالم وعاشوا حياة مشتركة تحت قوانين وأنظمة خاصة بهم عاكفين على الصلاة والعمل. وسرعان ما أصبحت هذه الأديرة مراكز للحياة الروحية، فعكف الرهبان على الدرس والتأليف ونشر المبادئ السامية وغايتهم أن يحملوا الله إلى حاضريهم.

وفي مصر ظهر القديسان العظيمان مار أنطونيوس ومار باخوميوس اللذان وضعا أسس الحياة الرهبانية في أشكالها الثابتة هذا اليوم وبعدها انتقلت إلى الغرب.

الرهبانية منذ تأسيسها عام 628 وحتى تجديدها

تأسست الرهبانية في القرن السابع على يد رجل أتى من بلاد فارس وعاش مع رهبان دير الربان برعيتا ثم انتقل إلى صومعة معتزلاً العالم لمدة 39 سنة وبعدها انتقل إلى القوش حيث جمع له الكثير من الشباب وأنضم إليه رهبان عديدون فنشأ الدير هكذا: من صومعة بسيطة في الجبل إلى صوامع عديدة حتى أصبح ديراً واسعاً. وخلال فترة قليلة اكتض الجبل بمئات الصوامع كأنها أعشاش قائمة هنا وهناك. وعندما ازداد عدد الرهبان دعت الضرورة إلى سن نظام معين تسير عليه هذه الجماعات ليعيشوا حياة جماعية.

ليس لنا في التاريخ ما يتيح لنا أن نتابع مسيرة الدير وازدهاره سوى خبر عن شفاء أعمى في القرن التاسع وهو أول ذكر للدير بعد فترة التأسيس. ولنا مصدر آخر من القرن العاشر وهو سيرة الربان يوسف بوسنايا حيث دخل الدير مع ثلاثة من أخوته ثم لحقت بهم والدتهم المترملة وقضى ثلاثين سنة في دير الربان هرمزد ثم تحول إلى دير مار إبراهيم القريب من قرية تني في العمادية نزولاً عند رغبة الربان موشي رئيس الدير. كما أن أخاه جبرائيل أصبح رئيساً للدير المذكور بعد وفاة يوسف عن عمر يناهز 110 سنة. وقد جرت حوادث دامية سقط جراءها أكثر من خمسة آلاف شخص وهجم أكراد حكاري على المناطق الآهلة بالسكان والديارات العامرة فالحقوا بهم أضراراً جسيمة وتشتت الرهبان بحيث خلت منهم الديارات وتهدمت كنائس ومزارات كثيرة وأبيدت منازل وقرى بكاملها فهاج الناس وتبددوا إلى كل مكان وهذه الكوارث كان قد تنبأ عنها الراهب بوسنايا في السنوات 958 و964 و965 ولا سيما كارثة 978 حيث الحوادث الدامية بين الحمدانيين والبويهيين الفرس. حتى استبتت الأوضاع أخيراً، وعاد الأهالي إلى مواطنهم والرهبان إلى دياراتهم.

وتذكر لنا سيرة الربان يوسف أن معلمه كان مارن زخا. وبعد أن توفي، أتخذ له الربان ايشوع من كوماني معلماً ومرشداً. وكان هذا الأخير قد تتلمذ بدوره على يد الربان يوحنا في دير الربان هرمزد. كما أن يوسف استرشد أيضاً لدى الربان شوحا ليشوع. وكان هذا أيضاً تلميذاً آخر للربان يوحنان، وحين أشار الرؤساء على الربان يوسف بأن يواصل دروسه، اتخذ له معلماً الربان سركيس كما تلقى العلم أيضاً على يد الربان شليمون تلميذ الربان سركيس. وبعد وفاة سركيس نرى يوسف يقصد الموصل مراراً ليتلقى العلم على يد الربان عبد يشوع وقد أصبح هذا بطريركياً لكنيسة المشرق.

وتشير سيرة الربان يوسف أنه كان للربان يوحنان تلاميذ آخرون هم الربان يونان وايشوع برنون وملكيشوع بينما اقتبل الربان بابوزا الإسكيم في دير الربان هرمزد. وكثيراً ما كان الرهبان يقصدون الربان أفنيمارن الذي كان يسكن في جبل قريب يدعى جبل جدرون.

وفي عام 1200 يرد ذكر الراهب الخطاط ايشوع الألقوشي الذي خط العهد القديم. وأيضاً الخطاط الراهب القس دانيال عام 1208 الذي كتب إنجيلاً طقسياً. وفي عام 1256 نجد عدة رهبان في دير الربان هرمزد يحضرون مراسيم تشييع الجاثاليق سبر يشوع. وتنقطع أخبار الدير في القرون الرابع عشر والخامس عشر.  والسبب هو ما قاساه الدير من محن ومصائب في هذه الفترات فكانت سنوات غزو وسلب ودمار وقتل منها هجمة تيمورلنك على بغداد والموصل سنة 1393 و1401 حيث تبدد الرهبان بعد أن أصاب النهب والخراب ديرهم. وبعد أن استقرت الأوضاع عاد الرهبان من جديد فأخذوا في عمران ديرهم. ثم ما لبثوا أن تشتتوا مرة أخرى سنة 1508 إبان هجوم رجال بارياق المغولي على القوش والمنطقة كلها.

ومنذ أواخر القرن الخامس عشر وحتى مطلع القرن التاسع عشر وفي دير الربان هرمزد هناك ذكر لتسعة بطاركة من عائلة بيت أبونا أولهم مار شمعون المتوفي عام 1497 وآخرهم البطريرك إيليا المتوفي عام 1804. وفي مطلع عام 1552 وقع اختيار الأساقفة والحزب المعارض للبطريرك شمعون برماما على الراهب يوحنان سولاقا بلو رئيس دير الربان هرمزد كبطريرك جديد لهم. وبذلك انتهت الخلافة التي كان يتوارثها جثالقة المشرق من عائلة بيت أبونا. ومنذ القرن السادس عشر اتخذ الدير أهمية كبيرة في تاريخ كنيسة المشرق. ونلقى المطران ليونارد هابيل موفد البابا غريغوريوس الثالث عشر إلى الشرق يزور الدير لمتابعة حركة الاتحاد بين كنيسة المشرق وروما. ويقدم تقريراً إلى البابا سنة 1587 يذكر فيه أن البطريرك إيليا يسكن الدير. وفي عام 1606رفع تقريراً إلى روما راهبان من رهبنة القديس باسيليوس من مسيحي مار توما في الهند أثر زيارتهما للعراق وفلسطين وروما ذكرا فيه بأن بطريرك كنيسة المشرق يقيم في دير الربان هرمزد وفي الدير حوالي مائتي راهب. وفي عام 1653 يترك البطريرك مار شمعون الدير إلى تلكيف أثر غزو المنطقة. وفي سنة 1666 يتهدم سور الدير بالزلزال، وهذا في زمن البطريرك مار إيليا. وفي سنة 1714 يترك البطريرك إيليا مقره في الدير متوجهاً إلى تلكيف من جراء الاضطرابات التي وقعت في منطقة العمادية. ولم يظل في الدير سوى خمسة رهبان. وارتفع هذا العدد إلى ستين راهباً في سنة 1722 في عهد الربان جبرائيل رئيس الدير. في سنة 1727 يهجر الرهبان ديرهم إلى كنيسة مار ميخا في القوش أثر هجمة يونس اغا. وتأتي الضربة القاضية والقاسية سنة 1743 حين اكتسحت جيوش نادر شاه طهماسب الإيراني القرى والديارات فأصاب الدمار والخراب الدير، ويبدو أن الدير ظل خالياً قرابة 65 عاماً أي حتى التجديد. عام 1808.

 الرهبانية: منذ تجديدها وحتى يومنا هذا

تسلسلت الحياة الرهبانية في دير الربان هرمزد بلا انقطاع حوالي 11 قرناً إلا أن الاضطهادات والهجومات البربرية حالت دون استمرارها. وأن هذه الحالة لم تدم كثيراً إذ تجددت بقدوم رجل فاضل من بلاد ماردين خلد أسمه في تاريخ الرهبنة وهو الأب جبرائيل دنبو الذي تمكّن بمساعيه الجبارة وجهوده الكبيرة أن يفتح ثانية دير الربان هرمزد ويجدد فيه الحياة الرهبانية وكان معه اثنان من الرهبان. وبدأ يكثر عددهم إذ جمع ما يكفي لإعادة تلك الحياة حتى بلغ عدد الرهبان في عهد دنبو الـ(100) مائة راهب رسم منهم (51) كاهناً خمسة منهم رسموا مطارنة وأحدهم انتخب بطريركاً هو مار يوسف السادس أودو (1847-1878). وهكذا بارك الرب هذه الرهبنة وأقبل إليها شباب كانوا كلهم روحاً واحدة وقلباً واحداً يتسابقون في ميدان البر والقداسة. وفي صيف 1827 قصد الأنبا جبرائيل روما لتثبيت قوانين الرهبانية وعاد بعد ثلاث سنوات ليعمل على توطيد دعائم الرهبانية ولكن هجمة ميركور حاكم راوندوز الشرسة على الدير والقوش أودت بحياة المئات ومن ضمنهم الأنبا دنبو وثلاثة رهبان آخرين وذلك يوم 15 آذار 1832. ودفن جثمانه في كنيسة مار ميخا في القوش ثم نقل إلى كنيسة الدير عام 1849 .

 دور الرهبانية في الكنيسة

ان للرهبانية دوراً كبيراً في كنيسة المشرق وذلك بسبب عمق الحياة الرهبانية فيها والتحلي بالكمال والقداسة وقد نشأت مدارس كثيرة قرب الأديرة، إذ كان الرهبان يؤكدون على الثقافة في حياتهم ولأن العديد منهم أصبحوا كهنة وأساقفة وبطاركة فأثروا على سير الكنيسة أجيالاً عديدة كما كان تأثيرهم كبيراً على الطقوس والصلوات. وليس خفياً على كل مطلع الدور الكبير الذي لعبته الأديرة في تاريخ هذا البلد الحضاري بعد انتشار المسيحية في الشرق وما قام به الرهبان من أعمال الترجمة والتأليف وجمع المخطوطات الباحثة في شتى مجالات العلم والمعرفة بحيث كان لأغلب الأديرة مكتبات عامرة لمختلف الكتب الدينية والفلسفية واللاهوتية والطبية واللغوية والتاريخية وغيرها. الشيء الذي جعلها مقصد لكل طالب علم وفضيلة فيجد فيها مجالاً واسعاً لاستثمار مواهبه وقدراته في خدمة إخوانه البشر على ضوء التعاليم التي كانت الرهبنة ترشده بها فأصبح الدير وكأنه ذلك المجتمع الصغير الموحد القائم على تقاسيم الخيرات المشتركة مادياً وروحياً بمحبة صادقة مما يحدو بكل راهب إلى بذل أفضل ما لديه من مؤهلات في سبيل المصلحة العامة. وسرعان ما أصبحت هذه الأديرة مركزاً للحياة الروحية والشغل الدؤوب ولا سيما الإشعاع الفكري والثقافي في مختلف ميادينها فعكف الرهبان على الدرس والتأليف واستنساخ الكتب ونشر المبادئ السامية وغايتهم أن يحملوا الله إلى حاضريهم وأن يساعدوهم في مسيرتهم إلى الله. ويكفينا مراجعة التاريخ الكنسي للإطلاع على أهمية الرهبانية وما قدمته للكنيسة ولأجيال عديدة. والكنيسة اليوم بحاجة إلى خدمة وعطاء. كما أن الرهبنة بحاجة إلى إنعاش كي تأخذ دورها في الكنيسة وتهيئها لرسالتها في عالم اليوم. ولهذا تستقبل اليوم دعوات رهبانية شابة ومثقفة كي تعود أديرتها إلى ماضيها وتكون مصدر إشعاع إيماني لكل مؤمن يلجأ إليها. وهي الرهبانية الرجالية الوحيدة في كنيستنا الكلدانية.

لنطلب من مؤسسها الربان هرمزد ومن مجددها الأنبا دنبو أن يقيما لهما أولاداً آخرين شبيهين بهما. وأن تستمر بمعونة وشفاعة القديس أنطونيوس وأن يزداد عدد أفرادها وتزدهر أديرتها وأن تكون دوماً حياة الطائفة وفخرها. لأن الرهبنة هي ميزان الطائفة، فإذا زاد وزنها نجحت وتقدمت الطائفة وإذا قل وزنها تأخرت. ومهما يكن: فإن كنيسة منتعشة تتطلب رهبنة حية.