لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

الأب جبرائيل شمامي                                           jibraelshamami@yahoo.com

 

 

 

يا أمي

 

"يا أغلى من روحي ودمي "

 

تنبري الأقلام هذه الأيام وتتصدر الجرائد والمجلات مقالات لا تحصى فيها يعبر كل واحد عن مشاعره

 

وأحاسيسه تجاه أمه بمناسبة "عيد الأم " حقا لهي مناسبة رائعة  تستحق كل أم أن تكرّم من قبل اولادها

 

 بوردة جميلة معبرة او بهدية رمزية أو كلمة  حب تثلج قلب تلك التي ضحت وتضحي طول العمر من أجل

 

 فلذات أكبادها

 

كم اتمنى أن لا يكون هذا الحب ليوم واحد وفي عيدها فقط بل أن يستمرما دامت الأم على قيد الحياة

 

أمك لا تريد منك قصائد حب طويلة بل تريد إلإحترام والتقدير تريد أن تقول لها كل يوم :"صباح الخير"

 

 وترسم على وجنتيها قبلة حب صادقة تنسيها أتعابها وكل معاناتها

 

إبتدأت تضحياتها من أجلك منذ أول يوم تواجدت في أحشائها الى يوم ولدتك وإحتضنك وأرضعتك وربتك

 

 وسهرت الليالي من أجل راحتك ، فهي التي صامت لتأكل انت وسهرت لتنام انت وتألمت لتهنأ انت وقلقت

 

لترتاح انت وصلت كثيرا لتؤمن انت وتضرعت الى الرب لتنال انت .

 

أنت غال على قلبها وقلبها رحوم ومحب كقلب الله ،

 

أنت ملك الجمال في عينيها تراك بعيون الله ،

 

أنت فخرها وتاج رأسها كما انت مجد وفخر الله.

 

انت طفلها المدلل كما يقول الله لك: "هذا إبني الحبيب الذي به سررت"

 

لو تعرف عندما خلقها الله وضع فيها كثير من صفاته وحسناته، تجد من جمال الله فيها وقد خصها بأفضل ما

 

 عنده بالحب والتواضع والرأفة والغفران والطيبة وقدرة كبيرة على التحمل وحمل الصليب من أجل ابنائها

 

إنظر الى إمك بعيون الطفل الذي يراها أجمل مخلوقات العالم يرى جمالها في بسمتها وهو في المهد وفي

 

 كلمتها المشجعةعندما يفقد الأمل وفي عيونها التي تلمع بفخرعندما يحقق نجاحا ما

 

 يرى جمالها في الفم الذي يشجعه وفي القبلات الصادقة التي تشفي آلامه وفي الصدر الحنون الذي يضمه

 

 عندما يحلم بكابوس مزعج

 

إذا خسرت أمك فلقد خسرت كل شيء

 

وإذا حافظت على حب أمك فلقد حافظت على أثمن شيء

 

أدي الإحترام الآئق لتلك التي ولدتك وأحبتك بإخلاص لا مثيل له .

 

ألأب جبرائيل شمامي

 

......................................

 

 

القيامة

إن الله أقام المسيح والقيامة حدث ليس من عالمنا بل من عالم الله ما جرى ليسوع فعل حب إلهي عظيم  يفوق تصورنا ويفوق كل أفعال الحب البشرية لذا كانت القيامة أعظم إعجوبة لا يستطيع البشر تصديقها بل الإيمان بها أمامها يجب أن ننحني ونسجد مع توما الرسول ونقول "ربي وإلاهي "

لم يكن لقيامة يسوع شهود عيان ، وكل قصص القيامة والظهورات ليست إلا ومضات بسيطة جدا ومحاولات بشرية ضئيلة لا تصل الى البرهان اليقين لكن من جهة أخرى وصلت لنا خبرات شخصية حية دخلها اكثر من خمسمائة شخص (كما يقول مار بولس ) من الذين أحبوا يسوع وتتلمذوا له ،هؤلاء التقوا بيسوع الحي القائم بنعمة خاصة أعطيت لهم ليروا ويتأكدوا أن يسوع معهم يرافقهم ويلهمهم (التلاميد في الداخل والأبواب مغلقة ووقف يسوع بينهم- وهكذا ما حدث لتلميذي عماوس) لم يكونوا في وهم بل على يقين بأن المسيح أقامه الله وهو حي فذهبوا الى العالم كله يبشرون بقيامته ويكرزون بتعاليمه لم يوقفهم الإضطهاد ولا التعذيب ولا الموت بذلوا أنفسهم وسفكوا دماءهم من أجل القائم الحي  وفهموا أن القيامة حياة جديدة وخلقة جديدة لذا  قالوا أن المسيح قام يوم الأحد أي كل الذين سيؤمنون به سيقومون معه وسيكونون خلائق جديدة إبتدأت حياتهم الإلهية من يوم قام المسيح وكأن شمس القيامة اشرقت عليهم ولن تغيب أبدا هكذا إنتصرالمسيح بقيامته على الموت إنتصرالنورعلى الظلام إنتصرت الحياة على الموت

 إنتصرت النعمة على الخطيئة إنتصر الحب على الشر ومن ذلك اليوم الى يومنا هذا والى الأبد ستكون القيامة رمز الحب المنتصر على الشر.

 كما أصبح التلاميذ شهود القيامة شهود الحب شهود الحياة مع الله شهود الحياة الجديدة مدعوون نحن ايضا أن نحب بصدق

(احبوا بعضكم بعضا كما أنا احببتكم)

مدعوون ان نقوم كل يوم من الموت الى الحياة

 مدعوون أن نعبر كل يوم من الكره الى المحبة

مدعوون أن نعبر من ظلم الآخرين الى محبتهم وقبولهم

مدعوون أن نفكر لا بمصلحتنا فقط بل بما هو خير الآخرين ايضا

مدعوون ان لا نتجاهل ونقصي الآخر بل تدعونا القيامة الى أن نخرج من قبور انانيتنا لنلتقي بالآخر . هذه هي القيامة والحياة .

قام المسيح حقا قام

ألأب جبرائيل شمامي

 

الجمعة العظيمة

نحيي ذكرى آلام المسيح في جمعة العظيمة وكثيرون من المسيحيين يتوافدون الى الكنائس لسماع إنجيل آلآم المسيح مع الألحان الحزينة ومراسيم تشيع قبر المسيح وتقبيله . ولست ادري كم هو وقع تلك الذكريات والمشاهد على من يحييها ومن يشاهدها ومن يسمعها اتمنى لكل من هؤلاء أن يتأملوا في ثلاث مواضيع هي

 المسيح الذي تحمل أقسى الآلآم وهو البريء.

 الرؤساء الدينيون الذين كانوا سبب تلك الآلآم.

 اليوم من يحيي ويشاهد ويسير وراء نعش المسيح.

1  المسيح وكيف كان ضحية رياء الرؤساء الدينيين وفسادهم ، لم يتحملوا قداسته وجرئته وطاعته وأمانته لموكله أباه السماوي إتهموه بأبشع التهم وإتفقوا كلهم لتصفيته فدانوه وأسلموه لمن لا ضمير لهم فجلدوه وكللوه بإكيل من شوك وحملّوه صليب المجرمين وساروا به الى جبل الآلآم وصلبوه بوقاحة لا حدود لها حتى أسلم الروح ومات على الصليب

وإسمحوا لي أن أقترب من يسوع وأدخل قلبه وأحس به وأدخل جلده كما يقول المثل لأصف ما عانى نفسيا وجسديا من خلال بعض الكلمات التي نطقها أثناء آلامه . وهو في بستان الزيتون كان حزنه عميقا داخليا والحزن الداخلي لا أحد يقدر أن يصفه كان ألما نفسيا لا حدود له  الى حد تعرقه دما وعرقا وصلاته تصف معاناته :" أبتي إن كان مستطاع فلتبعد عني هذه الكأس ، لكن لا إرادتي بل إرادتك" آلامه وحزنه كانا كبيرين وهو يفكر كيف يُعذب من شعب شفى مرضاه وفتح عيون عميانه واقام موتاه ولم يعمل إلا خيرا له أهكذا يجازى ويعامل  ؟

مصدر آلامه كانت ايضا وهو يفكر: كيف تركه تلاميذه وأحباءه وأصدقاءه ، احدهم خانه، وآخر نكره، والبقية تركوه وتخلوا عنه، وبقي وحيدا بين أيدي أعدائه الذين شوهوا منظره  وساقوه كالشاة الى الذبح . فكر في نفسه اين كل الذين علمهم وأطعمهم وشفاهم وأحبهم، اين كل الذين هتفوا بإسمه "أوشعنا أوشعنا " تألم جدا عندما  سمعهم يصيحون " إصلبه إصلبه " آلامه النفسيه وحزنه العميق والإستهزاء الذي لاقاه وقساوة الجلد الذي تكبده والصلب البشع الذي تعرض اليه أدى به ليحس أنه متروك حتى من الله  ليصلي ويقول:" الهي إلهي لماذا تركتني ...."

2 الرؤساء الدينيون الذين سببوا ليسوع كل تلك الآلآم هم الذين فكروا في التخلص منه لأن قداسته أظهرت نجاستهم وتعليمه الحق بيّن زيف تعليمهم ، لم يخافهم يسوع بل إستمر في فضح ريائهم ،كان نور العالم و الظلام يتقهقر أمام النور ويختفي الجهل أمام العلم. تآمروا عليه وأرادوا أن يزيحوه من أمامهم ،حاولوا بشتى الطرق أن يوقعوه في فخاخهم ، خافوا على مصالحهم ومكانتهم فدانوه وأبعدوه بإسم الشريعة والقانون وقالوا عنه :"انه يظلل الشعب "  يسوع كان نور هذا الشعب المتروك هذا الشعب الذي أمتص الرؤساء دمه وماله بإسم الدين والله  والويل لمن يهدد مكانتهم ومصالحهم إنهم يتهموه ويصلبوه ويميتوه بوسائلهم الغير الأنسانية والبعيدة كل البعد عن الله والدين .

3 اليوم من يحيي ويشاهد ويسير وراء نعش المسيح.

واليوم مطلوب من كل من يحيي ويشاهد ذكرى مأساة موت المسيح وآلامه أن يفكروا في الألم الذي يقاسيه الآخرون وفي العذاب الذي يسببوه لهم بدم بارد وقلب قاس، لست ادري كيف يقفون هؤلاء امام المصلوب يتأملون في آلام المسيح الخلاصية ويحرّضون الآخرين للتأمل وهم من جلدوا وكللوا ورفسوا وأدخلوا الآخرين في اتون نار الألم .كيف يسدون آذانهم عن سماع انين الألم الذي يصدر بسبب جروح الآخرين، تلك الجروح التي سببوها بصلافة وكثيرا ما بإسم الدين والقانون . كثيرا ما يغضّون النظر  ويتناسون  متجاهلين ما يعانيه الآخرون من عذاب .لا ادينهم لأن الله هو الديان والعارف بالقلوب بل فقط اقول لهم ما هذا النفاق ما هذه الإزدواجية قال المسيح : دع قربانك ومراسيمك وصلواتك وإذهب أولا وصالح اخاك وضع على جروحه زيتا وخمرا ثم عد وكمل مسيرتك وراء نعش المسيح لتكون زيارتك وصلواتك مقبولة ويكون ضميرك قد صحى و إستفاق  وإلا ستكون نارا تحرقك

المسيح إستفاد من آلامه جعلها قربانا وعلامة لحبه وطاعته لله ، والله لم يتخلى عن إبنه بل أقامه ليكون فاتحة خير وحياة لكل من آمن به، دماءه صارت بذار إيمان لكل من تتلمذ له . كثيرون تبعوه هل تعرف يا هذا ان الذي يعانى ويتألم يصبح خبيرا في الحياة  يتنقى ويتطهر ليكون اكثر إنسانا واكثر مؤمنا وقداسة .أغلب الذين وصلوا درجات القداسة إنكووا بالألم ودخلوا نار العذاب  وتنقوا واصبحوا لنا قدوة في درب القداسة

ما من حب اعظم من هذا أن يبذل الأنسان نفسه عن احبائه.

فليكن موت المسيح حياة لطالبيها .

 

صلب المسيح

كل عام نعيد ذكرى ماساة صلب المسيح الذي كان ضحية أناس  قساة  .لم تكن تصرفات وأعمال يسوع سيئة  ولكن ظلم البشر  أدت الى صلبه، كلنا نعرف والإنجيل يشهد بما قام به من أعمال الرحمة تجاه المساكين والمهمشين ، وكيف شفى المرضى وجعل العرج يمشون والعميان يبصرون. كان يسوع هو الطريق والحق والحياة لكل لناس، يُعلم اينما حل وإرتحل، بسيط متواضع لا يحب الشهرة والمناصب محبوب من كل الجماهير، ولكن رؤساء مجتمعه والمتسلطين وذوي النفوذ لم يطيقوه فقاموا بجريمتهم وقتلوه ملصقين به تهم كاذبة،  ضل يسوع البريءلا يتفوه بكلمة ولا يدافع عن نفسه وإستسلم لأوامرهم ومخططاتهم الى أن اوصلوه الى الموت موت الصليب .هذا ما حدث ليسوع  قبل الفي عام  ورغم بشاعة تلك الجريمة ورغم إننا نعيد تلك الذكرى المؤلمة كل عام نبكي ونحزن نسمع ونلقي أجمل الكرازات المؤثرة يوم الجمعة العظيمة متأسفين لما جرى ليسوع من ظلم وأذى ،مستنكرين ما فعلوه. مع هذا كأننا في تمثيلية فارغة نجريها أو تُجري أمامنا ونحن أبطال أدوارها نقوم بها ولا تهز ضميرنا الأنساني والمسيحي . كم مرة أعيدت عليناوأمامنا والصليب يوميا نصب اعيننا

لنتسأل ألا  نرى اليوم في العالم أمام عيوننا ومن حولنا أناس أبرياء يدانون ويحكمون بالموت ،آلالاف مثل يسوع أدينوا وكفّروا وحكموا وقتلوا ظلما ولا من حرك ساكنا ، حقا إن مأساة صلب المسيح تتكرر بل نحن ايضا  نكررها بصلافة رؤساء اليهود وقساوتهم .

مدعوٌ أنت ايها المسيحي إن تفحص ضميرك  أمام المصلوب في هذه الأيام كم مرة أدنت الآخرين دينونة قاصية لا يستحقونها و(من تكون لتدين أخاك؟!!) كم مرة حكمت على الآخرين  بالصلب والموت عندما اقصيتهم وأبعدتهم عن محبتك لتخلّص نفسك وتحافظ على مصالحك ، وللصلب والقتل أوجه كثيرة :

تصلب وتقتل عندما تدين بالسوء وتحكم بالظلم وانت عارف ببراءة الآخر ، بل وانت عارف انك أسوء منه .

تصلب وتقتل عندما تشير بإصبع الأتهام  الى الآخرين جزافا.

تصلب وتقتل عندما ترمي بيوت الناس بالحجارة وبيتك من زجاج .

تصلب وتقتل عندما تستعمل نفوذك وسلطتك  لتنفي وتبعد الآخر .

تصلب وتقتل عندما تكره وتبغض وتنتقم من الآخر .

تقتل وتصلب عندما تقفل كل ابواب الأمل والحياة عند الآخر.

تقتل وتصلب عندما لا تحس بألم وأنين وبكاء ألآخر .

تقتل وتصلب عندما تضغّم وتكبّر هفوات الآخرين وتزيد في الطين بلة وفي الطبل رنة لتبعد الشبهات عنك

لست أدري ما هذا التناقض والإزدواجية  الذي يعيشه المسيحي، يُحيي ذكرى قتل وصلب المسيح وهو كل يوم يقتل ويصلب هذا وذاك . يبكي على المسيح ولا يبكي على خطاياه وجرائمه . يلوم اليهود الذين قتلوا المسيح ولا يلوم نفسه

التقيت يوما بأحد الأشخاص وسألته لماذا يفجر الإرهابي  نفسه في اكبر عدد من الناس .أجابني:" بمفهومه هو يريد خيرا لنفسه وللآخرين، لنفسه فإنه مجاهد ومضحي، وللآخرين فإنه يستعجل خلاصهم إذا كانوا أبرياء ، وإذا كانوا كفّار فيعطيهم القصاص العادل " اليس هذا الكفر بالذات من انت لتلعب بمصير الناس تبرأ هذا وتكفّرألآخر ،أليس هذا عمل الله فقط ، الله فقط يعرف بقلوب الناس هو الديان العادل الذي يعرف بنواياهم  وهو سيقرر في النهاية مصيرهم. والكفر الأكبر عندما نضع أنفسنا مقام الله ندين هذا ونحكم على ذاك.

لنعود مرة أخرى الى المصلوب يسوع وأمامه نستغفر على خطايانا وقبل أن نتوب و نرجع الى الله لنتصالح مع إخوتنا ونقبلهم في محبتنا ونذكر كلام يسوع :"مهما فعلتم بأحد هؤلاء... فبي فعلتوه ."وأحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم أنا"

لنفهم جيدا إن في الآخر يتم فصحنا وعبورنا وكلما بقينا سجناء أنانيتنا لن تنفتح أمامنا ابواب الخلاص مهما طبّلنا وزمرنا ومهما أظهرنا أمام الناس أننا أطهارا وقديسين ومهما إقتربنا من المقدسات والأقداس ستصبح نقمة ونارا علينا إذا لم نكن صادقين مع الله ومع انفسنا ومع الآخرين

أتمنى لكم عبورا صادقا الى الله والى الآخر.

 

قال الرب

 

يقول الرب يسوع لك :

إذا يوما لم  تشعر بالألم  كيف ستعرف اني قادر ان أزيله ؟

If you never felt pain, Then how would you  know that I am a Healer

إذا أبدا لم تصلي كيف   تعرف  أني انا المستجيب  لصلاتك؟

If you never had to pray, How would you know that I am a Deliverer?

إذا أبدا لم تمر بمحنة كيف تدعي نفسك انك المنتصر عليها؟

If you never had a trial, How could you call yourself an overcomer?

إذا أبدا لم تشعر بالكآبة كيف تعرف أني  المعزي؟

If you never  felt sadness, How would you know that I am a Comforter?

إذا ابدا لم تفعل خطأ كيف  تعرف أني غفور ؟

If you never made a mistake, How would you know that I am a forgiver?

إذا عرفت كل شيء كيف تعرف اني سأجيب على أسئلتك؟


If you knew all, How would you know that I will answer your questions?

 

إذا أبدا لم تقع في ضيق كيف  تعرف أني أستطيع أن آتي الى نجدتك؟


If you never were in trouble, How would you know that I will come to your rescue

 

أذا ابدا لم تذق الإنكسار  كيف تعرف اني قادران أجبرك؟

If you never were broken, Then how would you know that I can make you whole?

إذا ابدا لم تقع في مشكلة كيف تعرف اني قادر ان أجد لك حلا ؟

If you never had a problem,How would you know that I can solve them?

إذا ابدا لم يكن لديك اية معانات  فكيف تعرف ما اصابني من الام؟

If you never had any suffering, Then how would you know what I went through?

إذا ابد لم تمر في نار فكيف  ستكون نقيا ؟

If you never went through the fire, Then how would you become pure?

إذا أهبك كل شيء كيف ستعطي حق قدرها ؟

If I gave you all things, How would you appreciate them?

إذا ابدا  لم أصلح سيرتك   كيف تعرف اني أحبك ؟


If I never corrected you, How would you know that I love you?

 

إذا ملكت القوة كلها كيف ستتعلم ان تعتمد عليّ ؟

If you had all power, Then how would you learn to depend on me?

إذا كانت حياتك كاملة إذا بماذا ستحتاجني ؟

If your life was perfect, Then what would you need me for?

 

Love, Jesus  المخلص يسوع        

ترجمة الأب جبرائيل شمامي

 

.................................................

 

النشرة الشهرية

لإرسالية العائلة المقدسة للكدان والآشوريين الكاثوليك في اريزونا

 

الصوم الكبير  (آذار2009)

 

نشأ الصوم الكبير منذ بدايات الكنيسة عندما بدأت تهيء وتعد الموعوظين

 

(وهم الوثنيون الذين يرغبون الأنتماء الى الكنيسة ، وكان يعطى العماذ  فقط يوم سبت النور)

 

وللحصول على  العماذ كانت الكنيسة  تعلمهم وتعدهم وتدخلهم في أجواء روحية إستعدادا للعماذ في

 

يوم سبت النور فيتنورون بالروح القدس ، وتبدأ حياتهم المسيحية الجديدة في يوم عيد القيامة ،

 

فكانوا يُحسبون أمواتا قبل العماذ إذ كانوا وثنيين، وعندما يقبلون العماذ يقومون  مع المسيح ليعيشوا حياته ،

 

 فكانوا يمارسون الصوم والصلاة اربعين يوما كما صام المسيح في البرية قبل ذهابة الى رسالته العلنية ،

 

 وهكذا عندما رأت الكنيسة ذلك حسنا ومفيدا تضامنت معهم وصام كل المؤمنون مثلهم إستعدادا للفصح

 

 والعبور مع المسيح من الموت الى القيامة ولتجديد مواعيد المعمودية وللعيش حياة جديدة ملئها الإيمان

 

 والمحبة والرجاء، وهكذا جرت العادة في كل سنة أن تصوم الكنيسة بأجمعها إستعدادا للقيامة .

 

واليوم نحن ايضا نصوم ونصلي وننظم الى الكنيسة في  مسيرة  نحو الصليب لعيش مجد القيامة

 

وقبول الفصح الذي هو العبور من حالة الخطيئة الى حالة النعمة والأيمان ، ومن الموت الى الحياة مع الله .

 

 مدعون اليوم الى الأهتداء الى الله بالتوبة والصلاة الحارة

 

هكذا يجب ان يكون زمن الصوم لنا فترة مقدسة  نعيش فيها أجواء الله بقراءة الكتاب المقدس وسماع كلام الله

 

بتأمل عميق  لنعيشه في واقع حياتنا اليومية ونقول مع يسوع "ما بالخبز وحده يحيا الأنسان بل بكل كلمة

 

تخرج من فم الله "متى 4: 4

 

وإذا اردنا أن نعيش كلمة الله علينا حب الله من كل القلب وحب القريب مثل نفسنا فيتجسد صوما  في حياتنا

 

متجها نحو تقديس ذواتنا ومحبة القريب كما جاء في سفر اشعيا 58 : 2- 11  

 

أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ.

6 Is not this the fast that I have chosen? to loose the bands of wickedness, to undo the heavy burdens, and to let the oppressed go free, and that ye break every yoke?

 

7 أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.

7 Is it not to deal thy bread to the hungry, and that thou bring the poor that are cast out to thy house? when thou seest the naked, that thou cover him; and that thou hide not thyself from thine own flesh?

 

8 «حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ.

8 Then shall thy light break forth as the morning, and thine health shall spring forth speedily: and thy righteousness shall go before thee; the glory of the LORD shall be thy rereward.

 

9 حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ

9 Then shalt thou call, and the LORD shall answer; thou shalt cry, and he shall say, Here I am. If thou take away from the midst of thee the yoke, the putting forth of the finger, and speaking vanity;

 

10 وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ.

10 And if thou draw out thy soul to the hungry, and satisfy the afflicted soul; then shall thy light rise in obscurity, and thy darkness be as the noon day:

 

11 وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ

11 And the LORD shall guide thee continually, and satisfy thy soul in drought, and make fat thy bones: and thou shalt be like a watered garden, and like a spring of water, whose waters fail not.

 

الصوم الحقيقي هو ان تصوم من الخطيئة بكل انواعها ، تسيطر على الشراهة وما تشتهي البطن وتفكر أن

 

هناك المئات يموتون جوعا .  صُم عن كل ما تشتهيه العين من امور لا تليق بالمسيحي . صم عن الأذن

 

وكل ما تسمعه من أقوال النميمة وإغتياب صيت وسمعة الغير وعن كلمات بذيئة تدنس طهارتك .

 

 صم عن القدمين والسيرمع اصدقاء السوء والتواجد في أماكن محرمة وفاسدة لا تليق بالمسيحي المؤمن .

 

 صم عن اليدين والتطاول على الغير وماله وكل ما ليس ملك لك حتى ولو كانت أموال الدولة

 

 (السرقة بكل اشكالها)

 

 صم عن الفم ولا تنهش بلحم قريبك  والأفتراء عليه وعن الكلام البذيء وإهانة الآخرين . ما فائدة صومك

 

وانت عصبي المزاج على الدوام تهين زوجتك واهل بيتك. ما فائدة صومك وقلبك مليء بالحقد والحسد

 

والغيرة . ليست بطولة إذا صمت وبدلت نوع طعامك بل البطولة عندما يتبدل قلبك ويمتلىء بالمحبة لله

 

وللقريب

 

إتخذ لك مقاصد روحية في هذا الصوم الكبيرمنها :

 

 1 - المجيء الى الكنيسة والأشتراك في لذبيحة الإلهية وتناول القربان بتقوى ومحبة .

 

2 – إحضر درب الصليب والتامل في ألآم المسيح الخلاصية

 

3 – أطلب من كاهن رعيتك الأقتراب من سر التوبة بالأعتراف بخطاياك .

 

 4 – صم وقدر ثمن ما صمت عنه ليذهب الى الفقراء والمحتاجين .

 

 5 – إحضر الندوات والمحاضرات الدينية في الأخويات واللقاءات

 

 6  – قم بزيارة المهمشين والمعوقين والمرضى وإسمع لشكواهم وانين آلامهم

 

7 – اقترح عليك أن تصوم طواعيا الأسبوع الأول والأخير من الصوم .

 

ملاحضة :لا نصوم ايام الآحاد والأعياد.والصوم لا ينقطع بتناول القربان والماء والدواء

 

وبالنسيان عن الأكل .والمريض لا يصوم

 

ألأب جبرائيل شمامي

 

 

....................................................

 

عيد الحب

يا حب

يا أصغر كل  المفردات

يا  أجمل كل الكلمات

لا تحتويك الأرض والسماوات

ولا مياه كل البحيرات

لقد عبرت المعايير والقياسات

كنت لله من أجمل الصفات

بك خلق الله االأرض والسماوات

بك أوجد الأنسان وكل المخلوقات

بدونك الأنسان لا قيمة له ولا ذات

إحتويت كل  النعم والبركات

بك تحلو وتطيب الحياة

بدونك تصعب ألأمور ويقترب الممات

بك تغنّ الشعراء والشاعرات

يا حب يا ألطف الكلمات

حولك حيكت اروع القصص والحكايات

من قصة  روميو وجوليت وكل العاشيقات

الى  قصة قيس وليلى وأبطال أحلى الروايات

انت نبض قلب كل الشباب والشبات

أنت الربيع الدائم لكل السنوات

اليك ترمز كل أنواع الزهرات

يا حب يا اجمل الكلمات

بك يسعد الإنسان وتحلو الحياة

حيث تكون يحلو التعب وتزول الضيقات

يا  حب يا ساحر الساحرات

تُحوّل المرّ حلوا مرات ومرات

وتبدل الشقاء فرحا ومسرات

أنت أمل النفوس الحائرات

تعطي للحياة معنا  ولحظات دافئات

بفقدانك يصاب المرء بأقسى العذابات

بفقدانك تزداد  الآهات والحسرات

وتطول الأشهر والأيام والساعات

لم تكن يوما  كلام ونظريات

بل طريق وحق وحياة

بإسمك تمت أعظم المعجزات

وبإسمك إقترفت أكبر السيئات

بإسمك جاءت كل النبوءات

وبإسمك تحققت كل التنبوءات

انت باق رغم زوال كل النبوءات

لأن الله حب لا بداية له ولا نهايات

يا حب يا أجمل الكلمات

انت وحدك تملي فراغ الفارغات

انت وحدك تروي غليل العَطِشات

انت وحدك تشبع جوع الجائعات

يا حب يا بداية البدايات

و نهاية كل النهايات

ويبقى الحب لامكان له ولاوطن يطير بأجنحته المنكسره باحثا عن امله في حلمه الضائع بين  جنات القلوب المحبة

صعب أن تعيش وحيدا دون أن تجد حبيبا يشاركك حياتك .

والأصعب أن تستمر حياتك واهما أن بدون الحب حياتك أفضل .

صعب أن تعيش حياتك تبحث عن الحب .

والأصعب أن تستمر في البحث ولا تجد لنفسك من تحب .

صعب أن تعيش حياتك مؤمنا أنك لو أحببت سوف تجني عذاب .

والأصعب أن تنهي حياتك دون أن تجد من يشاركك ألمك وحزنك .

صعب أن تعيش لنفسك فقط  ولا تحب أحدا .

والأصعب أن تنتهي حياتك دون أن تجد من تعيش لأجله وتحبه .

 

النشرة الشهرية

لإرسالية العائلة المقدسة للكدان والآشوريين الكاثوليك في اريزونا

( شباط  2009 )

 

صوم الباعوثا

 

(تصوم  لتتحد بالله وتشبع نفسك منه)

(إطلبوا تجدوا إقرعوا الباب يفتح لكم)

 

الباعوثا تعني الطلب والتضرع الى الله.

إعتادت كنيستنا المشرقية أن تخصص ثلاثة أيام للصوم والصلاة والتوبة والتضرع الى الله تيمنا بما حدث لأهل نينوى الذين صاموا وصلوا وتابوا فسمع الله دعاءهم ولبى طلبهم ونجاهم من موت محتم

وكما صامت البتولات وصلت لتتخلص من أمر الملك الذي امر بإنتهاك حرمة الدير وتدنيس طهارتهن  ولبى الله دعاءهن وإستجابة لإيمانهن  

وكما صام وصلى المؤمنون في  العراق في الأزمنة الغابرة ليتخلصوا من وباء قتّال تفشى في البلاد ، فإستجاب الله لإيمانهم وتضرعهم فزال الوباء من البلاد كلها  

ونحن اليوم نحيي صوم الباعوثا كونه فرصة سانحة للتوبة ونشد القداسة والتقرب الى الله ، والأستسلام الكامل لمشيئته ، ولفتح القلب لأنواره الألهية ومن ثمة معرفة مشيئته والعمل بها ، والوقوف بين أيدي الله .

تعتبر ايام الباعوثا الثلاثة رياضة روحية واياما مقدسة في أجوائها يعيش المؤمن صائما متواضعا ليقول لله :" يا رب ها إني اموت جوعا  لتكون انت حياتي وقوتي . ها إني اذلل نفسي أمامك  لتصبح انت فخري ورفعة رأسي .ها إني اجوع لأبين أن ليس بالخبز وحده يحي الأنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله . أصوم لأشعر بأخي الجائع المسكين.أصوم لأقوي إرادتي ومن ثم استطيع أن أقول للشر لا وللخير نعم.

وللصوم الحقيقي بعض الشروط والقيود ليكون الصوم مرضيا لله:

1- ما تصوم عنه يجب أن تقدر ثمنه ليذهب الى الفقراء والمساكين فالصوم مربوط بالصدقة . 2- لا تعلم الناس بصومك وإلا أخذت أجرك .. يقول الرب : "أدهن راسك(أي تعطّر) وأغسل وجهك لكيلا تظهر للناس أنك صائم بل لأبيك الذي في الخفية ،وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك" (متى16:6- 18 )

3- لا يقوم الصوم بالإنقطاع عن الطعام  كأنه فرصة لتخفيف الوزن أو عمل (الريجيم) ولا النوم الى الظهر بل بإعطاء وقت للصلاة  وعمل الخير ايضا  

4-  يجب أن تذهب الى الكنيسة أيام الصوم  وتشترك بالذبيحة الإلهية، وتتغذى بالقربان المقدس  وتسمع  قراءة الإنجيل لتفهمه وتعيشه في حياتك

5- لا تحاول أن تبدل طعامك باغلى وأطيب المأكولات (كالمسكوف والسمك الغالي) وتحسب ذلك صوما ومطابقا للقانون  

5- صم عن التدخين وشرب الكحول وإرسل ثمنها للفقراء.

7- صم عن كل عادة سيئة قد تعودت عليها ، مثل التلفظ بالكلمات النابية والبذيئة .وأن تكف عن الإيماء بالأصبع أي إدانة الآخرين والكلام عن الناس

وكف عن الكلام الذي لا يبني (ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وكل ما زاد عن ذلك فهو من الشرير)

8- الصوم الحقيقي هو أن تصوم من الخطايا وتتجنب كل إثم .

9- الصوم الحقيقي هو أن تكثر من عمل الخير وتسعى للتحلي بكل عادة حسنة

10- إعلم أن الصوم لا ينقطع أو لا يبطل بتناول القربان ولا بشرب الماء ، وتناول الدواء ولا بالنسيان عن الأكل  

11- تطلب الكنيسة الصيام من الأشخاص الذين فوق ال 18 سنة وتحت 60 سنة ومن 12 ليلا الى 12 ظهرا . والمريض لا يصوم

12- . تصوم عن كل ما هو عائق عن إتحادك بالله .

13- الصوم ليس تظاهرة إجتماعية بل فعل شخصي بينك وبين الله كالصلاة .

14 لا تصم ثلاثة أيام على بعضها بالإنقطاع عن الأكل نهائيا، لتسيء الى صحتك وأهل بيتك وأطفالك فهذا ليس صوما  

15 – بدّل سيرتك بعد الصوم وسر على خطى المسيح .

أتمنى لكم باعوثا مقبولة وصوما مرضيا

 

..........................................

 

Three things in life that, once gone, never come back
1. Time
2. Words
3. Opportunity

 ثلاثة أمور تأتي مرة واحدة في الحياة

 بغير رجعة

الوقت والكلمة  والفرصة

Three things in life that can destroy a person
1. Anger
2. Pride
3. Unforgiveness

 ثلاثة أمور في الحياة تدمر الأنسان

الغضب  والكبرياء وعدم المسامحة

Three things in life that you should never lose
1. Hope
2. Peace
3.
Honesty

 ثلاثة أمور في الحياة لا تفقدها

ألأمل  والسلام والصدق

Three things in life that are most valuable
1. Love
2. Family & Friends

ثلاث أمور في الحياة ثمينة جدا

الحب والعائلة- الأصدقاء والطيبة   

Three things in life that are never certain 
1. Fortune
2. Success
3. Dreams 

ثلاث أمور في الحياة غير حقيقية

الثروة والنجاح والأحلام

Three things that make a person     
1. Commitment
2. Sincerity
3.  Hard work
ثلاث أمور في الحياة  تصنع الأنسان

ألإلتزام  والصدق والعمل الجدي  

Three things that are truly constant -
        
Father - Son -
Holy Spirit

ثلاثة حقائق فيها صدق وثبات

الأب وألأبن والروح القدس

  ترجمة الأب جبرائيل شمامي

.............................

 

النشرة الشهرية

لإرسالية العائلة المقدسة للكدان والآشوريين الكاثوليك في اريزونا

( كانون الثاني 2009 )

 

كل عام وانتم اكثر إيمانا وحبا وفرحا

 

أدعوكم يا احبائي لنقف وقفة تأمل ونحن على مشارف  نهاية هذا العام. مضى عام بأكمله ويا لرهبة الزمن الذي يمر سريعا لا يبالى بأحدنا .أعوام تمر كالأوراق التالفة في كتاب الزمن /لا حول لنا ولا قوة أمام صمته الرهيب يحصد ألآلاف منا كل عام  بدون رحمة ويدفع بنا عام بعد آخر إلى حافة قبورنا .

عام مضى من عمرنا تعالوا معي نفتح دفاتر يومياتنا لنرى ونحاسب أنفسنا على كل ما فعلناه ولم نفعله وكأننا أمام سيدنا لنؤدي الحساب في آخر المطاف  ، كان قد أعطانا وزنات وهبات كثيرة وكان علينا توضيبها لعمل الخير وخلاص أنفسنا (مثل الوزنات متى 25:14- 30 ) فلنتسائل هل سنقف أمامه بوجوه مكشوفة لنقدم أمامه كل خير فعلناه فخورين .

أم سننحني امامه خجلا وحياء لكثرة الشرور التي صنعناها هذا العام . سيقول لنا أعطيتكم فرصا كثيرة لصنع الخير ولكن كسلكم وتهاونكم وأنانيتكم حالت دون ذلك .

يا احبائي إن الله يطيل عمرنا بسب حبه لنا، اليس كل عام هدية من لدنه تعالى ، اليس عام بأكمله فرصة سانحة يمنحها الله لنا للتوبة والرجوع اليه كما رجع الأبن الشاطر الى ابيه ..

مطلوب منا الرجوع الى الذات بلا  خوف لأن الكثيرون يخافون ولوج الذات بسب صعوبة العملية ولأن الأنسان بطبعه يشرد  الى خارج ذاته ولأن الولوج الى عمقها سيتفاجأ بما لا يعجبه ولا يرضيه وعليه فتح نوافذ دواخله لتسطع شمس الروح القدس الى ابعد زاوية مهملة فيرى كل شر كامن فيزيله ويستأصل كل ورم مستعصي ويداوي كل جرح متقيح فتبدأ عملية التوبة والأهتداء ليبدأ من جديد حياة ملئها الأيمان والمحبة والرجاء، وهذا هو حمل الصليب كل يوم وهنا تستحق التضحية من اجل الدخول من الباب الضيق للفوز بالخلاص .

فيهتم المؤمن بما هو ضروري لخلاصه فيصبح حارا بالروح ويتفهم بأن ليس بالخبز وحده يحيى الأنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ليتأملها ويعيشها فتصبح حياته مثمرة .

بعد الفحص والتدقيق نجد انفسنا قد خالفنا وصايا الله والكنيسة  ووجدنا أنفسنا منقادين وراء الأنانية وحب الذات فابتعدنا عن الله والكنيسة ودب البرود في  علاقاتنا مع إخوتنا .وهنا يجب أن نعترف بخطايانا ونندم لنبدأ مرة أخرى فالله كله حب ورحمة لذا هوذا يعطينا :

عام جديد آخر لتكون فرصتنا المقبلة في الحياة ما لم يكن حسب إرادته السنة الماضية لنسير ونعمل ما يريده منا هذا العام .

ولنعده لكي لا نكون سجناء انانيتنا بل لنجد سعادتنا في خدمة الآخر ، ولا ندع السلبيات تدير حياتنا لنبحث عن المزيد من التصميم لصنع المور الجيدة .

لنعد امامه أن نكون أهل السلام والمحبة  ننثر الحب  في كل مكان .

 ولنسعى لتقوية اواصر الحب بين الناس ونكافح ليكون إيماننا شعلة وقادة تنير دربنا ودرب من معنا .

لنأخذ وقتنا هذا العام لنضحك ونبتسم ونفرح وندع روحنا تنفتح لأنوار الروح القدس .

كل عام وانتم بالف خير

 

..........................................

 

خاطرة نحو العام الميلادي الجديد: 2009

لنبدأ السنة الجديدة بصفحة جديدة

الأب جبرائيل شمامي

 

لا تنظر خلفك فذاك ماضٍ يؤلمك...

ولا الى اليوم فإنه حاضر يزعجك...

ولا أمامك فهو مستقبل قد يؤرقك.

ولكن أنظر لفوق فأن لك رباً يرحمك...

 هذه أجمل كلمات نبدأ بها عامنا الجديد

 وأنا أعتذر لكل من أخطأت في حقهم أو تجاهلتُهم

...

أرجو أن تسامحوني

 

فلستً أعلم هل لعمري بقية أم أنّي سأرحل؛

وهذا العام سواء؟

 

.........................................

ممارسات خاطئة

الإيمان نور ينير بصيرة الإنسان أولاً ثم يُهدي قلبه إلى سُبل الحق. ولإنعاش وديمومة هذا الإيمان طرق شتى مثل الصلاة ، وقراءة الكتاب المقدس، والعيش حسب مقتضاه.

فكم يجب أن يكون المؤمن ملمّا بأمور دينية وله ثقافة عامة ، متبحراً في مجال اللآهوت والتعليم المسيحي . سابقاً كان يُعتقد خطأ أن دراسة اللآهوت مقتصر على رجال الدين والإكليروس فقط ، أما اليوم فأقول إنه من الضروري على كل مسيحي مؤمن أن يكون متعلماً ومثقفاً في ما يخص الإيمان واللآهوت والكتاب المقدس،  لكي يعرف أنْ يميز في حياته المسيحية ومسيرته الإيمانية ما هو خير فيفعله وما هو شر فيتجنبه، ويكون نوراً ينير درب من حوله .

 ومما يؤسَف له أننا نلمس اليوم في عموم شعبنا ضحالة في الثقافة والعلوم الدينية المسيحية والكتاب المقدس، وبالطبع أينما تفشّى الجهل فهناك تكثر الممارسات الخاطئة والإعتقادات التي تشوِّه الإيمان وتحيد صاحبه عن طريق الحق.

هناك عادات دخيلة لا أساس لها في الإيمان، دخلت حياتنا المسيحية أضرَّت المؤمنين أكثر مما أفادتهم.

سنتطرق إلى بعض هذه العادات والمارسات لنتجنَّبها .

1- جاءتني طالبة مدرسة وقد إشترت ست علب من الشمع وكل علبة تحتوي على ست شموع وقالت :" يا أبانا أشعِلها جميعاً أمام العذراء لكي أنجح في الإمتحانات النهائية " تتصور الفتاة أن كثرة إشعال الشموع هي التي ستنجحها، وكثيرون يعتقدون أنَّ الله والقديسين سيلبّون طلباتهم إذا أكثروا في إشعال الشموع. ونتساءل: هل مريم العذراء بحاجة إلى شموعنا فنكثر منها؟ وهل إشعال الشموع أمام قديسينا يلبي حاجاتنا وطلباتنا. اليست الشمعة رمزٌ للمسيح الذي يُنير دربنا وبنفس الوقت ذاب من أجلنا، فنقول عندما نشعل شمعة واحدة :" يارب إجعلني مثلك ومثل هذه الشمعة أن أعطي نورا كما أعطيت أنت وقلت :"أنا نور العالم " وأن أضحّي كما ضحَّيتَ أنت وكما تذوب وتتلاشى هذه الشمعة  لكي تعطي النور .  

ومن جهة أخرى كم بيت إحترق من جراء إشعال الشموع في البيوت وتركها دون رقابة. وكم أسمع هنا وهناك : "يا فلان هل ممكن أن تشعل لي شمعة في الكنيسة؟ وكأن الشمعة سحر لنَيل الطلبات أو هي التي ستصلِّي وتتطلَّب من أجلنا ،أحكي لكم طرفة في هذا المجال:

"قيل إنَّ راهباً زارعائلة صديقة محرومة من الأطفال قبل سفره إلى روما للدراسة.  فطلبوا منه أن يشعل لهم شمعة في كنيسة القديس بطرس عسى ولعلَّ يرزقهم الله بطفل. فوعدهم بذلك وبعد عشرات السنين من الدراسة عاد الراهب وزار العائلة ووجد الزوجة في البيت مع عشرات الأطفال فقال لها:" مَن هؤلاء؟" قالت الزوجة :"هم أولادنا" " وأين أبوهم " قالت": ذهب يُطفئ تلك الشمعة التي أشعلتها لنا عند ذهابك إلى روما "!!! 

2- جاءتني أخرى وبيدها "صفطة" من الورق مطبوعاً عليها صلاة، لتقول لي :" يا أبانا أنا لا أعرف أن أكتب ، وفي نهاية هذه الصلاة مكتوب " متى أوصلتَ هذه الصلاة بيدك عليك أن تكتبها إحدى عشرة مرة وترسلها لأحد عشر شخصاً، وإذا لم تفعل ذلك فيا ويلك ستُصاب ببليٍّة كبيرة تحل عليك " فماذا أعمل؟

وكذلك في مجال الكومبيوتر هناك مراسلات وإميلات بين الأصدقاء تقول: "ارسلها إلى 11 شخصاً وإلا ستنال مصيبة كبرى وإذا أرسلتها ستكون سعيداً! لو جاءت السعادة بهذه الطريقة فما أسهلها.

 نشر الصلاة شيء حسن وجميل أما لصق الصلاة بالتهديد فهذا ليس أمرا  مسيحياً ويشوِّه الإيمان . إن الله و قديسينا لايقتلون أحداً، إلهنا إله محبة ورحمة .

3- جاءتني يوما إمراة وقالت لي :" يا أبانا أُريد أن اكنس الكنيسة وأنظفها". سألتُها: "لماذا؟" قالت لأن شعر رأسي يتساقط فنذرتُ أن أكنس كنيسة ما بإسم مريم العذراء لكي يتوقف سقوطه"! ما هذه النذور التافهة التي لا صلة لها بالإيمان؟ أنذر أن أكون مسيحياً مؤمناً، نعم! أنذر أن لا أتخلَّف عن كنيستي كلّ أحد نعم! أنذر أن أصلِّي كل يوم نعم! أنذرأن أقرأ الإنجيل كل يوم  - ألف نعم!

4- ننصح العائلة أن تجعل بيتها كنيسة صغيرة ويعني ذلك أن تجتمع من وقت لآخر للصلاة والتأمُّل وقراءة الإنجيل؛ وهنا ننصح أن يكون في البيت ركن مخصص للصلاة متكوِّن من طاولة صغيرة عليها صليب او صورة ليسوع أو لمريم العذراء، يتعلَّم أفراد العائلة قبل الذهاب إلى العمل أو المدرسة التوجُّه إلى هذا المكان للصلاة وتسليم الذات ورسم علامة الصليب بإيمان. ولكن من هذا المنطلق هناك من بالَغ في الأمر وجعل  بيته معرضاً لتماثيل كل القديسين وصورهم بألوان وأحجام مختلفة لا للصلاة بل للتباهي والظهور بالتقوى ويقول المثل "الزائد أخو للناقص"

5- ننصح المؤمن أن يصلِّي صلاة الوردية وأن يكون له مسبحة لتساعده على تلك الصلاة. أما أن يسعى المؤمن لجمع المسابح بكل الألوان والأثمان والمعادن الثمينة كهواية للتفاخر والتباهي، فهذا بعيد عن الإيمان، ونتمنى عليه أن يتبنّى عائلة فقيرة ويساعدها، فذلك أفضل من تلك الهواية .

6- تقبيل صور القديسين دلالة إحترام ومحبة ولكن الإكثار من التقبيل  ولكل الصور والتماثيل الموجودة في الكنيسة، فهذا مبالغ فيه ومبتذَل .

7- هنا أتوجه إلى كل الأخويات التقوية وأقول لهم :" الأخوية إنتماء الى مجموعة تحاول أن تلتزم أكثر وتعِ مسيحيَّتها بطريقة أفضل وعيش كل متطلبات الإيمان والإلتزام به بحريَّة. ولكن أنْ تحسب الأخوية ترديد صلوات عديدة فقط دون فهمها فهذه ليست اخوية . وعلى راعي الرعية أن لا يترك الأخوية وحدها  بل أن  يرشدها ويكون مع أعضائها ليعلِّمهم ويغرس فيهم روح الله ليكونوا متواضعين محبيّن بعضهم لبعض ويصبحوا سنداً للكاهن وعوناً له في نشر الكلمة .

8- عادة تلبيس ولصق الصور والتماثيل تيجان  حُمر وصفر ومن ذهب وفضَّة: لست أدري هل بهذه الأمور نُرضي أولياءنا وقديسينا؟ وهل هم بحاجة إلى ذهبنا وتيجاننا وصُلباننا الذهبية عندما نعلقها حول أعناق تماثيلنا وصورنا؟  كل هذه المظاهر تُلهي المؤمنين وتخدِّرهم وتُبعدهم من لبِّ الأمور وروحها، إن الله يريد قلبنا لا ذهبنا؛  يريد أعمالنا الصالحة لا تيجاننا.

9- التعازي والكلام يطول هنا لأنها لم تبقَ تعزية بل مصيبة وألم وتحوَّلت إلى ولائِم لا واحدة بل عدة عزائم لليوم الأول والثاني والثالث والسابع؛ في الأردن يوجد التاسع ثم الأربعين والعيد الأول والسنة ولثلاث وجبات في اليوم مع موائد عامرة من كل أصناف المأكولات حتى أصبحت ثقلا كبيراعلى كاهل صاحب التعزية ليس هذا  فقط بل نصف هذه المأكولات ترمى في اكياس النفايات. والذين يأتون ليعزُّوا مَن منهم يصلّي حقيقة  من أجل المرحوم، ومن منهم يتلفظ بكلمة تعزية لذوي المصاب. وأقول ماذا يستفيد المتوفى من هذا التجمع؟ أليس المطلوب والأفضل هو الصلاة من أجل المتوفى وفي اليوم الثالث ينتهي كل شيء، لأن المسيح قام يوم الثالث هذا إيماننا. أما عن لبس الأسود الذي يدوم سنة وسنتين وأحيانا العمر كله فحدِّث ولا حرج. أتساءل هل الحزن في الملبس واللون ، وأصلا لا يجب أن يدوم حزننا إذا كنا مؤمنين حقيقين نترجَّى الحياة البدية. إن الذي يدوم حزنه يعني لا إيمان له بالقيامة. وما يُصرَف للتعازي: أما كان الأفضل أن تذهب لعائلة فقيرة في العراق او لمشروع خيري أو كنسي أو لطبع كتاب روحي؟

أيها القارىء العزيز: غايتي من هذا المقال ليس الإنتقاد للإنتقاد فقط ، بل التنبيه والإصلاح الأخوي لكل هذه الممارسات لنتحاشاها ونربِّي أولادنا وأجيالنا القادمة على ما هو حسن وبنّاء، بعيدين عن المظهرية والتباهي والتظاهر والتكبُّر الفارغ ، بل أن نعلَِم صغارنا وأفلاذ أكبادنا على أن لا يقعوا في أغلاطنا بل يصححوا ما كان أعوجاً، ويسيروا في طريق مستقيم الى الله .

.......................................

 

"أكرم اباك وأمك ليطول عمرك" خر 20: 12

 

هذه وصية من وصايا الله العشر . إكرام الوالدين ليس فقط واجب وفريضة ، بل يأتي من المحبة والإحترام ورد الجميل . من ينسى فضل الوالدين وتعبهم وسهرهم وتضحياتهم من اجلنا؟ ..

 من ابوينا ولِدنا وأخذنا الحياة ، تعبوا كثيرا لنرتاح ، سهروا الليالي لِنَنام ، صاموا من لقمة عيشهم لنأكل ، أصيبوا بأمراض من أجل أن تكون لنا صحة جيدة ، ضحّوا بحياتهم لنسعد ونتهنّى. ومن يستطيع أن ينكر أن الفضل  يعود لهم لِما نحن عليه اليوم  ، فكيف ننساهم وننكر فضلهم. يقول مار بولس :" أيها الأبناء ، أطيعوا والديكم في الرب ، فهذا عين الصواب " أكرم اباك وأمك " تلك أول وصية يرتبط بها وعد وهو :"لتنال خيراً وتطول أيامك في الأرض" أفس 6: 1- 3

  قصص كثيرة تروي لنا مواقف الوالدين البطولية .

 قيل أم رأت إبنها أمام سيارة مسرعة فقفزت ودفعته من أمامها وأما هي أصبحت مكان إبنها فدهستها السيارة وماتت .

أمهات كثيرات إخترن الموت ليعيش الأبناء.

 بارك الله بأولائك الأولاد الذين رغم عجز وشيخوخة ومرض آبائهم يسيرون " سيرة أبناء النور" يؤدون الأحترام والتقدير لآبائهم. رايت بأم عيني كيف أن أمّاً أصيبت بشلل نصفي وإنقطعت عن الكلام والحركة ، قامت بناتها بخدمتها لمدة أربعة أعوام بكل محبة وتفان وهي طريحة الفراش .

وما نراه اليوم من بعض الأبناء ملامٌ لا يُشرِف قيل : إبنة ثري خدعت والدها فسجَّل كل شيء بإسمها وعندما تمرض وعجز رمَته في الشارع  فمات حزنا.

كثيرون اليوم يزجّون والديهم بلا رحمة في دور العجزة ،لا احد يزورهم ويتفقدهم فيموتون حزنا وألما . لا ادري كيف ينام هؤلاء، وكيف يعيشون ايامهم تحت تأنيب الضمير المستمر ألا يخافون الله ، ألا يفكرون أن يوما  سياتي ويُلقون في نفس ذاك الدار، وهل سيرضون لو عاملهم أبناؤهم بهذه الطريقة، ألا يتذكرون قول المسيح" بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم ويزاد " ويقول أيضا :" إعمل للناس ما تريد أن يعمله الناس لك "  .

أيها الأبن النجيب تذكَّر والديك كم بكيا حين مرضتَ وغبتَ وسافرتَ. تذكر أمك كيف حملتك في أحشائها تسعة اشهر تغذيك من دمها ، نجَتْ من الموت حين انجبتك ، وتحملتْ آلام المخاض حين ولدتك ، من أجلك كانت أول من تستيقظ وآخر من تنام ، ترضعك ليل نهار من صدرها الحنون ولا تبخل عليك ، تغسل اوساخك وثيابك . أنسيت قبلاتها على خديك حبا وإخلاصا .أنسيت انها كانت مستعدة أن تَُفديك بروحها .أنسيتَ أنها ضحتْ بالغالي والنفيس من أجل إسعادك . تذكَّر كم غنَّتْ وهدهدتْ لتنام ، وكم داعبتْ خصلات شعرك ، أشعلتْ أصابعها العشرة لترضيك ، وكم شمعة أشعلت لأجلك وكم صلّت وإبتهلت وتضرعت  ليحفظك الله ويسترك.

والدك تحمل كل الصعاب لأجل إطعامك وعمل المستحيل لأجل إكسائك بأجمل الثياب ، عانى الكثير لأجل أن تصل الى آخر مراحل الدراسة.

  وهاك قصة تعلمك كم كان العطاء من والديك كبيرا الى حد بذل الذات .                                            

في قديم الزمان كانت هناك شجرة تفاح ضخمة و كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة كل يوم . كان يتسلق أغصان الشجرة ويأكل من ثمارها ثم يغفو قليلا لينام في ظلها .. كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب أن تلعب معه وأصبح لا يلعب حول الشجرة كل يوم .

في يوم من الأيام  رجع الصبي وكان حزينا فقالت له الشجرة: تعال والعب معي

فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها. فأجابته الشجرة: أنا لا يوجد معي نقود، ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها.

الولد كان سعيداً للغاية فتسلَّق الشجرة وجمع كل ثمار التفاح التي عليها وغادر سعيدا لم يعد الولد بعدها ،  فأصبحت الشجرة حزينة وذات يوم عاد الولد ولكنه أصبح رجلا

كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي ولكنه أجابها لا يوجد وقت لدي للعب  فقد أصبحت رجلا مسؤولاً عن عائلة ونحتاج لبيت يأوينا، هل يمكنك مساعدتي ؟ آسفة    ، أجابت الشجرة. أنا ليس عندي بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أغصاني لتبني بها بيتا لك فأخذ الرجل كل الأغصان وغادر وهو سعيد. وكذلك كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيداً. لكن الرجل لم يعد إليها فأصبحت الشجرة وحيدة و حزينة مرة أخرى. 

وفي يوم حار من ايام الصيف عاد الرجل  وكانت الشجرة في منتهى السعادة فقالت له الشجرة: تعال والعب معي، فقال لها الرجل لقد تقدمت في السن وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح . ثم قال لها الرجل: هل يمكنك إعطائي مركبا؟ فأجابته: خذ جذعي لبناء مركب وبعدها يمكنك أن تبحر به بعيدا  وتكون سعيدا فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبا ،

فسافر مبحرا ولم يعد لمدة طويلة أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل ولكن الشجرة قالت له : آسفة يا بني لم يعد عندي أي شئ أعطيه لك وقالت له:لا يوجد تفاح قال لها: لا عليك لم يعد عندي أي أسنان لأقضمها بها لم يعد عندي جذع لتتسلقه    

فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزا ولا أستطيع القيام بذلك قالت: أنا فعلا لا يوجد لدي ما أعطيه لك

قالت وهي تبكي .. كل ما تبقى لدي جذور ميتة فأجابها: كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه   

فأنا متعب بعد كل هذه السنين فأجابته: جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة تعال تعال واجلس معي لتستريح

جلس الرجل إليها ... كانت الشجرة سعيدة تبسمت والدموع تملأ عينيها، هل تعرف من هي هذه الشجرة؟

إنها أبَوَيْـك ! أحببْ والديك لأنهما ضحيا كثيرا من أجلك واليوم لا لأنك نلت الشهادة تتعالى وتتجاسر على من رباك ، ومن أجل إرضاء زوجتك أو انانيتك تطردهم أو تزجهم في دار العجزة لتتخلص منهم. عرفتُ ابا تقيا محترما طرده أبنه من بيته لأن زوجته لاتتحمل رائحة دواءه ولا تساقط الماء هنا وهناك عند ما يغسل وجهه كل صباح ، يا لوقاحة وقساوة قلب البشر .

كتب احد الوالدين الى أولاده :" يا من وهبتكم حياتي بناتي وأبنائي :أذكّركم ، عندما اكون عجوزا لا تطابق افكاري افكاركم وكلامي غير منطقي بالنسبة لكم وتصرفاتي لا تعجبكم ، عندها من فضلكم تحمَّلوني وإصبروا علي .

عندما ترتجف يدي فيسقط طعامي على ثيابي تذكَّروا إني مسحت وغسلت ثيابكم عندما كنتم اطفالاً لا تعرفون كيف تأكلون .  عندما لا أقوى على لبس ثيابي تذكروا أني انا الذي علمتكم في لبس ثيابكم.

إذا اليوم اكررعليكم ذكرياتي وقصصي لا تنزعجوا فكم كررت لكم قصصا كنتم تحبونها . إذا اليوم تنفرون من رائحة جسمي وثيابي تذكروا كم سعيت لتكون رائحة جسمكم عطرة  وثيابكم انيقة . لا تضحكوا مني إذا لم افهم امور عصركم اطلب منكم ان تكونوا لي عيني وعقلي لأواكب جيلكم .

تذكروا اني انا الذي علمتكم كيف تواجهون الحياة فكيف تعلموني اليوم ما يجب وما لايجب ؟  يا أحبائي لا تملّوا من ضعف ذاكرتي وبطء كلماتي  فسعادتي اليوم هي ان أكون معكم .

ساعدوني لأقضي حاجاتي ، وارحموا شيخوختي وضعف بصري، خذوا بيدي حيث اريد ، فغدا ستبحثون على من يأخذ بيدكم ويقودكم.

أنا اليوم انتظر رحيلي بهدوء وإيمان فكونوا معي وليس ضدي. أنا بشرٌ مثلكم أخطأ، اتوسل اليكم ان تغفروا لي زلاتي وضعفي غفر الله لكم، أُستروا عوراتي ستَرَكم الله .

كنت معكم حين ولدتم ، فارجوا ان تكونوا معي حين أموت .  لا زالت ضحكاتكم وإبتساماتكم تسعدني فلا تحرموني منها، حفظكم الله ورعاكم ، صدقوني لا زلتم أعزاء على قلبي .

المخلص ابوكم وامكم.

قرأت يوما قصة في هذا المجال مفادها:

كان لأب إبن وحيد تعب في تربيته كثيرا الى أن ترعرع وشب ونال الشهادة العليا في مدرسته  فزوجّه والده بفتاة أحبها وبعد مرور سنتين رزق بولد جميل أصبح تعزية لهم و لجده يلاعبه ويقضي كل الوقت معه.

مرت الأيام والسنون، أصيب الجد بمرض (الرجفة ) يأكل بصعوبة بالغة ، ولسوء حالته مرارا إنكسرت الأقداح والصواني من يده ، وكثيرا ما وقع الطعام من فمه ، فقرر الزوجان أن يعزلا الجدّ في زاوية ويصنعان له صحناً من خشب لا ينكسر ، تألم الجدّ كثرا لهذا القرار ولكنه رضخ لقرارهما بصمت وطاعة . وفي يوم من الأيام رأوا طفلهم الصغير منهمكا في تعديل خشبة مسطحة فسأله والداه عن مّاذا يصنع بهذه الخشبة فقال :" اني أحاول أن اصنع من هذه الخشبة صينية طعام ،عندما تكبروا أهديها لكم كما فعلتم لجدي" فبكوا  لتأثرهم وأعادوا الجدّ الى مائدة الطعام ليأكل معهم وإعتنوا به بكل محبة وحنان .

قال الرب :" أحبوا بعضكم بعضا " وتقول الشريعة " أحب الرب إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل قوتك وبكل فكرك وأحب قريبك مثلما تحب نفسك " قال يسوع :"...إعمل هذا فتحيا" لوقا10: 27

محبتنا يجب ان تشمل الجميع صغارا وكبارا، والكبير بالسن محتاج الى الرعاية والمحبة والإهتمام كالطفل الصغير .إن الدول المتطورة تهتم إهتماما بالغا بالمسنين وتخصص لهم رواتب تقاعدية وحتى تخصص رواتب لمن يقوم بخدمتهم وهذا عمل إنساني رائع.

المسيح يأمرنا بمحبة الأعداء :" أحبوا أعداءكم وأحسنوا الى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم ، وصلوما من أجل المسيئين اليكم "لو6:27 المسنّون لنا معهم صلة رحم وهم آباؤنا وأجدادنا من دمنا ولحمنا فكم يجب علينا أن نحبهم ونحترمهم .

بغض النظر عن صلة المسنّ الينا لماذا لا نستفيد  مما أكسبه في حياته من تجارب  وخبرات. فللمسنّ حكمة العلماء ورجاحة العقلاء فلقد عجنته الأيام وخبزته التجارب فاصبح مدرسة . وهاكم حكمة من حكمهم:

سُئل مسنّ :" إذا خيروك بين موت إمرأتك وقطع رجلك فأيهما تختار؟"  فاجاب :" إذا ماتت زوجتي فسوف أعيش مقعدا ، ولكن إذا قطعوا رجلي فسوف أتعكزُ على زوجتي " سأل أحدهم شيخا يسير نحو قمة جبل وعر" وهل تستطيع البلوغ الى قمة هذا الجبل العالي يا شيخنا أجاب :"يإبني القلب اصبح هناك ،اما باقي الأعضاء فتتبع القلب " يا لحكمة آبائنا الشيوخ !!.

أيها الأبناء إحترموا والديكم وكل من هو اكبر منكم . يقول مار بولص :" لاتوبخ شيخا بل أرشده بلطف كأنه أب لك" تيمو5 : 1

ويقول ايضا :"أيها البنون أطيعوا والديكم في كل شيء لأن هذا يرضي الله " كول 3 : 20

"كذلك أنتم الشباب اخضعوا للشيوخ وإلبسوا كلكم ثوب التواضع في معاملة بعضكم لبعض." بط 1 – 5 :5

هاكم قصة تحكي كيف أن الأدوار في الحياة تعود وتتكرر بين الآباء والأبناء .

 يقول الأبن :" وأنا عمري 4 أعوام : أبي هو الأفضل

وأنا عمري 6 أعوام : أبي  يعرف كل الناس   

وأنا عمري 10 أعوام : أبي ممتاز ولكن خلقه ضيق

وأنا عمري 12عاما : أبي كان لطيفا عندما كنت صغيرا

وأنا عمري 14 عاما : أبي بدأ يكون حساسا جدا

وأنا عمري 16 عاما : أبي لا يمكن أن يتماشى مع العصر الحالي

وأنا عمري 18 عاما : أبي ومع مرور كل يوم يبدو كأنه أكثر حدة

وأنا عمري 20 عاما : من الصعب جدا أن أسامح أبي ، أستغرب كيف استطاعت أمي أن تتحمله

وأنا عمري 25 عاما : أبي يعترض على كل موضوع

وأنا عمري 30 عاما : من الصعب جدا أن أتفق مع أبى ، هل ياترى تعب جدى من أبي عندما كان شابا

وأنا عمري 40 عاما: أبي رباني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط، ولابد أن أفعل نفس الشيء

وأنا عمري 45 عاما : أنا محتار ، كيف أستطاع أبي أن يربينا جميعا

وأنا عمري 50 عاما: من الصعب التحكم في أطفالي، كم تكبد أبي من عناء لأجل أن يربينا ويحافظ علينا

وأنا عمري 55 عاما: أبي كان ذا نظرة بعيدة وخطط لعدة أشياء لنا ، أبي كان مميزا ولطيفا.   

وأنا عمري 60 عاما: أبي هو الأفضل

جميع ما سبق احتاج إلى 56 عاما لإنهاء الدورة كاملة ليعود إلى نقطة البدء الأولى عند الـ 4 أعوام .

فلنحسن إلى والدينا قبل أن يفوت الأوان ولندعُ الله أن يعاملنا أطفالنا أفضل مما كنا نعامل والدينا.

أهدي كلماتي هذه الى كل من يَكنّ لوالديه محبة وإحترام واطلب له من الله كل خير وموفقية وطول العمر

 

.......................................

 

الجمال الحقيقي

 

لستُ أدري من أين أبدأ فأبواب الجمال واسعة، وأوسعها باب جمال الله.

قال شكسبير" الجمال قبَس من نورالله". "السماوات تنطق بمجد الرب ، والفلك يُخبر بعمل يدَيه .كلام الرب طاهر ثابت إلى الأبد  وأحكامه حق وصدق وحدها، أشهى من الذهب والأبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد " مز :19 . "ذوقوا تروا ما أطيب الرب هنيئاً لمَن يحتمي به" .مز34   "يُخبرون ببهاء مجد جلالِك" مز145 :5 . وعلى جبل التجلِّي يسوع "تجلَّى بمشهدٍ منهم فأشرق وجهُه كالشمس وصارت ثيابُه بيضاء كالنور"متى 17 :2 الله جميل و خالق الجمال وأعماله كلها  جميلة ورائعة ، والجمال نعمة وهبة من الله للبشر ، وهو من ثمار الإيمان ، وعلى المؤمن أنْ يتدرب يومياً لمشاهدة الجمال في كل شيء ، ثم يرتقي من الخليقة إلى الخالق ليمجِّد الله .    كثيراً ما لا ننتبه إلى ما حولنا، ولا نفتح عيون الإيمان لنَرَ عجائب الله في مخلوقاته، فنندهش أمام حُسنها وجمالها ودقة تركيبها وروعة ترتيبها ومنظرها.  عندما خلق الله السماوات والأرض وما فيهما " نظر الله إلى كل ما صنعه فرأى أنه حسن جداً" تك 1: 31 هوذا عيون الله ترى الحُسن والجمال فيمدحه ويرتاح له ويرضى به.                                         

ما هو الجمال 

 قال جبران خليل جبران: " قد تباين الناس بتعريفه ومعرفته مثلما إختلفوا بتمجيده ومحبته ... هو ما كان بنفسك جاذِب اليه ،هو ما تراه وتودّ أن تعطي لا أن تأخذ ، هو ما شعرتَ عند ملقاه بأيدٍ ممدودة من أعماقك لضمِّه إلى أعماقك ،... هو أُلفة بين الحزن والفرح،...هو قوة تبتدىء في قدس أقداس ذاتك وتنتهي في ما وراء تخيُّلاتك ...إن الجمال نصيب المتألمين...

إصغوا لأنغام الطيور ، وحفيف الأغصان، وخرير الجدول، إن الجمال قسمة السامعين .أنظروا وداعة الطفل ، وظُرف الشاب ، وقوة الكهل ، وحكمة الشيخ ، إن الجمال فتنة الناظرين."

عندما جُعل أحد الفلاسفة بين خيارَي الجمال والحقيقة إختار الجمال لقناعته أن الجمال يحمل في ذاته حقيقة أرفع من الحقيقة ذاتها .                       

الجمال هو كل ما يحلو للعين والسمع ويستمتع به العقل والقلب من منظر

 وإبداع وتنسيق وتركيب واختراع وعمل إنسان ، يقف الإنسان أمامه مبهوراً مندهشاً . فنرى الجمال في مناظر الطبيعة الخلاّبة ،  في الخضار والأزهار الربيعية، في ألوان الأوراق الخريفية ، في الثلوج على الأشجار  والجبال  في المواسم الشتوية   .  نراه في الطيور والأسماك والفراشات الملونة ، نراه في أصغر المخلوقات وأكبرها ، نراه في الألوان الزاهية التي هي  زينة العيون وبهجة النفوس .

هناك جمال في الفَن بمختلف فروعه:

 الرسم : عندما نرى تلك الوحات الجميلة والأيقونات البديعة ترتاح لها عيوننا وقلوبنا فننذهل أمام مواضيعها وتناسق ألوانها فتخطفنا إلى تأملٍ عميق ممتع.

العزف: عندما يُبدع أهل الموسيقى وقد تطوَّر فنُّهم وتقدم مرحلة كبيرة نرى ذلك في السمفونيات الشهيرة ، والتي تحلِّق بنا إلى عالم الجمال والروعة .

 الغناء:  كل  الأصوات الجميلة الملائكية التي  تشجينا وتطربنا  وترفع بنا الى العلى  .

الكتابة : وكم من مقالة نثرٍ وقصيدة شِعرٍ نقف أمامها متعجبين من جمالها وحسن كتابتها ومعناها : وهاكم بعض الأبيات من شعر جبران خليل . بعد قراءتها ستقول :" ألله ما أجملها"

أعطني الناي وغنّ      فالغنا سر الوجــود

وأنين الناي يبقى         بعد أن يَفنى الوجود

هل إتخذت الغاب مثلي   منزلاً دون القصور

فتتبعت السواقي           وتسلقت الصخور

هل تحمَّمت بعطرٍ         وتنشَّفت بنــور

وشربت الفجر خمراً      في كؤوس من أثير

هل جلست العصرَ مثلي  بين جفنات العنب

والعـناقيدُ تدلَّـت          كثُريات الذهب

هل فرشتَ العشب ليلا    وتلحَّفتَ الفضاء

زاهداً في ما سيأتي         ناسياً ما قد مضى

إن أسمى درجات الجمال تكمُن في الروح والنفس والقلب والعقل ، فالجمال الحقيقي ينبعث من قدس أقداس النفس ليعطِّر حياة الإنسان بعطر الفضائل والخِصال الحميدة . الجمال الحقيقي هو ذلك التوازن الذي ينبع من الداخل وينعكس على المظهر الخارجي .

فجمال المؤمن يكمن في عطر إيمانه الفوَّاح وطيبة قلبه المليء بروح الله وتقواه وحياته المزينة بالفضائل والأخلاق المسيحية. يقول القديس جان ماري فيانيه "النفس المتحدة بالله ربيع دائم"

فأجمل مخلوق في عيني الطفل هو أمُّه لايهتم بثيابها أو تسريحة شعرها أو حُسنها. فهو يعرف أين يكمُن جمال أمِّه الحقيقي . يكمن في العيون التي تلمع بفخر عندما يحقق أي تقدم أو نجاح ، وفي الفم الذي يشجعه ويثق به، وفي القبلات التي تشفي آلامه ، وفي الصوت العذب الذي يهدّؤه بعد حلم مزعج ، وفي العناق الحنون على صدر أمه ، جمالها الحقيقي هو في التضحية وبذل الذات حباً له عندما يراها ساهرة عليه في مرضه ، عندما تُرضعه عند جوعه وعطشه ، هذه هي هبة الذات وهبة الذات تنتج النعمة ومن النعمة ينبع الجمال الحقيقي . عندما تهب الأم ذاتها لطفلها فهي تحصد الحياة  والمحبة والنقاء ، وهي بذلك تعطي الحب الذي يحمله الرب لأولادها . لذلك أعتقد أن لا شيء في العالم يجعل المرأة جميلة مثل الأمومة . يقول الكتاب المقدس :            

"المرأة الفاضلة من يجدها ، ثمنُها يفوق اللآلىء – العز والبهاء لباسها – تضحك على الزمن الآتي – تفتح فمها بالحكمة وفي لسانها سنّة المعروف – يقوم أولادها ويطيعونها , زوجها أيضاً يمدحها .                               الحسن غضّ والجمال باطل – أما المرأة المتَّقية الرب فهي تمدح (أمثال 31:  10 , 25- 26 , 28- 30 )

اليوم ومع الأسف الشديد قد تهافت ملايين البشر من كلا الجنسين  خصوصاً النساء إلى مواصفات جمالية شبيهة بالسُلع المعروضة على شاشات التلفزيون وفي وسائل الأعلام ، ولكن ليعلم الجميع أنَّ المئات اللواتي دخلن مسابقات الجمال أُخضعن لمشارط الجرَّاحين وعمليات التجميل .

المرأة مطلوب منها أن تسعَ وراء الجمال الحقيقي وهو أن  تتمسك بأهداب الفضيلة  والقداسة وتطلب العلم من مَعين المعرفة الذي لا ينضب . لتُصبح أُمّاً تربِّي أجيالاً وتُصبح زوجة صالحة أو سيدة تبني مجتمعها ..

 سُئِلت إمرأة ما سر جمالها؟  قالت:

إذا أردتِ أن يكون لكِ شفايف جميلة ، فلا تتلفَّظي إلاّ بكلمات لطيفة .

إذا أردتِ عيوناً جميلة / فلا تنظري إلاّ إلى ما هو جميل في الآخرين .

إذا اردتِ أن يكون لكِ شعرٌ سرِحٌ رائع الجمال ، فاسمحي لطفل أن يداعبه ولو مرة في النهار .

إذا اردتِ أن تحافظي على العلاقات ، فلا تترددي في إقتسام خبزك مع الجياع والمساكين .

جمال المرأة الحقيقي ليس في الملبس ولا في الشعر بل في العيون ، والعيون مرآة النفس ، والنفس عرش الحب .

جمال المرأة الحقيقي المتأصِّل في النفس يكبر مع العمر.

جمال المرأة الحقيقي يكمُن في نفسها ولُطفها  وحنانها .

أنتِ يا سيدتي فريدة في عيون الله ، يُحبك كما أنتِ .. وفي عينيه أنت رائعة .

 الجمال الحقيقي هو السعي إلى الوصول إلى هدف سامٍ ، هو السعي إلى جعل علاقتكم جيدة مع الله فتكون لديكم صورة أفضل عن أنفسكم ،إذ كلما إقتربتم من الرب تشعرون بسلام وسعادة معه فتكونون رائعي الجمال في قناعاتكم ، حينذاك ينبعث منكم نور الله ومحبته ، هذا هو الجمال الداخلي الذي عليكم السعي لتحقيقه لتعيشوا في إيمان وسلام وراحة .

هل تعلموا من هم الناس الأكثر سعادة: هم الذين قبلوا بوضعهم كما خلقه الله ، الرب يحبكم كما صنعكم وانتم رائعون في عينيه لأنكم مميزون ، لا يرى فيكم إلا الحُسن والجمال لأنكم كاملين في نظره .  

وإذا صلَّيتِ فكذا صلِّ :"إلهي كنت قادراً أن تخلقني كاملاً في نظري وفي عيون الآخرين. ولكن قررتَ غير ذلك ، في النهاية جعلتني كما أردتَ أن اكون ، كاملاً بحسب نظرتك أنت .  إذا شككتُ في هذا فأشك في حبك . ولكن إذا قبلتُ سرَّ هذه الحقيقة ، أجد سلاماً داخلياً وأماناً وإخلاصاً في حبِّكَ .

يا إلهي خُذني من الآن إلى عمق قلبك

هناك سوف أجد الجمال والروعة آمين .

 

............................

 

إذا ذهبتَ إلى الكنيسة للإشتراك في القداس...

إذا ذهبت الى الكنيسة للإشتراك في القداس...

- تبنّى قناعة مفادها:' الإشتراك في الذبيحة الإلهية ضرورة قصوى، لا يمكن الإستغناء عنه مطلقا لأنه مركز حياتنا المسيحية. 

- كن خلال الأسبوع في إشتياق روحي الى اللقاء بالرب.

- قبل أن تذهب إسأل نفسك هذا السؤال :'لماذا انا ذاهب الى الكنيسة'.

- تهيّأ قبل يوم، وتذكَّر ما يجب القيام به إستعدادا للإشتراك الأفضل في القداس.

- تحمَّم واغتسل والبَس أجمل ما عندك من ثياب، لأنك ذاهب لتمتثل امام حاضرة الله.

- ليكن يوم الأحد بالنسبة لك يوم عيد تنتظره وتعدّ له لأنه' يوم الرب'

- ليكن لباسك محتشماً ولائقاً فانت ذاهب الى بيت الله وليس الى نادي ولا الى إستعراض للأزياء .

- يقول مار بولس في رسالته الى تيموثاوس :'أريد أن تلبس المرأة ثياباً  فيها حشمة وأن تتزيَّن زينة فيها حياء ورزانة لا بشعرٍ مجدول وذهب ولآلىء وثياب فاخرة بل بأعمال صالحة تليق بنساء يعشن بتقوى الله ' 1 تيمو2: 9

- على المرأة أنْ لا تجذب نظرة الرجل بلبسها ثيابا غير لائقة لأن المكان مقدس .

- على الرجل أن ينظر الى المرأة في الكنيسة نظرة طاهرة نقية كأمه وأخته وإبنته .

- تعال الى الكنيسة قبل بدء الصلاة بربع ساعة إستعداداً لما سيجري ويحدث أمامك من أمور قدسية وروحية .

- إغلق هاتفك النقال لكي لا تُسمع رناته في الكنيسة .

- إرمِ العِلكة من فمك خارجاً فأنت لست في صالة السينما ولا في الشارع العام .

- إذا دخلت الكنيسة فتبارك بالماء المبارك، وقل: 'يارب أغفر خطاياي وإرحمني'.

- وارسم إشارة الصليب على وجهك بتقوى وإيمان.

- أسجد بتواضع وهيبة ووقار أمام المذبح .

- إذهب وخذ مكانا لك بكل أدب وإحترام.

- إذا كان لك اطفال فإذهب الى الغرفة المخصصة لهم وحاول قدر الإمكان تهدأتهم .

- حافظ على نظافة الكنيسة كبيتك ولا ترمي فيها المناشف الورقية بعد إستعمالها .

- لا مجال للكلام والضحك والإستهزاء لأن المكان الذي أنت فيه مقدس .

- ركّزعلى ما يجري أمامك، فلا مجال لنظرات غير محتشِمة ..

- لا تكن في الكنيسة متفرجاً ، فالصلاة والذبيحة التي تقام أمامك روح وحياة وقداسة .

- خذ كتاب القداس بيدك، وتابع لتعرف ما يجري أمامك.

- صلِّ من كل قلبك ، وشارك في الصلاة بعقلك وقلبك وكل جوارحك .

- شارك في الصلاة والذبيحة الإلهية ، ولا تكن ساكتاً ولا نائماً ولا شارد الذهن.

- إركع عند الركوع وإجلس عند الجلوس وقف عند الوقوف وصلِّ مع الجميع بإيمان وتقوى.

- اللمَّة (التبسيَّة ،العُشر) عطاء ومحبة وسخاء، وتعني:' يا رب إن كل ما أملكه هو منك فباركه ' وما تعطيه هو عربون لما يجب أن تعطيه لله.

- خذ سلام المسيح وأعطه لمن هم بجوارك ونقِّ قلبَك من كل بغض وزعل وكره فالجميع إخوتك وأخواتك في المسيح.

- إذا كنت مثقلا بخطيئة كبيرة تعال قبل القداس واعترف بها أمام الكاهن ، لتصفي وتنقي ضميرك.

- القداس إحياء لسر التجسد والخلاص، يسوع يكلمك من خلال انجيله ويصبح غذاء لك ويموت من اجلك ويقوم من بين الأموات لتقوم معه وتحيا  الى الأبد وعندما تتناول فإنك تتناول المسيح الحي القائم،  فاعرف اهميّة ما يجري أمامك.

- وقت القداس مَهيب ورهيب ومقدس فهو عربون من الأبدية فإفرح وإسعد وتنوّر وتقدّس وإمتلىء من الروح القدس.

- تناول القربان فالذبيحة التي تشترك فيها لا تكمل إلا بالتناول .

-  عندما لا تتناول تحت الشكلين ، فمَدُّ اليدين عادة شرقية أصيلة، فمدّ يدك على شكل صليب وكأنك تستعطي خبز الحياة من الله  وتناول القربان بنقاء وطهارة .

- تناول بخشوع ومحبة وإيمان وتقوى الرب .

-  لا تخرج من الكنيسة حالاً بعد التناول ، بل إبقَ ولو دقائق لتشكر الرب على نعَمه الوافرة ومحبته العظيمة لك والتي نلتَها من خلال القداس .

- ما أخذته وتعلَّمتَه من القداس أنقلْه إلى بيتك وجيرانك وأصدقائك ،لأن الحياة المسيحية إمتداد للذبيحة الألهية.

- بدّل بعد القداس  سيرتك ليرى فيك الآخرون المسيح .

- إحترم كتب الصلاة، لتبقى في خدمة وفائدة المؤمنين ولا تطويها إلى الخلف ولا تكتب عليها ولا تأخذها الى البيت ولا تجعل منها لعبة بيد الأطفال فلقد صُرفت مبالغ كبيرة لطبعها.

- إذا شاركت في القراءات المقدسة فلا تفعل ذلك إرتجالا، فكلام الله لا يُرتجَل ، بل هيِّىء القراءة قبل يوم أو يومين .

- لا تغادر الكنيسة إلا بعد أن ينتهي القداس ويأمر الكاهن بالإنصراف .

- الكنيسة مكان مقدس لا مجال للكلام لا قبل القداس ولا بعده .

- أهل بيتك مطالبون مثلك بالمشاركة في الذبيحة الإلهية ، فلا تقبل لهم في إهمالها عذرا.

- تقيَّد بهذه الأمور بحب وإيمان وروح مسيحية  عالية  

 

 

الأب جبرائيل شمامي

 

Jibraelshamami@yahoo.com