الخوديدي       عبد الباري باكوس

عن مجلة العائلة

 

الخوديدي الأصيل، أنسان مثل بقية البشر، اكتسب صفات ناجمة عن تطوره الحضاري وإرثه الغارق في القدم وطبيعته التي تجاري كل ما هو مقبول للعقل الانساني وتطوره الثقافي والفني والحرفي والزراعي وحتى الديني، فعقله غني بالابداعات الفكرية والعلمية ولا يكتفي بالمناقشة والجدال فحسب بل يبحث عن الحقيقة وينشدها وعندما يلقاها يتمسك بها بشدة، لذلك ظلّ متمسكاً بدينه لا ولن يساوره فيه أدنى شك، فان معرفة الحقيقة نعمة من الله لا يهبها الأ للذي يبحث عنها بأخلاص.

 

الخوديدي الأصيل، يطّور نفسه مع الزمن نابذاً كل العادات والتقاليد السلبية المكتسبة مع تدني مستوى الحياة، وينفتح الى الآخرين متيقنا من ان ما من قوة على الأرض تستطيع ان تسلب منه ما جناه من إرث خلال رحلته الطويلة مع الزمن.

 

الخوديدي الأصيل، كريم وكرمه يفوق كل تصوّر، فما ان يطرق بابه ضيفٌ حتى يتفانى في خدمته وأنجاز مطاليبه بفرح ومجانية، ناهيك عن اطعامه وايوائه، لذا فالى اليوم لا يوجد فندقٍ واحدٍ في بلدتنا.

 

الخوديدي الأصيل، لا يحقد على أحد ولا يحمل ضغينة في قلبه، لكونه مؤمناً بأصول يصعب على الآخرين فهمها، فهو  يسامح ويسامح ... ناسياً ومحتوياً كل أساءة الحقت به بقصدٍ او بدونه.

 

الخوديدي الأصيل، يحب عمله ويعمل بإخلاص اينما كان، في دوائر الدوله، في مزارعه، حقوله الخاصة، مؤمناً بأن إخلاصه في العمل واجب لا أكثر، لذا تراه متميزاً في إخلاصه لما هو له ولغيره، انه يتمنى الخير لكل الناس.

 

الخوديدي الأصيل، يجتهد في ان يحب كثيراً. فالحب عنده: هو اساس وغاية الوجود، هو الأنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله، هو الارض والقمر والشمس والنجوم... هو كافة المخلوقات. فالخوديدي لا يفرق بين المخلوقٍات فليس بينها ما هو نجس.  الحب عند الخوديدي، هو الجمال، جمال الروح وصفاؤها ونقاوتها وطهارتها لذلك تراه يحرص على تطهير روحه وغسل ادرانها كلما أخطأ بحق انسان، انه متسارع الى اصلاح أخطائه.

 

الخوديدي الأصيل، هو الأنسان الذي يضع رأسه على وسادته في الليل مطمئن البال مرتاح الضمير شاكراً ربه من اجل الخبز الكفاف ومن اجل ابعاد  شر الأشرار ومكر عابدي المال.

 

وأخيراً  فهذه دعوة لكل الخوديديين للتحلي بالأصالة على غِرار أجدادهم رمز الأصالة.