أول معلم في بخديدا

 طارق عبد المسيح بهنام

(نشرت في جريدة " صوت بخديدا "  العدد ( 3)  تشرين الأول 2003)

ولادته .. نشأته .. نشاطاته في المجال التربوي

ولد عبد المسيح بهنام بن القس موسى المدرس عام 1902 ، في بخديدا من عائلة ورعة تقية ، فكان والده فلاحاً متواضعاً . توفيت والدته وهو لما يتجاور الأربع سنوات من عمره ، فرعته رضيعته ( مجودة ) والدة الشماس المرحوم سمعان آل خزيمي ، حتى أرسله والده إلى دير مار بهنام الشهيد ، فقضى فيه سبع سنوات (1912-1919) كراهب ومعتكف على الدراسة الابتدائية حينذاك ، وبعد تشبعه بالعلوم والمعرفة الأولية ، عين معلماً في مدرسة فره فوش الأولى بين عامي 1919-1920 . ثم أكمل دراسته في دار المعلمين الابتدائية ببغداد لمدة سنة ، وفي عام الدراسي 1921-1922 عين معلماً على الملاك الدائم في مدرسة أبى الخصيب الابتدائية في لواء البصرة . بعد فترة نقل الى مدرسة قره قوش الأولى ، ثم إلى مدرسة كرمليس الابتدائية ، ثم مدرسة برطلة الابتدائية ، ثم مدرسة مانكيش فمدرسة عاصي الابتدائية واخيراً مدرسة التغلبية الابتدائية الذي كان المؤسس الأول لها .

 أحيل إلى التقاعد عام 1964 ، بعد خدمة في التربية والتعليم في العراق دام 42 سنة .

لقد كان المرحوم عبد المسيح بهنام المدرس معلماً نشيطاً وفعالاً في المجتمع الخديدي ، حريصاً على تعليم أبناء بلدته جميعاً ، دون أن يفرق بين هذا وذاك ، أحب بخديدا وأهلها حباً كبيراً ، عمل بكل جهده عل خدمتها وتطويرها من جميع النواحي .

نشاطاته وأعماله الأخرى

ساهم مساهمة فعالة في حل مشكلة أراضى قره قوش مع الجليليين ، وعمل على نقل مقر الناحية إليها ، وتأسيس المستوصف الصحي والمدارس ومشروع الماء ، كما سعى لتأسيس مصرف في البلدة لحل مشكلة المتقاعدين وفعلاً نجح في مسعاه فتم تأسيس أول مصرف في البلدة عام 1982 باسم (مصرف الرافدين) . وعمل ايضاً في حل المشاكل الاجتماعية والثقافية بين أبناء بلدته الطيبين . ووكيلاً لكنيسة مار يوحنا للفترة من عام 1959-1982 ، حيث اسهم في إعمار هذه الكنيسة ، فلم ينقطع يوماً عن خدمة الرب إلى أيامه الأخيرة ، فضلاً عن مساهمته مساهمة فعالة مع المرحوم عبو قاشا وكيل الكنيسة  في بناء كنيسة الطاهرة الجديدة . عمل عضواً في المجلس البلدي في بخديدا خلال بداية السبعينيات ولعدة سنوات .

 ربى أولاده تربية حسنة وحرص على إيصالهم إلى أعلى المراتب العلمية ، فتخرج اغلبهم من معاهد وجامعات العراق كمدرسين ومعلمين ومهندسين وأساتذة جامعة ، وكانت ابنته (أديبة عبد المسيح بهنام أول معلمة في البلدة تخرجت من دار المعلمات الأولية ) .

لقد كان المرحوم عبد المسيح بهنام المدرس مربياً تربوياً فريداً وشماساً ورعاً تقياً وانساناً مخلصاً لبلدته ووطنه .

 انتقل إلى جوار ربه بعد مرض عضال لم يمهله طويلاً ليلة 11/11/ 1984.

مؤلفاته ودراساته المنشورة والمخطوطة