لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

عفيفة إسكندر

  

باسم حنا بطرس

موسيقار، باحث وناقد موسيقي وكاتب

أوكلند في 17/1/2005.

 

 

في خبرَين لا يربط بينهما سواها!

عفيفة تنهض من سباتها، لتُسَلَّط عليها أضواء ما تستحق

أريد الله يطلِّع حوبِتي بيهم، أريد الله!!

 

أكبس هنا لمشاهدة فيديو كليب عن عفيفة أسكندر

 

تناقلت وكالات الأنباء قبل شهرين (على ما أذكر) نبأ التفجيرات الإجرامية وللمرة الثانية، التي نالت عدداً من كنائس بغداد، وكان من بينها كنيسة الروم الكاثوليك في خربندة الكرادة الشرقية، التي صارت حطاماً بالكامل.

أما الخبر الآخر في مطلع العام الجديد، وهو لا علاقة له بالخبر الأول المذكور، فتناول قيام وزارة الثقافة العراقية بتكريم الفنانين الروّاد، ومن بينهم عفيفة إسكندر.

في يقيني أن القارئ سيتساءل عن الرابطة بين الخبرّين؟ وسأكون معه في ضبابية التساؤل إنْ لم أكُ أعرف ذلك بل سأقوم بتمتين الرابطة بينهما!

دعونا نسرح مع عفيفة إسكندر ومن خلال هذين الخبرين.

 عفيفة، أو بإسمها الدلع (عفَّو) التي إشتهرت بدعائها المغنَّى (أريد الله يطلِّع حوبِتي بيهم – أريد الله)، التي حكَت الكثير من دراميَّة الحياة قَصصاً غنائية، فيها الغَنَج وفيها العتب، وفيها الفأل وفيها اللوعة. وصار لأغانيها رصيد كبير من تراث الغناء العراقي المعاصر.

 ما أريد كتابه هنا ليس من قبيل الخاطرة العابرة، بل إسترجاعاً لتلك التي ألهَبَت المستمعين بأناقة الغناء الخفيف الذي كنّا نقول فيه (مونولوج – غناء النقد الساخر)؛ إنها ذاتها التي عادت قبل أعوامٍ إلى بغداد لتقضي ما تبقَّى لها من العمر في خلود السكينة والإنزواء بعيداً عن ضجيج الناس، وقد فقدت بصَرها بالكامل، وصارت نسياً منسياً.

 عفيفة التي أحبَّها الناس البسطاء ووجهاء القوم على السواء، شلهوبةَ الغناء بجمالها وحسنِها، وحسناتها.  عشقَها الحسّاد بنهم العطش البوهيمي! ونافق ضدَّها المنافقون وحمَّلوها أكاذيب الكَيْد الرخيص تُهَماً خاسئة، حتى جعلوا منها { جاسوسة للإنكليز } إبّان ثورة تموز 1958. فكِيدَت لها المكائد؛ ليس لتهمة مسنَدَة وإنمّا كيداً خسيساً ضدها. لكن المؤكد في ذلك لكونها لم تغنِّ للسلطة – أيا كانت، كما فعل غيرها من مغنّيي العراق والعرب.

  ولعلَّنا نتدارك ما أرادته في أغنيتها (أريد الله يطلِّع حوبِتي بيهم – أريد الله): أرادت بذلك إحالة كلِّ مَن كادَ لها أو أراد لها الأذى. إلا أنَّ الأغنية هذه صارت في طليعة أغانيها التي أخذ الناس بترديدها كثيراً.

 أما عن حسناتها: أذكر حادثتين عشتُ جانباً منهما.

 الأولى: حين شرعت طائفة الروم الكاثوليك في بغداد لبناء كنيسة جديدة لها، في الخربندة بالكرادة الشرقية عقد الخمسينات، قامت بِصَولات وجولات كبيرة في سبيل جمع الهبات والتبرعات من المحسنين، كما أقامت سلسلفة من حفلاتها الغنائية في النوادي الإجتماعية آنذاك، وبخاصة على قاعة جمعة الرفق بالفقير (خلف بريد العلوية ببغداد)، خصَّصَت كامل أجورها وأرباح الحفلات ريعاً لبناء الكنيسة.

 أما الثانية: أقامت (جمعة أصدقاء الطفل في العراق) التي كان يديرها (عمّو زكي) رائد برامج الأطفال في الإذاعة، أقامت حفلةً على قاعة جمعية الرفق بالفقير سنة 1957، خُصِّص ريعها بالكامل لصندوق دعم تلك الجمعية. تبرَّع للمشاركة فيها عدد من الفنانين (أمثال ناظم الغزالي، علي الدبّو، عفيفة إسكندر، لميعة توفيق – حسب ذاكرتي) بمصاحبة الفرقة الموسيقية الشرقية المرافقة لهم، كما شاركت فرقة (بنكو باند Bingo Band) لموسيقى الرقص الغربي، التي كنتُ مديراً لها وعازف بيانو فيها.

 أما كيف جرى ذلك، فقد كنتُ جالساً إلى عمو زكي في مقر جمعيته في راغبة خاتون (الأعظمية) نتباحث في برنامج الحفلة، فاتصل تلفونياً بعفيفة إسكندر وفاتَحها للمشاركة في الحفل، فبادرت فوراً وبدون تردد عن موافقتها للمشاركة بفاصلٍ غنائي والتبرع بأجورها ريعاً للمشروع.

 في تلك الحفلة، التي إكتظَّت بها قاعة جمعية الرفق بالفقير، أدارت عفيفة حملة تبرِّع مفتوحة عن طريق إقامة (مزاد على الطريقة الأميركانية) جمعت فيه مبلغاً وافراً من المال.

 تلك هي عفَّو، المنزوية بسكون في بغداد بعيداً عن الأضواء، تعاني من وحشة الوحدة والشيخوخة والفاقة؛ وفي هذا الزمن العصيب الذي يعيشه العراق عموماً وبغداد بخاصة، تعرَّضت عفيفة قبل أشهر لمحاولة إعتداء في بيتها لكن الجيران الطيبين سارعوا لنجدتها.

 وعودة إلى خبر تكريمها، أقول: حسناً فعلت وزارة الثقافة بالإلتفات لهذه الشلهوبة الحلوة صورةً ومعشراً وفنّا.

 أترى: عرفتم خيوط الرابطة بين تَيْنك الخبرّين والأخبار الفرعية الثانوية لها؟

 إنها عفيفة إسكندر

تنويه: لا أتفق بما ذهب إليه كاتب خبر تكريم عفيفة المنشور بتاريخ 2/1/2005، على صفحات (إيلاف) نقلاً من جريدة (المستقبل اللبنانية) عن سبب أو أسباب (إعتزالها)؛ بل إنها إعتزلَت لتتفرغ للحياة مع زوجها (إسكندر إستيفان) الثري وصاحب سينما الخيام ببغداد.

الصورة المرفقة بالموضوع:

عفيفة في أوَج مجدها، في حفلة على مسرح قاعة الملك فيصل الثاني (قاعة الشعب حالياً) يصاحبها ألمَع موسيقيي فترة الخمسينات، وهم من اليسار إلى اليمين: جميل بشير (كمان)، منير بشير (عود)، كريم بدر (كمان)، سالم حسين (قانون)، خضر إلياس (ناي) وحسين عبد الله (إيقاع). – من الإرشيف.

 

أكبس هنا لمشاهدة فيديو كليب عن عفيفة أسكندر

 

 

زواج عفيفة اسكندر .. رد على تعقيب

 

"Dear

Please I want you to refer this message to the writer of this article, he has it wrong by claiming that Afifa was married to Iskender Estifan ( by the way Isjender Istifan is Dr Farid's unlce) and in no way she was marreid to Iskender Istifan, She used to live free at the Khayam hotel in recognition by Iskender Istifan for her art. It so happens that her second name is Iskender also who is her christian name, her husband is someone else who passed away many years ago.

 Please send to writer so we get this issue right and correct.

many thanks

Ara Ovanessoff"

 

أشكر الأخ خضر إلياس ككي  Khidhir Elias Geggiلإحالة الرسالة الواردة من السيد آرا أوفانيسوف Ara Ovanessof، تعقيباً وتصويباً لمقالتي عن الفنانة عفيفة إسكندر المنشورة على صفحات موقعنا الرائد باخديدا - Bakhdida. وبعد:

الكتابة في هكذا مواضيع، ذات الصبغة التاريخية، تقتضي التحرِّي من مختلف المصادر، بما فيها المعرفة الذاتية – إنْ كانت متوافرة لشخص الكاتب – تعزيزاً للحقائق المتعلقة بالموضوع.

وعليه أورد لكم في الآتي نموذجاً من مصادر الموضوع: مقاطع من المقابلة التي أجرتها القناة الشرقية مع الفنانة عفيفة إسكندر، التي يمكن مشاهدتها والإستماع إليها على الرابط أدناه:

http://www.alsharqiya.com/display.asp?fname=kenooz\2005\043.txt&storytitle

 

أنقل لكم المقاطع ذات العلاقة بطبيعة التعقيب المذكور: 

·   نهاد نجيب : عفيفة اسكندر صوت ملا القلوب بالدفئ ولكن جيل الشباب لايعرف عنها سوى بقايا اغاني متناثرة في متاهات الذاكرة ، هذا هو شارع الرشيد الذي شهد احداث كثيرة ومن هذا الشارع يتفرع شارع فرعي يسمى شارع الخيام وما زال له نفس الاسم ولكن تغيرت ملامحه وهناك فندق الخيام ويجاوره مسرح الخيام والفندق كان السكن الدائم لعفيفة اسكندر ، اثناء بحثنا عن مسكنها قادنا السؤال الى شارع الخيام وسط هذا الشارع هناك سيارة تجذبك وهي سيارة فورد موديل 1956 زرقاء اللون ، وما تزال تعمل وهي سيارة عفيفة كانت تحي فيها سهراتها في ايامها الخوالي ، ويملك هذه السيارة رجل متعلق بعها حد العشق ونفى كل عروض البيع ومحله قرب فندق الخيام الذي شهد ايام عمله مع عفيفة الذي كان يقلها بسيارته الفورد الى اماكن حفلاتها ، رفض ابو عطية التصوير الا بعد ان نلبي شرطه بان ندله على بيت الفنانة عفيفة فوافقنا .

 

·   نهاد نجيب : من المفارقات العجيبة ان والد الفنانة عفيفة اسمه اسكندر وزوجها اسمه اسكندر وهنا شخصية غامضة اسمها اسكندر اصطفيان ، واسمها عفيفة وامها عفيفة وزوجة زوجها اسمها عفيفة ايضا .

·   عفيفة اسكندر : انا تزوجت بعمر صغير واهلي قاموا بتزويجي لشخص اسمه اسكندر ، وهناك 3 عفيفات ، امي وضرتي وانا .

 

·        نهاد نجيب : سألنا ابو عطية عن سر زواج عفيفة اسكندر وكان الجواب يستحق الاستغراب ؟

·   ابو عطية : كانوا يلقبونها عفيفة اسكندر وتتهمها الناس انها من بيت اسكندر اصطفيان ، انما هي بعيدة عنهم لان هؤلاء ارمن وهي كانت مسيحية ، واسكندر اصطفيان كان تاجر معروف في البلد .