المربي التربوي الراحل برنار جرجيس شيتو

Museum

متحف

فنانونا السريان

فن

رياضة

أدب

أعلام

أرشيف الاخبار

منتديات السريان

بريد القراء

موارد السريان

السريان

كتابة وإعداد : وعدالله ايليا

نشرت في جريدة (صوت بخديدا) العدد (7) 2004

للمعلم بهاءه وروعته .. انه شعلة تذوب أمام الأجيال لتنير طريق الحياة ..انه مثل كرنفال الطبيعة ، وربيع الولادة الجديدة ، ومن اجل ذلك نقلب الذاكرة باتجاه مربٍ تربوي أفنى حياته من اجل تربية وتعليم النشء .. انه المربي التربوي الراحل برنار جرجيس شيتو .. فلنرحل معاً نقلب صفحات التاريخ .

ولد في قره قوش عام 1924 ، ودخل مبكراً دير مار بهنام الشهيد ، حيث نذر نفسه لنشر البشرى . ولكونه الوحيد لعائلته اضطر للرجوع إلى المدرسة ، فاكمل دراسته الأولية في مدرسة الحمدانية ، ثم التحق بعد نجاحه بدار المعلمين الريفية في الرستمية ببغداد ، وبعد خمسة أعوام أي في عام 1946تخرج منه معلماً.

في عام 1947عين معلماً في مدرسة (أرادن) شمال العراق حتى العام 1949. ومن غريب الصدف ، ومن خلال دورات التعبئة المقامة للجيش العراقي في هذه المنطقة ، قدم إليها جيش الليفي البريطاني فشاءت الصدفة أن يتعرف خلالها على الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر ، حيث كان آنذاك برتبة نقيب في الجيش العراقي

عمل في عدة مدارس ابتدائية منها: مدرسة (هوريسك) شمال العراق لمدة سنة كاملة ، ثم نقل إلى مدرسة قره قوش عام 1957 ، بعدها عين مديراً لمدرسة التغلبية الابتدائية من العام 1958 ولغاية عام 1966 ، حيث استلم إدراتها من سلفه الأستاذ عبد الرحمن الخياط ، ثم عين مديراً لمدرسة قره قوش الثالثة من الفترة 1966 لغاية عام 1973. بعد فترة مليئة بالعطاء والنشط الحيوية أحيل على التقاعد بطلب منه بتاريخ 2 /7 / 1973

من خلال لقاءاتنا مع العديد من الذين واكبوا المربي التربوي برنار جرجيس ومنهم السيد الياس اسطيفان شيخو أكد: ان الراحل كان يتمتع بعلاقات اجتماعية جيدة مع أولياء امور التلاميذ ، إذ كان يحسن التعامل معهم ويهتم بالجوانب العلمية والنفسية والنشاطات اللاصفية ، فكان من المعلمين الناجحين في عملهم طيلة فترة عمله في المجال التربوي . أما من خلال لقاءاتنا مع عائلته وأخص بالذكر منهم نجليه سمير وجرجيس أفادا بأن الراحل كان يتقن اللغات: العربية والسريانية والفرنسية والأرمنية . وكان سبق أن اشرف على إصدار نشرة خاصة بالمدرسة التغلبية عام 1961 – 1963 تحت اسم (النور) . أما عن الملاحظات المدونة من قبل المشرفين التربويين فكلها تؤكد على انه ذو سمعة طيبة، وقور ، متزن ، يحب مهنته كثيراً . من أصدقائه كل من : عبد القادر عز الدين وزير التربية السابق ، المرحوم (المربي التربوي) إبراهيم بطرس ككي والمرحوم (المربي التربوي) ميخائيل شمعون ، والمثلث الرحمات عمانوئيل بني راعي الأبرشية ، والمعلمون: وديع حبش ، نجيب سقط ، مارزينا جحولا وغيرهم

له مساهمات في مجال الكتابة التربوية ، فضلاً عن اهتماماته في جمع واعداد الكثير من الأقوال المشهورة والأمثال والنوادر والحكم التي لا زالت مخطوطة . من أهم ما كتبه نصيحة يقول فيها: تذكر ان تحاسب نفسك على أخطائك قبل ان تنام حتى يستقيم يومك التالي

ساهم رحمه الله في اللجان التي ساهمت في بناء متوسطة قره قوش ، كما ساهم في التعداد العام للسكان عام 1957 في القرى والأرياف ، وعمل رئيساً للجنة مراجعة سجلات النفوس في تلك السنة

بعد حياة مليئة بالعطاء والعمل الدؤوب لازمته نوبة قلبية لفترة طويلة فوافته المنية عام 2000